آراء في قرار الأحزاب الكردية قبول دعوة اللقاء والحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد (القسم الأول)

(ولاتي مه-خاص) بعد أن تناقلت وكالات الأنباء نبأ الدعوة التي وجهها الرئيس السوري بشار الأسد إلى الأحزاب الكردية للقاء به, وقبول البعض من قيادات الأحزاب الكردية من حيث المبدأ لهذه الدعوة.

وجه موقع (ولاتي مه) سؤال الى عدد من الكتاب والمثقفين والسياسيين الكورد للاطلاع على وجهة نظرهم من موقف الأحزاب الكردية في قبولها لمبدأ الحوار مع نظام دعته المعارضة إلى الاستقالة الفورية وفي وقت بات إسقاطه هو الشعار الرئيسي للمتظاهرين ومن بينهم أبناء الشعب الكردي, وكذلك في ظل الفجوة الكبيرة التي أحدثها النظام بينه وبين الشعب السوري بممارساته الدموية التي واجه بها الشعب الأعزل في احتجاجاته الشعبية السلمية ومطالبه المشروعة في الحرية والديمقراطية, والتي أسفرت حتى الآن إلى إزهاق أرواح أكثر من ألف وثلاثمائة شهيد وآلاف الجرحى وآلاف أخرى من المعتقلين فضلا عن محاصرة المدن ودكها بالدبابات والمدافع بعد أن قطع كل سبل الحياة عنها.

ننشر أدناه رد الأخوة الكرام الذين أرسلوا وجهة نظرهم وبتسلسل ورودها لنا, وسننشر تباعا الإجابات التي تصلنا:

عبدالباسط سيدا: الحوار المطلوب هو الحوار الوطني الشامل، الذي يشارك فيه ممثلون عن سائر مكونات الشعب السوري

الحوار بكل أشكاله يُعد المدخل الأنجع للخروج من أية أزمة.

 ولكن للحوار شروطه ومقوّماته.

بداية لابد من التعبير عن حسن النية، واتخاذ خطوات جادة ملموسة على الأرض تؤكد صدقية نية السلطة ، وبحثها الأكيد عن مخرج مشرف يكون في صالح الوطن وأهله.

وهذا يتم في الحالة السورية عبر اتخاذ حزمة من التدابير العاجلة التي تستطيع السلطة الاقدام عليها من طرف واحد باعتبارها هي الجهة التي تتحمل المسؤولية.

ويُشار هنا إلى ضرورة وقف اطلاق النار على المتطاهرين، وسحب الجيش والقوات الأمنية من المدن والبلدات السورية، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم بعد اجراء تحقيقات مستقلة شفافة، وتقديم الاعتذار العلني من جانب الرئيس نفسه لأهالي الضحايا باعتباره من الناحية الرسمية – على الأقل- يمتلك على كل المستويات الصلاحيات المطلقة ، وتقديم الاعتذار للشعب السوري نفسه، واطلاق سراح كافة السجناء السياسيين وسجناء الرأي والاعتذار منهم، لا التعامل معهم بوصفهم مجرمين، والاعتراف الصريح بالتعددية الحزبية، عبر الغاء المادة الثامنة من الدستور..
أما الحوار المطلوب فهو الحوار الوطني الشامل، الذي يشارك فيه ممثلون عن كل القوى والفعاليات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية السورية التي تمثل سائر مكونات الشعب السوري
وعلى قاعدة الندية، فالنظام هو المذنب والشعب هو صاحب الحق.

اما ان يقتصر الحوار على الأحزاب الكردية وحدها، فهذا معناه اتاحة المجال أمام السلطة لتلعب لعبتها القديمة – الجديدة الرامية إلى  إحداث شرخ بين المكونات السورية، وحتى إحداث البلبلة ضمن الصف الكردي نفسه.

لذلك لا بد من الحذر والتريث، وعدم الانسياق نحو طروحات انتهازية، تتباكى على مصلحة الشعب، وتزعم حرصها على حمايته، في حين أنها تخطئ الحسابات؛ فالنظام السوري قد انتهى امره، نعم ستكون المرحلة القادمة مؤلمة مكلفة، ولكن الموقف الحاسم غير المتردد هو المطلوب في هذه المرحلة التاريخية المفصلية بامتياز، هذا إذا كنا ننشد بالفعل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.

أما أن نضع قدما مع السلطة وقدما مع المعارضة، فهذا معناه أننا لم نتمكن بعد من حسم الأمور في الاتجاه الصحيح، باختصار أقول أن الإطار العام لأي توجه وطني سوري مشترك لابد أن يقوم على أساس اعتبار المسألة الكردية في سورية جزءاً من المسألة الوطنية الديمقراطية العامة في البلاد، أما الإنطلاق من فكرة إمكانية حل المسألة الكردية عبر صفقة أمنية مع السلطة، فهذا أمر فحواه أننا لم نستوعب بعد أبجديات المشروع الوطني الذي  نقول جميعا أننا من دعاته

  د .

محمود عباس: ما تقوم به السلطة بفتح باب الحوار مع أطراف الحركة الكردية، يعتبر خداع سياسي مكشوف حتى لأبسط المحللين السياسيين

منطق الحوار يعد من أهم المبادئ التي أعتمد عليها بناؤوا الحضارات الإنسانية في حل الخلافات والتوصل إلى الأهداف السامية للخروج من الأزمات التي تحيق بالشعوب أو حتى بالأفراد.
لكن هناك جوانب جداً مهمة يجب أن ترتكز عليها الأطراف المتحاورة، لتكون المسيرة سليمة والنتائج مفيدة للمجتمع والوطن، منها الرغبة الصادقة في التحاور، والقناعة الكاملة بأن المحاورة ستؤدي إلى النتائج المرجوة، وغيرها العديد من النقاط، وأهمها تأكيد الأطراف المتحاورة على أن المبادرة خالية وبعيدة عن غايات مخفية  ومحشوة بالدسيسة وخداع الطرف الآخر.
ومثال الدعوة المقترحة من قبل الرئيس بشار الأسد والمقدمة للأحزاب الكردية، والتي يمكن أن تحلل من عدة أوجه، تعد وبشكل مباشر، بعد مرور هذه الشهور من الإجرام بحق الشعب واحدة من أقذر الدعوات الخداعية في التاريخ لتمرير أرذل الغايات، وتغطيتها بثوب فتح للحوار على قضايا الوطن والمواطن، أو حتى لو كان الحوار يخص القضية الكردية وبشكل مباشر!.
قبل الدخول في أية تحليلات جانبية، علينا أن نعلم بأنه لا يمكن تجاوز نقطة جداً مهمة، وهي أن هذه السلطة تعرف جميع خبايا وخفايا الحركة الكردية وسويتها ومطاليبها منذ تسلطها على مقادير الوطن وحتى هذه اللحظة التي تطلبهم فيها للحوار، وخلال هذه المسيرة، لم تخرج أمور الشعب الكردي و حركته السياسية والثقافية والإجتماعية من إطار الملف الأمني إلى يومنا هذا.
ما تقوم به السلطة الآن ومن أعلى سوياتها ” الهيئة الرئاسية ” بفتح باب الحوار مع أطراف الحركة الكردية، يعتبر خداع سياسي مكشوف حتى لأبسط المحللين السياسيين، ولا أعتبره حوار بمعنى المفهوم السياسي بقدر ما هي إملاءات من نوع آخر وربما بلهجة سياسية في هذه المرة، لا يزال يقف ورائها الإملاءات الأمنية،  ولا أظن بأن الحركة الكردية السياسية لا ترى هذه النقطة بالذات، لكنني استطيع القول : في حال ذهابهم إلى طاولة الإملاءات وليس الحوار كما تطبل لها السلطة، بإنها تعد إستهتار بدماء شهداء آذار قبل الإستهتار بدماء شهداء الوطن السوري عامة، والقفز من فوق دماء الشهداء تعد جريمة.
لا يشك إنسان بأن قضية الشعب الكردي في سوريا واضحة، وكما ذكرنا، ويدرك الرئيس بشار تماماً ما يجب أن يقوم به من خطوات لحل قضية الشعب الكردي، وعليه يجب أن تقوم سلطته بالخطوة الأولية وهي الأعتراف بهم كشعب، أو الأعتراف بحركتهم على الأقل، أولئك الذين يود الرئيس أو من سينوب عنه الجلوس معهم.

عندها يمكن التحدث عن الثقة والثقة المتبادلة، وتقبل مدى مصداقية هذه السلطة بأنها تود التحاور لأجل مستقبل مشرف للإنسان السوري.

علماً بأنني أعتبر بأن الحوار مع هذه السلطة، مهما كان نوعه ومستوياته، يعتبر حواراً غير مباشر على المساعدة في غسل يد السلطة من الجرائم التي أقترفتها قواه اللاأمنية ضد الشعب السوري الأعزل.
لا ينكر بأن السياسة التي أتبعتها أغلب الأحزاب الكردية خلال الحوادث الأخيرة، كانت لها بعض التبريرات المنطقية وعلينا أن لا نتجاوزها، منها بسبب المواقف المتذبذبة من أغلب القوى المعارضة السورية حول القضية الكردية ومستقبلها بعد تغيير السلطة، كما أن الحركة السياسية حاولت أن تبرر بانها لا تود أن تتجاوز المدن السورية الكبرى في سوية ظهورها في الشارع، ومن خلالها حافظت على أبعاد مجرمي السلطة عن المدن الكردية، هذه السياسة الضبابية والمتلكأة ما بين المعارضة والسلطة، مع ضغط الشارع الكردي من قبل الشباب، أدت إلى ظهور هذه المبادرة المتأخرة من قبل الرئيس للحوار مع قادة الأحزاب الكردية.
الأغلبية من الشعب أصبح مقتنع بأن هذه الثورات ستؤدي في النهاية إلى إزالة هذه الطواطم الإلهية، وآل الأسد أحد هذه الطواطم نهايتهم اصبحت واضحة، ومعهم الحاشيه، وهم بدورهم يتصارعون والموت، ولهذا يستخدمون أبخس الأفعال والعلاقات، حلقات اللعبة والدسيسة متنوعة، منها استخدام أحد أهم أجزاء النسيج السوري، الشعب الكردي وحركته بجميع أطرافها، وقد شاهدنا حتى قبل شهر كيف دعى الرئيس بشار الأسد رؤساء العشائر ولم يرسل أعترافاً لقادة هذه الحركة، فما الذي تغير؟! لتظهر هذه المفاهيم والتقديرات، خلال شهر، مع العلم بأن السلطة تعلن يوميا في إعلامها بأنه لاتوجد في سوريا أية مشاكل سوى مجموعات من السلفيين يودون تخريب الوطن، فهل يا ترى تود هذه السلطة طلب المساعدة من القوى الكردية لضرب هذه الحركات السلفية؟ أم الحقيقة بأن السلطة تود إخراج الشعب الكردي من عملية التغيير الثورية القادمة عن طريق حركتها السياسية، وذلك بتأمين الجانب الكردي من هذه الثورة،  والسؤال هل لا تزال القوى الكردية الساسية لا تؤمن بأن التغيير قادم لا محال؟.
الشعب الكردي جزء من الشعب السوري رغم إنتماءاته الكردستانية، والتي لا يستطيع إنسان إنكاره، كما ينتمي الشعب العربي السوري إلى الوطن العربي عامة، لذلك لا يحق لقادة الحركة الكردية السياسية تقبل إملاءات السلطة السورية حتى ولو تغيرت الآن إلى لهجة سياسية، بعد أن خلقت الهوة الساحقة بينها وبين الشعب وعمقتها بفظاعة في الشهور الأخيرة.

ولا اظن بأنها ستكون سهلة على بعض الأحزاب السياسية الكردية إجتيازها حتى ولو كانت لهم الرغبة في ذلك، فهم بذلك سيخلقون هوة مماثلة بينهم وبين الشعب الكردي، حينها ستكون طريقهم في النضال ليس الدفاع عن القضية الكردية في المحافل الوطنية والعالمية بل النضال سيكون من أجل أثبات وجودهم ثانية بين الشعب الكردي، وعليهم في النهاية أدراك حقيقة جداً واضحة، وهي أن التغيير القادم يشمل جميع المكونات السياسية القديمة والمهترئة منهجاً وفكراً، لذلك عليهم الإستعجال في التغيير والتلائم مع الشارع الثوري، ليبقى قادراً التحدث مع الشعب بسوية المناضل من أجل حقوقه.
د .

محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
mamokurda@gmail.com

ابراهيم اليوسف: إن أي حوار مع النظام- وأنا أرفضه- يجب ألا يكون إلا ضمن إطاره الوطني، مع أهل الشهداء الذين دفعوا حياتهم

يعد الحوار خصيصة للوعي، وهو سنة الحياة، بل و ضروري، بالنسبة للإنسان، شأنه شأن الهواء والماء، وبه يمكن أن يتم التواصل ضمن أي نسق حياتي، واجتماعي، أو مؤسسي.
إلا أن الحوار-في حالة النظام السوري- الآن، تحديداً، بعد كل هذا الدم، وفي اللحظة التي خسر النظام الكثير من أوراقه، وجاء تحديه لأول مرة، من الداخل السوري،  بحيث أن الثورة السورية، السلمية، المظفرة- من درعا إلى عين ديوار ومروراً بقامشلي- عمت كل سوريا، وهزت عرشه، وبينت مدى ضعفه، بلجوئه إلى لغة القتل، بوحشية فظيعة، وباتت أوراق النظام تعرى أمام نفسه، بعد أن خيل إليه بأنه-بحق- يمتلك تلك القوة الجبارة التي جعلته يخدع العالم كله، بأنه النظام الأنموذجي،  داخلاً وخارجاً، وهو راعي الممانعة، والديمقراطية، وسوى ذلك من صفات وخصال لم تتوافر فيه البتة، لأنه مبني على الاستبداد والقمع، والفساد، ويحكم بيد ين من حديد ونار، وهما المفردتان اللتان تميزتا بعطالتهما في مواجهة استرداد الأرض المغتصبة.
كردياً، ثمّة محاولات كثيرة تمّت للحوار مع هذا النظام-في محطات عديدة- خلال العقد الماضي، منها ما كان عبر البوابة الأمنية، معاذ الله، ومنها ما تمّ لأول مرة خارج هذه البوابة، في العام 2006 مع د.

نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية ,عبر جهود حثيثة من د.

أحمد برقاوي، وحضره لفيف من المثقفين الكرد،  واستغربت آنذاك د.

العطار لدى سماعها من الوفد الثقافي الذي كنت من ضمنه، ما يتعرض له الكرد، وقد نشرت وقتها كل ما قلته-من جهتي-على ثلاث حلقات بعنوان” خمس وأربعون دقيقة في قصر الشعب” كما تحدث سواي من الزملاء، كل بطريقته، وطلبت د.

عطار مداخلتي على ما أذكر، وكان هذا الحوار هو الوحيد خارج البوابة المعتادة،في تلك المرحلة، ما دفع للتأليب عليه من قبل بعضهم، لاعتبارات متعددة تحدثت عنها، ولم يتحقق مما قلناه-ولو ثقافياً- واحد بالمليون، بل ازدادت الأمور سوءاً، حتى في هذا الحقل، لدرجة أن الشاعر إبراهيم بركات، وبعد إصدار العفو لا يزال يرزح في سجن حلب المركزي، لمجرد إيراده كلمة “كردستان” في قصيدة أهداها لأحد الراحلين، ولاتزال مخطوطات الأديب الكردي حفيظ عبدالرحمن مصادرة، لأنها مكتوبة بلغته الكردية الأم، وهي عصارة ربع قرن من عمره، وكذا حاسوبه، ولن أنسى أن الكاتب سيامند إبراهيم اعتقل بسبب ضبط كتب مترجمة إلى الكردية معه، والأمثلة تكثر، ولا أعتقد أن نظاماً شوفينياً في التاريخ يفعل ذلك..!
من هنا، إن النظام لا يحتاج البتة إلى أي حوار، فالحوار الحقيقي تم، وكان عليه منذ تظاهرة “الحريقة”، وهو أكثر من تشمّ مخابراته رائحة الثورة الحقيقية، بل ورائحة ما لا يحدث، فيستبق ضرباته العنفية، غير سائل عن أي رباط وطني وإنساني مع المواطن، كان عليه الانفتاح على الشعب وإعطاؤه استحقاقاته، واستعادة كرامته إليه، لجعل مهمة الأمن حماية الحدود، لا بناء الحدودوالسدود بين المواطن والمواطن، وبين المواطن وكلمته ورأيه، وسلب حريته، باستخدام الوصفة الأكثر تخلفاً وهي: الاستعلاء على المواطن، وكأن كرسي السلطة امتياز من الخالق، والبدء بتهديد هذا المواطن،مهدور الكرامة، وتقديم وصفات الوعود الخلبية له على امتداد عقود، بحيث أن صورة المخبر الذي يراقب بيت الناشط والمثقف لا تفارق عينيه، وهو يندس في خط هاتفه، أو شبكته العنكبوتية، ودواته، وقرطاسه، وصدى كلمته، وفي مكتبته، وبين قميصه، وتحت جلده، ليضيق عليه الخناق، أنى شطّ عن قاعدة المديح والكذب والتزييف، منحازاً للوطن والمواطن، ليوفد مندوبيه لممارسة كل أشكال الإساءة لمن يقول له: لا…
لقد كنت أكثر من أكد أن هناك حكمة كردية، في موقف الحركة الكردية، ولكن ذلك كان ضمن مدة زمنية محددة، ولي ما قلته، وما لم أقله من مسوّغات ذلك، ولقد ابتهجت أن أجد قادة كرداً يرفضون الاستدعاء الذي تم في صيغة الحوار، مع بعض الوجهاء والأزلام، بيد أنني بتّ أخسر الرهان تدريجياً، أمام انحسار حضورهم مع الشباب الكردي في اعتصاماتهم، بل ذهاب بعضهم لتيئيس شبابنا، وكنت ممن دعوا لوحدة الصف الكردي، في بيان خاص، مع زملاء لي، والتأكيد لمن سألني من الشباب الكردي أن الحركة الكردية هي من تمثلهم،وغير ذلك، أداري سوءات “بعض” القيادات التي فوجئت بها، على حقيقتها، وإن كان بعضها الآخر سيكبر في عيني.

إلا أن المحكّ –الآن- هوأننا جميعاً أمام معادلة سطرها الشباب الكردي، مع سواه من شباب الوطن، وهدم أية حواجز بناها النظام على امتداد عقود، بين الكرد وأخوتهم، شركاء المكان، بأكثر ما فعلته حواراتنا-ضمن إطار الحركة الكردية مع المثقفين، من شركاء المكان- وبأكثر ما كتبناه على امتداد عقود، كل على طريقته، من إبداع وأدب وغير ذلك، وينبغي الحرص على المعادلة التي استردت نفسها، في الفضاء الوطني من جهة، وعدم نسف جزئيات تواجد الطرف الكردي فيها، في ما يتعلق بالرابط بين الشباب وحركته السياسية.
ومن هنا، فإن الحركة الكردية عليها أن تمثل بين صفوفها من يمثلون الشباب، بما لايقل عن عددهم، وهم يصوغون أي رأي، لا بد من أن يضع في عين الاعتبار:
1-إن النظام هو من أقصاه من الحوار، بل ومن الحياة السياسية كاملة، ومن الحياة، وشطب على وجوده، وحقوقه، وأسئلته،على امتداد عقود، ليقدمه في صورة العدو، المشكوك به، ولقد قرأت ما يستفز على لسان قيادات عالية، في ما يخص توصيف الكرد واتهامهم، بما يندى له الجبين.
2-إن دماء شهداء سوريا، وأنات جرحاها، وعذابات معتقليها، هي التي تلفت إليها الاهتمام الآن، ولا بدّ من مراعاة ذلك
3-إن التعويل ينبغي أن يكون على الشعب، لا على النظام،لأن الشعب هو الأبقى.
4-كما أن أي حوار مع النظام-  في ما لو تم-وأنا أرفضه في ضوء المأزق الذي أوصل البلد إليه- يجب ألا يكون إلا ضمن إطاره الوطني، بالتنسيق مع أهل الشهداء الذين دفعوا حياتهم، في ساحات الحرية منذ 15 آذار2011 وإلى الآن،  و التفاعل مع فضاء أسئلتهم، كي يتم ا-لآن- الاعتراف بمن سيمثل الكرد، والنظام في حالة ” غرغرة” الهيبة  والمصداقية، بعد أن تم تجاهلنا لعقود عدة، من دون أن ننسى شهداء وجرحى ومعتقلين كرداً في محطات 2004-2005-2007-2008-2009-2010.
5-إن عدم تحقيق النظام لوعوده مع الكرد، سينسف علاقة الكرد بالمكون السوري، ولن يكون هناك أي تجاوب منه يرتقي إلى روح السؤال الكردي، نظراً للطبيعة البنيوية لهذا النظام نفسه.
6- أدعو الشباب الكردي لأن يكون له رأيه المستقل
7-لا أشك بفحوى الورقة الكردية التي ستقدم، ولا بنوايا وإمكانات من سيكونون في أية لجنة حوارية، ولكن: هل يمكن لنظام طالما راوغ مع الكرد، أن يصدق معنا في هذه المرة؟.
8-لا بد من معرفة أن النظام يحاور-ليناور- وليزيد من عمره، ليس إلا، وإننا الآن لسنا أمام انفتاح على الشعب، ومنهم الكرد، لأن لا حوار في ظل يد على الزناد-كماقلت-أو تحت حصار دبابة كما قال سواي.
9-ثمة فرق بين الحوار والاستدعاء

10- أسئلة شارع الثورة، هي ورقة العمل الوطنية، فهل يجيب عنها النظام، وإن ظهور الرئيس على الفضائية وإعلان ما سيقوم به، كان سيغني عن الحوار، وليس ضرورياً التقاط صور ذكرى، في الوقت أسقطت صور المجازر في شارعنا أية قيمة لهكذا صور.
11-هل استطاع القادة الكرد أن يجروا حوارات مع الشارع السوري-وأنا أقدر ظروف الداخل-على غرار ما أنجزه مؤتمر أنتاليا؟.، وذلك من خلال ممثليهم في الخارج؟.
12- الحوار سيخلق بلبلة كردية، وثمة خوف من أن تظهر هوة أخرى بين الشارع الكردي والأحزاب التي سيتأكد لها أن احترامها نابع من مصداقيتها، في التفاني من أجل رسالتها.
13- النظام الذي جزأ الشعب السوري، في فترة قوته، يعمد الآن لتجزأته وهو ضعيف- واللجوء للقتل نفسه، كما تم الحديث، من قبل، أكبر مؤشر على ضعفه- ولا بد من معرفة كل ذلك، ولست أعرف ما جدوى هكذا حوارات منفردة مع كل على حدة، وهو سيؤدي-لاحقاً- لحوارات كردية مجزأة،تفتيتية، بالطريقة نفسها، مع أني أؤكد أنه لابد من أي عمل لإيقاف نزيف الجسد السوري، وكف يد الاستبداد والعنف … فهل…..؟.

 

جان دوست: أي حوار ستجرونه في دمشق يا أحزابنا الكردية!!

لا شك أن التطورات التي تحصل في بلدنا سوريا منذ عشرة أسابيع لهي تطورات دراماتيكية حركت الساكن في مياه المجتمع والسياسة وقضت على الثابت المستبد لصالح المتحول الثوري..ولا شك أن النظام وبالرغم من آلة القمع والإجرام ومذابحه واستفراده بالمدن المنتفضة مدينة مدينة وحياً حياً، لا شك أن هذا النظام بدأ يتداعى وينهار بعد أن تلقى ضربات معنوية موجعة من شباب الثورة السورية الذين انتفضوا ثأراً للكرامة المهدورة على مدى خمسين عاماً من حكم الحزب الفرد الصمد الواحد الأحد، حزب البعث الفاشي..وإن المأزق الذي وقع فيه النظام دفع به إلى استجداء الدعم من القومية الكردية وهي القومية الثانية وصاحبة التأثير الأكبر وبيضة القبان في رجحان كفة الثورة..في هذه المعمعة سيتوجه وفد من الأحزاب الكردية إلى دمشق لحوار الطاغية..في المبدأ ليس هناك فرد واحد ضد الحوار ولغة الحوار..وهو مطلب كانت تنادي به الأحزاب الكردية والمؤسسات الحقوقية السورية والمعارضة السورية بشكل عام منذ عقود طويلة إلا أن النظام المستبد الذي كان ينام على حرير الطغيان ، صم أذنيه عن نداءات الحوار كافة وفي أحسن الأحوال كان يوكل لضباط المخابرات اللقاء مع قادة الأحزاب والله أعلم ما الذي كان يجري في تلك اللقاءات..الآن على أي أرضية ستتوجه الأحزاب العريقة إلى طاولة عليها سكين ذبح به حمزة الخطيب وهاجر الخطيب وآلاف من الأبرياء وقبل الكل شيخ الشهداء معشوق الخزنوي؟؟ على أي أساس سيلتقي هؤلاء القادة بالجلاد ويصافحونه وما تزال يداه تقطران دماً!! هو لم يستمع للمناشدات الدولية كافة بوقف حمام الدم..هو لم يشبع من القتل  هو لم يرتو من العنف الممنهج فعلى أي قاعدة سيتحاورون معه..؟ ليت شعري هل سيتحاورون على رفع المظالم عن الشعب الكردي وأولها الحزام العنصري المقيت الذي حرم ثلث الشعب الكردي من أرضه ومصدر رزقه؟ هلى سيوقع الجلاد مرسوما لخاطر عيون المتحاورين ويثبت فيه الحقوق الثقافية للشعب الكردي وأولها السماح بفتح مدارس للغة الكردية وتدريسها في الجامعات السورية؟؟ هل سيطلق سراح العشرات من معتقلي الرأي والسياسيين الكرد عشية لقائه مع الوفد الذي لم ينتخبه أحد؟ هل سيتجاوب مع مناشدات الأحزاب والمؤسسات والشخصيات بوقف الحرب المعلنة على الشعب الأعزل في حماة وحمص وحوران وتلكلخ وغيرها؟؟ إن هذه الخطوة لهي خطوة فاشلة من الآن وهدفها تشويه صورة الشعب الكردي وتصوير أنه يميل لصالح النظام في اللحظة التي يرتكب فيها النظام مجازره براحة بال دون خوف من أحد أو رادع من ضمير..في اعتقادي أن هذا الحوار يجب أن لا يتم وإن تم يجب أن يتم عبر ورقة شديدة اللهجة وواضحة المطالب فيما يخص الشعب الكردي والسوري بشكل عام..الحوار مع النظام في هذه المرحلة معناه إعطاء مزيد من العمر له، معناه إعطاء الضوء الأخضر لارتكاب مزيد من الإجرام بحق المتظاهرين السلميين..لا حوار مع الدبابة..هكذا صرخ المحتجون في أكثر من مكان..فهل هناك يا أحزابنا الكردية مناخ ملائم لإجراء حوار؟ لماذا لا تشترطون على النظام سحب الدبابات من المدن السورية ووقف القتل قبل البدء بالحوار؟؟ لماذا لا تختبرون صدق النية لدى النظام قبل مصافحته؟ هل سيكون لقاؤكم مع الطاغية مثل لقائه مع الممثلين؟؟ ألا يخجل النظام من نفسه حيت يقدم شلة الممثلين التلفزيونيين على أرباب السياسة؟ الكلمة الأخيرة أقولها بصراحة: لم يبق للنظام رصيد لا في الخارج ولا في الداخل  فلا تكونوا له مصرفاً كريماً يغرقه بدين لا يستطيع سداده إلا بمزيد من القتل..

هوشنك أوسي: أن المستجيب لهذا الحوار، قبل محاسبة القتلة ومقاضاتهم، هو أسوأ من النظام نفسه.

قبل أيّام من عقد مؤتمر انطاليا المشبوه، صغت بياناً وقّع عليه نحو أربعين من الكتّاب والمثقفين الكرد.

طويته على موقفي من الحوار مع النظام.

وهو: “أن دعوة النظام للحوار الوطني، قبل مقاضاة قتلة الأطفال والشباب والشيوخ في المظاهرات السلميّة، هي محاولة التفاف على الانتفاضة في مسعى وأدها.

وأن أي حوار، من أيّ طرف سوري معارض مع هذا النظام، قبل أن تحال الرموز الأمنيّة التي تسببت في هذه المذبحة للمحاكمة العلنيّة، بأنه خيانة للدماء الطاهرة التي أرقيت طلباً للحريّة والديمقراطيّة.”.
وأزيد على هذا الموقف بالقول: لو كانت الدعوة للحوار التي اطلقها النظام السوري، في بداية الانتفاضة، ورفضها الكرد، أو الاحزاب الكرديّة، لكان ذلك مثار نقد وشبهة.

ولكن، حين يطلق النظام حوار على جثث أكثر من 1200 شهيد، فأن المستجيب لهذا الحوار، قبل محاسبة القتلة ومقاضاتهم، هو أسوأ من النظام نفسه.

ثمّ أيّ حوار؟ وعلى ماذا؟، حين يقول محمد سعيد بخيتان: بأن الباب أمام إلقاء المادة 8 من الدستوري السوري مغلق؟!.

بوجود هذه المادة، لا معنى لقانون الاحزاب؟ ولا قانون الصحافة؟ ولا للحياة السياسيّة والثقافيّة في بلدٍ، قائده دولته ومجتمعه، حزبٌ قاتل ودموي، وطائفي، مثل حزب البعث؟.
النظام في أحرج وأصعب وأضيق حالته وأكثرها تأزّماً.

ومن يتهافت على الحوار مع هكذا نظام، دون قيد أو شرط، يكون في أقصى درجات الانتهازيّة واللامسؤوليّة الوطنيّة والسياسيّة والاخلاقيّة.
ينبغي أن يكون قبول الحوار مشروطاً، بجملة من الاجراءات والممارسات والتطبيقات العمليّة على الأرض، من ثم تذهب الحركة الكرديّة للتحاور معه حول آليات انتقال سورية من دولة البعث والاستبداد والفساد والامن والشبّيحة الى دولة الحق والخير والعدالة والمساوة، دولة الموطن والمواطنة الحرّة، دولة الكرد والعرب والسيريان والارمن والشركس والتركمان…، دولة علمانيّة مدنيّة تعدديّة، بخلاف الانموذج الذي فرضته جماعة الاخوان المسلمين في انطاليا، بحيث نرفع وصاية الامن والعسكر عن الدولة لنضعها تحت وصاية الشيخ والمسجد والمراجع الدينيّة.

مسعود عكو: (لا صوت يعلو فوق صوت الشعب)

يبدو أن هناك شيء وراثي داخل الجينات الكردية، وهي إضاعة الفرص، والسير دائماً خلف أوهام، كل الكون بات يعرف التمييز بين الحقيقة والباطل.

إلا نحن وهذه الإشكالية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من العقلية الكردية.
تلقت الأحزاب الكردية دعوة من الرئيس السوري بشار الأسد للقاء معه والتشاور.

لكن على ماذا سيشاور الرئيس قيادات الأحزاب الكردية؟ ولماذا الآن اختار الأسد التشاور واللقاء؟ ولماذا وافقت الأحزاب؟
أستغرب جداً أن تقبل الأحزاب الكردية التفاوض مع النظام السوري، الذي يقتل الأطفال والنساء، ويجتاح المدن بالدبابات، ويزج بعشرات الألوف من أبناء شعبنا السوري في زنازينه، بل لجأ إلى تحويل المشافي والمدارس وملاعب الرياضة إلى سجون ومعتقلات، لأن ما عادت تكفيه سجونه الكثيرة.
النظام الذي اعتقل وعذب وقتل حمزة الخطيب، النظام الذي قتل حتى اللحظة أكثر من 1300 سوري، قتل خمسين كردياً في آذار 2004 ولم يحاسب المسؤولين على ذلك، بل لجأ إلى رفع رتبهم ومكافأة القتلة.

النظام الذي حرم الكرد من حق الجنسية، وفرض قيوداً صارمة على حياته، وعرب أسماء البشر والحجر، وصادر أراضيهم وجوعهم وشردهم في أصقاع سورية والعالم.

النظام الذي قتل الشيخ محمد معشوق الخزنوي ومازال يستمر في التحقيق من المجموعة الإرهابية التي قتلته.
في الأسبوع الحادي عشر للثورة السورية، أعلنت أحزاب لجنة التنسيق الكردية وبموقف خجول، قرارها دخول المظاهرات الكردية، تلك التي تنطلق من القامشلي وغيرها من المدن الكردية، وتأخر هذه الأحزاب في الدخول إلى جانب الشباب في الثورة كانت له دلالات كثيرة ومبهمة، ولكن الآن بقبول الجلوس مع النظام السوري اتضح الأمر تماماً وعرفنا جميعاً، لماذا لم تشارك الأحزاب الكردية في الثورة السورية ضد نظام القتل والتشريد.
إن تلك الأحزاب لا تمثل إلا نفسها وطيلة ثمانين يومٍ نفذ الآلاف من الشباب الكردي مظاهرات واعتصامات بمعزل عن تلك الأحزاب الرقمية –الإلكترونية ذات بيانات الإنترنيت- وليست في قدرة تلك الأحزاب السيطرة على الشارع الكردي، على العكس ما عادت لتلك الأحزاب الهيبة التي كانت تتمتع بها قبل اندلاع الثورة السورية.
الكرد في سورية سوريون ونحن جزأ لا يتجزأ من شعب سورية، وما يريده الشعب السوري في درعا وحمص وحماه واللاذقية ودير الزور نريده.

لا بديل عن إسقاط نظام قاتل الأطفال والنساء والرجال، النظام الذي أهان الشعب السوري لنصف قرن، وإن كانت هذه الأحزاب ذاهبة حقاً للتفاوض، فلتتفاوض باسمها فقط وباسم قياداتها، لإن قواعد تلك الأحزاب هي جزء من الحركة الشبابية التي تقود الثورة في المناطق الكردية، وترفض أن تكون قياداتها تساوم على دم حمزة وإخوانه، ويتحاور من نظام يقتل شعبنا ويغتصب أرضنا السورية.
إن الأحزاب الكردية لا ترى أبعد من “دوار زوري” في خضم تصاعد المواقف الدولية ضد النظام في سورية، والمؤشرات التي تدل على عزم المجتمع الدولي تغيير نظام البعث في سورية.

لكن ذلك سوف يأخذ مزيداً من الوقت، يستمر انعزال النظام يوماً بعد يوم، وانفض من حوله الكثيرون، حتى أقرب أصدقاءه وحلفاءه كتركية.
إن كانت الأحزاب الكردية ترى في صمت الجبهة الكردية وعدم البدء في القتل، على أنه خوف من الكرد فذلك وهم كبير، وأحلام أدخلت الأحزاب الكردية نفسها فيها، كونها بطبيعتها الفكرية لا ترى أبعد من أنفها.

فالنظام قريباً سوف ينقل آلة الحرب إلى المناطق الكردية، وما رأيناها في درعا وحماه وبانياس وحمص، سوف نراه في القامشلي وعامودا وديريك وعفرين وكوباني.

وقد يكون ما جرى في الداخل السوري ليس إلا نزهة.
لا بديل عن شعار ثورة الشعب السوري ضد الظلم والطغيان “الشعب يريد إسقاط النظام” ولا تفاوض مع قتلة الأطفال، ولا حوار مع نظام دباباته تحاصر مدنه وتقتل شعبه، في حين الأفضل أن تتوجه هذه الدبابات لاستعادة الأراضي السورية المغتصبة في الجولان ولواء الإسكندرون، لا أن تتوجه فوهات المدافع إلى درعا وحمص وبانياس وحماه وغيرها من المدن السورية المحتلة من قبل نظام البعث الدكتاتوري والزائل قريباً بإذن الله.

 

الشعب السوري بكرده وعربه وكلدو أشوريه قالوا كلمتهم في إسقاط النظام، ولا صوت يعلو فوق صوت الشعب.

لافا خالد: أي حوار مع النظام هو متاجرة بالثورة وبدماء الآلاف من شهدائنا ومعتقلينا

قبل الاجابة على السؤال يجب ان نسلط الضوء على الانتفاضة السورية حيث التوجه السلمي والجماهيري للانتفاضة هي القاعدة وان الذي وضع الحراب على جدول الأعمال هو النظام السوري الذي قام باستخدام ارهاب الدولة في المناطق العربية وتأجيل الحل الارهابي في المناطق الكوردية لانه لايقدر على ادارة حربين في الوقت نفسه من جهة , ولكي يصور للعالم انه يتعامل بشكل حضاري مع المظاهرات الكوردية لانها سلمية ويستخدم الحل الأمني في مناطق العنف.

تم تشويه صورة الكورد وانتفاضاتهم وشبابهم واحزابهم من خلال الاشارة لسلمية انتفاضتهم.
اذن القاعدة هي سلمية الانتفاضة، الآلية هو تغيير النظام وللتغير أساليب مختلفة، إسقاط او اتفاق على ترك السلطة من خلال حوار كما دعت اليها بعض أطراف المعارضة السورية في انطاليا.
شعار إسقاط النظام هو مطلب الشعب والشباب أكثر تقدما في مطلبهم من أحزاب المعارضة العربية منها والكوردية، هنا خلل في جانب الموقف الجماهيري، يجب ان يبدأ الحوار بين الشباب والأحزاب من اجل توحيد الخطاب وهذا ما لم يحدث لحد الآن , بالمختصر وبرأي الشخصي أي حوار مع النظام هو متاجرة بالثورة وبدماء الآلاف من شهدائنا ومعتقلينا , ومن ثم لا يمكن الحوار مع النظام الذي فقد شرعيته , كيف للشعب أن يثق بهذا النظام الدموي ودبابات عصابته وأجهزته المسعورة تقتل الأطفال والشباب والرجال والنساء من الثائرين في سوريا


أمين عمر: ” لا حوار مع الدبابة ”

أعتقد أن الشباب الكردي قد أجاب بشكل واضح على موضوع الحوار وكان جوابهم مميزاً ولافتاً، فقد رفعوا شعارات في قامشلو و كوباني ” لا حوار مع الدبابة ” وقد عبروا في شعارهم عن الدبابة رسماً لا كتابةً ، كي تبدوا واضحة للذي لا يقرأ، وكي لا يتشبه على أحدهم الدبابة بالذبابة، لذا  فطالما إن الدبابات لازالت في الشوارع و تنتشر في عدة مدن، فهذا واضح إن النظام غير جاد بالحوار، وهذا يعني أن من يتحاور لا يمثل هؤلاء الشباب، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فالقتل في درعا وحمص وحماة وغيرها من المدن ، فما المعنى أن يتحاور النظام مع ممثلين عن قامشلو وكوباني وعفرين، حتى قبل أيام قبل أن يشتد الخناق على النظام، لم يعر النظام اهمية لقياداتنا الكردية ، فلماذا اليوم ؟؟.

النظام يريد تقسيم المجتمع السوري كي يسهل عليه التعامل مع هذه الثورة بالطريقة التي يريدها، وهو العنف، دون أن يثير ضجة كبيرة حوله.

وقد شجّع النظام على فكرة الحوار، بعد أن تهربت، بل بعدما خذلت القيادات الكردية مؤتمر المعارضة في أنطاليا بحجج لم يقتنع هم أنفسهم بها ، كتبريرهم  إن المؤتمر في تركيا !!!! هل هم أكثر وطنية من الرئيس مسعود البرزاني والمعارضة العراقية عندما كانوا يلتقون في سوريا أو علاقاتهم الحالية مع تركيا، ولن نأتي على ذكر السيد أوجلان الذي مص دم الشعب الكردي في سوريا ثلاثة عقود ولم يخطر بباله يوماً إن النظام السوري يغتصب حقوق الكرد السوريين.

هذا بغض النظر إن اللقاء لم يكن خاصاً بالكرد، بل للمعارضة السورية والتي يشكل الكرد فيها نسبة أقل من الثلث.

إلا اذا كان قادتنا يقصدون من عدم الحضور المزاودة على  مئات المعارضين العرب الذين حضروا المؤتمر في تركيا التي تحتل لواء اسكندرون ، وإن كان هذا مقصدهم فعليهم، كخطوة ثانية، بعد رفض حضور المؤتمر، تشكيل حملة لمقاطعة المسلسلات التركية حتى إستعادة اللواء.

وهنا أتوجه بالشكر للأخوة الكرد الذين حضروا المؤتمر وحفظوا حقوقنا، وبعضاً من ماء وجهنا.
الأحزاب الكردية طرحت مبادرة ، كانت من ضمنها المطالبة بإلغاء المادة الثامنة من الدستور ، وقد جاء الجواب بالرفض من محمد سعيد بخيتان الأمين القطري المساعد لحزب البعث، عند تأكيده على التمسك  بالمادة الثامنة.

وقد جاء أيضاً ضمن المبادرة إيقاف نزيف الدم، وهو ما لم يحدث أيضاً، لذا على قياداتنا احترام مبادرتهم والتمسك بها، وإن كانت خطوة المبادرة بالأساس غير مطلوبة منهم، لكنهم تبرعوا بها، لما لهم من رصيد كبير للتبرع ، وبحضور هذا اللقاء ستسقط ورقة التوت الأخيرة عن حقيقتهم ، وعليهم أن يعوا جيدا ، إن الدعوة الى لقائهم جاءت بفضل دماء السوريين في درعا وأخواتها لا عن جهودهم في تشكيل أحزاب جديدة بعد كل مؤتمر.

وبحضورهم لقاء الرئيس سيضعون الشعب الكردي في موقع الخاسر فكلنا نعرف وجربنا النظام فما إن يستعد عافيته سيرجع للقوانينه السابقة ، وإن رحل النظام فسنخسر الشعب السوري الفائز بالثورة الذي سيذكرنا بلقاء قادتنا بالرئيس وحواره، في حين كانت دماء الثوار كانت تسيل في المدن الأخرى .
ما أخشاه إن تكون بعض تلك القيادات، تعتبر الأهم في الدعوة، هو لقاء الرئيس لا الحوار.

عبدالباقي حسيني: خارطة الطريق الكردية للأزمة السورية و اللقاء المرتقب

الدعوة التي أرسلت إلى رؤوساء الأحزاب الكردية من قبل المحافظ للقاء مع رئيس الجمهورية، هي خطوة أولية في الإتجاه الصحيح من قبل السلطة السورية ولو جاءت متأخرة.

يبدو أن النظام بدأ يتنازل من كبريائه ويوجه بوصلته نحو “الحوار الوطني” والإعتراف بالمعارضة الحقيقية في الداخل.
المعارضة بمجمعها كانت لها الرغبة في الحوار، وماتزال بعض الأطراف تسعى إلى الحوار المباشر مع رأس النظام، كما جاء ذلك على لسان أحد شخصيات جماعة ” إخوان المسلمين”، عندما قال ” إذا النظام يريد الحوار فليجلس معنا على طاولة مستديرة”.
الحوار الجاد والمباشر من أجل التغيير الحقيقي في سوريا مطلوب، وإلا كيف ستكون عملية التغيير، لا أعتقد أن يتم التغيير دون وضع آليات مع الطرف الحاكم الذي يتحكم بكل مفاصل الدولة حتى الآن.

هذا الحوار يجب أن يأخذ بعين الإعتبار.

كل الدماء التي سالت على أرض الوطن، وهي دماء غالية، يجب عدم القفز فوقها، لا بل هذه الدماء الذكية هي التي جعلت من هذا النظام المستبد والمتسلط على الشعب السوري منذ أربعة عقود، التنازل للشعب وسماع أنين جراحه لإعادة حقه المسلوب منذ سنين عديدة.
في مقال سابق لي تساءلت، ” هل نحتاج إلى كل هذا الدم ليتم التغيير الحقيقي في سوريا؟”، بالطبع لم نكن بحاجة إلى كل هذه الدماء، وآلة النظام القمعية يجب ان تتوقف فوراً، كما أكد عليه البارحة الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون.
بالنسبة للمعارضة في مؤتمر أنطاليا و طلبها الإستقالة الفورية من الرئيس بشار الأسد، فهذا يعتبر نوع من التحدي السياسي الذي يتم بين المعارضة والسلطة.

وبقناعتي الشخصية المعارضة الحالية إذ لم تستند على أسس واضحة وحقيقية (وعود من الغرب مثلاً)، فلسوف يبقى هذا الطلب مجرد أمنّية.

المعارضة في هذا المؤتمر رددت مقولة كلينتون (وزيرة الخارجية الأمريكية)و بشكل موازي: فهي طلبت من بشار الأسد, الإصلاحات أو التنحي.

والمعارضة طلبت الإستقالة الفورية.
أما بالنسبة لطلب الشارع في إسقاط النظام، فهو طلب شرعي للشعب ومن حقه إختيار النظام الذي يناسبه، لكن العواطف والأمنيات هنا ليست كافية، والشارع السوري بكرده وعربه، ليس لديه الأدوات والوسائل التي تجعل من هكذا نظام (أمني، عسكري، سياسي) أن يسقط بسهولة.

فتجربة مصر كانت فريدة من نوعها، عندما وقف الجيش مباشرة مع الشعب، ولو لا موقف الأمريكان اليومي الضاغط، لما كان النظام المصري ليستسلم بهذه السهولة.
الفجوة الكبيرة الذي خلقها النظام بينه وبين الشعب بإستخدامه آلة الحرب والقتل، جاءت نتيجة جهل النظام بالوضع الراهن والذهنية الأمنية التي أختارت اسلوب القمع في تعامله مع الشعب ومايزال.

كان يعتقد هذا النظام بأن قتل الناس سوف يخيفهم وسيتخلون عن مطاليبهم بسهولة، لكن أثبت له العكس تماماً، وهاهو يدرك ان الحل الأمني لوحده غير مجدي لحل أزمة البلد، فبدأ ولو على مضض، أن يقوم بخطوات، كانت تطلبها المعارضة حتى يوم أمس، من الافراج عن السجناء السياسين من خلال العفو العام الذي أصدر قبل يومين، هذا العفو من المفترض ان يشمل كافة السجناء السياسيين، وكذلك تشكيل هيئة للحوار الوطني.

والآن الدعوة المباشرة إلى المعارضين الحقيقيين في الداخل.
النقطة الهامة لنا في هذه القضية هي، ماهية الحوار ومحتواه الذي سيتم بين الحركة الكردية السورية والنظام، أي بين رؤوساء الأحزاب الكردية ورأس النظام الرئيس بشار الأسد.
هنا تستحضرني الذاكرة في مقولة وردت على لسان “دايفيد فرومكين” في معرض تقييم كتاب جوناثان راندل” أمة في شقاق، دروب كردستان كما سلكتها” حيث يقول:” الأكراد، هؤلاء المقاتلون الصعب المراس، إعتادوا أن يخسروا على طاولة المفاوضات مايحققونه من إنتصارات في ميدان القتال، من دون أن يتراجعوا أو يتخلوا عن قضيتهم”.
ثمة خوف كبير من القيادة الكردية أن يخفقوا في حوارهم هذا مع النظام، وأن يتشتتوا في مطاليبهم، و يكونوا “كاثوليكيين أكثر من البابا”، وتأخذهم الغيرة في التطرق إلى كل القضايا، دون قضيتهم الأساسية الا وهي قضية الشعب الكردي في سوريا.
بقناعتي, هذه هي فرصتنا نحن الأكراد لوضع كافة الأوراق على الطاولة والإعتراف بنا كثاني أكبر قومية في سوريا وتثبيت هذا في الدستور السوري.

فالنظام الآن في أضعف حالاته، وهنا على الأحزاب الكردية ان تضع مصلحة شعبها الكردي ومآساته التاريخية أمام الأعين وتكون واقعية،ولو لمرة واحدة.
البارحة هاتفت صديقي مشعل تمو، وبعد مباركتي له في الإفراج عنه من معتقله السياسي، تطرقنا إلى هذه الدعوة وقلت له صراحة، حضورها أفضل من عدمها، و ان “عصفوراً في اليد، خير من عصفور طائر”، وهذا ينطبق على حالة النظام والمعارضة.

وإنني على يقين، ان المعارضة السورية – العربية- تتمنى أغلبها إذ لم نقول كلها نفس الدعوة التي تمت لنا نحن الكورد.

التاريخ القريب أكبر شاهد عندما سعت جماعة “إخوان المسلمين” ولسنوات عديدة من أجل هكذا حوار، ولم يتم.

صحيح أن الظروف هي لصالح المعارضة الآن، لكن المصالح الدولية مازالت تقتضي ببشار الأسد ونظامه، بالرغم من هذا الكم الكبير من العنف والقتل.
فالمطلوب من أحزابنا والتي تمثل نبض الشارع الكردي، و الذاهبة إلى الحوار مع رئيس الجمهورية، أن تكون بقدر كبير من الوعي و من المسؤولية التاريخية، للوقوف على الحق الكردي في سوريا، وأن لاتنسى في الوقت ذاته الهم العام من الحرية والديمقراطية.
أوسلو 04.06.2011

هيبت بافي حلبجة : على الحركة الكردية أن تحسب مليار حساب قبل الأقدام على هكذا خطوة …….

أيها الأخوة ،( وبدون تحليل ، دون سياسة ، وعلى المكشوف ، وبصورة سريعة ) ،  أنا موقفي واضح وصريح  منذ أنتفاضة تونس المجيدة ، وكتبت ، بهذا الخصوص ، حوالي عشرة مقالات ، وهي مازالت موجودة في (الحوار المتمدن) ، ولقد أوضحت موقفي بصورة نهائية في الرسالة التي وجهتها إلى مؤتمر المعارضة في أنطاليا في 31 – 5 – 2011 .

وسألخص ذلك من جديد في الآتي .

أولاُ : المسألة لم تعد تحتمل التأويل ، ولا التفسير ، ولاالتحليل ، هناك الشعب السوري برمته من جانب واحد ، وهناك السلطة السورية من جانب آخر ، ولا يوجد جانب ثالث ، فأنت أما مع الشعب ، أو في الجهة المعاكسة (السبات الشتوي الدائم) ، وأنا أخترت منذ عام 1970 جهة الشعب .

ثانياً : لقد قرر الشعب السوري الرائع قراره التاريخي في أسقاط السلطة ، وأنا  قلباُ وقالباُ مع هذا القرار .

مع العلم ، وهذه نقطة ضرورية الذكر ، إن أي ألتفاف أو تماطل أو تعطيل لهذا القرار ، أني أحتسبه بمثابة (الغدر التاريخي لمقولة الشعب) .

كائنا من كان الجهة التي تلجأ إلى هذا الألتفاف .

ثالثاُ : المسؤولية لاتتجزأ ، هي الآن تخضع لقاعدة البيوفيزياء (الكل أو لاشيء) ، فإما المساهمة في رحيل هذه السلطة وإلى الأبد ، وإما المساهمة في بقائها وإلى الأبد ، ولعنة التاريخ سوف تصب على كل من ، كائناُ من كان هذا الكائن ، يساهم ولو من طرف – المريخ – في بقاء هذه السلطة .

رابعاُ : أنتهت في هذه المرحلة لعبة السياسة التقليدية ، بل في هذه الفترة الأنتقالية ، هوت كافة المعطيات السياسية ، وبرزت مسألة العمل الفوري المباشر الذي له الأولوية الآن ، وأنتقلت العمليات السياسية إلى الدرجة الثانية ، لذلك ، وهذه نقطة أخرى ضرورية الذكر ، من يسعى إلى مكاسب جزئية سواء على الصعيد ( الجهوي ) سواء على الصعيد (التياري) فإنه في الحقيقة لن يحصد إلا الندم والألم .

خامساُ : رجوعاُ على المسألة السياسية ، بالله عليكم ، ماذا يمكن أن تقدم هكذا سلطة لأي فئة كانت ، السلطة السورية غير قادرة على منح أي شيء لأي شخص كان ، وإن وعدته ، وعدته كذباُ وأفتراء ، وإن تمسكت بوعودها فستطبقها على طريقتها الخاصة ، وهنالك مليون طريقة للألتفاف .

سادساُ : كما لايجوز تجزئة المقاومة ، لايجوز تجزئة المطلب الوحيد (أسقاط النظام) ، لايجوز تجزئة مبدأ الحرية والديمقراطية .

سابعاُ : هناك مفهوم عام ، رغم كل ما قلناه ، وهو ضروري الذكر ، في هذه المرحلة لابد قطعاُ من الدخول ، شئنا أم ابينا ، في زمن المرحلة الأنتقالية (والبحث يطول) لمنح مفهوم التخمر والشفافية ولحقن الدماء وكسر مفهوم موازين القوى لصالح الديقراطية ، وملامح هذه الأنتقالية لابد أن تتركز على مفاهيم أخرى غير التي نعرفها الآن ، ولااتصور إن الأحزاب الكردية قادرة ، لا في هذا اللقاء ، ولا في غيره تحقيق التقرب من هذه المفاهيم .

ثامناُ : أذكر في النهاية (والحديث لانهاية له) إن على الحركة الكردية أن تحسب مليار حساب قبل الأقدام على هكذا خطوة …….
المعارض السوري هيبت بافي حلبجة

لندن في 4 – 6 – 2011

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…