نحو تأسيس هيئة تمثيلية ومركز قرار كوردي موحد (6)

ولاتي مه – خاص) ننشر فيما يلي القسم السادس من آراء السياسيين و الكتاب والمثقفين الكورد حول الدعوة التي وجهها موقع (ولاتي مه) بخصوص آلية تأسيس هيئة تمثيلية ومركز قرار كوردي موحد:

محمد سعيد وادي: تشكيل كتلة كوردية ضرورة مرحلية

بداية اشكر مدير موقع ولاتي مه وكميا كوردي على مبادرتهم القيمة و الهامة في هذه المرحلة للأخوة الكتاب والمثقفين والمهتمين بالشأن الكوردي حول سبل توحيد الخطاب والصف الكوردي كما اشكر كافة الاخوة الكتاب والمثقفين على ابداء ارائهم القيمة حول هذا الموضوع بروح من المسؤولية واخص بالذكر الأستاذ خليل كالو ومناجاته المتكررة في أكثر من حلقة على صفحات النيت مفعما شعوره العميق بضرورة وحدة الخطاب مواكبة للمرحلة المقبلة رغم عدم اجتماعي ومعرفتي به وبما انني ناشطا في صفوف الحركة الكوردية منذ أكثر من ثلاثة عقود ونصف واملك ما يكفي من المعلومات عن الصفوف الأولى والثانية للحركة الكوردية والظروف التي مرت فيها من الإخفاقات و الاستقصاءات ولم استثنى نفسي منها وما كان يحصل بين الفينة والأخرى من انقسامات هنا وهناك و الأسباب الموضوعية والذاتية التي رافقت الحركة والمصير الذي الت اليه .

وباختصار شديد التغيير قادم لا محالة وعلينا ان لا نتخلف عن مواكبة هذا الحراك الوطني والجماهيري ولايمكن لنا ان نكون بمنأى عن هذا الحراك غير المسبوق في سوريا فضلا عن ولوجنا في معركة التغير والتحول الجذري شئنا ام ابينا.
ان هذه الانتفاضة او الثورة سمي ما شئت فرضت اليات جديدة  في شكل النضال الذي ابتكره الجيل الجديد والمحرك الأساسي لهذه الثورة في مواجهة الة القمع الوحشي للنظام الدكتاتوري المستبد بصدور عارية اما الحياة و اما الموت ولا رجوع الى الوراء وللتطورات النوعية لأدوات التكنولوجيا من النيت والفيسبوك الاثر الفعال والايجابي لايصال اصواتهم والحقائق على الارض الى مساحات واسعة جدا من المجتمع الدولي والفضاءات الداخلية والخارجية مما اربك النظام الدكتاتوري لمواجهة هذه الظاهرة المنفلتة عن السيطرة فلجأ الى القمع الوحشي لإسكات صوت الحق و الحرية الامر الذي سيؤدي هذه التحولات والتغييرات الجذرية في بنية النظام السياسي والاجتماعي والفكري وتفرض واقعا جديدا وعلى الحركة الكوردية تطوير ذاتها والقيام بالتحولات النوعية في بنيتها والبدء بمعالجة هذه الافة الجرثومية المنتشرة في كافة مفاصل الحركة الكوردية وبنيانها والمرحلة تتطلب الإخلاص والتضحية ونسيان الخلافات وتوحيد الصف الكوردي والابتعاد عن الاجندات التي فعلت فعلتها على مر السنين والتي مزقت صفوف الحركة وحققت اهدافها وبتصدع بنية النظام لم تعد لها تأثيرات تذكر واعادة النظر في حقيقة الوضع مواكبة للتطور الحاصل والتموضع على اسس واقعية ورؤية سياسية واضحة .
فمن حق اي فرد من الشعب الكوردي ومن واجبه ايضا ان يطرح وجهة نظره وحتى لو كانت مخالفة لوجهة نظر القائمين على ادراة الحركة الكوردية و الاهداف و البرامج التي وضعتها منذو اكثر من خمسة عقود تخللتها المناكفات و المساجلات والانقسامات التي عفى عليها الزمن ولم تعد تنجسم مع حقيقة الحراك الحالي ومع الواقع الجديد الذي خلقتها وامام هذه الظاهرة المستجدة والتي توحي بديمقراطية مفترضة في مناخ سياسي واجتماعي وقانوني ترمي الى تشكيل دستور وقوننة جديدة على الصعيد الوطني و تأسيس عقد اجتماعي جديد بين كافة المكونات لبناء دولة مدنية حديثة تحكمها القانون والعدالة الاجتماعية .
ان دقة المرحلة تتطلب منا جميعا حركة سياسية وكتاب ومثقفين وكافة الفعاليات الاجتماعية وتنسيقات الشباب ان ننهض بجد ونشاط ونعمل كخلية نحل والمساهمة جميعا لتأسيس كتلة كوردية واحدة وموحدة تتجاوز البعد التنظيمي والحزبي والقيام بمهام المرحلة والاتفاق فقط على اهداف المرحلة والابتعاد عن التفاصيل والتي ارى في النقاط الأربعة التالية .
1-    سورية دولة متعددة القوميات ويجب إعادة تسميتها بالاسم القديم الجمهورية السورية حيث تشكل الشعب العربي والكردي القوميتين الرئيسيتين فيها.
2-    الاعتراف الدستوري بالشعب الكوردي أرضا وشعبا وتثبيتها في الدستور المرتقب .
3-    الغاء الحزام العربي وكافة افرازاته واعادة الملكية المصادرة الى اصحابها الحقيقيين وتعويض المتضررين نتيجة الغبن الذي الحق بهم .
4-    مشاركة الكورد على قدم المساواة مع العرب وبقية المكونات في ادارة الدولة والمجتمع
هذه النقاط الأربعة يمكن الاتفاق عليها وتسويق القضية الكوردية وحقوقها المشروعة لكافة الفعاليات والمعارضات السورية واستغلال هذه الفرصة الذهبية والاستفادة من القوة المنظمة الكوردية كأكبر قوة تنظيمية على الساحة المعارضة للعب دور بيضة القبان بين المعارضة والتنسيقات من جهة والنظام والمولاة من جهة اخرى الامر الذي يحقق فرض شروطه المشروعة والعادلة على كافة الاطراف  لتحقيق الاهداف المنشودة .
اخاطب كافة الاخوة من الكتاب والمثقفين والحقوقيين وأصحاب الكفاءات والمهتمين بالشأن الكوردي التحرك عمليا وميدانيا وعدم الاكتفاء بالاراء النظرية والضغط على الحركة الكوردية وعدم ترك الامور على عواهنة واحتكار الحركة وحدها بالقرار والمصير التي اعمتها العقد الحزبية والاتصال بكافة  الفصائل الكوردية  دون استثناء او تهميش ومطالبتهم بتشكيل كتلة كوردية تترأسه لجنة مشتركة من جميع الأطياف منبثقة منها تملك صلاحيات واسعة من التمثيل في الداخل والخارج والناطقة باسم الكتلة في كافة المحافل الرسمية والفعاليات من المجتمع السوري و الدولي .

حسن شندي : ما نواجهه خطير وما سنواجهه في المستقبل من مخاض للعملية الديمقراطية سيكون اصعب ان بقينا على هذا الحال

اعتقد ان الوقت يفوتنا ايها الاخوة واعتقد ان اللعبة اكبر منا جميعا ان هناك ادوار اقليمية وعالمية ومخططات وتغييرات وسياسات نحن السياسيين الكورد في سوريا للاسف لا نستطيع الى الارتقاء لفهمها والدخول فيها كلاعب اساسي او احتياط , لاننا لم استوعبناها او كنا لاعبين فيها لكنا تحركنا بقدر المسؤولية , طبعا لاجل نيل الحرية و حقوق الشعب الكوردي في سوريا ,
ان ابناء الشعب الكوردي باكملهم اصبحوا يعرفون الحالة التي وصلنا لها والشروحات لا تجدي حلا والحديث والسرد الطويل لحالتنا لن يفيد .

كما اشار الاستاذ مشعل تمو فلا داعي باعتقادي للكتابات المطولة وادعو الجميع الى التوجه نحو انكار الذات والبدء ببداية جديدة , فان كان يجب ان يكون لكل انسان عادي بداية جديدة فما بالك اخي العزيز الانسان القيادي او الذي يحمل على عاتقه مسؤولية تاريخية في التغيير بالمفاهيم او بالرؤى لاقرار مصير شعب او شريحة ما , وادراك حساسية المرحلة التغييرية من خلال الضمير الانساني الذي هو بالاصل سبب وجوده في مكانته هذه ,,,,,
اننا نمر بمرحلة حساسة وما نواجه خطير جدا وما سنواجهه في المستقبل من مخاض للعملية الديمقراطية سيكون اصعب علينا مما نمر به حاليا فان كنا نملك اليوم عدوا واحدا بحكم الظروف السياسية الاقليمية والعالمية , فاننا غدا سنواجه اعداءا ربما لن نلحظهم وهم يقضمون احلامنا وامنيات اطفالنا في الحياة والحرية ان كنا على ما نحن عليه اليوم ,
نداء موقع ولاتى مه العزيز يحمل بين طياته الكثير من الاهات والالم فبادري ايتها القيادات الى تحية السلام الى تحية الطاولة المستدير الى اضحاك اطفالنا ورفع عزيمة شبابنا الى اعادة صياغة ذهنية الشارع الكوردي , الى ادارة العملية الديمقراطية في سوريا الجديدة كما يفعل اخواننا في كوردستان العراق ,,, الم تلاحظو ان القيادة الكوردية في كوردستان العراق لم تستطيع الخلاص الا بعد ان توحدت ,, فلبوا نداء ابناء شعبنا من خلال خلق جبهة موحدة وهناك الكثير من امثالي يعاهدون على التضحية بدمائهم لاجل نصرة قضيتنا ونيل حقوقنا والعمل تحت مظلة القيادة الكوردية الموحدة في سوريا ,
حسن شندي
رئيس جمعية كوردستان بيتنا
قيادي في حركة الضباط الاحرار السورية

فرحان مرعي : الموقف الكردي الموحد ضرورة تاريخية

اذا لم يجتمع الكرد الآن على كلمة سواء بينهم فمتى يتفقون ؟ لن ندخل في سجالات وجدالات عقيمة لان الوقت لا يحتمل هذا ،الوقت بدأ يتآكل وما زال البعض يتمسك بأوهامه القديمة ، نحن في ربع الساعة الأخيرة إما ان نركب إحدى عربات القطار او نبقى على الرصيف ننتظر قطار آخر قد لا يأتي الا متأخرا ،السياسي المحنك ينتهز الفرصة ،والفرصة الآن مواتية وعلينا قطف الثمار دون أية انتهازية وتواكل وانما عن حق وجدارة وتضحيات تليق بالمرحلة.
الشعب الكردي بمجموعه معني في هذه المرحلة، والقضية ليست قضية حزب او تجمع او ملة معينة ،ان إدارة المرحلة تتطلب جهداً جماعياً دون إقصاء او استبعاد لأحد عن طريق ممثلين فاعلين على الساحة وليس متسلقين ومتطفلين على المرحلة وبموقف موحد بمستوى الحراك الشعبي الجاري على الساحة السورية ولذلك نحن مع التوجه الداعي الى تشكيل هيئة تنسيقية او مرجعية موحدة يمثل الشعب الكردي ويلبي طموحاته ومصالحه على ان يكون لكل فئات الشعب الكردي دوره في هذا الإطار من سياسيين ومثقفين وفعاليات اجتماعية وطنية ورجال اعمال ومهنيين وأطباء ومحامين وغيرهم يكونوا بمثابة مجلس وطني يضع القضية الكردية على طاولة الحوار مع المعارضة السورية كطرف أساسي في المعادلة السياسية السورية القادمة لتحقيق المصلحة الوطنية عموماً والقومية الكردية خصوصاً .

د.

آلان كيكاني: في ظل الواقع الكردي الراهن من الشرذمة والبعثرة والتشتت لا يمكن للكرد أن يكونوا أصحاب قرار صائب وصوت مسموع على المستوى الوطني السوري

لي صديق أرمني عزيز اعتاد أن يحدثني كل ما في تراثهم عن الكرد وخاصة الطرف والفكاهات , يخبرنيها من باب المزاح والمداعبة , أذكر مما قاله لي مرة أن الارمن يقولون فيما بينهم إذا أردت أن تنال من الكردي فتعامل معه صباحاً لأنه سيكون ناعساً ولم يستيقظ من نومه تماماً وإذا أردت أن تتعامل معه في أمر يتطلب التفاهم فما عليك إلا أن تقابله عصراً لأنه يكون قد استفاق تماماً من نومه.

مغزى هذا الكلام معروف وهو أن الكردي يستيقظ متأخراً ولا يستغل الفرص.

لا يمكن لكردي منصف إلا أن يعترف بمرارة بصحة هذا القول رغم أنه يحمل بين طياته نكهة عنصرية , فالكرد أضاعوا الكثير من الفرص التاريخية في مسار نضالهم التاريخي الطويل في سبيل نيل حقوقهم القومية المشروعة , فهل نحن أمام فرصة ضائعة أخرى ؟ هل لا يزال النعاس يملأ أعيننا ككرد في هذا الفجر الجديد من تاريخ سورية ؟
لا شك أن واقعاً جديداً قادمٌ إلى سوريا عاجلاً وليس آجلاً والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : أين سيكون موقع الكرد في الخارطة الوطنية السورية الجديدة ؟ هل سينال الكرد حقوقهم القومية المشروعة في سوريا الجديدة أم أنهم سيخرجون من المولد بلا حمص كما يقول أهل بلاد الشام ؟
الامر يتوقف على مدى قدرة الكرد على رص صفوفهم وتوحيد جهودهم .

من هنا فإن مركز قرار كردي موحد هو ضرورة ملحة تفرض نفسها الآن أكثر من أي وقت مضى وفي ظل الواقع الكردي الراهن من الشرذمة والبعثرة والتشتت لا يمكن للكرد أن يكونوا أصحاب قرار صائب وصوت مسموع على المستوى الوطني السوري .
حري بالكرد أن يولوا أمرهم إلى قيادة وطنية نزيهة تكون قادرة على قيادة المرحلة بوعي وحكمة وعلى الأحزاب الكردية أن تنتبه إلى هذا الأمر كي لا ترمى إلى ما ترمى إليه الأنظمة الدكتاتورية في الشرق الأوسط في هذه الأحايين .

جوان يوسف: حول البحث عن تأسيس هيئة تمثيلية !

بداية لابد من شكر موقع ولاتي مه لمبادرته ، حول البحث عن آلية تأسيس هيئة تمثيلية ومصدر قرار كوردي موحد وهي مبادرة أعتقد أنها تأتي في سياق تحفيز العقل الكوردي ، للبحث عن مخرج لازمة الواقع الكوردي ، الذي يعيش في حالة تعويم للخطاب والمفاهيم والاهداف  السياسية ، منذ أن تلمس الكورد في سوريا الوعي السياسي والتنظيمي .

وهو جهد يشكر عليه ، لكن ما لفت انتباهي ، هو الالتباس الحاصل (من وجهة نظري) بين السؤال المطروح وأجوبة السادة الكتاب ، ففي حين ركز السؤال على البحث عن الاليات ، كانت معظم الاجوبة  تقريبا  توصف الحال الراهن، وطبعا هذا لاينتقص من جهدهم عموما لكن يبقى الموضوع الاساسي غائبا .

 

استهلال : اعتقد أن “المشروع السياسي الكوردي ” يعيش حالة ارباك وتعويم ادى الى الكثير من التشوش في الوعي السياسي لدى المتلقين عامة  تجسد في اكثر من مستوى:
اولها : نفى المشروع عن نفسه ان يكون حركة تحرر وطني يسعى الى بناء دولته المستقلة وما يترتب على ذلك من اليات لتنفيذ برنامجه، سواء على المستوى التنظيمي أو الخطاب السياسي والتعبوي .
وثانيا لم يختار أن تكون سورية وطنا نهائيا له، بالجغرافية المحددة ، وفق سايكس بيكو ، وبالتالي يكون  تعبيرا صادقا عن هموم كامل المجتمع وجزء أساسي من قوى التغييرفي سوريا ، وما يترتب عن ذلك من شراكة حقيقية في السلطة والثروة ضمن قاعدة التمايز القومي والوحدة السياسية .
ولا هو استطاع ثالثا  ان يزاوج  بين أن يكون حامل للتغيير باتحاه  انشاء نظام ديمقراطي يكون مدخل لحل القضية الكوردية في سوريا وبين حلمها (وهذا حق) في تقرير مصيرها  بما يعني بناء دولة كردستانية  .
لهذا نجد أن المشروع السياسي واقف في الهوة الفاصلة بين انتمائه السوري والكردستاني ، وبدت مفاهيم الوطنية والقومية تشكل عبئا عليه، فضلا عن انها مبهمة تماما ،مما أدى الى إنفصاله عن المجتمع الكوردي وبات يسبح في فضاء اقل مايقال عنه أنه خارج هموم المواطن الاعتيادية المادية منها والايديولوجية  من جهة  , ووقع تحت ضغوطات السلطة لضعفه السياسي والتنظيمي من جهة ثانية ، بحيث بات عبارة عن استطالات للخارج (بحكم علاقاته مع الاطر الكوردستانية ووقوعها تحت هيمنة خطابها السياسي ) من وجهة نظر السلطة وجزء من المعارضةالسورية ، واستطالات للسلطة من وجهة نظر المجتمع والجزء المتبقي من المعارضة السورية  ، ومن هنا نراه دائما هو من يقدم الضمانات وحسن النية في أي حوا ر أو لقاء مع أطراف المعارضة العربية ، وكان اخره ما قدمته من ضمانات توثيقية لما سميً بهيئة التنسيق الوطني  للتغيير الديمقراطي ،…..

(وهذا لايتعارض كون سوريا جزء من الوطن العربي) وقبلها في وثيقة إعلان دمشق و………..
في هذا الوضع( اللا-  مع ) وهو وضع مأزوم حكما ، بات الحفاظ على ذاته همه الأساسي ، بدلا من العمل على تنفيذ مقدمات مشروعه السياسي المفترض الذي تأسس من أجله ، ومن أجل ذلك جنح دائما للبحث عن مشاريع الوحدات والتجمعات  ليعيد انتاج ذاته المأزومة .

بعيدا عن اصحاب المصلحة الحقيقية .
ورغم الادراك التام إن الاستبداد القائم في سوريا منذ عقود فرغ المجتمع عموما من السياسة ، و شكل عائقا مهما أمام قطاعات واسعة من المجتمع ، لاخذ دورها الريادي في انتاج وعي سياسي ، الا انها (الاحزاب) بقيت حبيس نفسها ولم تنجز ما يخرجها من حالة الاستلاب للسلطة ،  والاغتراب عن المجتمع ، رغم كل المحاولات الحثيثة شكلا .
القضية  التي اشر ت إليها قد تدفع البعض إلى الاعتقاد بأنني متحامل على هذه الأحزاب ، بيد أن تصوراتي لاتلغي أهمية نضالات هذه الأحزاب ، ولاسيما إذا أدركنا أن هذه الأحزاب “تعبيرات” مجتمعية تدافع عن مصالحها ، وهي مرتبطة أوثق ارتباط ، بدرجة ووعي المجتمع ، ووجودها ضرورة هي من ضرورات إنتاج المجتمع لتمثيلاته السياسية والثقافية (وإن ترهلت وباتت تشكل عبئ على كاهله) في هذا السياق أعتقد يأتي سؤال الاخوة في ولاتي مه حول آلية تأسيس هيئة تمثيلية ومصدر قرار كردي موحد وهم مشكورين على ذلك .
مما تقدم ، أعتقد بات من الضروري انتاج رؤية كوردية للتغيير في سوريا ، تتمثل فيها مصالح اكثر قطاعات المجتمع الكوردي ، ولن استبق الامر في ذلك ، ملتزما بالسؤال المطروح حول البحث عن الاليات قبل الخوض في الرؤية  والتصورات السياسية .
وأجد من الهام البحث عن أليات لتشكيل هيئة تتمثل فيها الى حد بعيد تعبيرات المجتمع ، ومن ثم صياغة الرؤية الكوردية لمستقبلنا .
وهنا لابد من الاشارة أن ما أطرحه مجموعة من الافكار أرجوا أن تكون مساهمة في الاتجاه الصحيح

  نحو هيئة التمثيل :

اولا  حتى في اعتى الديمقراطيات ، المساهمين في صنع القرار ،هم اللذين يتوجهون الى صناديق الاقتراع ، وعادة هؤلاء لايشكلون سوى نسبة ضيئلة من اللذين يحق لهم التصويت ، وقياسا على ذلك ، فالهيئة لابد ان تكون من الناشطين والمشتغلين بالشأن العام عموما ، وليس اللهاث وراء هؤلاء الصامتين من المجتمع  مع جل تقديرنا لهم .
ثانيا : يمكن الاستفادة من النقابات كونها تجمعات قائمة ، وتشمل تقريبا كل قطاعات المجتمع (اقصد هنا الكورد) بحيث يتم اختيار ممثليهم ،  وبهذه الالية  نكون  انتجنا ما يمكن تسميته بالنقابات الموازية ، يستفاد منها بمستويين الاولى اشتقاق التمثيل منها وثانيا تصبح كتلة منظمة حركية ترفد الهيئة التمثيلية او مركز القرار الكوردي  المفترض .
ثالثا بالنسبة  للشباب  اللذين باتوا محط الانظار ، يمكن الاستفادة من المجموعات الشبابية  لاختيار ممثليهم ، بالاخص اصبح لهم الان الى حد ما تمثيلاتهم مع الاخذ بعين الاعتبار الكتلة الشبابية النشيطة  التي لم تنطوي تحت مسميات محددة
رابعا : بالنسبة للمرأة ولضعف الاهتمام بها ، ومن هن خارج النقابات ، اعطائهم تسهيلات في التمثيل بحيث توجه الدعوة عامة لهم ويفتح المجال أمامهم للمشاركة والتمثيل الواسع .
خامسا: الكتلة الحزبية ،رغم اغلبهم ممثلين في النقابات،لكن تقديرا لجهودهم ، لابد من تمثيلهم وفق قاعدة لكل حزب ممثل
سادسا: لدينا قطاع واسع من الفلاحين (نقابة الفلاحين هي اضعف نقابة في سورية )والعمال المياومين  اللذين لاينتمون الى نقابة او جمعية لابد من مساعدتهم في اختيار ممثليهم ، واعتقد انها المهمة الاصعب ولابد من اخذ الوقت والجهد والاهتمام الكافي ليتمكن هؤلاء من ايصال صوتهم .
سابعا : صيغة الكوتات يجب الابتعاد عنها تماما لانو ما في حدى أحسن من حدى
من ممثلي هؤلاء جميعا يمكن الخروج بهيئة تأسيسية وورقة عمل أولية حول مجمل القضايا المطروحة على الساحة الكوردية والدعوة على اساسها الى مؤتمر كوردي ينبثق عنه هيئة تمثيلية تكون مصدر القرارالكوردي
ما تقدم هي اليات نظرية تحتاج الى التمويل المالي وتحتاج الى مجموعة اشخاص لتحمل مسؤولية المتابعة والتنسيق
دون ان ننسى دور الاعلام المرئي ،في توجيه واعلام الناس ، على اهمية هذه الهيئة .
ملاحظة اخيرة  لابد من التأكيد : ان هذا العمل سيخلق معارضة  ،وانا اراها  مشروعة ، تنبثق شرعيتها ، من مشروعية الهيئة التأسيسية ذاتها
جوان يوسف  / قامشلو 15/7/2011
ciwanyusif@yahoo.com

———-

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…