مليون يورو.. للمجلس الوطني الكردي …!!!

خليل كالو

   ما أحلى الإحساس بالمسئولية وما أجمل حينما يتنافس المتنافسون على واجب وعمل وطني كي يجلب المجد والعزة لصاحبه.

فقد نشر على موقع ولاتي مه welatê me  خبر جاء فيه :” أعلن رجل أعمال كوردي سوري، مقيم في الخارج، عن نيته في دعم صندوق مشترك للحركة الكوردية بمليون ليرة سورية، شريطة توحيد الصف الكوردي بجميع تياراته وتكتلاته. وأضاف رجل الأعمال بأنه سيستمر في دعم صندوق الكورد ومن جهتنا إذ نشكر التاجر الوطني صاحب الاقتراح، إننا نضعه برسم رجال الأعمال الكرد الوطنيين” هذا كل ما جاء في الخبر لا زيادة ولا نقصان.

أننا لا نشك في وطنية هذا التاجر وغيره ونحترم نيته الطيبة.
    في نفس الوقت تنافسا وغيرة من هذا التاجر الوطني الظريف وعلى حد قول المثل الكردي المشهور: Eger virbin bere pirbin  يعلن السيد خليل كالو عن نيته بتبرع مليون يورو في دعم هذا الصندوق وإسقاط دعوته السابقة حول ” ثلاث ليرات وخمسة وعشرون قرشا ” حال تحقيق الشرط المستحيل لتاجرنا الظريف ولكنه لن يخسر قرشاً واحدا من أمواله بسبب شرطه التعجيزي في حل لغزه الفلكي وقد حسبها بدقة متناهية على طريقة التاجر الماهر “1+1= 2” وسجل هدفا رائعاً على طريقة زيكو البرازيلي في مرمى المجلس الكردي أولاً وليطمئن على أمواله كل الاطمئنان ثانياً وهذا هو الأهم لأن الشرط اللازم والكافي لدفعه المبلغ المذكور لن يتحقق حتى لو تولد البغل ودخل الإبليس الجنة ألا وهو اشتراط توحيد الصف الكردي دون نقصان حتى لو غاب عن هذا الصف امرأة عجوز.

لذا لن يخسر هو ولا غيره الرهان فلسا واحداً وكذلك خليل كالو لأنه مفلس ولا يمتلك يورو واحد هذا أولا وكذلك اطمئنانه 1000% على استحالة وقوع الشرط ثانياً وكلا المتبرعين الظريفين واثقين تمام الثقة فيما يزعمون بأن لا وحدة وتقارب للصف الكردي على المدى المنظور القريب من خلال الطاقم الموجود على الساحة سواء كانوا سياسيين أو مثقفين أو رجال أعمال ووجهاء المجتمع إذا ما بقي واحد منهم وجيه له وجه غير مهبب بالخيبة والتقصير والتخبط والأذية.

 كلام للجميع وليس لشخص بعينه إذا ما أراد احدهم السعي لعمل خيري ووطني فميادينه كثيرة ومتنوعة وطرق دعمه ووسائله لا حصر لها.

فإذا ما كان المرء صادقا وسخياً ويشعر بالمسؤولية الفعلية ويعد نفسه وطنيا حقيقياً ويدعي بذلك يجب ألا يراهن ويشترط  في قيامه بمسئولية وواجب جمعي وألا يكون كرمه مشروطا وفق حسابات خاصة يفكر كي يرد الصاع صاعين في المستقبل فإن مثل هكذا منهج تفكيري حسابي يدخل في باب بيع الوطنيات والتزلف لا أكثر.

فهذا النموذج البخيل والطفيلي منتشر بين الكرد بكثرة ويعتبر من أسوأ النماذج في العالم على الإطلاق حيث لا يهمه أمر الكرد كثيراً سوى البحث عن الذات عندما يشعر أن مناخا ملائما قد توفر فيسعى لكي يحتل موقع واسماً ليس إلا وهذا ما وجدناه حينما تدافعوا وكأنهم في رمي الجمرات حين انتقائهم كأعضاء في المؤتمر الحزبي الذي عقد مؤخراً علما بأن الجميع بدون استثناء كانوا متوارين عن الأنظار والساحة ولم يقدموا في السابق قرشا لتلك الأحزاب عندما كانت بأمس الحاجة إلى ليرة واحدة ناهيك عن الأشخاص.
 
 لذا وبسبب الانتهازية المفرطة والتفكير الأعوج “مالي هو ربي وكرديتي” هناك شك وريبة إذا ما تبرع مثلا الأخ خليل كالو بمليون يورو سوف يفكر منذ البداية كيف سيسترد في المقابل مليوني يورو في الغد إذا تحقق شيئا ما على الأرض “تفكير تاجر وطني بالوطن والمواطن” علما أن شوارعنا تمتلئ بهذا النموذج النفعي جيئة وذهاباً دون أن يقدموا فلساً لمن هو محل احتياج سواء كانت هذه الجهة شخصا أو إطارا سياسيا أو ثقافياً أو حتى التفكير في بناء مؤسسة عصرية يمكن أن يأتي بالنفع في اتجاه يرفد الحراك الثقافي والسياسي الكردي في هذه المرحلة أو المساهمة في التأسيس لمثل هكذا مؤسسة غداً كما فعلته البورجوازية الوطنية في أغلب البلدان وما زال.

علماً بأنه يوجد في قامشلو وحدها دون سواها أكثر من 10000 شخص ممن يملك أكثر من مليون ليرة من رجال الأعمال والشهادات المهنية والفعاليات الاقتصادية بالمهن المختلفة ولو تبرع كل واحد منهم في الشهر بمبلغ ألف ليرة  كما يصرفه في نصف جلسة في مطعم أو في عرس صديق ناهيك عن أشياء أخرى ليس من اللباقة ذكرها الآن حينها يمكن الحديث بشكل مغاير عما هو فيه شكل الحراك الكردي على جميع الأصعدة ولكن للأسف نحن شطار الكلام الذي لا يجدي نفعاً وخبزا.

وآخر دعوانا لأغنياء الكرد للقيام بواجباتهم بالتي هي أحسن وبشكل فعلي لا الاكتفاء بالدعائية فقط … وللحديث بقية في الأيام القادمة.

 
xkalo58@gmail.com    

 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

خالد حسو إن مسيرة الشعب الكوردي هي مسيرة نضال طويلة ومستمرة، لم تتوقف يومًا رغم الظروف الصعبة والتحديات المتراكمة، لأنها تنبع من إرادة راسخة ووعي عميق بحقوق مشروعة طال السعي إليها. ولا يمكن لهذه المسيرة أن تبلغ غايتها إلا بتحقيق الحرية الكاملة وترسيخ مبادئ العدالة والمساواة بين جميع أفراد المجتمع، بعيدًا عن أي شكل من أشكال التمييز القومي أو الديني…

مسلم شيخ حسن – كوباني يصادف الثامن من كانون الأول لحظة فارقة في التاريخ السوري الحديث. ففي مثل هذا اليوم قبل اثني عشر شهرًا انهار حكم عائلة الأسد بعد أربعة وخمسين عاماً من الدكتاتورية التي أثقلت كاهل البلاد ودفعت الشعب السوري إلى عقود من القمع والحرمان وانتهاك الحقوق الأساسية. كان سقوط النظام حدثاً انتظره السوريون لعقود إذ تحولت سوريا…

زينه عبدي ما يقارب عاماً كاملاً على سقوط النظام، لاتزال سوريا، في ظل مرحلتها الانتقالية الجديدة، تعيش واحدة من أشد المراحل السياسية تعقيداً. فالمشهد الحالي مضطرب بين مساع إعادة بناء سوريا الجديدة كدولة حقيقية من جهة والفراغ المرافق للسلطة الانتقالية من جهة أخرى، في حين، وبذات الوقت، تتصارع بعض القوى المحلية والإقليمية والدولية للمشاركة في تخطيط ورسم ملامح المرحلة المقبلة…

محمود عمر*   حين أزور دمشق في المرّة القادمة سأحمل معي عدّة صناديق لماسحي الأحذية. سأضع إحداها أمام تمثال صلاح الدين الأيوبي، وسأهدي أخرى لبيمارستانات أخواته الخاتون، وأضع إحداها أمام ضريح يوسف العظمة، وأخرى أمام قبر محمد سعيد رمضان البوطي، وأخرى أضعها في قبر محو إيبو شاشو، وأرسل أخرى لضريح هنانو، ولن أنسى أن أضع واحدة على قبر علي العابد،…