محمد قاسم “ابن الجزيرة “
m.qibnjezire@hotmail.com
ليست عبارة “الورقة الكوردية” جديدة في أحاديث الناس، وحواراتهم، وجدالاتهم… في الحاضر، كما أن صفحات الأدبيات التاريخية السياسية يكثر فيها مثلها، أو شبيه لها،
m.qibnjezire@hotmail.com
ليست عبارة “الورقة الكوردية” جديدة في أحاديث الناس، وحواراتهم، وجدالاتهم… في الحاضر، كما أن صفحات الأدبيات التاريخية السياسية يكثر فيها مثلها، أو شبيه لها،
يغيظني-كانتماء قومي كوردي- أن أقرأ وأسمع مثل هذه العبارات، وكأن دور الكورد التاريخي كله، ليس سوى لعب دور ورقة في حياة هذه القوة أو تلك.
ونفرق بين المناورة السياسية التي تتطلبها ظروف النضال السياسي وفق المنهج السائد ،وبين الارتهان للغير حتى يسمى هذا الارتهان تبعية… أو ورقة.
ونفرق بين المناورة السياسية التي تتطلبها ظروف النضال السياسي وفق المنهج السائد ،وبين الارتهان للغير حتى يسمى هذا الارتهان تبعية… أو ورقة.
وبالتالي، فإن هذه النظرة توحي وكأن هذه الأمة لا تملك خصوصية حق لها، تناضل من اجله، أو لا تملك رؤية سياسية أو منهج نضال من أجل حقوقها المغتصبة في مختلف الدول التي تحكمها بل هي دوما ورقة بيد الغير..!
وهذا يدعو الى الأسف الشديد ويرتب على السياسيين الكورد بالدرجة الأولى مسؤولية تصحيح النظرة .
وأتساءل:
لماذا هذا التوصيف لشعب مظلوم يملك قضية عادلة، ويفترض انه يناضل من أجلها، وقدم التضحيات الكثيرة والكبيرة في سبيلها…؟
– هل هو ناتج سوء في الأداء السياسي-النضالي- الكوردي تاريخيا وراهنا؟!
– هل هو تجاوز-وافتئات- من البعض، لغايات سياسية، وربما بتأثير خلفيات ثقافية مغلوطة أو مغالطة، بل ومصلحيه أيضا –على الأقل في حالة النظم – والثقافة- التي تعادي الكورد مباشرة ؟
– هل هو قصور في وعي هذا الشعب-الأمة- وهو الحامل لمقتضيات قضيته من ألفها ليائها-، مما يجعله يخضع لإدارة سياسيين غير كفوئين-وربما مرتهنين -في بعض حالاتهم- لأعداء الأمة –واعين ام غير واعين؟
– والمشكلة تكون -ربما اكبر- عندما يستفيد العدو –مجانا وبلا جهد وتكلفة-من الأخطاء السياسية لهؤلاء الذين يتولون إدارة قضية شعبهم –أمتهم-.
وأيضا الخسائر- عديمة المقابل- كثمن لهذه الأخطاء، والتي تنعكس في واقع وحياة ومصير الشعب الكوردي –مهما كانت وكيف كانت-.
منذ الثورات في المنطقة العربية “الربيع العربي” وخاصة في سوريا، ومنذ أكثر من عشرة شهور…نلاحظ ترديد هذه العبارة -أو التوصيف،أو الاتهام…الخ.في الفضائيات المختلفة،ومن الذين يمارسون دور محللين- بغض النظر عن كونهم كذلك فعلا، ام مدفوعون إليه لغايات خاصة- من دول المنطقة.
و الذي يغيظ ويؤلم، أننا قلما –بل قد لانجد- نجد من يحاول استنكار مثل هذا التوصيف، أو الاتهام من الكورد.!
حتى أن “حزب العمال الكوردستاني pkk ” نفسه، لا يكلف نفسه ردا؛ يرد إليه اعتباره كحزب وكقيمة كوردية ثانيا.
مما يترك إيحاءات… بأنه حزب مرهون لدى النظام في سوريا، و”ورقة كردية” بيده –كما يتهم باستمرار- في التحليلات المختلفة، ووسائل الإعلام العربية والعالمية …!
نذكر بمختلف خطب السيد عبد الله أوجلان التي كانت تردد أن القوى والأحزاب الكوردية السابقة لوجود حزبه كانت تتكئ على قوى خارجية ، أما هو فلا…!!
وعندما كان السؤال يوجه إليه بشأن العلاقة مع النظام السوري كان الرد يأتي، بأنها علاقة إستراتيجية… !!
لكن الجميع يعلم بأن هذه العلاقة الإستراتيجية اهتزت؛ بعد طرده من سورية، تحت ضغط تقدم الجيش التركي باتجاه الحدود السورية حينها…ومن ثم اعتقاله من قبل الأتراك ضمن “مؤامرة دولية” كما يرد في أدبيات هذا الحزب وتحليلاته.
ولا ندري لماذا إضفاء صفة المؤامرة الدولية على الحدث؟.
نحن لا نناقش هذا الأمر، فقد حصل أنه لم يُستقبل من الطليان، ومن روسيا، ومن اليونان التي كان يراهن عليها كثيرا…وهذا يحصل في حالات عديدة ومشابهة.
وربما كان ذلك خطأ سياسي استراتيجي منه، أنه ظن أن اليونان-وغيرها- رصيد يغترف منه متى شاء، في تقديره أن العداوة السياسية بينها وبين تركيا ستدوم.وهو ما أساء التقدير فيه ؛ هذا السياسي –المفترض أنه محنك- ومن معه..وان كان لم يترك لأحد ممن معه أن يفكر في السياسة، وفي تحليل الأحداث خارج رؤيته الشمولية.
وهذا هو نهج الأيديولوجيات الشمولية عموما، فالفردية والاستفراد بالقرارات المهمة والمصيرية من سماتها الأساسية، فضلا عن ظاهرة التوريث بشكل ما.
حدث هذا في كوبا، وحدث في سوريا، وآخرها ما حدث في كوريا الشمالية قبل أيام قليلة .
ولا يسهل ما يحدث فيها من توريث في الأنظمة الملكية التي لها عمر طويل يمتد –ربما-الى عقود وتتضمن دساتيرها موضوع التوريث بمشروعية قانونية…!
اختزل السيد عبد الله أوجلان- والذي يطلق عليه صفات منشؤها حزبه، ولكنها تتخذ مدلولا مطلقا “قائد الشعب الكردي” بدلا من القول: قائد حزب PKK مثلا.-سمة أخرى أيديولوجية.
عندما اختزل القضية الكوردية في شخصيته، وجعلهما شيئا واحد،ا كنظرية سياسية لقنها لأتباعه.
أصبحت فلسفة الحزب السياسية كأي حزب أيديولوجي هي الحرص على الزعيم كممثل للقضية، وربما على حساب القضية أحيانا.
هذا قد يكون مقبولا سياسيا في الميدان، لكنه كفلسفة تصبح أيديولوجيا لفظها الزمان وتطورات الحياة فلا.
على كل حال، ليس هذا ما نود التحدث فيه..فهو وحزبه هما المسؤولان-في الحصيلة- عن سياساتهما ونتائجها…وان كانت النتائج سيتحملها الشعب بالطبع–سلبا وإيجابا…!
ما يهمني –هنا-هو أن ينبري هذا الحزب –والقوى الكوردية الفاعلة على الساحة – لقطع الطريق على استخدام هذه العبارة المؤلمة-“الورقة الكوردية” إن لم نقل المهينة- على مشاعر الكورد،من على شفاه المحللين والكتاب في الشأن السياسي العام والأحداث الجارية في سوريا خاصة ، وفي الحياة الكوردية عموما.
فهل سيفعل من يمكنه الفعل؟!
ونتساءل أيضا، لماذا لا يتصدى لهذا التوصيف ؛الأحزاب السياسية الأخرى،لأن العبارة تأتي في صيغة “الورقة الكوردية” بشكل عام.
وقلما تخصص العبارة في صيغة “ورقة حزب العمال الكوردستاني”.فهي تخص الكورد في تاريخه وفي واقعه عموما.
ومن الحقيقة- للأسف- أن هذا التوصيف قديم، يسبق وجود حزب العمال الكوردستاني، وان كان يقصده في الوقت الراهن-بالدرجة الأولى… بالتزامن مع ما يجري في سوريا، وللصلات التي تربطه بها قديما –وربما لا يزال – في شكل ما.
وليست القوى الكوردية في أي مكان بمنأى عن هذا التوصيف في الأدبيات السياسية الراهنة والتاريخية، خاصة من خصومهم، أو الجاهلين بحقيقة تاريخهم…
وهذا يدعو الى الأسف الشديد ويرتب على السياسيين الكورد بالدرجة الأولى مسؤولية تصحيح النظرة .
وأتساءل:
لماذا هذا التوصيف لشعب مظلوم يملك قضية عادلة، ويفترض انه يناضل من أجلها، وقدم التضحيات الكثيرة والكبيرة في سبيلها…؟
– هل هو ناتج سوء في الأداء السياسي-النضالي- الكوردي تاريخيا وراهنا؟!
– هل هو تجاوز-وافتئات- من البعض، لغايات سياسية، وربما بتأثير خلفيات ثقافية مغلوطة أو مغالطة، بل ومصلحيه أيضا –على الأقل في حالة النظم – والثقافة- التي تعادي الكورد مباشرة ؟
– هل هو قصور في وعي هذا الشعب-الأمة- وهو الحامل لمقتضيات قضيته من ألفها ليائها-، مما يجعله يخضع لإدارة سياسيين غير كفوئين-وربما مرتهنين -في بعض حالاتهم- لأعداء الأمة –واعين ام غير واعين؟
– والمشكلة تكون -ربما اكبر- عندما يستفيد العدو –مجانا وبلا جهد وتكلفة-من الأخطاء السياسية لهؤلاء الذين يتولون إدارة قضية شعبهم –أمتهم-.
وأيضا الخسائر- عديمة المقابل- كثمن لهذه الأخطاء، والتي تنعكس في واقع وحياة ومصير الشعب الكوردي –مهما كانت وكيف كانت-.
منذ الثورات في المنطقة العربية “الربيع العربي” وخاصة في سوريا، ومنذ أكثر من عشرة شهور…نلاحظ ترديد هذه العبارة -أو التوصيف،أو الاتهام…الخ.في الفضائيات المختلفة،ومن الذين يمارسون دور محللين- بغض النظر عن كونهم كذلك فعلا، ام مدفوعون إليه لغايات خاصة- من دول المنطقة.
و الذي يغيظ ويؤلم، أننا قلما –بل قد لانجد- نجد من يحاول استنكار مثل هذا التوصيف، أو الاتهام من الكورد.!
حتى أن “حزب العمال الكوردستاني pkk ” نفسه، لا يكلف نفسه ردا؛ يرد إليه اعتباره كحزب وكقيمة كوردية ثانيا.
مما يترك إيحاءات… بأنه حزب مرهون لدى النظام في سوريا، و”ورقة كردية” بيده –كما يتهم باستمرار- في التحليلات المختلفة، ووسائل الإعلام العربية والعالمية …!
نذكر بمختلف خطب السيد عبد الله أوجلان التي كانت تردد أن القوى والأحزاب الكوردية السابقة لوجود حزبه كانت تتكئ على قوى خارجية ، أما هو فلا…!!
وعندما كان السؤال يوجه إليه بشأن العلاقة مع النظام السوري كان الرد يأتي، بأنها علاقة إستراتيجية… !!
لكن الجميع يعلم بأن هذه العلاقة الإستراتيجية اهتزت؛ بعد طرده من سورية، تحت ضغط تقدم الجيش التركي باتجاه الحدود السورية حينها…ومن ثم اعتقاله من قبل الأتراك ضمن “مؤامرة دولية” كما يرد في أدبيات هذا الحزب وتحليلاته.
ولا ندري لماذا إضفاء صفة المؤامرة الدولية على الحدث؟.
نحن لا نناقش هذا الأمر، فقد حصل أنه لم يُستقبل من الطليان، ومن روسيا، ومن اليونان التي كان يراهن عليها كثيرا…وهذا يحصل في حالات عديدة ومشابهة.
وربما كان ذلك خطأ سياسي استراتيجي منه، أنه ظن أن اليونان-وغيرها- رصيد يغترف منه متى شاء، في تقديره أن العداوة السياسية بينها وبين تركيا ستدوم.وهو ما أساء التقدير فيه ؛ هذا السياسي –المفترض أنه محنك- ومن معه..وان كان لم يترك لأحد ممن معه أن يفكر في السياسة، وفي تحليل الأحداث خارج رؤيته الشمولية.
وهذا هو نهج الأيديولوجيات الشمولية عموما، فالفردية والاستفراد بالقرارات المهمة والمصيرية من سماتها الأساسية، فضلا عن ظاهرة التوريث بشكل ما.
حدث هذا في كوبا، وحدث في سوريا، وآخرها ما حدث في كوريا الشمالية قبل أيام قليلة .
ولا يسهل ما يحدث فيها من توريث في الأنظمة الملكية التي لها عمر طويل يمتد –ربما-الى عقود وتتضمن دساتيرها موضوع التوريث بمشروعية قانونية…!
اختزل السيد عبد الله أوجلان- والذي يطلق عليه صفات منشؤها حزبه، ولكنها تتخذ مدلولا مطلقا “قائد الشعب الكردي” بدلا من القول: قائد حزب PKK مثلا.-سمة أخرى أيديولوجية.
عندما اختزل القضية الكوردية في شخصيته، وجعلهما شيئا واحد،ا كنظرية سياسية لقنها لأتباعه.
أصبحت فلسفة الحزب السياسية كأي حزب أيديولوجي هي الحرص على الزعيم كممثل للقضية، وربما على حساب القضية أحيانا.
هذا قد يكون مقبولا سياسيا في الميدان، لكنه كفلسفة تصبح أيديولوجيا لفظها الزمان وتطورات الحياة فلا.
على كل حال، ليس هذا ما نود التحدث فيه..فهو وحزبه هما المسؤولان-في الحصيلة- عن سياساتهما ونتائجها…وان كانت النتائج سيتحملها الشعب بالطبع–سلبا وإيجابا…!
ما يهمني –هنا-هو أن ينبري هذا الحزب –والقوى الكوردية الفاعلة على الساحة – لقطع الطريق على استخدام هذه العبارة المؤلمة-“الورقة الكوردية” إن لم نقل المهينة- على مشاعر الكورد،من على شفاه المحللين والكتاب في الشأن السياسي العام والأحداث الجارية في سوريا خاصة ، وفي الحياة الكوردية عموما.
فهل سيفعل من يمكنه الفعل؟!
ونتساءل أيضا، لماذا لا يتصدى لهذا التوصيف ؛الأحزاب السياسية الأخرى،لأن العبارة تأتي في صيغة “الورقة الكوردية” بشكل عام.
وقلما تخصص العبارة في صيغة “ورقة حزب العمال الكوردستاني”.فهي تخص الكورد في تاريخه وفي واقعه عموما.
ومن الحقيقة- للأسف- أن هذا التوصيف قديم، يسبق وجود حزب العمال الكوردستاني، وان كان يقصده في الوقت الراهن-بالدرجة الأولى… بالتزامن مع ما يجري في سوريا، وللصلات التي تربطه بها قديما –وربما لا يزال – في شكل ما.
وليست القوى الكوردية في أي مكان بمنأى عن هذا التوصيف في الأدبيات السياسية الراهنة والتاريخية، خاصة من خصومهم، أو الجاهلين بحقيقة تاريخهم…
خلاصة القول: المطلوب من القوى الكوردية السياسية– خاصة أنها الفاعلة في الساحة الكوردية أكثر من القوى الثقافية المستقلة –مع مسؤوليتها أيضا- التصدي بشكل ملموس، لرد هذه العبارة، وإفراغها من دلالتها ومصداقيتها واقعيا-لا فقط بالتصريحات والخطب والشعارات…الخ.بالنسبة للكورد.