الغرب يدين قمع المتظاهرين وحقوقيون مصريون يؤكدون ان دمشق ُتعيد إنتاج العقل العربي في معالجة الثورات

  نددت الحكومة الالمانية باعمال العنف التي ارتكبتها قوات الامن ضد المتظاهرين في سوريا، ووصفتها بانها “مثيرة للسخط وللانشغال”.

وقال المتحدث باسم الحكومة ستيفن شيبرت خلال مؤتمر صحافي “ان العنف الحالي ضد المتظاهرين مثير للسخط وللانشغال”.
واضاف ان المواجهات الدامية في العديد من مدن سوريا “تشكل انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان اقترفتها الحكومة السورية وقوات الامن”.

وشدد على ان “الحكومة الالمانية تدين القمع العنيف للمتظاهرين المسالمين وكون المتظاهرين الذين قتلوا او اصيبوا اصابات بالغة كانوا اساسا في درعا” المدينة الواقعة على بعد مئة كلم جنوبي دمشق.
وتابع المتحدث ان المستشارة الالمانية انغيلا ميركل تدعو السلطات السورية “والرئيس الاسد شخصيا الى الدفاع عن حق التعبير السلمي والتظاهر السلمي” موضحا ان برلين تنتظر “تجسيم” الوعود بالاصلاحات السياسية في سوريا.

واضاف “نحن ندعو الحكومة السورية الى احالة المسؤولين في قوات الامن، على اطلاق النار الذي ادى الى قتل متظاهرين مسالمين، على المحاكم”.
بدورها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا “تدين” اعمال العنف الدامية في سوريا وتدعو دمشق الى “الكف فورا عن استخدام القوة ضد المتظاهرين”.
وقالت كريستين فاج مساعدة المتحدث باسم الخارجية للصحافيين ان “فرنسا تدعو السلطات السورية الى التخلي فورا عن استخدام القوة ضد المتظاهرين والى البدء من دون تأخير بتنفيذ برنامج اصلاحات يستجيب لتطلعات الشعب”.

واضافت “الاصلاح والقمع امران متعارضان”.
وأكدت المتحدثة باسم الخارجية ان “فرنسا تندد بقوة باعمال العنف التي ادت ايضا مؤخرا الى سقوط اكثر من عشرين قتيلا والعديد من الجرحى في مدن سورية عدة خصوصا في درعا.

اعمال العنف هذه غير مقبولة”.
واعلنت ان “فرنسا تطالب بالافراج عن جميع سجناء الرأي خصوصا الاشخاص المسجونين بسبب مشاركتهم في التظاهرات”، منتقدة “استمرار الاعتقالات وترهيب الصحافيين، وهي ايضا (ممارسات) غير مقبولة”.
وقالت المتحدثة ان فرنسا ترى ان “الاطلاق السريع لاصلاحات سياسية فعلية خصوصا رفع حال الطوارئ، وحده كفيل بالاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب السوري وبالمساهمة بالتالي في استقرار البلاد، ما يصب في مصلحة الجميع.

حقوقيون مصريون: دمشق ُتعيد إنتاج العقل العربي في معالجة الثورات ..

إطالة أمد الإصلاحات في سوريا يفاقم الأزمة

بهية مارديني – ايلاف

طالب حقوقيون مصريون النظام السوري بإجراء إصلاحات فورية وسريعة، إلا أنهم عبّروا عن اعتقادهم بأن النظام يعيد إنتاج العقل العربي في معالجة الثورات، محذّرين من أن إطالة أمد الإصلاحات ُيفاقم الأزمة.
اعتبر المحامي حجاج نايل مدير البرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان في تصريح خاص لـ”ايلاف” أنّ النظام السوري يعيد إنتاج العقل العربي في معالجة الثورة السورية، لافتًا إلى أنه لم يستفد من الدرس اليمني والليبي.

وعبّر عن اعتقاده بأن الأمور سوف تتجه إلى التصعيد سريعًا، محذّرًا من أن النظام سوف يدفع ثمن مكابرته وعنفه مع الشعب.
وعبّر عن رأيه في أن العنف الأمني هو ما يصعّد الأمور، وأنه لن يخمد صوت الجماهير وُيسرّع من رحيل النظام السياسي، معتبرًا أن الحل يكمن في أن يحصل تحول كبير وجذري وتعتذر الأنظمة من الشعوب، وتتجه إلى محاكمة الفاسدين والسماح بحرية الرأي والتعبير، وقيام برنامج للإصلاح، إضافة إلى رحيلها الطوعي في انتخابات نزيهة.

على النظام السوري الاستفادة مما يحدث في دول مجاورة

بدوره قال المحامي ناصر أمين مدير المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة في تصريح خاص لـ”إيلاف” إنه على النظام السوري أن يعلم أن رياح التغيير قد هبّت، وأن عليه الاستجابة للمطالب بجدية”، مشيرًا إلى أنّ عليه الاستفادة مما حدث في البلدان المجاورة، ومعتبرًا أن قتل المتظاهرين من قبل النظام السوري هي جرائم ضد الإنسانية تندرج تحت إطار المحكمة الجنائية الدولية، بما يعني ملاحقة المتورطين.
وقال “هذا أمر وارد جدًا”، مؤكدًا أن الأنظمة يجب أن تعلم أنه لم يعد بإمكان أحد أن يتحايل على مطالب شعبه في الحرية والكرامة، وأنه لا سبيل أمام الحكام غير الاستجابة الفعلية.

إطالة أمد الإصلاحات يفاقم الأزمة

من جانبه اعتبر الباحث علاء شلبي المدير التنفيذي للمنظمة العربية لحقوق الإنسان (المكتب الرئيس في القاهرة) في تصريح خاص لـ”إيلاف” ان إطالة أمد الإصلاحات يؤدي إلى تفاقم أزمة الأنظمة، موضحًا أن استغراق أوقات طويلة في إنهاء العمل بقانون الطوارئ هو أمر غير منطقي وغير معقول، مشددًا على أن فكرة استخدام القوة في التعامل مع المتظاهرين، ثم الحديث عن وجود عنصر ثالث، هو مسؤولية الدولة في المحصلة.
وطالب شلبي “بتحقيق قضائي ونزيه في كل المحافظات السورية التي شهدت أحداث عنف”، محذّرًا من أنّ تزايد حالة الاحتقان الشديد وأن الإصلاح المتدرج البطيء يفاقم الأحداث.
هذا وأعربت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بيان، تلقت “إيلاف” نسخة منه، عن قلقها البالغ لاستمرار قوات الأمن في ارتكاب جرائم قتل المتظاهرين العُزل في العديد من المحافظات السورية، التي أدت بحسب مصادر حقوقية إلى سقوط قتلى وجرحى.
يفاقم من قلق المنظمة، بحسب البيان، إلحاح السلطات السورية على تورط طرف ثالث في إطلاق نيران على قوات الأمن، وهو طرف لم يتم الكشف عنه، رغم ما نشرته التلفزة السورية من صور حية لوقائع إطلاق نار من جانب عناصر وصفوا بالمجهولين، وشدد البيان  على أن الكشف عن ماهية هذه الوقائع يبقى مسئولية السلطات الأمن السورية، ولا يبرر بأي حال قمع التظاهرات السلمية ومخالفة قواعد استخدام القوة والرصاص الحي.
وجددت المنظمة إدانتها جرائم قتل المتظاهرين العُزل في سوريا، مشددة على ضرورة إجراء تحقيق قضائي مستقل ونزيه في هذه الجرائم يكفل محاسبة المسؤولين عنها، ومنع إفلاتهم من العقاب.

وأكدت المنظمة أن تراخي السلطات السورية عن إجراء هذا التحقيق سيستوجب قانوناً إجراء تحقيق دولي للكشف عن مرتكبي هذه الجرائم وضمان محاسبتهم.
وذكّرت المنظمة السلطات السورية بتعهداتها الدولية في مجال حقوق الإنسان، كما دعتها إلى الإسراع في تلبية المطالب الوطنية المشروعة وتحقيق الإصلاحات المنشودة، وأكدت أن إنهاء حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ نصف قرن لا يستدعي أكثر من قرار رئاسي وفقاً لأحكام الدستور.


ايلاف

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

مسلم شيخ حسن – كوباني يصادف الثامن من كانون الأول لحظة فارقة في التاريخ السوري الحديث. ففي مثل هذا اليوم قبل اثني عشر شهرًا انهار حكم عائلة الأسد بعد أربعة وخمسين عاماً من الدكتاتورية التي أثقلت كاهل البلاد ودفعت الشعب السوري إلى عقود من القمع والحرمان وانتهاك الحقوق الأساسية. كان سقوط النظام حدثاً انتظره السوريون لعقود إذ تحولت سوريا…

زينه عبدي ما يقارب عاماً كاملاً على سقوط النظام، لاتزال سوريا، في ظل مرحلتها الانتقالية الجديدة، تعيش واحدة من أشد المراحل السياسية تعقيداً. فالمشهد الحالي مضطرب بين مساع إعادة بناء سوريا الجديدة كدولة حقيقية من جهة والفراغ المرافق للسلطة الانتقالية من جهة أخرى، في حين، وبذات الوقت، تتصارع بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية للمشاركة في تخطيط ورسم ملامح المرحلة المقبلة…

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…

مصطفى جاويش بعد مضي عام على معركة ردع العدوان وعلى سقوط النظام السوري ووصول احمد الشرع الى القصر الرئاسي في دمشق بموجب اتفاقيات دولية واقليمية بات الحفاظ على سلطة الرئيس احمد الشرع ضرورة وحاجة محلية واقليمية ودولية لقيادة المرحلة الحالية رغم كل الاحداث والممارسات العنيفة التي جرت ببعض المحافظات والمدانة محليا ودوليا ويرى المجتمع الدولي في الرئيس احمد الشرع انه…