بعد الوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء وعلى راسهم عميد الشهداء مشعل التمو والشيخ معشوق الخزنوي, وترديد النشيد القومي الكوردي (أي رقيب), وتشكيل هيئة لادارة الجلسة, افتتح السيد عبدالرحمن آلوجي (سكرتير البارتي الديموقراطي الكوردي) الجلسة بكلمة ارتجالية تحدث فيها عن الأسباب التي دعت الى الاجتماع, وهي وحدة القرار الكوردي التي كان اصل المبادرة لها من لدن بعض المثقفين المستقلين عبر موقعي (ولاتي مه وكمياكوردا), ولكن تم الالتفاف عليها من قبل بعض الأحزاب الكوردية حين تم ابعاد اصحاب المبادرة وتحويله الى مؤتمر حزبي..
القى بعد ذلك السيد حميد التمو كلمة باسم آل الشهيد مشعل التمو , جاء فيها: ..
انطلاقا من تجسيد القيم الديمقراطية في طرح الرأي والرأي الآخر وبعيدا عن عقلية الاقصاء والتهميش والانتهازية وبعيدا عن القوى الخارجية الكوردية والتدخلات المحلية الجانبية, نلتقي اليوم احزابا ومستقلين ومنظمات شبابية ثورية من اجل طرح رؤية سياسية واضحة لا لبس فيها ولا غموض للوضع الراهن على الساحة السورية عامة والكوردية خاصة ومن اجل ترسيخ الفكر الخير والنير لشهدائنا الابرار معشوق الخزنوي ومشعل التمو وامتدادا لروحهما الطاهرة الحية بيننا جميعا واستكمالا لمشروعهما السياسي الخلاق والبناء والفاعل لانتزاع الحرية والكرامة والعدالة والحقوق القومية المشروعة لشعبنا الكوردي في سوريا..
ارجو من جميع الحضور التحلي بروح المسؤولية الوطنية العالية والتخلي عن الانانية والعقلية المؤامراتية التي زرعها النظام الفاسد في المجتمع بأكمله وخاصة بعض النخب السياسية الكوردية التقليدية والمتهالكة على وقع هدير الثورة الشبابية التي تعم انحاء سورية… نعلم جميعا ان الحضور والتمثيل في أي لقاء ديمقراطي هو نسبي وليس مطلق كما يدعي البعض لذلك يجب ان نكون متميزين في مشروعنا السياسي وان لا نكون مثل الآخرين ونعترف بكل روح ديمقراطية اننا نمثل جزءا من الشعب الكوردي في سوريا, ومن حق هذا الجزء ان يبدي رأيه بكل حرية وشفافية وديمقراطية سواء كان اقلية ام اكثرية ..
اتمنى النجاح والتوفيق لهذا اللقاء الديمقراطي وارجو ان يلبي طموحات شعبنا الكوردي في سوريا واخيرا ارجو تبني هذه الوثيقة في جدول اعمال اللقاء لادراج بعض الافكار الواردة فيها في البيان الختامي.”
ومن ثم تم قراءة مبادئ الوثيقة السياسية للاطار السياسي الجديد بعد ان تم توزيع نسخ منها على الحضور في بداية الاجتماع, وتطرقت الوثيقة في مقدمتها الى ظروف اندلاع الثورة السورية التي تهدف لازاحة الاستبداد واسقاط النظام القائم بكافة رموزه ومرتكزاته التي رزحت سورية تحته لعقود..
وهو ما يستوجب كمسؤولية تاريخية وسياسية ايجاد بديل يمثل ويجسد الرؤية السياسية لقطاع واسع من ابناء الشعب الكوردي يشارك ويساهم في الثورة يشكل جزء رئيسي من قوى الحراك الثوري في المناطق الكوردية والمتكون من القوى والاحزاب والتنسيقيات والمجموعات الشبابية التي تعمل من اجل تحقيق هدف الثورة باسقاط النظام بكل الوسائل المشروعة..
وبعد جهود متواصلة بين قوى الحراك الثوري الكوردي تم التوافق على تأسيس هذا الاتحاد استجابة للشعور بالحاجة لاطار سياسي يمثل هذه القوى ويؤطر جهودها على الأرض لتحقيق هدف الثورة في اسقاط النظام ورموزه وشخوصه وبناء سورية جديدة..
وجاء فيها ايضا: يهدف الاتحاد الى بناء دولة ديمقراطية مدنية تعددية تشاركية وذلك عن طريق :
– اسقاط النظام بكل رموزه ومرتكزاته
– توحيد جهود الشباب في المناطق الكوردية والتنسيق بينها وبين باقي مكونات الثورة السورية
– العمل مع كل الأطراف على تأمين الحماية الدولية للمدنيين ودعم كل الجهود العربية والدولية بغية تحقيقها وتأمين تنفيذها من خلال المؤسسات الأممية في اسرع وقت ممكن.
– الحوار مع كافة القوى السياسية الكوردية وتنسيق الجهود معها حفاظا على وحدة الصف الكوردي
اما رؤية الاطار الجديد لمستقبل سوريا, فقد تم تحديدها في عدة نقاط منها:
– التأسيس لنظام برلماني وحياة ديمقراطية مبنية على التعددية والتداول وفصل السلطات ..
– الاقرار الدستوري بكون سوريا دولة متعددة الأديان والطوائف والقوميات من العرب والكورد والكلدان والآشوريين والسريان والأرمن والشيشان والتركمان ..
مع اقرار حقوق الجميع سياسيا وثقافيا
– يكفل الدستور الجديد الحقوق القومية للشعب الكوردي في سوريا كقومية رئيسية بجانب القومية العربية وقضيتهم قضية شعب يعيش على ارضه التاريخية والغاء جميع القوانين والمشاريع والسياسات العنصرية المطبقة بحق الشعب الكوردي كالحزام العربي والاحصاء الاستثنائي وسياسات تعريب وتهميش المناطق الكوردية وتعويض المتضررين من مجمل هذه السياسات
وقد تم مناقشة الوثيقة باسهاب من قبل المجتمعين واجراء التعديلات والاضافات الضرورية عليها, وخول الاجتماع الهيئة التنفيذية المنتخبة اعادة صياغة ورقة الوثيقة السياسية وادخال التعديلات والإضافات التي جرى النقاش حولها, ومن أهمها التعاون والتنسيق مع المجلس الوطني السوري كممثل للثورة السورية في نضاله من اجل تحقيق اهداف الثورة في اسقاط النظام وبناء سوريا جديدة.
وفي الختام تم انتخاب هيئة تنفيذية مؤلفة من خمسة عشرة عضوا بالتساوي بين الأحزاب والتنسيقيات والمستقلين خمسة لكل طرف + اربع مقاعد اضافية تم تركها شاغرة ليتمثل فيها القوى التي تنوي الانضمام الى الإطار الجديد.
هذا وقد ابدى كل من د.
عبدالباسط سيدا (عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري) والسياسي الكوردي صلاح بدرالدين ود.
اسماعيل حصاف (سكرتير البارتي الطليعي الكردستاني – سوريا) – حسب ما اعلن في الاجتماع – عن استعدادهما الكامل للتعاون والانضمام إلى الإطار الجديد.