الإفتراض الكوردي اللامقبول

بقلم :يوسف بويحيى (أيت هادي المغرب)
إن في الجنون حكمة وفي الحب شيئا من الجنون وهكذا تسقط قناعاتنا بين حب لا يرى أبعد من أنفه،
قد نجيد التلاعب باللغة وتبقى اللغة قيمة ملموسة عندما نكتب عن قضية موجودة كائنة تعيش من روائع فكر “هيغل” الأصيلة، قضية لا يمكن ان نفترضها حتى وإن لم تكن لأنها موجودة، لأن وجودها لا يرتبط بالزمن والمكان، كما نتمنى يوما ان يكون لوجودنا مكان، كيف لإنسان ان يكون موجودا لأصله ولا يتقبل نفسه ومخالفه في نفسه؛ هل بات الآن ان نعيد الإختلاف خلافا ؟؟. أم نعادي أصل الوجود بالموجود ؟؟ يا إلهك الضعيف ماذا عن فكرك وإلى أي شيء تطمحين ايتها الذات المريضة ؟؟ لقد رأيت إلهك الخائف في تلك الليلة الممطرة، كنت اظن ان معظم الرجال رأوه، لكن سرعان ما إتضح لي أنه أنا الوحيد الذي رآه.
عندما نكتب عن قضية الكورد فإننا نتحدث على قضية وجود ومن ليس موجودا هو من له حق الإفتراض في الوجود، ومن هو موجود فبالرغم من نفيه للوجود وإفتراضه لعدم الوجود فهو في النهاية موجود.
لا أرى من خلال إفتراض حب وجود القضية سوى دافع كره يجتاح كل التوقعات، توقعات تقف على عقبة العاطفة المشؤومة للذات الإفتراضية، المريضة بجنون العظمة الفارغة من الروح الواهية، لا يعقل ان نحب في القضية شعبا مادمنا لا نتقبل إلا ما يروق لنا فيه، ليبقى حبنا سوى حب أنفسنا فيه.
حب القضية الحقيقي ينبعث من كل ماهو فينا، قناعاتنا، قدراتنا، ميولاتنا، مشاعرنا، مستحيلاتنا، تناقضاتنا، إختلافاتنا، إكراهاتنا، طموحاتنا…
إن الوجود الهوياتي باعتباره وجود مقدس، والمقدس الموجود هو الإيمان، والإيمان قوة الإدراك والإمتثال لوعي معين، والقوة هي الحب الذي يضفي على الذات المقدسة المؤمنة بالهوية الموجودة القناعة الفكرية الأبدية بحب ذلك الوعي، الذي يرقى حتى يخيب شعورنا في ذاتنا بشيء خارج عن لاوعينا، اكثر الكلمات عفة سمعتها عن حب القضية الحقيقي أن الروح هي من تحضن الجسد.
أيتها الذات إحذري من أكاذيبك لأن كل الأشياء قابلة للحسم إلا حب القضية، أعرف جيدا انك لا تعلمين لماذا ؟؟ لأننا نثق بأكذيبنا فينا وأخطر الأكاذيب هي المنبثقة من ذواتنا تجاه انفسنا.
الحب هو الوعي بأننا أرواح مستقلة تسعى إلى التخلص من الحرية المقيدة بذات أو روح أو فكرة أو إحساس… هي تلك القوة التي تجعلنا ننسى اننا ملك لأنفسنا ولغيرنا في سبيل قضية ذاتنا، حيث من خلالها نقاوم كل شيء فينا يسعى لكسرنا والنيل منا.
أيتها الذات إن الخيانة كابوس لم ينتهي بعد في زمن أصبح الكل يرتوي منها، الخيانة اسمى شعور يمكن ان يظهر لك الحقيقة والأكاذيب التي يعكسها طموحك على مشاعرك، كشف الخيانة هي نقطة الوعي والحقيقة والنجاح وترسيخ الدلالة في كل مكونات الوعي بالذات والعالم الخارجي.
فمن لم يخنه غيره خانه نفسه، وهكذا تستمر إلى ان يعي الإنسان ذاته.
كما اني لا أخاطب الذات الحاقدة على نفسها ولا على غيرها ولا على قضيتها ولا كالتي تتبنى فكرا يسعى لبناء الرجل الأعلى، أو بالأحرى المرأة التي تسعى في إعادة النظرية النتشهوية للإنسان الأعلى ل”فريدريك نتشه” العظيم، الذي لا تخلو كتاباتها سوى أنها تصادفه عوض فهمه، لان الذات العليا تنبني على الإرادة الحرة القوية التي تؤمن بالروح قبل الجسد والفكرة قبل الحركة والحدس قبل الوعي والهدف قبل الإكراهات، لا الذات الأسيرة الحقد والأنانية ….
لا أظن ذاتك قرأت عن “ألياڤ شافاق” في رحلة “قواعد العشق الأربعون” او “لقيطة إسطنبول” التي من خلالها وصلت الذات إلى وجودها والإقتناع بوجودها السعيد بين عناء وٱكتئاب حاد وتيه وسفر شاق بحثا عن الشمس.
لقد سمعت كثيرا بأن الحدائق تكون جميلة بالأزهار، ولكن علمت للتو ان الأفاعي كذلك تعيش وسط تلك الأزهار.
أيتها الذات الكوردية القومية أنت المناضلة التي رأيت فيك شيم القضية، وإحترام القافية، وعلو كعب الفكرة الأخلاقية الأبدية السليمة الماهية ….
لم أعد أعطي للذات الأمازيغية الحاقدة اهمية في وجودي، لأن وجودي أجذر بوجودها الضعيف المنبني على وعي الحقد والرفض، ذات لاتجيد الحب مادام انها تعلم جيدا خبث الخيانة، تلك الذات التي مازال يكتب لها الكثير بدافع العاطفة المكبوتة، العاطفة الحاقدة التي لا تبرح حيز الفشل.
لا اكتب من فراغ ولا أعاتب سوى نفسي لأني ارغمتها على الكتابة يوما ما، لأجل إنسان لا يحب سوى المدح والتبجيل والتهليل ذات لا تعي نفسها ولا تريد سوى الإنتقام، كالذباب السام يتطاير غباره على الطاولة التي ارهقها تاريخ الخيانة والفشل والحقد.
فهنيئا ايتها الذات الشاعرة بوسام شرف الحقد والإنتقام.
مع تحيات امازيغي أجدر بالأكراد من تلك الذات.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد ابراهيم منذ أربعة عشر عامًا، كان الأطفال السوريون يعيشون في مدارسهم، في بيوتهم، في أحلامهم. كان الحلم بالغد أقرب إليهم من أي شيء آخر. وكانوا يطمحون لمستقبل قد يحمل لهم الأمل في بناء وطنهم، سوريا، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من عزةٍ وكرامة. كان العلم هو السلاح الوحيد الذي يمكن أن يغير مجرى الحياة. لكن بعد ذلك، غيّرت الحرب…

اكرم حسين لطالما كان الكرد في قلب الجغرافيا الشرق أوسطية أحد أكثر الشعوب تعرضاً للتهميش والاضطهاد القومي، بالرغم من كونهم يشكلون ثاني أكبر قومية في المنطقة بعد العرب، ويملكون تاريخاً عريقاً وثقافة غنية ومطالب سياسية مشروعة في الاعتراف بهويتهم القومية وحقوقهم في الحكم الذاتي أو المشاركة العادلة في السلطة. في تركيا وإيران وسوريا والعراق، تكررت السياسات ذاتها: إنكار…

دلدار بدرخان لم يعد اليوم بالأمر الصعب أن تكشف افتراءات وأضاليل الجهات التي تحاول تزوير التاريخ وتشويه الحقائق كما كان في السابق، فما هي إلا كبسة زر لتحصل على كامل المعلومات حول أي موضوع أو مادة ترغب بمعرفته، ولم يعد الأمر يحتاج إلى مراجع وكتب ضخمة غالبيتها مشبوهة ومغلوطة، بل يكفي الاتصال بالإنترنت، ووجود هاتف بسيط في متناول اليد، وبرنامج…

بوتان زيباري في قلب النقاشات، كانت الأصوات تتعالى لتؤكد أن هذه الأرض، التي يسميها البعض “كوردستان سوريا” أو “غرب كردستان”، ليست ملكًا حصريًا لقومية واحدة، وإن كان للكورد فيها حق الدم والعرق والتاريخ. بل يجب أن يُبنى الإقليم المرتجى بروحٍ تعترف بجميع مكوناته من عرب وآشوريين وسريان وغيرهم، كي لا يقع البناء الجديد فريسة لمرض القوميات الذي مزق سوريا…