بداية تصفية الحسابات

الأمازيغي: يوسف بويحيى
نعم لقد بدأت خطط القائد “مسعود بارزاني” تعطي أكلها على أرض الواقع فيما يخص نهجه لمقولته الشهيرة “إن لم يتركونا نعش بسلام فلا احد سنتركه يعيش بسلام” ،بعد أن تقوت جبهات البيشمركة بأوامر من الزعيم “بارزاني” و إعطاء التعليمات لكل القادة العسكرية و السياسية ، اصبح الكل في تأهب للرد صاع صاعين.
النقطة أولى: لقد بدأ فتيل الحرب في إقليم كوردستان إيران بعد إشتباكات عنيفة مع الجيش الإيراني الذي تلقى خسائر بشرية و مادية لم يكن يتوقعها ابدا مما زاد نظام “ملالي” قلقا ان تتحول الإنتفاضة الكوردية إلى الجزء الكوردستاني في إيران هذا ما سيربك الملشيات الإيرانية الجبانة في التطاول على إقليم كوردستان العراق.
النقطة الثانية: الإنتفاضة التي اشعلها شباب كركوك الذين يسمون أنفسهم البيشمركة المتطوعون ، لقنوا الحشد الشعبي دروسا اولية في الشجاعة و بأن كركوك لم تنتهي بعد و قتل العشرات من الحشد الشعبي الإيراني.
النقطة الثالثة: غليان الوضع الكوردي و غضب الزعيم “مسعود بارزاني” و نيته للإنتقام اصبحت تركيا خائفة بدورها من قوات البيشمركة بالتدخل في قضية “ديار بكر”   التي ستحول تركيا ارض معركة لسنين كما هو حال العراق تاريخيا ، بدأ ناقوس الخطر على تركيا مما جعل الأخير تتحفظ بتهديداتها المسبقة على الكورد بعد خطاب الزعيم “بارزاني” برفض تمديد ولايته ، مما سيحتم على “اردوغان” الجري إلى طاولة الحوار مع “بارزاني” من اجل عدم تفاقم الأزمة الكوردية في تركيا.
النقطة الرابعة: بدأ العمل في تنظيف البيت الكوردي من الخونة ذلك بإنعقاد مجلس المكتب السياسي لحزب الإتحاد الوطني الكوردستاني الذي اخرج بالتصويت بإستقالة “برهم صالح” و بحل المكتب السياسي و إعادة تشكيل لجنة من 11 عضوا برئاسة الأسد الكوردي “كوسرت رسول” ، و جاري الدور على باقي الخونة الآخرين.
النقطة الخامسة: هناك تحول في خطط نضال الزعيم “بارزاني” إذ تحول من عمله كرئيس الإقليم (أعلم أنه مازال رئيسا انا اقصد عمله في الخفاء حاليا) إلى زعيم الشعب الكوردي في كل اجزاء كوردستان الأربعة ، بمعنى اصبح يشكل تهديد لجميع الدول الإقليمية الغاصبة بشكل واضح ، اصبح له رأي واضح صريح في تركيا و إيران و سوريا.
النقطة السادسة: تغير في فلسفة العمل الكوردي و خصوصا العسكري بأنه اصبح محافظا اكثر بعدم الدخول في أي حرب إلا لمصالحه الشخصية ، ضاربا بذلك عرض الحائط برغماتية و إنتهازية و نفاق أمريكا و اروبا ، الكورد و بتعليمات “بارزاني” بدؤوا في السير نحو العمل واحد بواحد و الثاني بالثاني ، و الكل من اجل مصلحته و بضمانات موثوقة متساوية.
النقطة السابعة: إنقلابات التوازنات السياسية السنية على االتحالف الأمريكي و الأروبي اصبح له إنعكاس إيجابي على إقليم كوردستان ، كما أن إستقالة رئيس الوزراء “الحريري” في لبنان بضغط إيراني من “حزب الله” سيجعل كل من التحالفات السنية في أمس الحاجة إلى الكورد كحليف رئيسي مهم من أجل صد المد الشيعي ، و بداية صراع جديد عربي إيراني سيستغله إقليم كوردستان لاجل نفسه كونه صحح أخطاءه السابقة و لن يقع فيها ابدا كما انه لن يدخل حربا إلا بغنيمة الأرض و الإستقلال.
النقطة الثامنة: سياسة الكورد الجديدة جعلت الكل في ورطة سواء إيران و تركيا و كذلك امريكا و دول التحالف الدولي ، بمعنى ان الكورد لم يعودوا يثقون بشيء و بأحد ، و هذه نقطة ستعاني من خلالها أمريكا كثيرا و لسنوات خصوصا إنها تعرف الكورد في عنادهم و هم بالفطرة عنيدون جدا.
النقطة التاسعة: كل هذه الضغوطات ستؤدي إلى حرب بين الكورد و القوات العراقية و الحشد مما سيفرض على أمريكا و أروبا بضغوطات إقتصادية عربية سنية أن تكف بالضغط على الكورد و أكيد سيلعب البيشمركة دورهم الحاسم للهجوم و إسترجاع المناطق الكوردية المحتلة ، لأن الحشد الشعبي و القوات العراقية لا تستطيع و لم تكن تستطيع القيام بشيء لولا مباركة أمريكا.
النقطة العاشرة: بعد إسترجاع المناطق و رسم حدود 2016 لن يبقى أمام امريكا و اروبا سوى الإعتراف بكوردستان دولة مستقلة رغما على أنوفهم.
النقطة النهائية: كوردستان قادمة مستقلة و حرة ، فقط مسألة وقت ليس بطويل.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد ابراهيم منذ أربعة عشر عامًا، كان الأطفال السوريون يعيشون في مدارسهم، في بيوتهم، في أحلامهم. كان الحلم بالغد أقرب إليهم من أي شيء آخر. وكانوا يطمحون لمستقبل قد يحمل لهم الأمل في بناء وطنهم، سوريا، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من عزةٍ وكرامة. كان العلم هو السلاح الوحيد الذي يمكن أن يغير مجرى الحياة. لكن بعد ذلك، غيّرت الحرب…

اكرم حسين لطالما كان الكرد في قلب الجغرافيا الشرق أوسطية أحد أكثر الشعوب تعرضاً للتهميش والاضطهاد القومي، بالرغم من كونهم يشكلون ثاني أكبر قومية في المنطقة بعد العرب، ويملكون تاريخاً عريقاً وثقافة غنية ومطالب سياسية مشروعة في الاعتراف بهويتهم القومية وحقوقهم في الحكم الذاتي أو المشاركة العادلة في السلطة. في تركيا وإيران وسوريا والعراق، تكررت السياسات ذاتها: إنكار…

دلدار بدرخان لم يعد اليوم بالأمر الصعب أن تكشف افتراءات وأضاليل الجهات التي تحاول تزوير التاريخ وتشويه الحقائق كما كان في السابق، فما هي إلا كبسة زر لتحصل على كامل المعلومات حول أي موضوع أو مادة ترغب بمعرفته، ولم يعد الأمر يحتاج إلى مراجع وكتب ضخمة غالبيتها مشبوهة ومغلوطة، بل يكفي الاتصال بالإنترنت، ووجود هاتف بسيط في متناول اليد، وبرنامج…

بوتان زيباري في قلب النقاشات، كانت الأصوات تتعالى لتؤكد أن هذه الأرض، التي يسميها البعض “كوردستان سوريا” أو “غرب كردستان”، ليست ملكًا حصريًا لقومية واحدة، وإن كان للكورد فيها حق الدم والعرق والتاريخ. بل يجب أن يُبنى الإقليم المرتجى بروحٍ تعترف بجميع مكوناته من عرب وآشوريين وسريان وغيرهم، كي لا يقع البناء الجديد فريسة لمرض القوميات الذي مزق سوريا…