إبراهيم اليوسف
elyousef@gmail.com
elyousef@gmail.com
أجزم، أن أية متابعة لتلفزيون –الدنيا- وحده، لمدّة ساعة يومية، لكفيلة أن تجعل المرء قادراً على إنجاز عشرات المجلدات، خلال أسبوع، عن الخيال التلفيقي، نظراً لأن أية ثقافة تزوير، في العالم، لا تستطيع أن ترتقي إلى مقامها -ومع الاعتذار من الفضائية السورية والإخبارية اللتين لا أتابعهما- وإن كانت هي في الجوهر، ترجمة لتفكير شمولي استبدادي، يعرف به النظام السوري، ويشكل علامته الفارقة.
قصص الظهور على هذه الفضائية، وغيرها، بدءاً من دفعه للنساء اللواتي تم استيرادهن من خارج درعا، ليمثلن أدوار نسائها اللائي يرفضن التسبيح باسم القاتل، أياً كان، ولا يقبلن التمثيل في الدراما التلفزيونية السورية- وأحترم “منى واصف ومي سكاف ويارا صبري وعزة البحرة وأصالة نصري وميادة حناوي ورولا إبراهيم وفيصل القاسم من فنانين وفنانات ومذيعين ومذيعات، وكثيرون مثلهم- ومروراً بإظهار الشيخ أحمد الصياصنة، أو البرلماني ناصر الحريري، والشيخ رزق أبا زيد… أو أبناء تلكلخ، وتلبيسة، والرستن، وحمص، تحت طائلة التهديد، بانتهاك أعراضهم، وسفك دماء أحبّتهم، وأهلهم، ما يجعلهم يضطرّون إلى أن يكذّبوا أنفسهم -وحاشاهم- من خلال قراءة ما يملى عليهم، من ورقة، توضع وراء الكاميرا، وهو ما تمّ ممارسته مع أحمد بياسة، والأمثلة تكثر.
لا أريد تناول كل تمثيلية معدّة، من قبل أجهزة المخابرات السورية فهي كثيرة، ولعلها تدمي القلب، وتجرح الروح، لأنها تتبع في كل مكان، لتمرير فرضية أكذوبة النظام، بأن “هناك سلفيين” ، وهي عبارة، إن بدت بسيطة، لأول وهلة، إلا أنها مشاركة من قبل كل من يقولها، في الولوغ، في دماء آلاف الجرحى، والضحايا، وأنات المعتقلين الذين يلاقون الأهوال، تحت التعذيب، وما صورة “حمزة الخطيب” إلا واحدة منها، حيث تم قطع عضوه الذكري، ومثلت بجثته …، ولكن، الآلم من كل ذلك، أن يتم إظهار “طبيب” يفبرك رواية السلطة، لأن موته كان بسبب كذا… وكذا…، وإن يُظهر أبوه على هذه الفضائية، ويقول: إن ابني ضحية للسلفيين- وليس للشبيحة والأمن- هؤلاء السلفيون الذين لم يقتلوا ابنهم، قبل حصار مدنهم بالدبابات الوطنية، واحتلال الميليشات الشبيحة والأمن شوارعها، وبيوتها، فالسلفيون -إن كانوا حقاً موجودين- وكانوا هم القتلة، لقتلوا هذا الطفل قبل دخول هذه القوات، لا بعد أن يخرج في مظاهرة سلمية، ضدها، مدافعاً عن قتلته السلفيين، فيُِِعتقل من يعتقل…
إن الضّغط والإرهاب اللذين مورسا على والد الخطيب، كان من الممكن أن يدفعاه للاعتراف بأنه هو من قتله، وربما لو استنهض سيدنا عمر بن الخطاب من قبره، ولاقى صنوف التعذيب البشعة التي تتم في منفردات وزنزانات الفروع الأمنية –وهو الذي بات يقصف كل جامع باسمه- لاعترف قائلاً: أنا من قتلته، وإنني سلفي، بل لو قيض لحمزة الخطيب أن يعيش، ويواجه التحقيق، ربما اعترف، وهو رمز صمود الطفولة، وإلا فلم تعرض لما تعرض له؟، قائلاً:أنا بترت عضوي وعذبت نفسي، لأنني أمير سلفي، موعود بأربعين حورية، إلا أن أصحاب هذه الاعترافات جميعاً سيقولون كلمتهم الحقيقية، من موقعها، غداً، عندما يزول الاستبداد، وهو ما ينسحب على جريمة قتل طبيب من مدينة حلب، والتمثيل بجثته، و قتل آخر بريء، من إحدى مدننا المحاصرة، وفقء عينه، وكانت صورته، تماثل، من ناحية بشاعة روح قاتلها، صورة الخطيب، والزعبي، وغيرهما.
إن إعلام النظام الذي سوف ينفي المقابر الجماعية، وسوف ينفي قيامه بجريمة قتل مواطنيه، وينسب مقتل أي جندي بريء، يرفض إطلاق النار، فيتم قتله ميدانياً، إلى السلفيين الوهميين، وكأن هؤلاء السلفيين قد خلقوا ليذبح بعضهم بعضاً، وليس إننا أمام نظام مجرم، قاتل، كما يتبين ذلك في مفردات القتل، فإذا كنا في هذا العام، نستقبل الذكرى السادسة لاختطاف واغتيال صديقي الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي، بأبشع صورة، ونحن نبصر بلدنا سوريا، غارقا،ً في بحر من دماء أبنائه، على أيدي جلاوزة النظام، وفإنه لايزال النظام يرفض إجراء تحقيق شفاف، لتبيان حقيقة رواية مقتل هذا المناضل، وليس كما تمت رواية اغتياله على أيدي بعضهم، وربما كانوا شركاء في الجريمة، إلا أن هناك من –هو- وراء هذه الجريمة النكراء، ولم يتم الكشف عنه، رسمياً، ولا بدّ من محاكمته، فإن مسلسل القتل لا يزال مستمراً، بحق مواطننا، وتكاد كل المدن السورية تتساوى في دفع ضريبته، وإن كان من شأن القتل الممنهج ألا يتلكأ في اختراع كذبة للتغطية على جناياته، في كل مرة، ويبدو أنها كانت، إلى الأمس القريب، تلاقي الصدى لها، حتى عند ممن كانت تظهر للعالم من أنهم أعداؤهم من إمبرياليين، وصهاينة، بدوا الأكثر غيرة عليه، وهو يعمل بالنيابة عنهم ضد شعبه، بينما نحن جميعاً نرفض أي تدخل أجنبي في شؤوننا.
وإذا كان النظام يصرّ على أن هناك “سلفيين”، فإن هؤلاء السلفيين لم يظهروا في بعض المدن التي يتم حصارها بعد، ومارست احتجاجاتها السلمية بهدوء، إلا أن هذا النظام لقادر أن ينتج من مخيلته مئات المسلحين السلفيين، في كل مرة، ليكونوا أضعاف سكان سورية مئات المرات، يتقافزون، في باراشوتاتهم، أينما يريد، ليصبّ جام روحه الانتقامية، ويشرع بقتل الأبرياء، كما يتم في الرستن، وتلبيسة….
وغيرهما، ليبقى نصف مليون مواطن، مطيع، مؤدب، وموال لموال أولي الأمر عنوة، جاهز للظهور على تلفزيون الدنيا بلا تلقين أو ضرب، ولا حاجة لاثنين وعشرين مليون ونصف، يردد شعارات الحرية، إن في الشارع، أو على مسامع أفراد أسرته، وهذا أضعف الإيمان.
وإذا كان النظام يصرّ على أن هناك “سلفيين”، فإن هؤلاء السلفيين لم يظهروا في بعض المدن التي يتم حصارها بعد، ومارست احتجاجاتها السلمية بهدوء، إلا أن هذا النظام لقادر أن ينتج من مخيلته مئات المسلحين السلفيين، في كل مرة، ليكونوا أضعاف سكان سورية مئات المرات، يتقافزون، في باراشوتاتهم، أينما يريد، ليصبّ جام روحه الانتقامية، ويشرع بقتل الأبرياء، كما يتم في الرستن، وتلبيسة….
وغيرهما، ليبقى نصف مليون مواطن، مطيع، مؤدب، وموال لموال أولي الأمر عنوة، جاهز للظهور على تلفزيون الدنيا بلا تلقين أو ضرب، ولا حاجة لاثنين وعشرين مليون ونصف، يردد شعارات الحرية، إن في الشارع، أو على مسامع أفراد أسرته، وهذا أضعف الإيمان.
لقد ظهر أحدهم، واسمه محمد الآغا، منذ يومين، على أنه صحفي، ليقول على إحدى الفضائيات: إن “أهل تلكلخ مجرمون”، هكذا، يا للمنافق المجرم، بمعنى، أن كل من يقول: لا للاستبداد فهو “مجرم”، وهذا ينمّ عن قبح مثل هذا النموذج المتثاقف، مباع الضمير، والكرامة، ويكاد يتفوق عليه صنوه بسام أبو عبد الله الذي أرسل رسالة للرئيس د.
بشار الأسد، في إحدى مداخلاته المسمومة، ليكون لسان حاله: عمري سبعة وأربعون سنة، ليرمي بذلك، إلى ما هو أبعد وهو يقول ما معناه: ولم أحصل على مكانتي في القصر الجمهوري، كمستشار، أو رئيس حكومة، ولا بد من الإجهاز على سواه، ممن هم في سدة الحكم، وكان واضحاً أن هذا الأنموذج يعمل بثمن، ويريد حقه سريعاً على طريقة د.
جابر عصفور الذي يمثل أنموذج سقوط المثقف، في عصر الثورات الشعبية العارمة.
بشار الأسد، في إحدى مداخلاته المسمومة، ليكون لسان حاله: عمري سبعة وأربعون سنة، ليرمي بذلك، إلى ما هو أبعد وهو يقول ما معناه: ولم أحصل على مكانتي في القصر الجمهوري، كمستشار، أو رئيس حكومة، ولا بد من الإجهاز على سواه، ممن هم في سدة الحكم، وكان واضحاً أن هذا الأنموذج يعمل بثمن، ويريد حقه سريعاً على طريقة د.
جابر عصفور الذي يمثل أنموذج سقوط المثقف، في عصر الثورات الشعبية العارمة.
2-6-2011
فرح لأن الصديقين مشعل التمو ومهند الحسني سيكونان حرين بين أهليهما وشعبهما، بعد أن كسرت دماء شهدائنا أغلالهما، على أمل كسر كل أغلال سوريا، وفي انتظار البطل علي عبد الله وبقية أبطالنا.
· * أقذر مشهد رأيته في هذه الفضائية، كان اليوم، حيث ظهر ممثلان يؤديان دور شاهد العيان الذي يكذب بأن هناك شهداء وعويلاً وهتافات: حرية-حرية- حرية وكان عليه حتى في كذبته أن يكمل كل شعارات الشباب الثائر.
-قيل لي أن طالبات وطلاب درعا وغيرها من المدن المحاصرة يعيشون تحت طائلة انقطاع أخبار أهلهم عنهم ومن دون مصاريف،يا للعار، وهم رهن التحقيق الأمني باستمرار