أن الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، وما تشهدها سوريا بشكل مستمر، من عمليات القصف العشوائية للطيران الحربي بالمواد الحارقة والبراميل المتفجرة على العديد من المحافظات السورية، واستهدافها بالمدافع وراجمات الصواريخ…، وغزوها بالدبابات وكل أنواع الأسلحة الثقيلة واستباحتها بالكامل لجنودها وارتكاب عمليات القتل والتعذيب والاغتصاب والتهجير والتشريد… بحق سكانها، وبث حالات الرعب والفوضى فيها، حيث تشير الإحصاءات إلى أن عدد القتلى وصل إلى أكثر من مائتي ألف مواطن، ووصل عدد المهجرين والمشردين إلى حوالي عشرة ملايين شخص، بالإضافة إلى مئات الآلاف من المعتقلين والمفقودين والمخطوفين…
أن كل ما ذكر، بالإضافة إلى القبضة العسكرية والأمنية المركزة والشديدة، التي تدار بها المناطق التي أخضعها النظام لسطوته وسيطرته، وفقدان أية شرعية قانونية ودستورية للنظام المجرم ومؤسساته القائمة، التي شرعنت ولا تزال للاستبداد وارتكاب الفظائع والأهوال بحق الشعب والوطن، تجعل من الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها أكبر مهزلة في تاريخ العالم المعاصر، رغم العدد الكبير للمرشحين المتقدمين لخوض ما تسمى بالانتخابات الرئاسية، الذين زكاهم النظام ورضي عنهم تلك المؤسسات الصورية ( المحكمة الدستورية العليا، مجلس الشعب )، ومن شأنها أن تنسف جميع الفرص من أجل إيجاد حل سياسي للوضع الراهن التي تمر بها البلاد، وبما يلبي طموحات الشعب السوري وتطلعاته المشروعة في الحرية والعدالة والديمقراطية.
أن الشعب السوري، ورغم كل المعاناة التي يكابدها والألم الذي يقاسيه، منذ انطلاقة ثورته المباركة وحتى الآن، مصمم على المضي في نضاله المشروع مهما كانت حجم الخسائر والتضحيات التي تنتظره، حتى تحقيق كامل أهدافها وإسقاط هذا النظام الاستبدادي القمعي، وبناء دولته الديمقراطية التعددية…، المبنية على أسس الحق والقانون، والتي يتمتع فيها جميع مكوناتها المتعايشة تاريخياً، بحقوقهم المتساوية، وفق ما نصت عليه القوانين والعهود والمواثيق الدولية ومبادئ حقوق الإنسان وحرياته الأساسية، وما محاولة النظام المجرم من وراء إجراءه هذه الانتخابات الهزلية والصورية، لإصباغ الشرعية على حكمه وتسلطه وجرائمه بحق الشعب السوري، والاستمرار في قمعه ومنعه من ممارسة حقوقه وحرياته…، إلا محاولة أخرى يائسة وفاشلة ولن يكون لها أي نصيب من النجاح، وسوف لن يفلت هذا النظام المجرم وأركانه من الانهيار والسقوط والمحاكمة أمام محكمة الجنايات الدولية، لمحاسبته على جرائمه الرهيبة بحق الشعب السوري، وعلى المجتمع الدولي أن يكون حازماً وأن يمارس دوره ويتحمل مسؤولياته بالكامل وأن يعمل بجدية لوضع حد لمأساة الشعب السوري، وأن يمهد الطريق أمامه ليعيش بحرية وكرامة وسلام وآمان.