في الحوار الذي نشرته صحيفة عكاظ السعودية مع مراد قره يلان القائد الميداني لحزب العمال الكردستاني، ثمة جملة مغالطات وتناقضات وقع فيها قره يلان ولعل أهمها ما جاء على شكل مانشيت كبير: حزب العمال الكردستاني جاهز لحماية الشعب الكردي في سوريا..
قره يلان سيحمي كرد سوريا:
وبالفعل فقد كان أشجع شجعان هذا الحزب من كرد سوريا وآخرهم رستم جودي الذي استقبلت الجموع الغفيرة جثمانه قبل مدة ليست بالطويلة..
لا أدري كيف ستحمي الشعب الكردي في سوريا وأنت وقواتك غير قادرين على حماية قرية صغيرة في كردستان تركيا استهدفها الجيش التركي الغادر بالقصف صباح أمس؟ كيف ستحمي الشعب الكردي في سوريا وأنت غير قادر على حماية الصحفيين الكرد في تركيا؟ وغير قادر على حماية مرشحي حزب السلام والديمقراطية؟ وغير قادر على حماية الأبطال الذين يخرجون في مظاهرات ديار بكر وغيرها من المدن الكردية في تركيا!
قره يلان السلمي:
وفي معرض رده على علاقة حزبه بالثورة السورية قال قره يلان: وعلى هذه الثورة أن تلتزم الخيار السلمي ولا تستخدم السلاح بأية طريقة، لأن العنف سيزيد الأمور تعقيداً وانسداداً لأفاق الحل.
هنا لا بد للعاقل أن يلطم وجهه قهراً وغضباً للحظة..
ثم يقهقه ضاحكاً حتى يستلقي على قفاه من هذا القول الغريب..
يعني لو غيرك قالها يا سيد قره يلان لانهضمت معنا..
لكنك وأنت الذي تحمل الكلاشينكوف وتشتبك مع الجيش التركي..
واشتبكت مع الكرد أنفسهم وقام حزبك بتصفية الكثير من المعارضين..
تقول هذا الكلام؟ من سيصدقك؟ لماذا لا تنصح نفسك هذه النصيحة يا ايها السلمي!! ولماذا لا يكون كفاحك سلمياً..؟ أم أن دم السوريين رخيص جدا ويحق لحليفك وابن حليفك بشار بن حافظ الأسد أن يقتل ما يشاء من السوريين بدون أن يستعد السوريون لحماية أنفسهم بالرد على المذابح؟ كيف ستحمي كرد سوريا سلمياً إذا؟ هل بحجاب عند الشيخ أم بدعاء من الملا؟
قره يلان: النظام السوري ليس خطراً على الكرد!
يسأل الصحفي قائد الكريلا قائلاً: هل حاولت القيادة السورية الاتصال بكم؟ فيجيبه: منذ ما يقارب ستة أشهر النظام السوري يتعاطى مع الكرد بشكل مرن مستبعدا العنف تجاههم، وهذا يعد بمثابة مؤشر ورسالة مفادها بأنه لا يستهدف الكرد.
هذه هي سياسة النظام، وأيا كانت أهدافه فهي بالنسبة للكرد ليست خطرة!!
بشكل مرن يا قره يلان؟ ألم تسمع باستشهاد البطل مشعل تمو؟ ألم تسمع بما جرى في تشييع جثمانه من قتل وتنكيل.؟ ألم تسمع باعتقال الناشطين الكرد وتعذيبهم؟ ألم تسمع التوابيت التي جاءت إلى مناطق الكرد السوريين تحمل جثامين شباب كرد قتلهم النظام؟ إذا كانت هذه مرونة من النظام فكيف هي الخشونة إذاً؟ ثم كيف لا تكون أهداف النظام السوري خطرة على الكرد؟ الإحصاء الجائر والحزام العربي..
وطمس الهوية القومية وزج الأحرار في السجون والقتل..
كل ذلك ليس خطراً!! ثم إن الكرد في سوريا جزء من الشعب السوري وما يحصل في حمص وإدلب يخص كرد سوريا..
وإذا كان هناك خطر على أهل حمص فهذا يعني أن هناك خطراً على أهل عاموده وكوبانيه وعفرينى وغيرها من مدن الشمال الكردي..
حزب الاتحاد الديمقراطي حزب مستقل!
لحزب الاتحاد الديمقراطي رئيس ومجلس يتخذون قراراتهم هناك (في سورية)، وحسب واقع بلادهم.
يستندون في نضالهم السياسي إلى أفكار أوجلان.
هذا هو الشيء الوحيد المشترك بيننا، مرة أخرى PYD وPKK (حزب العمال الكردستاني) كيانان مستقلان، لديهما علاقات على أساس المساواة (الندية) والتعاون وتبادل الأفكار فيما بينهما وليس على أساس خضوع طرف لآخر.
هذا ما قاله قره يلان عن علاقة حزبه بحزب صالح مسلم الذي بدأ ينحسر وجوده بسبب دعمه المكشوف للنظام السوري..
وهنا لا يسعنا إلا أن نقول: أنت يا قره يلان تفكر في كهفك في جبل قنديل على طريقة تفكيرك في ثمانينيات القرن الماضي..
أنت ما تزال تعيش في زمن مضى وولى..
الخلاصة:
بطبيعة الحال تم سحب البساط من تحت قدمي فكر قره يلان وأيديولوجيته الديماغوجية بفضل ثوار عاموده والدربيسية وقامشلو وسرى كانيه ولذلك فإن أي ادعاء من طرف هذا الحزب بأنه مع الثورة والثوار هو ادعاء فارغ فاضح فاشل ومكشوف.
وادعاءاته الإعلامية بأنه سيحمي كرد سوريا ادعاءات باطلة فقد اكتشف الجميع أنهم يريدون السيطرة على الشارع الكردي من جديد بعد أن خرج الأمر من يدهم.
لأن الثورة السورية قامت بتعريتهم بالكامل حتى من ورقة التوت (النضال القومي) التي كانت تستر عورتهم الفكرية والسياسية.
وإن زعيق شبيحتهم على صفحات الانترنيت وبعض الفضائيات لم ينفعهم في أي شيء..
لذلك نقول للسيد قره يلان: عليك بكرد تركيا..
حرر لنا كرد تركيا وأمن لهم الحماية..
وعندها فقط سنصدقك..
ولو كنت تقبل النصائح فأقول لك: رجاء لا تصدق هؤلاء الشبيحة..
فهم يصورون لك أن كل كرد سوريا معك..
ولا يوجد معك سوى من تم تلويث دماغه وهؤلاء لحسن الحظ باتوا قليلين جداً..
رابط الحوار: