الشعب الذي يشمت به أعداؤه

اسماعيل بيشكجي 
كان يجب أن يكون العنوان المباشر لهذا المقال هكذا: الشعب الذي يشمت به أعداؤه، الشعب الذي ييئس نفسه بنفسه، شعب يودِع نفسه آلاماً بلا حدود، ويدفع بأصدقائه وهم في قلتهم القليلة لأن ينصهروا بالآلام .
هوذا تعبير من شأنه التعريف بالشعب بالكردي…ومن المؤكد أنه لا يشمل الشعب الكردي جميعاً، سوى أن التعاون مع العدو والذي يسمّي بعضاً من عائلة طالباني، أظهر إلى الساحة تلك النتائج السلبية التي آلمت الشعب الكردي وكردستان عموماً.
ثمة ما يتردد في التاريخ جهة الشعب الكردي، وعبر سلوكيات موصوفة  ومعروفة في الكرد، مثل ” الشعب المقدام ” ، ” الشعب المغوار “، ” الشعب الذي لا يهاب الحرب “. هذه الأوصاف تكون صحيحة صادقة، عندما يكون الكرد في خدمة شعب آخر، كالشعب الذي أخذه رهينة، بحيث يحمل سيف الذي مارس تطويقاً له. إلا أنه عندما يباشر الحرب من أجل نفسه، فإن موقف التعاون مع العدو يشمت الأعداء به ويفرِحه أكثر.
?
الاتفاق السري مع الحشد الشعبي :
بافل طالباني الذي يكون الابن الأكبر لجلال طالباني، وأولاد أخيه من عائلة طالباني، وأنفار آخرون، كانوا قد أبرموا اتفاقية سرّية قبيل اجتياح كركوك، في ” 16 ” تشرين الأول 2017 مع قاسم سليماني آمر الحشد الشعبي. تبعاً للاتفاقية: عندما يبدأ الحشد الشعبي والقوات العراقية بالهجوم على كركوك، تبدأ القوات التي يقودها أولاد أخ طالباني بالانسحاب بأقصى سرعة، لكي يتم تسليم كركوك كما تم ذلك في ” 16 ” تشرين الأول. تلك كانت كركوك مدينة الكرد وقد سلّمت إلى الأعداء.. بالطريقة هذه، نُسيَ جينوسايد حلبجة، الأنفال، المقر الأمني في مدينة السليمانية… وما زالت وحدة العراق تجري حمايتها. لمن تم توجيه الشكر في ” 17 ” تشرين الأول من عام 2017، أي في اليوم الثاني لتسليم كركوك إلى القوات المعادية وآمر الحشد الشعبي؟
ما يعرَف عن قرب هو أن الحشد الشعبي تنظيم يعادي الكرد، وحيث كانت الزيارات المتكررة لقاسم سليماني آمر الحشد الشعبي إلى السليمانية واستضافته من قبل عائلة طالباني، واقعة غير مشكوك فيها. يندرج في ذلك اصطحاب جلال طالباني إلى طهران قبل ذلك بعدة أشهر .
ولقد صرَّح بافل طالباني بعد تسليم كركوك إلى العدو قائلاً ” ما كنت أستطيع حماية النفط المسروق…”. إن مفهوم ” النفط المسروق “، يجري استعماله من قبل الحكومة العراقية. والحكومة العراقية بالطريقة هذه تقيّم الكرد وهم يحرصون على ثرواتهم. لقد تمت سرقة وطنك، تمت سرقة هويتك. والصحيح هو أنها تعرضت للاغتصاب بقوة السلاح. وأي قيمة للنفط مقابل اغتصاب الوطن والهوية؟
ربما بالتعليم وحده، تتم معاداة الشعب بهذا القدْر، والتعلق بعدوه، ولهذا يجب دراسة عمليات  تعليم الطالبانيين. تُرى كيف تعلَّم بافل طالباني؟ بالنسبة إلى طه ياسين رمضان الذي كان يعرَف كاسم أول بالنسبة إلى صدام حسين كان كردياً، وكان ينظّم جينوسايد الكرد وأنفالهم. ولأجل ذلك كان يتعاون مع ” علي مجيد “. تُرى، هل من فارق بينه وبين بافل طالباني؟ واليوم، يواجه الكرد القتل العام على أيدي الحشد الشعبي مباشرة. نعم، الكرد يعيشون وضعية التعرض للقتل العام الموسَّع والمذهبي. وسبب ذلك، هو تسليم كركوك في ” 16 ” تشرين الأول إلى الحشد الشعبي والقوات العراقية .
في اليوم الذي سلّمت فيه كركوك إلى العدو، كان شيخ جعفر مصطفى، وهو من أحد القادة العسكريين، بدوره يقول التالي ” لو أننا حاربنا لعرَّضنا حياة آلاف البيشمركة للخطر…”،  ما كان موت آلاف البيشمركة أبداً مشكلة إن كانت الحرب ضرورية من أجل العراق، ومن أجل العرب… شيخ جعفر مصطفى بدوره لم يهمل بقوله ” أنا من أصدر أمراً بالانسحاب.  ومسعود بارزاني لم يكن على علم بذلك ” .
وهكذا كان المشهد التلفزيوني ليوم ” 15 ” تشرين الأول .ومن كان يجالس الرئيس مسعود بارزاني في الواجهة. من جانب كانت هيرو طالباني، ومن جانب آخر، كان فؤاد معصوم الرئيس العراقي، وكسرت رسول. وترددت عبارة ” لا تراجع عن الاستفتاء “. وهذا المشهد نفسه كان مألوفاً قبل ذلك بعدة أيام… كان هناك الرئيس مسعود بارزاني، محافظ كركوك نجم الدين كريم، وكسرت رسول وقد صرّحوا هكذا، وذلك عبر التأكيد على أنه ستجري حماية كل شبر من أرض كركوك عبر التصدي لهجومات العدو. وبدورهم فإن قادة آخرين قبل كمال كركوكي، محمد حجي محمود وغيرهم، أعطوا تصريحات من هذا النوع، وهم يقولون على أنه ستجري حماية كركوك شبراً شبراً، ولم يكن هناك من له علم أبداً بالاتفاقية السرّية …
كيف يمكن تقييم موقف هيرو طالباني من ” لا تراجع عن الاستفتاء ” وهي تجالس الرئيس مسعود بارزاني؟ من جهة كانت تجالس آمر الحشد الشعبي قاسم سليماني، ومن جهة أخرى تجالس الرئيس مسعود بارزاني…تُرى كم وجهاً لهذا السيناريو، أهو مسلك إيجابي أم سلبي ؟ 
هنا، يمكن التفكير بوجود سيناريو آخر بالمقابل وسط مخططات تسليم كركوك. لقد خطّط لحرب أهلية من خلال عملية تسليم كركوك للحشد الشعبي والقوات العراقية، ومن المؤكد أن عدم تنفيذ ذلك في غاية الإيجاب. من يمكنه نفي أنه في يوم ” 16 ” تشرين الأول، ما كان يحصل من قتال بين البيشمركة المطالبة بالاستقلال إلى جانب الكرد المطالبين بالاستقلال، وهم يقاومون عملية تسليم كركوك ، ومن ثم ما كان يجري من توحُّد بين الكرد المتعاونين مع العدو، مع الحشد الشعبي، ضد البيشمركة والكرد المطالبين بالاستقلال ؟ 
ومؤكد أن عدم تشكيل جيش مركزي من بيشمركة الأحزاب، موضوع مهم قابل للنقد من قبل حكومة إقليم كردستان، ويظهر أن وزارة البيشمركة لم تقم بدراسة ونقد مهم في إطار علاقة القادة مع بعضهم بعضاً، بناء عليه، يجب نقد وزارة البيشمركة. ومؤكد أن لا بد من عقوبة معينة لمن يتعاون مع العدو أيام الحرب، وعدم التطرق إلى عقوبة كهذه يثير المخاوف.
هزُّ سيف العدو :
يتضح من خلال النظرة إلى التداعيات الأخيرة، أن الكرد يحاربون من أجل أنفسهم، وقد بلغوا مرحلة من الوعي النموذجي، وهم يعرفون حمْل أسلحة العدو بشرف. سوى أنه في ” 16 ” تشرين الأول 2017، تبيَّن عن أن الوضع ليس كذلك، عندما لطَّخوا أنفار من عائلة طالباني تاريخ كردستان بعار أسود. وفي الوقت نفسه، لوَّثوا تاريخهم العائلي أيضاً بلطخة لا تُمحى .  
إن الشباب الكرد ممن بلغوا وعياً لمبدأ القيمة المثلى: الحرية، المساواة. الشباب الكرد الذين بلغوا وعياً بحيث يشمِتون بهم الأعداء، وهو ما يصدم شعبهم. الفئات الشبابية من الكرد ممن يعلمون أن حمل أسلحة العدو انعدام للشرف، ممن يستطيعون محو العار الأول، وتسجيل الكرد وكردستان في مشاركة عائلة قوميات العالم، كعضو مميز ضمن عائلة قوميات العالم. سوى أن أفراداً من عائلة طالباني لا يستطيعون محو هذا العار الملحق بتاريخ العائلة هذه.
من 1975 إلى 2017 :
كردستان اليوم جريحة. جرح كردستان غائر/ عميق، حيث إن الوضع اليوم أسوأ من هزيمة 1975. ففي عام 1975، تعرض الكرد لهزيمة على خلفية من النظام المعادي لهم قومياً. وبحضورب تركية في الجزائر أيضاً، فقد وقّع على اتفاق ما بين  محمد رضا بهلوي ” 1919- 1980 “، شاه إيران وصدام حسين ” 1937- 2006 “، المسئول العراقي.  حيث إن كلاً من الأمم المتحدة، بريطانيا، فرنسا والجزائر قد تشجعت لهذا الاجتماع، ووافقت عليه، وكان هناك دور كبير وقتذاك لبولنت أجاويد ” 1925- 2006 ” الرئيس العام لحزبCHP  في عقْد هذا الاجتماع.
فالعراق تنازل عن حقه في شط العرب لإيران، ومن جهتها فإن إيران أوقفت دعمها للكرد، وكان ذلك انهياراً للكرد، حيث إن دعم الكرد كان يتم من هذا الجانب .
وبصدد واقعة الجزائر بالمقابل، كان هناك ضرورة لطرح  بيان حول ذلك. لقد قادت الجزائر ما بين 1954-1961 نضالاً تحررياً قومياً ضد فرنسا، ولقد كان فعل التقارب في الجزائر ما بين المسئول العراقي صدام صدام وشاه إيران محمد رضا بهلوي بمثابة ذبح الكرد وكردستان .
وعندما رعت الجزائر اجتماعاً ما بين الذين كانوا يهددون كردستان، وقاربت بينهم، أما كان حقاً على الجزائر أن تقول ” لقد حققنا استقلالنا بالنضال التحرري، وللكرد أيضاً حقهم في ممارسة نضال كهذا، وبناء دولتهم المستقلة “؟ سوى أن ذلك لم يتم . حيث إن الجزائر لم تقل ” لن نقوم بعمل قذر ولا إنساني كهذا “، إنما تجاوبت الجزائر مع الدول الامبريالية والكولونيانية، حيث كان رئيس حكومة الجزائر وقتذاك هواري بومدين ” 1932- 1975 “، وكان أحد رموز الحرب النضالية التحررية، وتكررت واقعة كهذه كذلك سنة 1999 في كينيا، إذ إن كينيا بدورها نالت استقلالها في عام 1950، إثر خوضها نضالها التحرري ضد بريطانيا العظمى. سوى أنه في كينيا أيضاً، نجد أن رئيسها جيمو كينياتّي ” 1891- 1978 “، قد سلّمت المحتمي بها رئيس حزب العمال الكردستانيPKK عبدالله اوجلان إلى تركيا، ولم تقل كينيا ” لن نقوم بعمل قذر ولا إنساني كهذا ” .
عندما يؤتى على ذكر الكرد وكردستان، نجد أن دولاً  مثل الجزائر، وكينيا تلك التي قادت نضالاً تحررياً ضد القوى الامبريالية والكولونيالية، تصبح متحالفة مع القوى الكولونيالية والامبريالية. إن تنبُّهَ الكرد إلى هذه العلاقات مهم.
بعد تسليم كركوك إلى الأعداء، وبدء هجوم الحشد الشعبي والجيش العراقي على كردستان،لا بد من النظر في مثل هذه العملية وكيف تقيَّم عند بعض الكرد ممن يعيشون في أوربا .
الذين يقولون” ألم نقل بذلك ”  :
ثمة كرد ممن نُفوا من وطنهم، واضطروا لكي يعيشوا في الغربة، وفي حياة المنفى، دون أن يتحدثوا عن التعاون مع العدو أو مع بعض أفراد العائلة، سوى أنهم يكتبون مقالات تتهم الرئيس مسعود بارزاني هكذا ” عشائري، آغا، إقطاعي، استعراضي، متخلف، فاسد، ضال….الخ  “، بالطريقة هذه، يأتي استخدام عبارة: ألم نقل ذلك، ألم ننبّه مراراً …الخ،يظهرون بدورهم مشاعرهم وأفكارهم المعادية للكرد إلى العلن، وثمة بينهم من يرحّب بعملية تسليم كركوك إلى الحشد الشعبي والقوات العراقية .
وكذلك، فإنه يجري انتقاد الرئيس مسعود بارزاني واتهامه من خلال التضييق على انعقاد المؤتمر القومي.
في هذا الموضوع، ثمة ضرورة لتصريح مختصَر. من حيث الجوهر، نجد أن الجهات التي تعادي نشوء دولة كردية مستقلة، تتمثل في دول مثل تركيا، إيران، العراق وسوريا. تلك الدول التي تتحكم بمصير الكرد وكردستان بالتعاون فيما بينها، ومن هذه الناحية فإن كلمات ” نحن ضد دولة كردية مستقلة ” لا تتعدى حدود التسمية .
هناك قولة ” الدولة مضَرة ” أيضاً. ذلك ملموس حصراً في شعار مرفوع وموجه إلى الدولة الكردية المحتملة. أو فلا، إذ إن الذين يمتلكون موقفاً كهذا، لم يقوموا أبداً بأي احتجاج أو ممارسة نقد ضد العراق المرتكب للجينوسايد على كرد / كردستان. بناء عليه، فإن شعار ” الدولة مضرة ” من جهته شعار يخدم مصلحة الدول المتعاونة وفيما بينها وهي تتحكم بمصير الكرد/ كردستان . ويُعرف عن قرب، عن أن الذين يحرصون على هذا الموقف، كما في دعم الدولة المستقلة بالنسبة إلى ” عرب فلسطين “، يشددون على هذه العملية .
الاتحاد الأوربي، الولايات المتحدة الأميركية :
لا بد من توجيه نقد هنا إلى الاتحاد الأوربي. ففي ” 16 ” آذار 1988، نجد أن نظام صدام حسين، قد استخدم في حلبجة الغازات السامة ضد الكرد، وقد اختنق بالغازات السامة هذه خلال زمن قصير جداً أكثر من ستة آلاف كردي، وكان عدد الجرحى بالآلاف، سوى أنه بخصوص الجريمة ضد الإنسانية، لم يكن هناك من احتجاج ولا في أي مكان في العالم، لا في باريس، لا في لندن، لا في روما، لا في برلين، لا في واشنطن، ولا في موسكو أيضاً، ولا في أي مكان آخر في العالم، ما عدا تل أبيب فقط والتي شهدت مسيرة احتجاج ضد هذه الجريمة. 
حيث إن نظام صدام حسين على مدار صيف 1988، أي أشهر: حزيران، تموز وآب، ارتكب جينوسايد الأنفال، وفي ” 20 ” آب كانت نهاية الحرب الإيرانية- العراقية والتي امتدت لعشر سنوات، وبعدها كان ارتكاب الأنفال بصورة موسَّعة، وحفِرت مئات الحفر، وكل حفرة ضمت جثامين ” 75 ” شخصاً من الكرد بعد رميهم بوابل من الرصاص، ودفِنوا في هذه الحفر، ولا بد أن ديمقراطيي الغرب، الولايات المتحدة الأميركية، الاتحاد السوفيتي، ودول مثل تركيا، إيران، وسوريا كانوا يعلمون بذلك، إلا أن سياسة دعم العراق أسهمت في ارتكاب سلسلة من الجينوسايدات بالمقابل .
لو أن الدول الديمقراطية في الغرب، رفعت صوتها عالياً ضد الجينوسايد المرتكب في حلبجة بتاريخ ” 16 ” آذار 1988، هل كان في مقدور صدام حسين أن يرتكب جرائمه الكبرى  بامتداد أشهر الصيف وخريف 1988، والتي بلغت مستوى الجينوسايد؟
سوى أننا نجد اليوم دول الاتحاد الأوربي وهي دون موقف إزاء عملية الاستفتاء الكردي، إنها لا تعرف العملية الديمقراطية هذه. إنها لا تعرف نتيجة ” 93 ” بالمائة . من المؤكد أننا ” ندعم وحدة العراق “، وحيث إنها  تصادق على الجينوسايدات والتي هي جرائم ضد الإنسانية. تُرى، هل هناك انفصال في الديمقراطية الكونية؟ انفصال بصورة ” لا تسمح بممارسة الديمقراطية في كردستان “. من خلال تركيا، إيران، العراق وسوريا، يسمح لها بالتحكم بمصير الكرد وكردستان بطريقة ما، ومواجهة كل نوع من أنواع المخالفات بعقوبات إدارية وجزائية، بالقتل العام، وحتى ارتكاب الجينوسايدات أيضاً ؟ تُرى، هل أضيف القتل العلني بالمقابل في هذا الانفصال أو المختلَف عليه من الديمقراطية ؟
تُرى، هل هناك مفهوم للأمم المتحدة حول أن” كل الشعوب الإسلامية تستطيع بناء دولها المستقلة، من دون الكرد ..”؟ تُرى، هل هناك آية في القرآن بمعنى أن ” كل الشعوب الإسلامية تستطيع بناء دولها المستقلة، والكرد ليس في مقدورهم ذلك…” .؟ 
الاتحاد الأوربي الذي يشدد على وحدة العراق، يدعم الدولة الشمولية، المذهبية، مرتكبة الجينوسايدات، العنصرية، ويتجاهل مطالب الكرد الديمقراطية، ولا يتراجع عن تقديم جوائز السلام وحرية التعبير لأندريا زاخاروف بالمقابل، وهو بدوره استغلال أندريا زاخاروف ” 1921- 1989 “، وليس سواه طبعاً .
لقد بحث أندريا زاخاروف في جينوسايد الكرد بصورة موسَّعة، وبلغ مستوى من الوعي وهو في وجود غبن تاريخي بحق الكرد، وأن شعوره بآلام الكرد ومعايشته لها، دفع به إلى نقل المشكلة الكردية، مشكلة كردستان إلى الأمم المتحدة، وكان موته عائقاً أمام طرح هذا المشروع للتداول والمناقشة. هذه الآلام التي يعيشها الكرد، لا تغم الاتحاد السوفيتي.
يجب على الاتحاد الأوربي الذي يعادي كردستان الديمقراطية وهو يدعم الدولة الشمولية، العنصرية، المذهبية، الجينوسايدية، أن يعلن عن جوائز صدام حسين. من أجل اعتماد هذه الجوائز  لتركيا، إيران، العراق وسوريا وأوربا فيكون كثيرة الأعضاء، حيث إن الاتحاد الأوربي يمكنه مواجهة مصاعب كثيرة في الانتخاب الأول، الثاني والثالث، سوى أنه يجب على الاتحاد الأوربي حمْل هذه المصاعب على كاهله، والإعلان عن جوائز صدام حسين، وبالطريقة هذه يمكنه أن يحرّر اسم أندريا زاخاروف من الاستغلال بصورة حسنة أيضاً….
في ” 14-15 ” تشرين الأول، تحدث الرئيس ترامب عن الحصار الاقتصادي والعقوبات الموجهة إلى إيران، وكان يرفع نبرة صوته مع قوله ” لقد وضعنا الحشد الشعبي في لوائح العقوبات “.  وتبيَّن في ” 16 ” تشرين الأول، أنه مع إيران ضد كردستان، وأنه في دعمه للعراق، كان يدعم الحشد الشعبي الخاص بإيران، أن الولايات المتحدة الأميركية في مواجهة كردستان، حيث وقوفها إلى جانب إيران، قد أزال الحصار الاقتصادي نفسه والذي أعلِن عنه ضد إيران. لقد كان الحشد الشعبي يهجم على الكرد وكردستان بالأسلحة التي قدَّمتها الولايات المتحدة الأميركية  إلى العراق للحرب على داعش. تلك هي الأسلحة الثقيلة التي قدمتها الولايات المتحدة الأميركية إلى العراق، إلى الحشد الشعبي، ولم تعطها للكرد.
في السنوات ” 20- 25 ” الأخيرة، ظهرت قرابة ثلاثين دولة جديدة، فقد انهار الاتحاد السوفيتي، وبرزت إلى الساحة خمس عشرة دولة، وتفككت يوغسلافيا، والنتيجة ولادة سبع دول ، وانقسمت تشيكوسلوفاكيا داخلها إلى دولتين، ونالت أريتريا استقلالها، وانفصل السودان الجنوبي عن السودان جرّاء استفتاء، وكذلك فإن تيمور الشرقية مارست النضال التحرري واستقلت عن أندونيسيا، وأصبحت فلسطين عضواً مراقباً في الأمم المتحدة، وأن الجمهورية التركية في شمال قبرص، دولة قائمة منذ أمد بعيد. هذه الدول تم استقبالها في العالم جميعاً بصورة طبيعية، إلا أنه حين يتصل الأمر بكردستان يحصل زلزال أرضي، وأن العراق دولة ” مقدسة ” كثيراً.. 
جهة تركيا :
في تركيا، تم استقبال تسليم كركوك إلى الحشد الشعبي عدو الكرد، ومن ثم القوات العراقية بابتهاج، وبمزيد من مظاهر الحماس على صعيد الدولة والمجتمع وفي الصحافة . كان يتردد ” لقد وضِع حدٌّ لبارزاني “، إلى جانب تصريحات مثل ” لقد وجّهت ضربة إلى بارزاني “، ” ضربة أخرى إلى بارزاني …” ، ” تلقّي بارزاني لضربة أخرى …”، ” بارزاني يتلقى ضربة لم يحتسب لها أبداً “، وبشكل متواصل، وبصورة حماسية ويتلو بعضها البعض الآخر. أخبار كهذه كانت تظهر في الإعلام المحافظ، والحر، واليساري كذلك.. هكذا تكون أخوَّة الأمّة، أخوة الإسلام، أخوة الشعوب…. هو ذلك الوضع بحيث يعرَف عن قرب، وهو كيف أن الحصول على حق محدود للكرد، لكردستان،   يثير حفيظة الأتراك ويقلقهم، وأخوة الأتراك تكون على هذه الشاكلة، هكذا تعاش، هكذا تكون أخوة ” نحن كالظّفْر واللحم كيان واحد  “،  أخوة ” نحن سواء في السرّاء والضرّاء …” معاشة.  هكذا تكون أخوة ” لا أحد يفوقنا حبّاً لأخوتنا الكرد في ديار بكر، في الشرق “، وهكذا تعاش .
الختام :
مؤكد أن الاستفتاء كان ضرورياً، حيث إن نسبة المشاركين كانت ” 72 ” بالمائة، و ” 93 ” بالمائة بـ” نعم ” في التصويت بالمقابل. ولو أن نسبة المشاركة كانت أقل من ” 70 ” بالمائة، وأن نسبة المصوتين ” 51- 52 ” بالمائة بـ” نعم ” أيضاً، لكان الاستفتاء مقبولاً، وبالكاد كان يوقف الدعاية القائلة بـ” الشعب الكردي لا يريد الاستقلال “. والآن لا يشار أبداً إلى هذه النتائج، بحيث يؤخَذ الموقف، كما لو أن ليس هناك من واقعة بهذا الخصوص.
كيف يمكن الخروج من هذا المأزق؟ لا بد على الفئة الكردية التي تعلم أن الحياة المعيشة من خلال تعاون الأعداء ليست حياة، أن تعرّف بنفسها. لا بد أن فئة كردية  ستخرج إلى الساحة وهي تعلم أن  الحياة عبر حمْل أسلحة العدو، تمحق شرف الكرد على المستوى القومي. هذه الفئة الجديدة سوف يكون لها انعكاس في سياسة الكرد/ كردستان . هنا، ودون أن يكون ذلك رأيي، أشدد على أهمية لفت النظر إلى موضوع، وهو أن الأكثر تميزاً بالكردية في هذا السياق هو مسعود بارزاني. من هو أكثر  انتصاب قامة، من هو أكثر رباطة جأش هو الرئيس مسعود بارزاني، إنها الصفة التي تميّز مسعود بارزاني، وليس بسرٍّ أن هناك الكثير من المخططات السيئة المقاصد يجري الإعداد لها، لهذا يجب حماية الرئيس مسعود بارزاني، ومؤكد أن مخططات كهذه كانت موجودة دائماً، سوى أنها موجودة أكثر راهناً، ولاحقاً يجب حماية كسرت رسول، ومحافظ كركوك نجم الدين كريم ثالثاً هو الآخر يجب حمايته .
31-10/ 2017 
الترجمة من التركية إلى الكردية اللاتينية: أحمد كاني
الترجمة من الكردية اللاتينية إلى العربية: ابراهيم محمود
المصدر: Gelek ku Kêfa Dijminên Xwe Tîne – Rojnameya Kurdistan
 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…