حوار كردي شامل…..وجمع لشمل العائلة

خليل كالو
     
      لا استثناء ومن دون تماطل و لا هروب من حقيقتنا الزائفة والتصدي لها بمسئولية ..فلم يعد الواقع الراهن وما تشهده البلاد من تطورات متسارعة  وحراك  سياسي عنيف الذي سوف يلقي بظلاله ونتائجه بشكل مباشر على الشعب السوري و الكرد جزء منه لن يلقى القبول بالسلوك والثقافة المتأطرة والفكر المعلب والحركة  بالوسائل القديمة .

فكما يطلب من النظام الآن أن يغير من سلوكه فمطلوب أيضاً من الكرد أن يغيروا من سلوكهم  وتكوين رأي عام  جامع لتقرير مصيرهم وتفعيل شخصيتهم وذلك من خلال نخبه المتنوعة اليوم قبل  الغد .

واستجابة للنداء والدعوة  من موقعي كميا كورداGemyakurda  وولاتي مهwelatê me   وتلبية لدعوتهما  للتشارك في مثل هكذا حوار نوجه أربع رسائل إلى كل النخب الكردية وفعالياتهم المتنوعة وكل من له الوجدان والضمير الحي تجاه شعبه وإنسانيته فنذكر أنفسنا أولا قبل التذكير ولوم  غيرنا والقول : حان وقت الجد والعمل والحركة بصوت واحد  وهدف واحد ونبذ الخلاف ورص الصفوف واقتران القول بالفعل ولم يعد حماية الشعب الكردي والدفاع عن شرف الكردايتي ممكناً بالأسلوب الماضي ولا هو مقتصر على فئة أو طرف بعينه ولن تكون نتائج حراكنا بالشكل التقليدي الآن  مثمرة على الأرض في هذه الظروف الصعبة وبالقول والتنظير الغير مقترن بالعمل دون السعي لامتلاك القوة وعناصرها التي يكون الشعب منبع هذه القوة ومصدر الشرعية لأي حراك مستقبلي…

الرسالة الأولى إلى النخب السياسية وقواعدها .

أتريدون غطاءا شرعيا لحراككم  وتجديد الثقة بكم..؟  لبوا دعوة الشعب وطموحاته التي باتت أمرا ولزام عليكم ولا مهرب منها فاحترموا من احترمكم , وصونوا العهد الذي قطعتموه على أنفسكم يوم انتسابكم للعمل السياسي الكردي, وكونوا أوفياء للجيل الأول وماضيكم وأهدافكم والشعب الذي علق الآمال بكم وائتمنكم على مصيره وحقوقه , ومن يريد أن يحافظ على سجله الشخصي والجماعي من التلوث والنقض والنقد وفقدان الصدق والمصداقية , عليه أن يكون أهلا للمرحلة ويدير الأزمة بجدارة ويثابر على طلب الحق حيث التاريخ شاهد على ما أنت فاعل غداً .

فلن يرحم التاريخ ويسامح  كل من يتملص من مهامه ومسؤولياته التي تعهد  بها بملء إرادته , الآن ولكل من هو في سدة المسؤولية أن تسامحوا بعضكم البعض عن تاريخ مضى وعفا الله عما سلف  لأن مصير الشعب وحقوقه أكبر من الجميع ومن كل  الخلافات الشخصية والنعرات الصغيرة والحزبية  حيث لا مقدس أمام إرادة ومستقبل الشعوب ولا أحد فوق الحق  إلا من كان لا مباليا ومستهترا يعيش خارج الزمان.

 
 
    لا أحد يستطيع أن ينكر الحالة المتشظية والتشتت الذي يعيشه المجتمع الكردي والأحزاب من ضعف وتنافر منذ عقدين من الزمن أو أكثر وأنتم سادة العارفين ولا مجال لذكر الأسباب وقد قيل عنها الكثير , ولكنكم الآن أمام معادلة صعبة  حيث الأحداث الجارية أكبر من حجم الكرد ناهيك عن حجم حراك كل حزب وشخص بمفرده , لذا ينتظر منكم شعبكم  الكثير ونحن نأمل ذلك , ولا يزال له أمل لديكم إذا ما راجعتم أنفسكم ,   بنية صافية ومسئولة واحترمتم مشاعر الشعب وطموحاته , فلم يعد الاختباء وراء السياسات الحزبوية يقنع الشارع الكردي ويرضيه , في الوقت الذي أثبتت الأحداث والوقائع أن الزمن  تجاوز الهياكل التنظيمية الكلاسيكية والأطر الحزبية الضيقة والمواقف الضبابية والرؤى الارتجالية والشخصية , وأن العمل في ظل هكذا أسماء وعناوين غير منتج ولا يؤسس لشيء مفيد, ولا يخفى أن السياسات التي سوف تعمل وترتضى أن تكون كما هي في السابق دون تغيير سوف تفلس  ولن يفيدها أي اسم وعنوان  ,ولا السجل الشخصي والجماعي الماضي إذا ما عاندت وغررت بنفسها واستندت في تقييمها للأحداث برعونة ولامبالاة  والمنهج الحزبوي, فسوف ينقطع بينها وبين الحاضر الجديد الصلة والاستمرارية.

لذا أنتم أمام مرحلة تختلف عن سابقاتها شكلا وجوهرا ومهمة فكونوا أهلا لها .

الرسالة الثانية إلى المثقفين والكتاب الكرد .

  ماذا تريدون في خطاباتكم ..؟!!!! أتدرون أن كلها متشابهة وباتت مكررة لموضوع واحد قد فهم ..؟  هل تعرفون أن الشارع بات ينظر إليكم بالشك والريبة وإلى الكثير من المقالات المنشورة باستخفاف واستهجان …؟.

ويطلب الكف عن الحديث في أمور بات يعرفها الجميع  وينشر صباح مساء في كل وسائل الإعلام المرئية وأصبحت واقعا معاش وثقافة  يستطيع الحديث عنه كل عاقل وأي رجل في شارع ولم تعد المواضيع المطروحة بحاجة إلى شرح وتفسير من أي كاتب ومثقف حيث المتلقي قد عرف خطابكم ولم يفهم بعد رسالتكم ونكررها رسالتكم (أليس للكاتب والمثقف من رسالة تجاه شعبه ) , ليعلم الجميع أن كل مسعى واستمرار في المنحى القديم يقلل من قيمة وشأن صاحبه بدل الترفع والسمو في الوقت الذي يستوجب  ومن المفترض أن تكونوا العقل المدبر والوجدان الحي والصوت الأصيل للكرد في كل محفل وزمان وواقعة ولسانهم الحقيقي عند كل ظرف ومحنة تسعون فيه للتعبئة والنفير العام والتنوير والمبادرة والنهضة الفكرية والثقافية والوجدانية وأداء الرسالة بعيد عن روح الأنانية والفردية في خلق المناخات والأجواء المناسبة لإعادة الحياة وبناء الفكر والتفكير السليم في حل مشاكل والتحديات , كفى الكتابة من أجل الكتابة المزاجية كونها لا تؤسس لشيء ولا يفيد هذا الشعب البائس ولا يعالج من مشاكله بشكل عملي وعلى الواقع “”” فبالمقالة وحدها لا تحل مسألة الكرد ولا تزيل أسباب شقائه “”  .

 لقد فهم الكرد خطابكم و شبع من نصائحكم  وبات يكره الخطاب التنظري كرها شديداً  في هذه الظروف والآن حقيقة صدقكم ومصداقيتكم على المحك وأن الواقع الراهن هو امتحان حقيقي لمن يثبت كفاءته وجديته وولاءه لهويته وامتلاكه الصفة الحقيقية كمثقف وكاتب كردي .

لقد قلتم الكثير وتحدثتم عن موضوعات كثيرة وهامة في الأيام الماضية واحترمكم شعبكم على قدر فهمه ومعرفته .

والآن لم  يعد العمل بالوسائل والثقافية و السلوك السابق يرضي الشارع الكردي ولا هو مهمة رسالتكم الثقافية والفكرية , فانظروا من حولكم سوف تجدون الجواب الشافي والكافي حول كيفية وماهية المهام المنتظرة منكم  وبمختصر العبارة هو الاندماج الوجداني والعملي والعمل كمحفز ومحرك أساسي للسكون المخيم على المجتمع الكردي وتحريكه والمشاركة الجدية والفعالة مع النخب والقوى السياسية في صنع أجواء حوار لتأسيس بيت كردي نظيف وقوي ومركز قرار لإدارة الأزمة الحالية التي تمر بها بلادنا سوريا بالتعاون مع سائر القوى الخيرة والديمقراطية في البلاد  والدفاع عن حقوقنا القومية ضمن وحدة البلاد .


 
الرسالة الثالثة إلى كافة الفعاليات  الشبابية والاجتماعية والمهنية والنسائية  بمختلف صنوفها    أنتم القوى التي تعول عليها في تحقيق أي مشروع وطني .انهوا زمن الركون والتسول والأماني والاعتماد على هذا الطرف وتلك الجهة  فأنتم  أصحاب المصلحة الحقيقية في أي تغيير قادم .

هذه الشرائح تشكل الأغلبية الكبيرة من المجتمع الكردي.

فلا تضعوا  أنفسكم فوق السياسة والأحزاب والثقافة  و الهروب من المسؤولية و التنكر لاستحقاقات المرحلة,غيروا من سلوكم وطبعكم ,  اخرجوا من صمتكم  وسكونكم الرهيب ومن رقادكم المخمور, ألستم  من صلب هذا الشعب تعيشون أفراحه وأتراحه  لكم ما لكم وعليكم ما عليكم إلا من كان مغترب الوجدان والضمير والأخلاق…؟  عليكم التحرك بضمير ووجدان ومسئولية  ومعا على كل المستويات والقيام  بحراك  بيني وجماهيري شعبي  في أمكنة تواجدكم وأعمالكم حسب المقدرة ودون مماطلة وتوفير جهد  .

هذه الشرائح  موزعة بين صفوف الشعب وتتعامل معه بشكل يومي وتقتضي مهمتها أن تحفز لضغط وتحريض ايجابي للقوى والجهات التي هي تدعي وتزعم أنها رائدة في قيادة الشعب الكردي وتجد نفسها  مسئولة أمام التاريخ والشعب  للقيام بمهامها الأساسية وترجمة أقوالها إلى أفعال ملموسة ومنتجة على الأرض وعلينا نحن الكرد أن ندرك تماما إذا ما فاتنا قطار الزمن فلن يجدي أي حراك وندم مستقبلي وسنرجع إلى المربع الأول الذي لم نستفد منه خلال العقود الماضية سوى المزيد من الضعف والتشتت والتمزق السياسي والفكري والثقافي والوجداني  .

 الرسالة الرابعة إلى الجالية الكردية  في المهجر     المغتربة في كل شخصيتها والكثير من مشاعرها وانشغلت بغربتها  قليلا وخانتها الآمال  بعد أن راودتها الخيالات الجميلة وخابت ظنها وتقزمت معها الشخصية  الكردوارية وما زالت هي كذلك ( مع استثناء ) وليعلم الجميع أن الوطن أجمل وأكثر دفئا وحنانا من بلاد الآخرين في الوقت الذي أنتم جميعا مدينون للكردايتي وعن طريقها حصلتم على ما حصلتم في  المهجر,  ولن يحسدكم أحد على ما أنتم  فيه ولم نقول غير ذلك أو القول بأنكم تعيشون على حساب  بعض من شقاء كرد الوطن والآن قد جاء دوركم لرد الجميل وتبرئة الذمم والوجدان علما بأن الأغلبية العظمى منكم لم يكن له بال ونصيب في السياسة  ولم يمارس السياسة الكردية قط  ” كما لا يخفى أن الكثيرين من هؤلاء  تعاملوا مع القضية الكردية بمنطق التاجر ولا زال”  .

فما عليها  الآن الاستيقاظ  وتلبية دعوة الشعب الكردي وندائه وأن تشاور ضميرها و  تفعل شيئا قدر إمكانياتها وتشكل ضغط وتحفز التفكير نحو الداخل لتكوين رأي عام  جمعي ولم يعد  مقبولا ولا منطقيا أن يحمل القوى السياسية والفعاليات الثقافية مسئولية هذه المرحلة بمفردها وفي نفس الوقت هو خطأ كبير حيث المسائل أكبر  حتى من حجم الكرد مجتمعة وبوفي هذا الوضع المتشظي لذا لا بد من تضافر الجهود وتكافل القوى بمسؤولية عالية جدا .

       أخيراً ومن أجل  أن يعمل كل القادرين من النخب الكردية معاً في إطار هيئة ومؤسسة  ديمقراطية جامعة لها هوية ثقافية وطراز كردي تعمل في ظل الإطار الوطني السوري تلبية لنداء الشارع الكردي وطموحاته  لقيادة المرحلة , لا بد من حوار كردي جاد على الأرض بعد أن يعرف مساعي السادة أصحاب الحل والربط وجمع الشمل والتأسيس لمركز قرار كردي جامع يتفق عليه بالتشاور والنقاش المسئول وهذا الأمر يجب أن يتكفل به كل الكتاب والمثقفين و الهيئات الحقوقية  والتنظيمات الحزبية والقوى الفعالة للمساهمة الجادة  بحيوية في هذا الاتجاه  لإنشاء أرضية ومناخ مقبولين لتكوين مثل هكذا رأي عام ومزاج ومناخ لخير الكرد و هويتهم حقوقهم القومية المشروعة وكل من يتخلف في أداء هذه المهمة لن ترحمه الأيام القادمة  وقد يقيد في خانة غير مشرفة   ……………..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…