(ولاتي مه – خاص) انطلقت يوم الثلاثاء 31/5/2011 أعمال المؤتمر الذي تنظمه المعارضة السورية في مدينة انطاليا التركية، تحت عنوان «المؤتمر السوري للتغيير» بهدف دعم ومساندة الثورة السورية في الداخل, وتشكيل لجان لتنظيم المظاهرات في الخارج، وتمثيل المعارضة في الاجتماعات مع الحكومات في الغرب ودول أخرى، والدعم الاعلامي للثورة حيث يقيّد الحظر المفروض على الإعلام تدفق المعلومات.
انطلق المؤتمر بحضور سوريين منفيين يعيشون في الغرب والشرق الأوسط،، وغياب ومقاطعة بعض رموز المعارضة البارزين وصعوبة حضور معارضة الداخل بسبب تقييد تحركاتهم من قبل النظام, باستثناء بعض النشطاء الغير المعروفين جيداً من قبل السلطات الذين تمكنوا من حضور المؤتمر.
انطلق المؤتمر بحضور سوريين منفيين يعيشون في الغرب والشرق الأوسط،، وغياب ومقاطعة بعض رموز المعارضة البارزين وصعوبة حضور معارضة الداخل بسبب تقييد تحركاتهم من قبل النظام, باستثناء بعض النشطاء الغير المعروفين جيداً من قبل السلطات الذين تمكنوا من حضور المؤتمر.
بدأ المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الوطن والثورة, ومن ثم كلمة افتتاحية لرجل الأعمال السوري السيد غسان عبود, تحدث فيها عن المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري ودعا الى ضرورة توحيد الصفوف وان يكون الجميع يدأً واحدة وأهمية تناسي كل الخلافات والانتماءات ليرسم لابناء الشعب السوري المستقبل الذي يستحقونه في مواجهة سياسة القتل والاذعان والبطش الذي يمارسه النظام على شعب لم يركع الا لله .
ومن ثم تم عرض فلم تسجيلي للثورة السورية
بعد ذلك ألقى الشيخ مراد الخزنوي الكلمة التالية باسم عوائل الشهداء:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى أخوية موسى و عيسى وعلى جميع الأنبياء والمرسلين .
أيها الجمع الكريم
يقول الحق عز وجل في كتابه الكريم { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} الرعد 11
وصدق الشاعر إذ يقول
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القـدر
ولا بـــــد لـليــل أن يــنجــلِ ولابـــد لـلقـيـد أن ينكسر
وبالفعل فقد انكسر هذا القيد الغليظ ، وتبدد وهم حاجز الخوف بانطلاق انتفاضة قامشلو سنة 2004 والتي قام بها ثوار الكرد الأبطال ، فكانت ضحيتها آنذاك أكثر من ثلاثين شهيداً ، إضافة إلى آلاف المعتقلين الذين غيبوا في السجون ، عذبوا ، ولاقوا فيها أفظع الويلات ، هذا عدا عن الممارسات العنصرية والسياسات الشوفنية التي مورست بحقهم ، فما كان من شيخ الشهداء الدكتور محمد معشوق الخزنوي إلا أن يكثف جهوده لتهشيم ما تبقى من القيد الذي كُبِلَ به الشعب ، إلا أنه وفي مثل هذه الأيام التي تعقدون فيها مؤتمركم الكريم و قبل ستة سنوات في عام 2005 تلقى الشعب خبر استشهاده على خلفية نشاطاته الداعية إلى العدل والكرامة والمساواة ، والتي تُوِجَت بإطلاقه دعوة للثورة ضد النظام في آخر محفل جماهير له ، بعد إدراكه , فقدان السلطة لجميع مقومات وإمكانيات الإصلاح ، وقد تضمن خطابه كلمته المشهورة حينما قال: { إن الحقوق لا يتصدق بها أحد إنما الحقوق تؤخذ بالقوة } ، خلافاً لهؤلاء الذين ينتسبون إلى العلم والإسلام ، ولا يحملون من الإسلام إلا اسمه ورسمه ، فيبيعون آياتِ الله بثمنٍ بخسٍ لحسابِ السلطان ، متناسين أن الإسلام في الأساس رسالة تحريرٍ وحرية ، بل يغيرون مفاهيم الدين ويحرفون الكلم عن مواضعه عندما يقفون في وجه شعوبهم مساندين السلطان الجائر بائعين آخرته بدنيا الناس ، بينما الإسلام الحقيقي هو ما فهمه الإعرابي البسيط عندما بويع عمر بن الخطاب بالخلافة و قال : { إن أحسنت فأعينوني وإن أخطأت فقوموني }، فقام الإعرابي و قال : { سنقومك بحد سيوفنا } ، فما كان من عمر إلا أن قال : { الحمد لله الذي جعل في أمة عمر من يقوم اعوجاجه بالسيف } .
واليوم فإن ثورة شبابنا السورين من الكرد والعرب ، وأثينيات وطوائف من الأخوة المسحيين وغيرهم لثورة مباركة ، ومهما كانت النتائج فإننا لا نحتاج إلى سيف الإعرابي لتقويم اعوجاج السلطان ، بل نؤكد في كل وقت وحين على سلمية ثورتنا في شتى الشوارع والميادين ، آلا و إن أفضل قوة يمكن أن يستخدمها شبابنا الثوار هي الحفاظ على توحيد الكلمة ، والعمل صفاً واحداً من دون إقصاء إي طرف كما يحتم الواجب الوطني ، مصداقاً لقول المولى عز وجل { وَلَاَ تَنَازعُوا فَتَفشَلُوا وَتَذهَبَ رِيُحكًم } ، وعلى كل مكونات الشعب المختلفة دعم هذه الثورة المباركة للوصول بالبلاد إلى بر السلام والآمان حيث الكرامة والحرية ، وتجسيداً لرؤى شيخ الشهداء وتحقيقاً لما كان يطمح إلى تحقيقه في بلدٍ مزدهرٍ ينعم الجميع فيه بحقوقه كاملة ,فإننا في مؤسسة شيخ الشهداء الدكتور معشوق الخزنوي للحوار والتسامح والتجديد الديني نشد على يد شبابنا الثوار ، ونسأل الله لهم النصر والسداد في خطواتهم ، وإدامة اللحمة فيما بينهم ، حتى نرى سورية الحبيبة حرة قوية في مصاف الدول المتقدمة والمزدهرة ، وبكل تأكيد لا يتحقق ذلك إلا عبر حشد الدعم اللازم ، وتضافر المواقف المشرفة المساندة للثورة ، وبشكل خاص من قبل من هم في ميداني من علماء الدين الذين يعتبرون أنفسهم ورثة للأنبياء ، كما يجب إقامة سدٍ منيعٍ ، وبنيان مرصوص من التكاتف والتعاضد يشد بعضنا بعض لإجهاض جميع التدابير التي تقف في طريق نجاح الثورة ، وذلك لأن الحالة السورية بلغت من السوء مداها ، تحتاج منا إلى دعم وتقوية إرادة شبابنا الثوار ، ورفع معنوياتهم ، وعدم خذلانهم لهثا وراء مكاسب ضيقة وآنية .
أيها السادة : إن ما يطمح إلى تحقيقه ثوارُنا السوريون الأبطال لهو مطمح شرعي ، ومشاركتهم أو مساندتهم أمرٌ و واجبٌ شرعي لا يجوز تركه أو إهماله ، و كوجهة نظر شرعية ، المسلمون كلهم آثمون ويقعون في الحرمة ما لم يغيثوا من يضطهد من أخوانهم ليس في الدين فحسب وإنما في الإنسانية ، ولا يعني بالضرورة عندما أقدم وجهة نظر شرعية داعمة لثورة أنني أطمح إلى دولة الخلافة أو أبغي إمارة دينية فإننا في مؤسسة شيخ الشهداء الدكتور معشوق الخزنوي للحوار والتسامح والتجديد الديني ندعو إلى دولة القانون ، دولة حرة و ديمقراطية لبرالية وعلمانية على أساس فصل الدين عن الدولة وليس معادة الدولة للدين ، بحيث يأخذ الجامع كامل صلاحياته من دون تدخل أية جهة، وكذلك الكنيسة والبرلمان تكون لهما خصوصيتهما ، وفي نهاية الأمر لا تكون القيمة إلا للذي يريده الشعب وهو وحده بيده كلمة الفصل .
وفي الختام أيها الإخوة : الكل يعلم ما أثير حول هذا المؤتمر من لغطٍ وجدل، وهذا أمر لا يعنينا ، فلا أحد منا يملك صكوك الوطنية أو العمالة ليوزعها حسب مزاجه ، وكلكم أيضاً اطلع على مسودة عمل وخطوات وأهداف هذا المؤتمر ، والتي وصلت إليكم من قبل لجنة تحضير المؤتمر تحت عنوان { دعوة إلى مؤتمر التغيير في سورية } وإننا في مؤسسة شيخ الشهداء الدكتور معشوق الخزنوي إذ نشاطركم الحمل والعبأ والتوافق معكم حول ما تصبون إليه من دعم ثورة الشباب السوري والتأكيد على سلميتها ، ومخاطبة الهيئات الدولية والجمعيات الأهلية لمؤازرة الشعب السوري في ثورته ضد الظلم والدكتاتور ، غير أنه جاء في الدعوة تكليف خبراء قانونيين بإعداد مسودة لدستور البلاد ، وهنا اسمحوا لي أن أخاطب فيكم الألم والجرح النازف فيكم لما يلاقيه أهلكم في الداخل من الويل والخراب والدمار أذكركم بالخراب والدمار الذي جلبه العنصرية و الشوفينية على الشعب الكردي في سورية ، آلا وإن أي خطوة تهدف إلى تهميش حقوق وخصوصية الشعب الكردي الذي يعيش على أرضه التاريخية وحقه في التمتع بكافة المزايا كثاني قومية في سورية ، أقول إن أي تهميش لهذا المكون سوف تطيح بآمالنا عرض الحائط ، و تجعل حواراتنا لا تنتج إلا مزيداً من الفشل والضياع ، وثورة شبابنا لا تحصد إلا الشقاق والنزاع ، مما ينتج من كل ذلك فرصا جديدة يستفيد منها الدكتاتور والجلاد في إطالة عمره ، وبالتالي ممارسة المزيد من الخراب والدمار والفقر والجوع على رؤوس جميع السوريين .
وإزاء ما لاقاه المواطنون على مدى هذه السنوات الطويلة ، والازدواجية في مظلومية الشعب الكردي لا سبيل أمامنا لتحقيق كل ما نطمح إليه إلا إذا توفر مبدأ حسن الظن بين جميع مكونات الشعب ، وإزالة جميع حواجز التفرقة والعنصرية آخذين بعين الاعتبار ما كان يؤكد عليه شيخ الشهداء في خطاباته حيث لا يجوز أن يخون الكرد بعد اليوم ، وأن لا تلصق بهم الكثير من التهم الجاهز مسبقة الصنع على أساس أنهم خطر على أمن الدولة ، كما لا يجوز أن تنتقص من هيبة وكرامة الكردي فيكتب تحت أسمه كردي من أصل تركي ، كما لا يجوز سلب إرادته وتغير ديمغرافية أرضه وحياته بتبديل أسمائه وأسماء قراه التي ارتضاها له آباؤه وأجداده ، كما يجب أن تحترم كفاءتنا من حملة الليسانس والماجستير و الدكتوراه وإنهاء المهزلة التي كانت تجبرهم أن يدفعوا بعربات الخضار تنفيذا لمخططات عقليات العنصرية و الإقصائية.
واليوم كلنا ثقة وأمل بإرادة شبابنا فقد بزغ فجر جديد ، وغداً إن شاء الله سنفرح بولادة سورية من جديد ، سورية الحبيبة ، سورية الحرة من دون إقصاء لأحد أو تهميش لمكون ، سورية لا يظلم فيها أحد بعد اليوم .
أسأل الله العظيم لكم التوفيق والسداد ، وأتمنى لشبابنا النصر والنجاح في ثورتهم ، ولشهدائنا الرحمة ورفع المقامات ولسورية التقدم والازدهار .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وألقى أيضا السياسي الكوردي صلاح بدرالدين الكلمة التالية :
السيدات والسادة
الحضور الكريم
يسرني ان أقف بينكم الآن في هذا اللقاء الوطني بين ممثلي مختلف الأطياف و المكونات والتيارات والشخصيات السياسية لأعبر لكم عن مدى اعتزازنا بانتفاضة شعبنا العظيم وابداع شبابنا من القامشلي الى درعا ولنقف اجلالا واكبارا امام دماء شهدائنا الأبرار التي تسقي شجرة الحياة من أجل غد أفضل وحياة سعيدة ووطن لكل بناته وأبنائه وهنا أود أن على التأكيد وبمن أمثل على المبادئ التالية:
1- الانتفاضة الوطنية السلمية المندلعة منذ أكثر من شهرين تحت شعار الشعب يريد اسقاط النظام هذه الانتفاضة هي مصدر الشرعية والوطنية في هذه المرحلة .
2- مهامنا خارج الوطن تكمن في دعم ونصرة الانتفاضة بكل ما يؤدي الى استمراريتها وبما يوفر من مستلزمات الانتصار هنا وفي جميع المحافل الأخرى يمكن ان نعبر عن اهداف الانتفاضة ونلتزم بإرادة شعبنا في الداخل ودون الادعاء بتمثيلها سياسيا او رسميا او الوصاية عليها .
3- كل المكونات الوطنية السورية من قومية ودينية ومذهبية تشترك جنبا الى جنب ويدا بيد لان مصلحة الجميع تكمن في ازالة الاستبداد واستعادة الكرامة وتعزيز الوحدة الوطنية في ظل الحرية والديمقراطية والمساواة .
4- هناك إجماع وطني كامل للطابع السلمي للانتفاضة ونبذ كل ما يفرق بين السوريين بدوافع عنصرية او أصولية او مذهبية او طائفية …
5- اننا وكـ مكون وطني كوردي نؤكد على اننا شركاء في الوطن وقد نختلف في الاجتهادات ولكن في اطار الاتحاد ونتحد في اطار التعدد ونحن كـ شعب كتب علينا ان نكون في صف المعارضة الوطنية منذ ما قبل الانتداب وخلاله وكذلك ما بعد الاستقلال وحتى الآن وقدمنا الشهداء وقد سبقني نجل شيخ الشهيد في تعداد كل هذه المسائل ولا أريد تكرارها , لاننا وكنا حتى الآن نتعرض الى الاقصاء والحرمان من كل الحقوق بما فيها حتى المواطنة وقد ساهمنا في تحقيق استقلال سوريا وبنائها , ومن مصلحتنا أن يزول نظام الاستبداد وايجاد البديل الوطني واعادة بناء الدولة السورية المؤسساتية التعددية واقامة النظام السياسي الديمقراطي تنتفي في ظله كافة اشكال الاضطهاد والتمييز وتحترم طموحات كافة المكونات وينجز الحل السلمي عبرالحوار للقضية الكوردية وعلى اساس التوافق وتلبية الحقوق المشروعة على قاعدة الشراكة المصيرية العادلة وبما يلبي اهداف ومطالب شعبنا المشروعة حسب ارادته الحرة في اطار سوريا ديمقراطية واحدة موحدة ونؤكد في الوقت ذاته على حقوق جميع شركائنا في الوطن من آشوريين الى كلدان الى التركمان الى الأرمن وكل المكونات الموجودة في هذا الطيف الجميل الذي يعتبر مصدر قوة للسوريين وليس مصدر ضعف , نطمح في ايجاد القواسم المشتركة من أجل تحقيق شعار الانتفاضة الأساسي وهو اسقاط النظام والحفاظ على طابعها السلمي وصيانة الوحدة والتفاهم بين الجميع وابداء التفهم نحو الآخر المختلف لنكون من الآن الأرضية المناسبة لبناء دولة المستقبل ونزيل كل ما يؤدي الى الخلاف ومواجهة التحديات من أي صوب جاء وخاصة لافشال مخططات النظام , كما نرى ان نتعاون جميعا منذ الآن على التناقش والتحضير لصيغة المستقبل ولكن الآن القضية الأساسية هي اسقاط النظام, وكلنا متفقون عليها .
ايها الشركاء نحن معا في ساحة النضال وفي معركة المواجهة مع نظام الاستبداد وفي صفوف الانتفاضة وسنبقى معا في ظل سورية الديمقراطية القادمة متحدين ومتعايشين بإخاء ووئام وفي ظل الشعار الخالد (آزادي آزادي آزادي ) وشكرا لكم.
ومن ثم تم عرض فلم تسجيلي للثورة السورية
بعد ذلك ألقى الشيخ مراد الخزنوي الكلمة التالية باسم عوائل الشهداء:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى أخوية موسى و عيسى وعلى جميع الأنبياء والمرسلين .
أيها الجمع الكريم
يقول الحق عز وجل في كتابه الكريم { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} الرعد 11
وصدق الشاعر إذ يقول
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القـدر
ولا بـــــد لـليــل أن يــنجــلِ ولابـــد لـلقـيـد أن ينكسر
وبالفعل فقد انكسر هذا القيد الغليظ ، وتبدد وهم حاجز الخوف بانطلاق انتفاضة قامشلو سنة 2004 والتي قام بها ثوار الكرد الأبطال ، فكانت ضحيتها آنذاك أكثر من ثلاثين شهيداً ، إضافة إلى آلاف المعتقلين الذين غيبوا في السجون ، عذبوا ، ولاقوا فيها أفظع الويلات ، هذا عدا عن الممارسات العنصرية والسياسات الشوفنية التي مورست بحقهم ، فما كان من شيخ الشهداء الدكتور محمد معشوق الخزنوي إلا أن يكثف جهوده لتهشيم ما تبقى من القيد الذي كُبِلَ به الشعب ، إلا أنه وفي مثل هذه الأيام التي تعقدون فيها مؤتمركم الكريم و قبل ستة سنوات في عام 2005 تلقى الشعب خبر استشهاده على خلفية نشاطاته الداعية إلى العدل والكرامة والمساواة ، والتي تُوِجَت بإطلاقه دعوة للثورة ضد النظام في آخر محفل جماهير له ، بعد إدراكه , فقدان السلطة لجميع مقومات وإمكانيات الإصلاح ، وقد تضمن خطابه كلمته المشهورة حينما قال: { إن الحقوق لا يتصدق بها أحد إنما الحقوق تؤخذ بالقوة } ، خلافاً لهؤلاء الذين ينتسبون إلى العلم والإسلام ، ولا يحملون من الإسلام إلا اسمه ورسمه ، فيبيعون آياتِ الله بثمنٍ بخسٍ لحسابِ السلطان ، متناسين أن الإسلام في الأساس رسالة تحريرٍ وحرية ، بل يغيرون مفاهيم الدين ويحرفون الكلم عن مواضعه عندما يقفون في وجه شعوبهم مساندين السلطان الجائر بائعين آخرته بدنيا الناس ، بينما الإسلام الحقيقي هو ما فهمه الإعرابي البسيط عندما بويع عمر بن الخطاب بالخلافة و قال : { إن أحسنت فأعينوني وإن أخطأت فقوموني }، فقام الإعرابي و قال : { سنقومك بحد سيوفنا } ، فما كان من عمر إلا أن قال : { الحمد لله الذي جعل في أمة عمر من يقوم اعوجاجه بالسيف } .
واليوم فإن ثورة شبابنا السورين من الكرد والعرب ، وأثينيات وطوائف من الأخوة المسحيين وغيرهم لثورة مباركة ، ومهما كانت النتائج فإننا لا نحتاج إلى سيف الإعرابي لتقويم اعوجاج السلطان ، بل نؤكد في كل وقت وحين على سلمية ثورتنا في شتى الشوارع والميادين ، آلا و إن أفضل قوة يمكن أن يستخدمها شبابنا الثوار هي الحفاظ على توحيد الكلمة ، والعمل صفاً واحداً من دون إقصاء إي طرف كما يحتم الواجب الوطني ، مصداقاً لقول المولى عز وجل { وَلَاَ تَنَازعُوا فَتَفشَلُوا وَتَذهَبَ رِيُحكًم } ، وعلى كل مكونات الشعب المختلفة دعم هذه الثورة المباركة للوصول بالبلاد إلى بر السلام والآمان حيث الكرامة والحرية ، وتجسيداً لرؤى شيخ الشهداء وتحقيقاً لما كان يطمح إلى تحقيقه في بلدٍ مزدهرٍ ينعم الجميع فيه بحقوقه كاملة ,فإننا في مؤسسة شيخ الشهداء الدكتور معشوق الخزنوي للحوار والتسامح والتجديد الديني نشد على يد شبابنا الثوار ، ونسأل الله لهم النصر والسداد في خطواتهم ، وإدامة اللحمة فيما بينهم ، حتى نرى سورية الحبيبة حرة قوية في مصاف الدول المتقدمة والمزدهرة ، وبكل تأكيد لا يتحقق ذلك إلا عبر حشد الدعم اللازم ، وتضافر المواقف المشرفة المساندة للثورة ، وبشكل خاص من قبل من هم في ميداني من علماء الدين الذين يعتبرون أنفسهم ورثة للأنبياء ، كما يجب إقامة سدٍ منيعٍ ، وبنيان مرصوص من التكاتف والتعاضد يشد بعضنا بعض لإجهاض جميع التدابير التي تقف في طريق نجاح الثورة ، وذلك لأن الحالة السورية بلغت من السوء مداها ، تحتاج منا إلى دعم وتقوية إرادة شبابنا الثوار ، ورفع معنوياتهم ، وعدم خذلانهم لهثا وراء مكاسب ضيقة وآنية .
أيها السادة : إن ما يطمح إلى تحقيقه ثوارُنا السوريون الأبطال لهو مطمح شرعي ، ومشاركتهم أو مساندتهم أمرٌ و واجبٌ شرعي لا يجوز تركه أو إهماله ، و كوجهة نظر شرعية ، المسلمون كلهم آثمون ويقعون في الحرمة ما لم يغيثوا من يضطهد من أخوانهم ليس في الدين فحسب وإنما في الإنسانية ، ولا يعني بالضرورة عندما أقدم وجهة نظر شرعية داعمة لثورة أنني أطمح إلى دولة الخلافة أو أبغي إمارة دينية فإننا في مؤسسة شيخ الشهداء الدكتور معشوق الخزنوي للحوار والتسامح والتجديد الديني ندعو إلى دولة القانون ، دولة حرة و ديمقراطية لبرالية وعلمانية على أساس فصل الدين عن الدولة وليس معادة الدولة للدين ، بحيث يأخذ الجامع كامل صلاحياته من دون تدخل أية جهة، وكذلك الكنيسة والبرلمان تكون لهما خصوصيتهما ، وفي نهاية الأمر لا تكون القيمة إلا للذي يريده الشعب وهو وحده بيده كلمة الفصل .
وفي الختام أيها الإخوة : الكل يعلم ما أثير حول هذا المؤتمر من لغطٍ وجدل، وهذا أمر لا يعنينا ، فلا أحد منا يملك صكوك الوطنية أو العمالة ليوزعها حسب مزاجه ، وكلكم أيضاً اطلع على مسودة عمل وخطوات وأهداف هذا المؤتمر ، والتي وصلت إليكم من قبل لجنة تحضير المؤتمر تحت عنوان { دعوة إلى مؤتمر التغيير في سورية } وإننا في مؤسسة شيخ الشهداء الدكتور معشوق الخزنوي إذ نشاطركم الحمل والعبأ والتوافق معكم حول ما تصبون إليه من دعم ثورة الشباب السوري والتأكيد على سلميتها ، ومخاطبة الهيئات الدولية والجمعيات الأهلية لمؤازرة الشعب السوري في ثورته ضد الظلم والدكتاتور ، غير أنه جاء في الدعوة تكليف خبراء قانونيين بإعداد مسودة لدستور البلاد ، وهنا اسمحوا لي أن أخاطب فيكم الألم والجرح النازف فيكم لما يلاقيه أهلكم في الداخل من الويل والخراب والدمار أذكركم بالخراب والدمار الذي جلبه العنصرية و الشوفينية على الشعب الكردي في سورية ، آلا وإن أي خطوة تهدف إلى تهميش حقوق وخصوصية الشعب الكردي الذي يعيش على أرضه التاريخية وحقه في التمتع بكافة المزايا كثاني قومية في سورية ، أقول إن أي تهميش لهذا المكون سوف تطيح بآمالنا عرض الحائط ، و تجعل حواراتنا لا تنتج إلا مزيداً من الفشل والضياع ، وثورة شبابنا لا تحصد إلا الشقاق والنزاع ، مما ينتج من كل ذلك فرصا جديدة يستفيد منها الدكتاتور والجلاد في إطالة عمره ، وبالتالي ممارسة المزيد من الخراب والدمار والفقر والجوع على رؤوس جميع السوريين .
وإزاء ما لاقاه المواطنون على مدى هذه السنوات الطويلة ، والازدواجية في مظلومية الشعب الكردي لا سبيل أمامنا لتحقيق كل ما نطمح إليه إلا إذا توفر مبدأ حسن الظن بين جميع مكونات الشعب ، وإزالة جميع حواجز التفرقة والعنصرية آخذين بعين الاعتبار ما كان يؤكد عليه شيخ الشهداء في خطاباته حيث لا يجوز أن يخون الكرد بعد اليوم ، وأن لا تلصق بهم الكثير من التهم الجاهز مسبقة الصنع على أساس أنهم خطر على أمن الدولة ، كما لا يجوز أن تنتقص من هيبة وكرامة الكردي فيكتب تحت أسمه كردي من أصل تركي ، كما لا يجوز سلب إرادته وتغير ديمغرافية أرضه وحياته بتبديل أسمائه وأسماء قراه التي ارتضاها له آباؤه وأجداده ، كما يجب أن تحترم كفاءتنا من حملة الليسانس والماجستير و الدكتوراه وإنهاء المهزلة التي كانت تجبرهم أن يدفعوا بعربات الخضار تنفيذا لمخططات عقليات العنصرية و الإقصائية.
واليوم كلنا ثقة وأمل بإرادة شبابنا فقد بزغ فجر جديد ، وغداً إن شاء الله سنفرح بولادة سورية من جديد ، سورية الحبيبة ، سورية الحرة من دون إقصاء لأحد أو تهميش لمكون ، سورية لا يظلم فيها أحد بعد اليوم .
أسأل الله العظيم لكم التوفيق والسداد ، وأتمنى لشبابنا النصر والنجاح في ثورتهم ، ولشهدائنا الرحمة ورفع المقامات ولسورية التقدم والازدهار .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وألقى أيضا السياسي الكوردي صلاح بدرالدين الكلمة التالية :
السيدات والسادة
الحضور الكريم
يسرني ان أقف بينكم الآن في هذا اللقاء الوطني بين ممثلي مختلف الأطياف و المكونات والتيارات والشخصيات السياسية لأعبر لكم عن مدى اعتزازنا بانتفاضة شعبنا العظيم وابداع شبابنا من القامشلي الى درعا ولنقف اجلالا واكبارا امام دماء شهدائنا الأبرار التي تسقي شجرة الحياة من أجل غد أفضل وحياة سعيدة ووطن لكل بناته وأبنائه وهنا أود أن على التأكيد وبمن أمثل على المبادئ التالية:
1- الانتفاضة الوطنية السلمية المندلعة منذ أكثر من شهرين تحت شعار الشعب يريد اسقاط النظام هذه الانتفاضة هي مصدر الشرعية والوطنية في هذه المرحلة .
2- مهامنا خارج الوطن تكمن في دعم ونصرة الانتفاضة بكل ما يؤدي الى استمراريتها وبما يوفر من مستلزمات الانتصار هنا وفي جميع المحافل الأخرى يمكن ان نعبر عن اهداف الانتفاضة ونلتزم بإرادة شعبنا في الداخل ودون الادعاء بتمثيلها سياسيا او رسميا او الوصاية عليها .
3- كل المكونات الوطنية السورية من قومية ودينية ومذهبية تشترك جنبا الى جنب ويدا بيد لان مصلحة الجميع تكمن في ازالة الاستبداد واستعادة الكرامة وتعزيز الوحدة الوطنية في ظل الحرية والديمقراطية والمساواة .
4- هناك إجماع وطني كامل للطابع السلمي للانتفاضة ونبذ كل ما يفرق بين السوريين بدوافع عنصرية او أصولية او مذهبية او طائفية …
5- اننا وكـ مكون وطني كوردي نؤكد على اننا شركاء في الوطن وقد نختلف في الاجتهادات ولكن في اطار الاتحاد ونتحد في اطار التعدد ونحن كـ شعب كتب علينا ان نكون في صف المعارضة الوطنية منذ ما قبل الانتداب وخلاله وكذلك ما بعد الاستقلال وحتى الآن وقدمنا الشهداء وقد سبقني نجل شيخ الشهيد في تعداد كل هذه المسائل ولا أريد تكرارها , لاننا وكنا حتى الآن نتعرض الى الاقصاء والحرمان من كل الحقوق بما فيها حتى المواطنة وقد ساهمنا في تحقيق استقلال سوريا وبنائها , ومن مصلحتنا أن يزول نظام الاستبداد وايجاد البديل الوطني واعادة بناء الدولة السورية المؤسساتية التعددية واقامة النظام السياسي الديمقراطي تنتفي في ظله كافة اشكال الاضطهاد والتمييز وتحترم طموحات كافة المكونات وينجز الحل السلمي عبرالحوار للقضية الكوردية وعلى اساس التوافق وتلبية الحقوق المشروعة على قاعدة الشراكة المصيرية العادلة وبما يلبي اهداف ومطالب شعبنا المشروعة حسب ارادته الحرة في اطار سوريا ديمقراطية واحدة موحدة ونؤكد في الوقت ذاته على حقوق جميع شركائنا في الوطن من آشوريين الى كلدان الى التركمان الى الأرمن وكل المكونات الموجودة في هذا الطيف الجميل الذي يعتبر مصدر قوة للسوريين وليس مصدر ضعف , نطمح في ايجاد القواسم المشتركة من أجل تحقيق شعار الانتفاضة الأساسي وهو اسقاط النظام والحفاظ على طابعها السلمي وصيانة الوحدة والتفاهم بين الجميع وابداء التفهم نحو الآخر المختلف لنكون من الآن الأرضية المناسبة لبناء دولة المستقبل ونزيل كل ما يؤدي الى الخلاف ومواجهة التحديات من أي صوب جاء وخاصة لافشال مخططات النظام , كما نرى ان نتعاون جميعا منذ الآن على التناقش والتحضير لصيغة المستقبل ولكن الآن القضية الأساسية هي اسقاط النظام, وكلنا متفقون عليها .
ايها الشركاء نحن معا في ساحة النضال وفي معركة المواجهة مع نظام الاستبداد وفي صفوف الانتفاضة وسنبقى معا في ظل سورية الديمقراطية القادمة متحدين ومتعايشين بإخاء ووئام وفي ظل الشعار الخالد (آزادي آزادي آزادي ) وشكرا لكم.
والقيت ايضا كلمات باسم صفحة ائتلاف الثورة السورية, وكلمة شباب الثورة للتغيير , وكلمة المرأة السورية وكلمة اعلان دمشق من قبل عبد الرزاق عيد , وكلمة الاخوان المسلمين من قبل المهندس ملهم الدروبي – وكلمة الشيوخ العربية من قبل الشيخ عبد الاله تامر .
وبها اختتمت الجلسة الأولى من اعمال المؤتمر
ومن المقرر ان يستأنف المؤتمر أعماله في وقت لاحق من هذا اليوم في جلسات مغلقة بعيدة عن كاميرات وسائل الاعلام