بيد أن الضريبة التي دفعتها السيدة مسالمة لتصريحاتها الخجولة وبيان وزارة الداخلية الأخيرة بعدم تساهلها وتهاونها مع المتظاهرين الذين يهددون أمن وسلامة الوطن والمواطن قد أعاد الدكتور الى رشده وأيقظه من الأحلام والخيالات التي راودته في بداية الأحداث بأن لا مكان للوسطية والحيادية بين النظام المقاوم الممانع وبين أعداءه من الخونة المارقين الذين ينفذون مخططات الأمبريالية والصهيونية وأن التغريد خارج سرب الأجهزة الأمنية وسمفونياته المعروفة حتى بموال خجول هي خطوط حمراء لذا عاد صاحبنا الى السرب يغرد ويغني نفس الأغاني لحناً ونغماً ومفردات فهذه هي طبيعة ومسار ومسيرة الأنظمة الأستبدادية تعاقب عناصرها بأشد مما تعاقب خصومها ومعارضيها لأنها ترفض رفضاً مطلقاً أن يظهر على المسرح شاهد من أهل البيت يكشف عن عوراته ويسقط الأقنعة عن المجرمين والقتلة أو ينشر غسيلهم القذر على الحبال والمشاجب والأشارة الى الفاسدين واللصوص والناهين للمال العام البالغة مئات المليارات من القطع الأجنبي وتداعياتها الكارثية التي دفعت نسبة مخيفة من أبناء الشعب السوري الى هاوية الفقر وشفير المجاعة خدمة لهدف (أسمى) هو بقاء القائد الرمز شامخاً بهامته الى الأبد منتشياً بنصره المبين على أبناء شعبه الذي يرى البعض من جوقة مجلس الشعب بأن سوريا باتت ضيقة على مقاسه لا تتناسب ومنجزاته وإنتصاراته فعليه أن يحكم العالم بقاراته الخمسة .
وبحسب إعتقادي المتواضع بأن السيد خالد عبود وهو أيضاً أحد عناصر الأوركسترا في جوقة مجلس الشعب كان صادقاً مع نفسه ومبادئه وأيدلوجيته منذ البداية اكثر مما كان عليه الدكتور حينما قال (بأن سوريا بلدنا ونحن أحرار فيها) بالنهج والتخطيط والممارسة قتلاً وسلباً ونهباً وكماً للأفواه وكبتاً للحريات ) التي تتطابق مع مقولة المصري الصعيدي (دي مراتي وأنا حر بيها).فتلك هي المأساة والكارثة أن ينحدر الخطاب السياسي والثقافي الى هذا الدرك من الانحطاط الأخلاقي والانساني الذي يدخل في خانة الجريمة ضد الانسانية بامتياز وإغتيالاً مع سبق الاصرار للموروث الثقافي والحضاري للشعب السوري الذي سنتقم عاجلاً أو آجلاً من كل الجلادين والقتلة والمنافقين والمتملقين بعقاب قاسي وشديد فالتاريخ لا يرحم والأيتام والآرامل لن يغفروا ولن يسامحوا مصاصي دماء آبائهم وأزواجهم وسيعرف الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
16-4-2011