وما نشاهده من هؤلاء الإعلاميين الممثلين للنظام وهم بمثابة أبواق للسلطة الذين لا يزالون يمطروننا بتحليل ساذج و رؤى ووقائع غير صادقة في مجريات التظاهرات التي تحدث في سوريا, وتجعلنا ننظر باستخفاف إلى هؤلاء المحللين الفاشلين الكذابين بامتياز في عالم الإعلام الذي لا يخفى وقائع ومجريات الحدث عن أحد؟! ولا بد من تذكر القراء لحديث رئيس قناة الجزيرة الانكليزية حيث قال: “لقد وصلتنا معلومات أن الملوك والرؤساء العرب يتابعون هذه القنوات التي يحرضون أبواقهم في نقدها بحدة؟! وهم في الواقع يتابعون هذه المحطات سراً في قصورهم بشغف” لأن هذه المحطات المستقلة تنقل الوقائع بدون تحريف إلى حدا ما وبأخطاء قليلة لما يجري على الأرض من حقائق لا بحسب روايات السلطات؟!
سقت هذه المقدمة لما شاهدته من مقابلة تلفزيونية أجرتها محطة (روسيا اليوم) الفضائية التي دخلت الفضاء الإعلامي قبل سنتين أو أكثر لكنها لم تتغلغل كثيراً في جذب المشاهد الشرق أوسطي كما هي محطة الحرة الأمريكية التي هي أيضاً لم تفعل فعلها وتأثيرها في الشارع الشرق أوسطي كما هي في محطات (الجزيرة, العربية, فرانس 34 و BBC) التي استقطبت ملايين المشاهدين في العالم, وبيت القصيد هنا أنني كنت أتابع برنامج في روسيا اليوم تحت عنوان (سوريا بين المطرقة والسندان) قبل أسبوع, وفيها أجريت مقابلة مع رئيس جمعية الصداقة الروسية السورية السيد د الكسندر دازسوف بعد زيارته الإعلامية لسوريا, لتقصي الحقائق عن كثب, وقد عرف عن نفسه بأنه كان سفيراً لروسيا في سوريا قبل سنوات, وفي هذا البرنامج تكلم عن الأزمة السورية كثيراً من مختلف جوانبها, وأصاب في مواقع عدة ولم يجانب الحقائق على أرض الواقع في مناحي كثيرة ؟ و شدني أكثر ووقفت على مجريات حديثه عند نقطتين رئيسيتين:
الأولى قال إن السيد رئيس الجمهورية أصدر 52 مرسوماً رئاسياً خلال هذه الأزمة وهذا جزء من الإصلاح؟ ونسأله أين تطبيق هذه المراسيم على أرض الواقع؟!
ثانياً قال معلومة عن مدينة حماة يخجل طفل مدرسة في الصف السادس الابتدائي أن يتفوه بها على الهواء مباشرة؟! فقد قال عن مدينة حماة بأن مجموع سكانها ستة آلاف نسمة؟! وهنا قهقهت واستغربت كثيراً لهذا الفطحل الروسي والخبير الإعلامي الذي صحح أخطائنا بأن مدينة حماة مجموع سكانها 6 آلاف نسمة وليس 850 ألف نسمة؟ وأن الذين تظاهروا في الجمعة الأخيرة فاق ال 400000 ألف نسمة ؟ ووقفت مرة ثانية علني كنت مشوشاً وغير مركز على الرقم, فقد أعادها المترجم مرة ثانية ب ستة آلاف نسمة فتصور يا رعاك الله لهذا الدب الروسي الذي لم يقرأ أو يبحث في تاريخ مدينة وعدد سكانها في العديد من الموسوعات والمراجع؟! لا أن يرمي الكلام هكذا جزافاً وبدون مسئولية؟!