نموت قهر وفينا حسرة من سياسي كردي يقدّم استقالتو

 ابراهيم محمود
يخرب بيتكن، شي مرة استحو عا حالكن، شي مرة اعترفو انّو الواحد فيكن عم يغلط بحق شعب، شعب طيب ، وديع، بسيط، عميق بانسايتو، مو متل خبثكن، نفاقكن، لئامتكن، وقاحتكن، برادة دمكن. اعترفو انّو في واحد، واحد وبس، عالأقل، لحتى تصح مقولة” لكل قاعدة استثناء “، واحد منكن شي مرة يعترف حتى لُو بالسر، بشي تصريح خطي، شفوي، انو غلط، او هوّ ندمان، لهالسبب ما لازم يستمر، ويطلب السماح من شعبو. ويقعد ببيتو وينقبر، لحتى يعرف غيرو انّو في واحد قبلو غلِط واعترف بغلطو وندم، او بعدين ترك السياسِة، واعترف هو التاني بغلطو وترك السياسة من بعدو.
يخرب بيتكن يا ساستنا، وساستنا مصيبتنا، مصّيتو دم هاالشعب، ما خليتو فيّو دم، لوين رايحين فيه؟ ولِك اشتهيت شي مرة اسمع ، اِقرا إنو واحد فيكن، واحد او بس يا ساستنا، ما عاد يتحمل غلاظة اللي حواليه، النفاق الداير بين المعتبرين حالن رفاق حزب، والحزب عم بيحز برقاب الشعب، شعب كردي، يعني شعب عم يتصفَّا عا ايدين اللي يكذبوا عليه ليل نهار بشعاراتن وتخبيصاتن، وما مرة طّلّع الواحد منّن بصورتو بشي مراية حقيقية ليشوف قديش هو مزيّف حالو، مبهدل ناسو، اسمه، قضيتو.
غريب امر هالناس اللي تحلف بشعبا، لتِقدر تستمر او هيّ عم تكذب وتكذب، او لنّا تكذب تكذب اكتر او اكتر، غريب امر اللي يعتبرو حالن ساسة، والسياسة عمرا ما كانت خزعبلات او شرشحة او متاجرة بعواطف الناس الغلبانين عَ امرن. عمرا ما كانت السياسة الضحك ع اللحى ع طول متل ما تتصورو، لنّو من يوم ما سمّيتو الحركة كردية، وشعبكن ما صدَّق انّو في مين يديرو ويحكي باسمو ويسمّي وجعو، وحضنكن، وما صدّقتو متل ما هو معلوم انّو صرتو بحضن شعب دفيان، دفيان بنبلو، بطيبتو، بمحبتو للي رادو يحكو باسمن، لبلَّشتو تنتفو بلحيتو، ايه نتفتو حتى رموشو، اهدابو، وتماديتو بالنتف والشلع، وصار فيكن هوس النتف ع قدر خلافاتكن، او انشقاقاتكن، صار الواحد ميال اكتر لينافس غيرو بالنتف، والشعب المسكين، الطيّوب، مسلّم امرو، او انتو مو هامكن غير هالنتف، ولَك صرتو تنتفو حتى عيونو، كل شي قدرتو تحطو ايدكن عليه، بدون ما تتأكدو منو، بدون ما تشوفو قديش نشّفتو دمّو، خلّيتوه مهزلة للعالم، او انتو شو؟ سألتو حالكن شي مرة، مرة وحدة بس شو انتن، شو سويتو بالناس اللي سلموكن الغالي والغالي وبس، لنّو ما في شي رخيص بها الشعب، كل شي فيه غالي او ما يرخص، بيرخص بحالة وحدة: مشان قضيتو، مشان وطن يدوّر عليه من زمان او زمان، او انتو اسما الله حولكن، بتعرفو شو انتو بطريقتكن هاي اللي بتعرفو فيّا حقيقة شعبكن؟ او انتو رخّصتوه، زتّيتوه ببازارتكن الرخيصة، بازارات العالم، رخصتو كل شي فيه بطريقتكن المبهدلة، لفتّو انظار العالم: ساستو الفعليين، اللي يهتمو بامركن او مين بتكونو، او هنّي مستغربين من ها الشي اللي بتعملوه فيه. طبعاً او ما عم بتقرأو شو عم بيصير بالشعب من ورا راسكن قبل كل شي، ما عم بتطلّعو بالشعب اللي تبهدل ع حدود العالم، شوارعو، غاباتو، بحارو، وهو هربان بجلدو، اللي ما خليتو فيه شي سالم حتى جلدو..ما بتحسو بشو عم بيصير او انتو  بتحكو كلام طالع نازل، لنّو مو هامكن شو عم بيصير من ورا تصريحاتكن وزعبراتكن..لنو اكتركن ما فيكن نقطة دم لتخجلو على حالكن، او تنتبهو انو شو سويتو بالشعب، مادام ولا واحد فيكن شي مرة حس انو هو غلط او ندمان ، او ترك الحزب المبهدل.
او لسّا عم نلوم العالم ال مو دريان فينا، او نِحني بالمحني. والقادم أعظم.
راح نموت قهر وفينا حسرة من سياسي كردي يقدّم استقالتو !
دهوك، في 26 -1-2017 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

د. محمود عباس في عالم يتأرجح بين الفوضى والنظام، يبرز المشهد السياسي للولايات المتحدة في ولاية دونالد ترامب الثانية (2025) كمحطة حاسمة لإعادة تعريف التوازنات العالمية. إن صعود ما يُمكن تسميته بـ “الدولة العميقة العصرية”، التي تجمع بين النخب الاقتصادية الجديدة والتكنولوجية والقوى السياسية القومية، يكشف عن تنافس ضمني مع “الدولة العميقة الكلاسيكية”، المتمثلة في المؤسسات الأمنية والعسكرية التقليدية. هذا…

تعرب شبكة الصحفيين الكُرد السوريين، عن قلقها البالغ إزاء اختفاء الزميلين أكرم صالح، مراسل قناة CH8، والمصور جودي حج علي، وذلك منذ الساعة السابعة من أمس الأربعاء، أثناء تغطيتهما الميدانية للاشتباكات الجارية في منطقة صحنايا بريف دمشق. وإزاء الغموض الذي يلف مصيرهما، فإننا نطالب وزارتيّ الإعلام والداخلية في الحكومة السورية، والجهات الأمنية والعسكرية المعنية، بالتحرّك الفوري للكشف عن مكان وجودهما،…

اكرم حسين في عالم السياسة، كما في الحياة اليومية عندما نقود آلية ونسير في الشوارع والطرقات ، ويصادفنا منعطف اونسعى إلى العودة لاي سبب ، هناك من يلتزم المسار بهدوء ، وهناك من “يكوّع” فجأة عند أول منعطف دون سابق إنذار. فالتكويع مصطلح شعبي مشتق من سلوك السائق الذي ينحرف بشكل مفاجئ دون إعطاء إشارة، لكنه في السياسة يكتسب…

إبراهيم اليوسف توطئة واستعادة: لا تظهر الحقائق كما هي، في الأزمنة والمراحل العصيبةٍ، بل تُدارُ-عادة- وعلى ضوء التجربة، بمنطق المؤامرة والتضليل، إذ أنه بعد زيارتنا لأوروبا عام 2004، أخذ التهديد ضدنا: الشهيد مشعل التمو وأنا طابعًا أكثر خبثًا، وأكثر استهدافًا وإجراماً إرهابياً. لم أكن ممن يعلن عن ذلك سريعاً، بل كنت أتحين التوقيت المناسب، حين يزول الخطر وتنجلي…