إبراهيم اليوسف
elyousef@gmail.com
elyousef@gmail.com
تحت عنوان –روسيا ترفض الصيد في الماء العكر –كتبت د.
إينا ميخائيلوفنا -رئيس المركز الروسي الحديث لاستطلاعات الرأي، مقالاً اعتبرت فيه أن الثورات الشعبية في العالم العربي، قد كشفت، بشكل واضح، عن التوجهات الحقيقية لسياسات الدول الكبرى في العالم، ومن بينها روسيا التي تميزت – على حد زعمها – بشكل كبير في مواقفها تجاه هذه الأحداث عن غيرها من الدول الغربية، ورغم ما نالته موسكو من انتقادات حادة من بعض شعوب المنطقة، وصلت إلى حد حرق العلم الروسي في إحدى المدن السورية،
إينا ميخائيلوفنا -رئيس المركز الروسي الحديث لاستطلاعات الرأي، مقالاً اعتبرت فيه أن الثورات الشعبية في العالم العربي، قد كشفت، بشكل واضح، عن التوجهات الحقيقية لسياسات الدول الكبرى في العالم، ومن بينها روسيا التي تميزت – على حد زعمها – بشكل كبير في مواقفها تجاه هذه الأحداث عن غيرها من الدول الغربية، ورغم ما نالته موسكو من انتقادات حادة من بعض شعوب المنطقة، وصلت إلى حد حرق العلم الروسي في إحدى المدن السورية،
وتتابع ميخائيلوفنا قائلة: إلا أن تطور الأحداث هناك يكشف عن مدى صحة الموقف الروسي، وأيضاً مدى حيادية روسيا ، والتزامها بمبادئ القانون الدولي، وعلى رأسها مبدأ احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، و ترى أن تدخل دول الغرب لم يكن لصالح الشعوب، لأن علاقاتها كانت طيبة مع الغرب وواشنطن، ثم قالت: لا نبالغ إذا قلنا: إن توجه وولاء الأنظمة الحاكمة في المنطقة لواشنطن والغرب … أكثر بكثير جداً من توجهها لموسكو الذي يكاد يكون منعدماً تماماً، بما فيها النظام السوري وأن الأسد الابن نهج منهجاً مختلفاً عن أبيه”؟”، وكان أقرب في العامين الماضيين للغرب منه لروسيا التي هي مصدره الوحيد في السلاح، ولكن موسكو لم تكن تحتل المكانة التي تستحقها على أجندة دمشق الخارجية، بل كانت واشنطن ولندن تتقدمان عليها كثيراً في هذه الأجندة.
وتعترف الكاتبة أن الثورات الشعبية في العالم العربي لم تكن من تدبير الغرب، وإن الشعوب العربية تعاني غياباً تاماً للديمقراطية والحرية، وإن حقوق الإنسان منتهكة في معظم هذه الدول لأبعد الحدود وإن الشعوب –ماعدا دول الخليج – تعيش تحت خط الفقر، ثم تتحدث عن الفساد المستشري في مؤسسات الحكم والدوائر المحيطة بها، وأن الغرب كان يدعم أنظمة يطالبها بالرحيل، وتجد أن روسيا تريد لعب دور الوساطة بين الأنظمة وشعوبها، وتخلص إلى القول: لقد كانت روسيا تأمل أن يفيق الغرب من ماضيه الاستعماري البغيض، ويخرج للعالم الجديد الذي تسير نحوه البشرية الآن، لكن أحداث الشرق الأوسط، أثبتت أنهم ما زالوا على عقليتهم الاستعمارية القديمة.
وإذا كانت الكاتبة تصيب في تشخيصها للعالم الغربي الذي ينطلق وفق مصالحه، وكان بحق داعماً لأنظمة عربية ساقطة، وأخرى آيلة للسقوط، وكانت تتصامم وتتعامى عن انتهاكات حقوق الإنسان الفظيعة في هذه الدول، كما هو واقع سوريا ، وإن أمريكا –على سبيل المثال – لم تقل أن الأسد فقد شرعيته، إلا أن تم الهجوم من قبل بعض الموالين في دمشق على السفارة الأمريكية، وهذا ما لا يتم من دون تدبير النظام، فإن دماء ألفي شهيد –أو يزيد – وتعرض بضعة الآلاف من المواطنين السوريين بجراح مختلفة، واعتقال عشرات الآلاف وحصار المدن ، وقطع الماء والكهرباء والإنترنت والطبابة والتموين، عن ذويها، ودهم البيوت ، والتمثيل بأجساد المعتقلين، وتعذيبهم، كل ذلك لم يحرِّك في السيدة هيلاري كلينتون* دافعاً لقول مثل تلك العبارة التي لا ينتظرها الشعب السوري الذي يروم تحقيق التغيير بنفسه، ليقطع الطريق أمام أي تدخل أجنبي.
إن روسيا لم تكن مبدئية قط، خلال موقفها من الثورات التي تجري في العالم العربي، وعلى سبيل المثال، فقد أذعنت للغرب –التآمر – بحسب الكاتبة ، لقاء مصالح حالية، أو مفترضة، كما أن موقفها لا يمتُّ قط إلى العدالة وقيم الخير ونبذ القتل والفساد، ما دامت تقف إلى جانب نظام يرتكب كل هذه الفظائع بحق شعبه ، وإن الأسرة الدولية، لا بد أن يكون لها “صوتها” في مواجهة صلف الدكتاتوريات في العالم، ليكون مثل هذا “الصوت” ضماناً للشعوب، ورادعا ًللطغاة، بعيداً عن التدخل المباشر.
لقد فقدت روسيا آخر خيط كان يربطها بالشعب السوري، الذي سيعدّ روسيا على رأس قائمة الدول المناصرة للاستبداد – وهنا الحديث عن النظام الروسي- الأمر الذي سيفقد هذا البلد شعباً صديقاً، وفياً، شهماً، أصيلاً، طالما نظر إلى الروس بأنهم حملة رسالة الخير، والإنسانية، وأنهم مناصرو الحق، وأعداء الظلم والفساد، ولا تزال ثمة فرصة سانحة أمام روسيا، لتطهر يدها من رجس يد النظام الملوثة، بالدم، ولا تكون طرفاً معيناً له، في جريمة قتل أطفال سوريا، وتيتيمهم، وترميل نسائها، ناهيك عن الرجال، وتعدل من موقفها من هذا النظام الدموي، الذي لا مستقبل له، وهو نظام زائل لا محالة، عاجلاً أم آجلاً ….!.
*قالت لأول مرة و بلهجة انفعالية: الأسد فقد شرعيته.
جريدة البيان-العدد11346 -12 يوليو2011
وتعترف الكاتبة أن الثورات الشعبية في العالم العربي لم تكن من تدبير الغرب، وإن الشعوب العربية تعاني غياباً تاماً للديمقراطية والحرية، وإن حقوق الإنسان منتهكة في معظم هذه الدول لأبعد الحدود وإن الشعوب –ماعدا دول الخليج – تعيش تحت خط الفقر، ثم تتحدث عن الفساد المستشري في مؤسسات الحكم والدوائر المحيطة بها، وأن الغرب كان يدعم أنظمة يطالبها بالرحيل، وتجد أن روسيا تريد لعب دور الوساطة بين الأنظمة وشعوبها، وتخلص إلى القول: لقد كانت روسيا تأمل أن يفيق الغرب من ماضيه الاستعماري البغيض، ويخرج للعالم الجديد الذي تسير نحوه البشرية الآن، لكن أحداث الشرق الأوسط، أثبتت أنهم ما زالوا على عقليتهم الاستعمارية القديمة.
وإذا كانت الكاتبة تصيب في تشخيصها للعالم الغربي الذي ينطلق وفق مصالحه، وكان بحق داعماً لأنظمة عربية ساقطة، وأخرى آيلة للسقوط، وكانت تتصامم وتتعامى عن انتهاكات حقوق الإنسان الفظيعة في هذه الدول، كما هو واقع سوريا ، وإن أمريكا –على سبيل المثال – لم تقل أن الأسد فقد شرعيته، إلا أن تم الهجوم من قبل بعض الموالين في دمشق على السفارة الأمريكية، وهذا ما لا يتم من دون تدبير النظام، فإن دماء ألفي شهيد –أو يزيد – وتعرض بضعة الآلاف من المواطنين السوريين بجراح مختلفة، واعتقال عشرات الآلاف وحصار المدن ، وقطع الماء والكهرباء والإنترنت والطبابة والتموين، عن ذويها، ودهم البيوت ، والتمثيل بأجساد المعتقلين، وتعذيبهم، كل ذلك لم يحرِّك في السيدة هيلاري كلينتون* دافعاً لقول مثل تلك العبارة التي لا ينتظرها الشعب السوري الذي يروم تحقيق التغيير بنفسه، ليقطع الطريق أمام أي تدخل أجنبي.
إن روسيا لم تكن مبدئية قط، خلال موقفها من الثورات التي تجري في العالم العربي، وعلى سبيل المثال، فقد أذعنت للغرب –التآمر – بحسب الكاتبة ، لقاء مصالح حالية، أو مفترضة، كما أن موقفها لا يمتُّ قط إلى العدالة وقيم الخير ونبذ القتل والفساد، ما دامت تقف إلى جانب نظام يرتكب كل هذه الفظائع بحق شعبه ، وإن الأسرة الدولية، لا بد أن يكون لها “صوتها” في مواجهة صلف الدكتاتوريات في العالم، ليكون مثل هذا “الصوت” ضماناً للشعوب، ورادعا ًللطغاة، بعيداً عن التدخل المباشر.
لقد فقدت روسيا آخر خيط كان يربطها بالشعب السوري، الذي سيعدّ روسيا على رأس قائمة الدول المناصرة للاستبداد – وهنا الحديث عن النظام الروسي- الأمر الذي سيفقد هذا البلد شعباً صديقاً، وفياً، شهماً، أصيلاً، طالما نظر إلى الروس بأنهم حملة رسالة الخير، والإنسانية، وأنهم مناصرو الحق، وأعداء الظلم والفساد، ولا تزال ثمة فرصة سانحة أمام روسيا، لتطهر يدها من رجس يد النظام الملوثة، بالدم، ولا تكون طرفاً معيناً له، في جريمة قتل أطفال سوريا، وتيتيمهم، وترميل نسائها، ناهيك عن الرجال، وتعدل من موقفها من هذا النظام الدموي، الذي لا مستقبل له، وهو نظام زائل لا محالة، عاجلاً أم آجلاً ….!.
*قالت لأول مرة و بلهجة انفعالية: الأسد فقد شرعيته.
جريدة البيان-العدد11346 -12 يوليو2011
· كاتب وشاعر وصحفي سوري