ان القراءة الخاطئة للأحزاب الكلاسيكية لحالة الشعب السوري جعلتها تفقد بوصلتها في تحديد الاتجاه السياسي والفكري للاغلبية الصامتة من الشعب السوري وكأنها تدور في فلك الاحزاب، لكنها بمجرد خروجها من صمتها سيترائى للأحزاب بأن قرائتها الخاطئة في معرفة الاتجاه السياسي الحقيقي للشعب السوري هو التحديث والثورة على منتجات النظام من حالة الإفساد والترهل والبحث عن المكاسب الذي لحق بتلك الاحزاب أيضاً.
ان البحث عن المكاسب في سوريا المستقبل ربما يكون له مبرراته لدى تلك الاحزاب والأشخاص لكن المشكلة تكمن في انهم لا زالوا يعولون على قوة النظام الذي سينتصر حسب رأيهم لذلك تراهم يغازلون النظام باعمالهم المضادة للثورة، وما يحز في النفس ان الاحزاب الكردية ـ الى ساعة كتابة هذا المقال ـ يلهثون خلفهم استجداءً، علهم لم ينتسوا أثناء توزيع المغانم الذي يؤدي بالنهاية الى الاحتراب والانقسام الكردي الكردي في سوريا.
ان حالة الاحزاب الكردية مختلفة عن البقية فهم باستثناء جماعة الاخوان المسلمين في سوريا يتمتعون بشعبية واسعة بانضمامهم للثورة وإلا سيكون مكانهم أيضاً غرف التبريد أو التحنيط في سوريا الجديدة.