لازكين ديروني
ان احد اهم اسباب اخفاقات الكورد في عدم الحصول على حقوقهم واقامة دولتهم القومية اسوة ببقية الشعوب هو عدم استطاعتهم على تكوين علاقات سياسية واستراتيجية مع دول كبرى مثل امريكا وروسيا وبعض الدول الاوروبية كفرنسا و بريطانيا ذات الثقل والتاثير على القرارات المصيرية في العالم بل بقيت على مدى قرون مضت رهن العلاقات مع الدول الغاصبة لكوردستان التي كانت تنتهي بشكل كارثي على الاغلب كما حدثت لثورة مصطفى البرزاني بعد اتفاقية الجزائر المشؤومة في عام 1975بين ايران والعراق وتخلي ايران عن دعمها لتلك الثورة بعد تحقيق مصالحها وكما حصل ايضا بين الحزب العمال الكوردستاني والنظام السوري عندما تخلى عن السيد عبدالله اوجلان في عام 1999 عندما اقتضت مصلحتها ذلك وغيرها من التجارب الفاشلة.
بعد 15 اذار 2011 دخلت سوريا مرحلة جديدة ومهمة وكانت فرصة تاريخية لكورد روجآفايي كوردستان في استغلال هذه الفرصة بترتيب البيت الكوردي قبل كل شيء وتكوين مرجعية كوردية وتقديم مشروع كوردي موحد و واضح والاستفادة من تلك التجارب الفاشلة التي ذكرناها اعلاه والعمل على تكوين علاقات مع الدول الكبرى ذات التاثير وصاحبة القرار في رسم مستقبل سوريا سواء كان بالتقسيم او غيرها من الحلول لكن الذي حصل هو العكس تماما فلا ترتيب البيت الكوردي ولا مشروع كوردي موحد و واضح ولا علاقات استراتيجية مع الدول الكبرى فالمجلس الوطني الكوردي انضم الى المعارضة السورية التي لم تعترف حتى الان بحقوق الشعب الكوردي بسبب شوفينيتها و وقوعها تحت هيمنة وسياسة الدولة التركية المعادية لحقوق الكورد و ب ي د التي شكلت علاقة مع النظام السوري وتخلت عن الفكر القومي وسعيها وراء فلسفة الامة الديمقراطية الخيالية وبالرغم من تشكيلها لقوات حماية الشعب ومحاربة داعش والجماعات الاسلامية المتطرفة لحماية المنطقة الكوردية وتكوين علاقة مع القوات الامريكية في الاونة الاخيرة وتلقيها بعض الدعم العسكري من اجل محاربة داعش في منبج والرقة وغيرها لكن هذه العلاقة ليست سياسية استراتيجية وانما هي علاقة عسكرية تكتيكية مؤقتة لغاية محاربة الارهاب فقط لان امريكا تدرك تماما مدى تشتت الحركة السياسية الكوردية وافتقارها الى مشروع كوردي واضح ومتفق عليه من قبل جميع الاطراف ولذلك لاتستطيع ان تعتبر ب ي د الممثل للشعب الكوردي وتطلعاته في سوريا حتى تكون معها علاقة سياسية و استرتيجية لضمان حقوق الكورد وحمايتها ولهذا فلا تتعدى علاقتها مع ب ي د سوى استغلال تلك القوات التي لديها في محابة داعش وقد تنتهي بالقضاء على داعش وتصريح روبرت فورد السفير الامريكي السابق في سوريا قبل عدة ايام لم ياتي من الفراغ ولم ينطق عن الهوى لانه رجل سياسي ومطلع على الوضع السوري بشكل جيد عندما قال : ان الكورد سيدفعون غاليا ثمن ثقتهم بالامريكيين موضحا ان النظام السوري سيذهب الى القامشلي ويعقد اتفاقا مع ايران وتركيا لتدمير الكورد واضاف فورد ان المسؤولين الامريكيين يستخدمون الكورد بطريقة تكتيكية و مؤقتة ولن يستخدموا الجيش الامريكي للدفاع عن غرب كوردستان كاقليم مستقل في مستقبل سوريا .
ان ما قاله فورد يعرفه معظم الشعب الكوردي وخاصة الطبقة المثقفة والنخبوية والمطلعة على الشان السياسي عبر آلاف الكتابات والتصريحات والنداءات لكن لا حياة لمن تنادي كما يقال بسبب الحالة الحزبية الكلاسيكية التقليدية المتجزرة في الحياة السياسية الكوردية والتي باتت معوقا لكل راي او تغيير من شانه يؤدي الى الخروج من تلك الحالة العقيمة الى حالة متطورة تناسب المرحلة الراهنة ومتطلباتها ولكن ما جاء في تصريح السيد فورد يؤكد مرة اخرى صوابية الانتقادات الموجهة ل ب ي د في هذا الشان بشكل خاص والاحزاب الكوردية بشكل عام ليس حقدا او تهجما وانما للضغط عليها للرجوع عن تفردها وعنجهيتها الحزبية المطلقة خارج ارادة الشعب الكوردي .
20/6/2017سويسرا