إبراهيم اليوسف
elyousef@gmail.com
elyousef@gmail.com
ثمّة عبارة قلتها في العام2005، في غمرة استمرار التنكيل بأولى انتفاضة سورية،تمت في 12آذار2004 ،وكسر الكرد جدار الخوف، إثر إصدار” عفو” عن المعتقلين الكرد، وذلك في مقال بعنوان” من يعفو عن من؟”، مؤكداً أن “القاتل” يحتاج إلى “العفو” لا “القتيل”، وأن أي مرسوم لا يعيد للأم الثكلى ابنها الذي فقدته، وكل هذا وذاك، يذكر بما يجري ،الآن، سواء في الشارع الثائر، أو من محاولات إطفاء وطيس الثورة، والكذب عليها، وتشويهها،في مسافة بين الرصاصة والحوار، ليعيد التاريخ نفسه، وليتأكد العالم الحرّ، وقبله-وهو المهم – كل أبناء سوريا، بمن فيهم القتلة أنفسهم، بأنّ ما تمّ من تشويه صورة للمواطن الكردي، من قبل الإعلام السوري، وساسته، ومنظريه- إنما كان محض كذبة – ومن بين هؤلاء، أعداد من المثقفين الذين غيروا رؤيتهم للتو، وباتوا يتحركون، تدريجياً، وبأشكال، تتراوح ما بين “تسجيل الموقف” وعدم القطع النهائي، مع السائد المستبد،
وفي المقابل الكتابة الاستشهادية، حيث منهم من انخرط –تماماً- في لجّة الدفاع عن كرامة مواطننا- وكان عليهم آنذاك رفع أصواتهم، في وقفة رجل واحد، لئلا تتكرر هذه المأساة التي يبصم خلالها المثقف الساكت، للقاتل، ليكون شريكاً له، لقد زاد سكوتهم من عمر قبضة الاستبداد سبع سنوات.
وللأسف –لا يزال- في بلدنا سوريا، ثمة إطلاق للذخيرة الحية، على مواطننا المحتج،سلمياً، في مدن باسلة عدة، وقد كانت “وجبة ” جمعة أطفال الحرية في مدينة حماة التي حصد الرصاص أرواح عدد من أبنائها الميامين، وكان عدد من احتجوا يقدر بعشرات الألوف- والواحد من هؤلاء بألف رجل-فلا يشبههم ثائر في العالم كله، يقدم الورد لمن يسربل روحه بالرصاص، وهناك مدن كثيرة، وصلت أعداد ثوارها المحتجين عشرات الألوف في كل منها، لا في الحدود الدنيا المقزّمة، المشوهة، التي تقدمها الفضائية الدنيا، وهي تقدم-كلّ مساء-على استفزاز الدم والضمير السوريين، بل والعالم كله، بتمثيليات مزوّرة انتقامية، تصبّ الزيت على النّار.
لقد كانت تمثيلية اليوم، أحداث يوم الجمعة- اليوم الذي لم أحسّ به، بالرغم من قراءتي للصادق النيهوم، المفكر الليبي شهيد الغربة، إلا بعد ثورة أطفال درعا، التي اتسعت، ولا يمكن أن تخمدها نفخة حاقد، نهّاز، ليشوّهها الممثل، من خلال اتصاله بإحدى الفضائيات، بأنه يشارك في أحد الاحتجاجات، وأن أخته، و قريبة أخرى، اغتصبتا في القامشلي، هكذا، ثم يقلد أصوات المحتجين، مرة أخرى، الصوت الذي يقضّ مضاجع هواة احتساء الدم السوري، الخالص، ليقول: سلمية..
سلمية..
سلمية..، ليدعي أخيراً، أنه أصيب برصاصة، هذه اللقطة قارنتها -فوراً- بحالة أحد شهود العيان، من مدينة حماة، وهو يبكي صديقه الذي استشهد واقفاً أمام مشفى الحوراني، حيث عشرات القتلى، والجرحى، كانت حرقة نبراته وهي تصلني-وتصل كل مستمع، تقول: شتّان بين مزيف وصادق، بين ممثل وصاحب قضية ودم، من دون أن يعلم ذلك الغبي، المأجور، ومعلموه، والدافعون له، أن هذه الدماء، هي ثمن كرامة أبنائهم، وأحفادهم، بل وثمن حريتهم الحقيقية، التي لا بد منها.
لقد كانت الصور التي عرضت-وهي صور الكتب الأصدق إنباء من السيف الكاذب-وقد جاءت “بصقة” في وجوه كل هؤلاء الممثلين، الشبيحة، المرتزقة، الذين ينتظر كل منه الأعطية، والكوبون، وإن كانت الفضائية قد استضافت آخر-وكأنها تجري مسابقات للمتحدثين الموتورين، الأكثر استفزازاً، وتنكّراً للحقائق، وتزويراً للواقع، إذ استضافت شبيحاً ثقافياً، ذا مواصفات كاملة،على ما يبدو، وقد استمعت إليه-لأول مرة-وقدم أنه باحث وكاتب، وأوضح، من خلال متابعتي على امتداد سبع دقائق، جهنمية، أو أقلّ، لعقوبة تلقي منطقه القبيح، وذلك،من أصل ساعة، نجوت مما تبقى منها، ما يلي:
1- يخصّ بتحيته –فقط- شهداء الجيش .
2- الجمعة، يوم المحبّة، والبراءة، وتسمية الاحتجاجات الأسبوعية،
بجمعة كذا وكذا، تافهة…….
3- يسيئون للإسلام والمساجد لكنهم خسئوا .
4- وعن الشهداء قال : نتعامل مع السبب لا النتيجة، أي -وهذا مني- أن من يقول كلمة: “كسبب”، فإن ما يسوغ معالجة ذلك هو “زهق روحه…!”، وقد اعترف أن الأطفال لا يحملون إلا “الحجارة” و”المقاليع”، وهي شهادة بأنهم غير إرهابيين.
5- الذين يخرجون على الفضائيات صراصير، فرافير، ويتفقه قائلاً: “عرعر العرعور” .
6- الشيخ نتنياهو” معلم هؤلاء” .
7- إن من يتناول رمزنا أتناول رمزه ورمز رمزه، شاء من شاء، وأبى من أبى، والرمز-وهذ رأيي الشخصي لا رأي الشبيح- من يدافع عن كرامة الوطن ودمه، ويصونهما، لا من يهدرهما، وإن حمزة الخطيب رمز، وأن أحمد بياسة رمز، وشباب الانتفاضة أو الثورة من قامشلي إلى درعا رموز، وليس من رمز في كل سوريا يعادل قطرة دم طفل، أو أي مواطن.
8-مثقفو المكاتب مثقفو “الفرشة”.
9-ستكون-مستقبلاً- “جمعة قطط” و عيب عليهم .
10- ويقول عمن يعترضون على كلمة “حثالة”: إنه قذر وإرهابي، وإن الضحايا يقتلون، لأنهم يخرجون عن قانون التظاهر، ومن يخرب حديقة، أو قصراً عدلياً، هم مخربون، ومن يدافع عنهم، يدافع عن القذارة، والحثالة، ولقد كتب أحدهم إلي” كيف تعاتب هؤلاء مع أن أكاذيب معلمهم الوليد أدهى…….”.
مؤكدٌ، أن هذا الشخص، المكوبن-كأنموذج- يدافع عن مصالحه، وهو يتجاهل نبض الشارع، ولا علاقة له بمعاناة هذا الشارع، الذي لا يطالب أحد في هذه الاحتجاجات، بالرغيف المسروق منه، والمدفوع ثمنه، لبطانة فاسدة، يدخل في نسيجها رهط، أو شبكة، من المثقفين، بل هم طلاب كرامة وحرية، ولم أرد التعليق على أية عبارة له، إلا أن هناك ما ينبغي توضيحه، ولاسيما أن من يوجه الرصاص إلى الجامع، ومن فيه، ليس هؤلاء المحتجون، بل النظام، و شبيحته، وأن من يطلق النار، كأنه يعترف هنا، بأن الأطفال الذين استفزوه ب”مقاليعهم” هم من جعلوه يدعو إلى جمعة “قطط” بدلاً عن جمعة الأطفال، مادام أن منظمة طلائع البعث، فشلت في استبعاثهم، وتدجينهم، ما أدى إلى أن يوجه إليهم الرصاص، وليكون اليوم من بين شهداء حماة الباسلة، طفل صغير، وشتّان ما بين من يدافع عن اثنين وعشرين مليون مواطن ونصف، ومن يدافع عن مصلحة ألف فاسد، حول كل ألف، ضمن دائرة، لا تشكل أي حجم من الشارع السوري.
كما أنني ضد الاعتداء على أي منشأة، لأنها من مال الشعب، لا من مال اللصوص، إلا أن كل مؤسسات العالم، لا تعادل نقطة من دم شهيد، وهو ما قلته في العام 2004-عبر إحدى الفضائيات- عندما سوغ الساسة والإعلام في سوريا، توجيه الرصاص، إلى الكرد، بأن ذلك تم لأنهم أحرقوا المؤسسات، وكان حرق المؤسسات، جاء بعد القتل، وياللمفارقة!، فكان الاستبداد بطل الأسباب والنتائج، مع أن بعض فاسدي الدوائر، في حوادث موصوفة، راح يحرق ملفات فساد دائرته، وتم ضبط بعضهم.
وللأسف –لا يزال- في بلدنا سوريا، ثمة إطلاق للذخيرة الحية، على مواطننا المحتج،سلمياً، في مدن باسلة عدة، وقد كانت “وجبة ” جمعة أطفال الحرية في مدينة حماة التي حصد الرصاص أرواح عدد من أبنائها الميامين، وكان عدد من احتجوا يقدر بعشرات الألوف- والواحد من هؤلاء بألف رجل-فلا يشبههم ثائر في العالم كله، يقدم الورد لمن يسربل روحه بالرصاص، وهناك مدن كثيرة، وصلت أعداد ثوارها المحتجين عشرات الألوف في كل منها، لا في الحدود الدنيا المقزّمة، المشوهة، التي تقدمها الفضائية الدنيا، وهي تقدم-كلّ مساء-على استفزاز الدم والضمير السوريين، بل والعالم كله، بتمثيليات مزوّرة انتقامية، تصبّ الزيت على النّار.
لقد كانت تمثيلية اليوم، أحداث يوم الجمعة- اليوم الذي لم أحسّ به، بالرغم من قراءتي للصادق النيهوم، المفكر الليبي شهيد الغربة، إلا بعد ثورة أطفال درعا، التي اتسعت، ولا يمكن أن تخمدها نفخة حاقد، نهّاز، ليشوّهها الممثل، من خلال اتصاله بإحدى الفضائيات، بأنه يشارك في أحد الاحتجاجات، وأن أخته، و قريبة أخرى، اغتصبتا في القامشلي، هكذا، ثم يقلد أصوات المحتجين، مرة أخرى، الصوت الذي يقضّ مضاجع هواة احتساء الدم السوري، الخالص، ليقول: سلمية..
سلمية..
سلمية..، ليدعي أخيراً، أنه أصيب برصاصة، هذه اللقطة قارنتها -فوراً- بحالة أحد شهود العيان، من مدينة حماة، وهو يبكي صديقه الذي استشهد واقفاً أمام مشفى الحوراني، حيث عشرات القتلى، والجرحى، كانت حرقة نبراته وهي تصلني-وتصل كل مستمع، تقول: شتّان بين مزيف وصادق، بين ممثل وصاحب قضية ودم، من دون أن يعلم ذلك الغبي، المأجور، ومعلموه، والدافعون له، أن هذه الدماء، هي ثمن كرامة أبنائهم، وأحفادهم، بل وثمن حريتهم الحقيقية، التي لا بد منها.
لقد كانت الصور التي عرضت-وهي صور الكتب الأصدق إنباء من السيف الكاذب-وقد جاءت “بصقة” في وجوه كل هؤلاء الممثلين، الشبيحة، المرتزقة، الذين ينتظر كل منه الأعطية، والكوبون، وإن كانت الفضائية قد استضافت آخر-وكأنها تجري مسابقات للمتحدثين الموتورين، الأكثر استفزازاً، وتنكّراً للحقائق، وتزويراً للواقع، إذ استضافت شبيحاً ثقافياً، ذا مواصفات كاملة،على ما يبدو، وقد استمعت إليه-لأول مرة-وقدم أنه باحث وكاتب، وأوضح، من خلال متابعتي على امتداد سبع دقائق، جهنمية، أو أقلّ، لعقوبة تلقي منطقه القبيح، وذلك،من أصل ساعة، نجوت مما تبقى منها، ما يلي:
1- يخصّ بتحيته –فقط- شهداء الجيش .
2- الجمعة، يوم المحبّة، والبراءة، وتسمية الاحتجاجات الأسبوعية،
بجمعة كذا وكذا، تافهة…….
3- يسيئون للإسلام والمساجد لكنهم خسئوا .
4- وعن الشهداء قال : نتعامل مع السبب لا النتيجة، أي -وهذا مني- أن من يقول كلمة: “كسبب”، فإن ما يسوغ معالجة ذلك هو “زهق روحه…!”، وقد اعترف أن الأطفال لا يحملون إلا “الحجارة” و”المقاليع”، وهي شهادة بأنهم غير إرهابيين.
5- الذين يخرجون على الفضائيات صراصير، فرافير، ويتفقه قائلاً: “عرعر العرعور” .
6- الشيخ نتنياهو” معلم هؤلاء” .
7- إن من يتناول رمزنا أتناول رمزه ورمز رمزه، شاء من شاء، وأبى من أبى، والرمز-وهذ رأيي الشخصي لا رأي الشبيح- من يدافع عن كرامة الوطن ودمه، ويصونهما، لا من يهدرهما، وإن حمزة الخطيب رمز، وأن أحمد بياسة رمز، وشباب الانتفاضة أو الثورة من قامشلي إلى درعا رموز، وليس من رمز في كل سوريا يعادل قطرة دم طفل، أو أي مواطن.
8-مثقفو المكاتب مثقفو “الفرشة”.
9-ستكون-مستقبلاً- “جمعة قطط” و عيب عليهم .
10- ويقول عمن يعترضون على كلمة “حثالة”: إنه قذر وإرهابي، وإن الضحايا يقتلون، لأنهم يخرجون عن قانون التظاهر، ومن يخرب حديقة، أو قصراً عدلياً، هم مخربون، ومن يدافع عنهم، يدافع عن القذارة، والحثالة، ولقد كتب أحدهم إلي” كيف تعاتب هؤلاء مع أن أكاذيب معلمهم الوليد أدهى…….”.
مؤكدٌ، أن هذا الشخص، المكوبن-كأنموذج- يدافع عن مصالحه، وهو يتجاهل نبض الشارع، ولا علاقة له بمعاناة هذا الشارع، الذي لا يطالب أحد في هذه الاحتجاجات، بالرغيف المسروق منه، والمدفوع ثمنه، لبطانة فاسدة، يدخل في نسيجها رهط، أو شبكة، من المثقفين، بل هم طلاب كرامة وحرية، ولم أرد التعليق على أية عبارة له، إلا أن هناك ما ينبغي توضيحه، ولاسيما أن من يوجه الرصاص إلى الجامع، ومن فيه، ليس هؤلاء المحتجون، بل النظام، و شبيحته، وأن من يطلق النار، كأنه يعترف هنا، بأن الأطفال الذين استفزوه ب”مقاليعهم” هم من جعلوه يدعو إلى جمعة “قطط” بدلاً عن جمعة الأطفال، مادام أن منظمة طلائع البعث، فشلت في استبعاثهم، وتدجينهم، ما أدى إلى أن يوجه إليهم الرصاص، وليكون اليوم من بين شهداء حماة الباسلة، طفل صغير، وشتّان ما بين من يدافع عن اثنين وعشرين مليون مواطن ونصف، ومن يدافع عن مصلحة ألف فاسد، حول كل ألف، ضمن دائرة، لا تشكل أي حجم من الشارع السوري.
كما أنني ضد الاعتداء على أي منشأة، لأنها من مال الشعب، لا من مال اللصوص، إلا أن كل مؤسسات العالم، لا تعادل نقطة من دم شهيد، وهو ما قلته في العام 2004-عبر إحدى الفضائيات- عندما سوغ الساسة والإعلام في سوريا، توجيه الرصاص، إلى الكرد، بأن ذلك تم لأنهم أحرقوا المؤسسات، وكان حرق المؤسسات، جاء بعد القتل، وياللمفارقة!، فكان الاستبداد بطل الأسباب والنتائج، مع أن بعض فاسدي الدوائر، في حوادث موصوفة، راح يحرق ملفات فساد دائرته، وتم ضبط بعضهم.
وأخيراً، إنني لأتذكر مقولة كانط لو أن سعادة العالم كله توقفت على قتل طفل بريء، لكان ذلك عملاً لا أخلاقياً، وها قد بلغ –وأقولها في يوم جمعة أطفال الحرية-عدد الأطفال السوريين الشهداء أكثر من ثلاثين طفلاً،و ليتيتم آلاف الأطفال، ممن استشهد آباؤهم وأخوتهم وذووهم،بل ولتبقى ذكرى أهوال جريمة مواجهة أبطال الثورة “صدمة” يعاني منها جيل سوري كامل، سيظل يلعن القاتل أياً كان، وتكتب له صفحة سوداء، لا بد من أن تطوى.
جمعة أطفال الحرية3-6-2011