إبراهيـم محمود
يخطئ من يظن أن مفردة” الكرد” تكون أدق من مفردة” الأكراد”، إن انطلقنا من المعنى الاجتماعي والسياسي، رغم أننا نستعمل ( الكرد) للدلالة على وجود شعب منسجم مع بعضه بعضاً في حدود جغرافية مجزأة، وكذلك ما يخص ( الأمة الكردية)، دون أن يرف لأحدنا جفن” ممن يعني بمفهوم الكلمات”، انطلاقاً من وازع وجداني.
لكن الوجدان ليس مهد الحقائق الكبرى، إنما تكون المشاعر والأحاسيس قبل كل شيء، أولى به بامتياز.
لذلك فإن الحديث الشعب الكردي يكون تجاوزاً تأكيداً على حقانية أي مطلب قومي بصدد الكرد كأمة هنا.
يخطئ من يظن أن مفردة” الكرد” تكون أدق من مفردة” الأكراد”، إن انطلقنا من المعنى الاجتماعي والسياسي، رغم أننا نستعمل ( الكرد) للدلالة على وجود شعب منسجم مع بعضه بعضاً في حدود جغرافية مجزأة، وكذلك ما يخص ( الأمة الكردية)، دون أن يرف لأحدنا جفن” ممن يعني بمفهوم الكلمات”، انطلاقاً من وازع وجداني.
لكن الوجدان ليس مهد الحقائق الكبرى، إنما تكون المشاعر والأحاسيس قبل كل شيء، أولى به بامتياز.
لذلك فإن الحديث الشعب الكردي يكون تجاوزاً تأكيداً على حقانية أي مطلب قومي بصدد الكرد كأمة هنا.
إنني أنا نفسي أستخدم عبارة ( الشعب الكردي) وفق تصور يتجاوز سمة التجزيء الذاتية والموضوعية، كما هو الممكن التعرض له تاريخياً، وقياساً إلى شعوب كثيرة تقاسمتها حدود وأنظمة وبقيت بينية!
ما يهم هو النظر في هذا المسمى بالشارع الكردي والذي لا يعدو أن يكون مجازاً، تكون الرغبة متقدمة فيه على الحقيقة، والمحك هو ما في هذا الشارع المفترََض، في الصراع الدائر بين ” أبناء” الشعب الواحد، وهم منقسمون على أنفسهم أشد الانقسام، في الحدود الفاصلة بين أكراد يعتبرون أنفسهم ممثلي الشعب الكردي، وهم في نسبتهم العددية المحدودة قياساً إلى البقية الكاثرة، عبر إجراءات أو تصرفات لا تخفي حدتها وحتى عنفها الشعاراتي، وربما بالمقابل نجد من يعتمد سياسة النقيض لدى أكراد في اتجاه آخر، لنجد بالتالي من يعتبرون أنفسهم قاعدة التحرك الكردية، أي أكراد يؤمَّون جهة أخرى، حيث إن الحساب يكون جلي الحضور في فعل التقسيم هنا، ودون إلغاء تلك القيمة الأخلاقية الحية لجملة الذين يكونون أكبر من الشعاراتي في الشارع، وهم قلة قليلة واقعاً.
العملية الحسابية هذه لا تنجّي الكردي من وضعية تمايز يشعر بها بينه وبين نفسه، أي حين يجد الكردي نفسه في خانة ما على صعيد التفكير المختلف والتصرف المختلف، أن أي سلوك يميّز الآخرين يؤثر في بنيته الذهنية والنفسية، حيث يتوافر الكل هنا رغم طابع التجزئة الصارخ لأسباب اعتقادية وتحزبية وثقافية منظّرة.
في الحالات كافة، لا يجب علينا نسيان علامة الانقسام أو الافتئات الفارقة كردياً، كأن هناك خطأ عضوياً وجد تاريخياً عصياً على التصويب أو التصحيح، أو ما يشبه اللعبة القدرية التي تستهوي من يجد في تهجئة القدرية وحدها تعبيراً عن ذات تظل غير مفهومة، أو تبدو غير مفهومة، وهي تعكس عجزه قبل كل شيء، عجزه الذي يسهّل عليه تمرير خطابه الاستسلامي تاريخياً للإمضاء على الانقسامية وتمزيق وحدة مفهوم” الكردية” فيه!
نعم، يمضي إمعان النظر في هذه الخارطة العددية ونوعية الأنشطة التي ترجم نفوسها الكردية:
بين أكراد يتحركون في الشارع وبكل ثقلهم الدعائي أو الهتافي ومن يشكلون سنداً دعائياً لهم بالقرب منهم أو على مبعدة عنهم، كما هو الجاري في الشارع السوري راهناً، وحيث يتواجد الكردي، ويمدّون بصدى شعاراتهم إلى خارج حدودهم الجغرافية المرسومة كونهم منتمين إلى دائرة الوطن الواحد: سوريا، وهؤلاء لا يخفون نزعة الثورية، وإن شئت الدقة، انطلاقاً من الظروف القائمة، سمة الثورجية وحتى انتهازية الفرصة لدى نسبة من هؤلاء، دون التفكير في البقية الأكثر عدداً، خارج نطاق تحركاتهم، آخذين في الاعتبار أن الأكثر تميزاً بصوته الهادر وحضوراً للعيان يكون الأكثر استقطاباً للآخرين، وأكراد يمثلون النقيض لهؤلاء الذين يمارسون اختبار قواهم في الشارع، ودون أن يكفُّوا من جهتهم، ما وسعهم الجهد الدعائي أو التعبوي، عن الإيعاز إلى أن ثمة خطأ تاريخياً لا بد من تقويم اعوجاجه هو ذاك الذي يسمونه هم، وأكراد لديهم قدرة على التحرك في الحالة البينية، بقدر ما يحاولون إيجاد الذرائع أو الحجج التي ترتبط بالظروف القائمة، على أن الحقيقة هي حيث يتحركون هم.
هذا الثالوث المقدَّم بطبعته التاريخية الكردية الراهنة، لا يراد منه تفضيل طرف على آخر.
لنتحدث إذاً عن وعي التاريخ كما هو الحديث عن وعي المجتمع لدى هؤلاء الذين ” يرفّهون” عن أنفسهم جهةَ المقربين منهم، أو من يعتبرونهم في سياق( ما يطلبه الجمهور)، بكلمات لا تخفي الاستعراض الزعاماتي، حتى لدى أكثر المعنيين بالحديث عن السياسة وفن الممكن فيها وبؤس التنظير إزاء تحديات الراهن، وعسر الاتصال الذهني والشعوري بالعالم المترامي الأطراف، بعيداً عن التكتلية والتحاربية ونرجسية الرمز الملهم تحزبياً!
لأقل قبل كل شيء، وأنَّى وجد القارئ ما يُلعثمه ويصدمه دلالياً وواقعاً، أن ليس من شيم المقال دق الإسفين بين صوت وآخر هنا وهناك، كما هو شأن القيّمين على إدارة أمن البلد وحتى التشويش على نظامه تماماً من جهتهم، إنما هو سعيٌ إلى التشخيص بغية تخليص الحقيقة التي يتبصر الكردي من ورائها موقعه الفعلي، وهو المعتبر نفسه كردياً وسورياً، بين ما يعطى له أو ما هو معطى له وما يحاول تحصيله بطريقة ما أو بأخرى.
إنه نوع من الصراع الحامي لا الدامي، ولكن إمكان تحول الحامي إلى الدامي جرَّاء هذا التجاذب العنفي بين الأطراف وعلى أرض الواقع جرَّاء صدام يسهل توقعه استناداً إلى حركية الشارع والأصوات التي تُسمع من خلاله وعلى الجانبين، إمكان لا أظنه مستحيلاً في ضوء التصعيد بالعنف السلطوي وما يجري من حراك شعبي أو من تنويع احتجاجات في طول البلاد وعرضها، وعلى” الأكراد” أن يعرفوا حقيقة قوتهم وكيفية إدارتها!
إن الأكراد، وباعتبارهم أكراداً في انقساماتهم أو اختلافاتهم القاعدية” الفارهة” يعرفون بعضهم بعضاً، باعتبارهم منخرطين في أحزاب أو تنظيمات أو جماعات مستقلة وحياديين بمعنى ما، ويكون الشعور بالانتماء القومي إلى أمة واحدة قفزاً على واقع حالهم، وحنيناً إلى أصول تتمثل في شعب واحد، ليعطي كل منهم لنفسه تبريراً على أن ثمة هدفاً نبيلاً يطمح إلى تحقيقه: تجلّي الكرد في مفهوم شعبي واحد، وما يستوجبه ذلك من تذليل لصعاب جغرافية وسياسية وثقافية جانبية ونفسية ولهجاتية…الخ الكردية هنا حُلم الوصول إلى ما هو خارج الثالوث.
لكن الأكراد لا يعرفون بعضهم بعضاً، وبصفتهم أكراداً ينتسبون إلى أرومة واحدة، وملء قلوبهم وأذهانهم تاريخ وجغرافيا متحدان أو راسما حدود ِهويتهم، لأن المعرفة تقتضي أول ما تقتضي إمكان التحرر من ربقة: قيد الحالة الأولى” الأكرادية”، كمفهوم جزئي، اغترابي، انقسامي..، بقدر ما تحتاج المعرفة هذه إلى نوعية الأدواء التي تنخر داخلهم، وتقرّبهم من بعضهم بعضاً، وهذا غير متوافر بالطريقة التي تسمح لنا بالقول بأن ثمة وعياً مدينياً وقومياً قد طهَّر الجميع أو غالبيتهم من لوثة التحزبية ودعاماتها المقوَّمة وجاهياً أو عشائرياً وتفاخرياً.
إن موقع الكرسي، مهما بدا ضئيل القيمة، يتقدم طاولة الحوار، عندما يكون النظر إلى الطاولة فاعلاً في التقارب بين وجهات النظر، وتمتين لغة المصافحة الحقيقية، ويكون الحراك الفكري المتنور قاسماً مشتركاً فيما بينهم، إن نظِر إليهم سياسياً، على الطريقة الكردية، أو ثقافياً بالترادف أو التوازي المؤكَّد مع الطريقة سالفة الذكر.
إن ما يجري في النطاق السوري على الصعيد الكردي، يذكّرنا بـ” أليس في بلاد العجائب” من خلال ما يصدر من ممثلي الكرد من أقوال وتصريحات أو ما يقرَأ من بيانات تراكمت وقد أفقدت النيّةَ الكردية شهيةَ المطلوب.
إن ما يتوجب علينا جميعاً” هنا” هو لزوم النظر فيما نحن عليه، ما نكونه واقعاً وليس ما نتلذذ به نفسياً، وعبء الرهان وخطورته، وخصوصاً في ضوء آخر المستجدات داخلاً وخارجاً.
إن صيغة” أكراد” تهمنا وتفيدنا إذا أردنا فعلاً أكثر تواضعاً لكنه يسرّع في عملية التقارب الحقيقي بين كردي وآخر، بقدر ما يجعل صورة التحدي لنا جميعاً أكثر شفافية، وفي وطن نتحدث باسمه أو نتهجاه لا يعنينا وحدنا فقط.
أظن دون هذا الوعي يكون كل حديث عن الكرد حديث خرافة أو ربما أكثر فظاعة من ذلك، إن أردنا حفاظاً أسلم على مواقعنا حتى اللحظة..
ما يهم هو النظر في هذا المسمى بالشارع الكردي والذي لا يعدو أن يكون مجازاً، تكون الرغبة متقدمة فيه على الحقيقة، والمحك هو ما في هذا الشارع المفترََض، في الصراع الدائر بين ” أبناء” الشعب الواحد، وهم منقسمون على أنفسهم أشد الانقسام، في الحدود الفاصلة بين أكراد يعتبرون أنفسهم ممثلي الشعب الكردي، وهم في نسبتهم العددية المحدودة قياساً إلى البقية الكاثرة، عبر إجراءات أو تصرفات لا تخفي حدتها وحتى عنفها الشعاراتي، وربما بالمقابل نجد من يعتمد سياسة النقيض لدى أكراد في اتجاه آخر، لنجد بالتالي من يعتبرون أنفسهم قاعدة التحرك الكردية، أي أكراد يؤمَّون جهة أخرى، حيث إن الحساب يكون جلي الحضور في فعل التقسيم هنا، ودون إلغاء تلك القيمة الأخلاقية الحية لجملة الذين يكونون أكبر من الشعاراتي في الشارع، وهم قلة قليلة واقعاً.
العملية الحسابية هذه لا تنجّي الكردي من وضعية تمايز يشعر بها بينه وبين نفسه، أي حين يجد الكردي نفسه في خانة ما على صعيد التفكير المختلف والتصرف المختلف، أن أي سلوك يميّز الآخرين يؤثر في بنيته الذهنية والنفسية، حيث يتوافر الكل هنا رغم طابع التجزئة الصارخ لأسباب اعتقادية وتحزبية وثقافية منظّرة.
في الحالات كافة، لا يجب علينا نسيان علامة الانقسام أو الافتئات الفارقة كردياً، كأن هناك خطأ عضوياً وجد تاريخياً عصياً على التصويب أو التصحيح، أو ما يشبه اللعبة القدرية التي تستهوي من يجد في تهجئة القدرية وحدها تعبيراً عن ذات تظل غير مفهومة، أو تبدو غير مفهومة، وهي تعكس عجزه قبل كل شيء، عجزه الذي يسهّل عليه تمرير خطابه الاستسلامي تاريخياً للإمضاء على الانقسامية وتمزيق وحدة مفهوم” الكردية” فيه!
نعم، يمضي إمعان النظر في هذه الخارطة العددية ونوعية الأنشطة التي ترجم نفوسها الكردية:
بين أكراد يتحركون في الشارع وبكل ثقلهم الدعائي أو الهتافي ومن يشكلون سنداً دعائياً لهم بالقرب منهم أو على مبعدة عنهم، كما هو الجاري في الشارع السوري راهناً، وحيث يتواجد الكردي، ويمدّون بصدى شعاراتهم إلى خارج حدودهم الجغرافية المرسومة كونهم منتمين إلى دائرة الوطن الواحد: سوريا، وهؤلاء لا يخفون نزعة الثورية، وإن شئت الدقة، انطلاقاً من الظروف القائمة، سمة الثورجية وحتى انتهازية الفرصة لدى نسبة من هؤلاء، دون التفكير في البقية الأكثر عدداً، خارج نطاق تحركاتهم، آخذين في الاعتبار أن الأكثر تميزاً بصوته الهادر وحضوراً للعيان يكون الأكثر استقطاباً للآخرين، وأكراد يمثلون النقيض لهؤلاء الذين يمارسون اختبار قواهم في الشارع، ودون أن يكفُّوا من جهتهم، ما وسعهم الجهد الدعائي أو التعبوي، عن الإيعاز إلى أن ثمة خطأ تاريخياً لا بد من تقويم اعوجاجه هو ذاك الذي يسمونه هم، وأكراد لديهم قدرة على التحرك في الحالة البينية، بقدر ما يحاولون إيجاد الذرائع أو الحجج التي ترتبط بالظروف القائمة، على أن الحقيقة هي حيث يتحركون هم.
هذا الثالوث المقدَّم بطبعته التاريخية الكردية الراهنة، لا يراد منه تفضيل طرف على آخر.
لنتحدث إذاً عن وعي التاريخ كما هو الحديث عن وعي المجتمع لدى هؤلاء الذين ” يرفّهون” عن أنفسهم جهةَ المقربين منهم، أو من يعتبرونهم في سياق( ما يطلبه الجمهور)، بكلمات لا تخفي الاستعراض الزعاماتي، حتى لدى أكثر المعنيين بالحديث عن السياسة وفن الممكن فيها وبؤس التنظير إزاء تحديات الراهن، وعسر الاتصال الذهني والشعوري بالعالم المترامي الأطراف، بعيداً عن التكتلية والتحاربية ونرجسية الرمز الملهم تحزبياً!
لأقل قبل كل شيء، وأنَّى وجد القارئ ما يُلعثمه ويصدمه دلالياً وواقعاً، أن ليس من شيم المقال دق الإسفين بين صوت وآخر هنا وهناك، كما هو شأن القيّمين على إدارة أمن البلد وحتى التشويش على نظامه تماماً من جهتهم، إنما هو سعيٌ إلى التشخيص بغية تخليص الحقيقة التي يتبصر الكردي من ورائها موقعه الفعلي، وهو المعتبر نفسه كردياً وسورياً، بين ما يعطى له أو ما هو معطى له وما يحاول تحصيله بطريقة ما أو بأخرى.
إنه نوع من الصراع الحامي لا الدامي، ولكن إمكان تحول الحامي إلى الدامي جرَّاء هذا التجاذب العنفي بين الأطراف وعلى أرض الواقع جرَّاء صدام يسهل توقعه استناداً إلى حركية الشارع والأصوات التي تُسمع من خلاله وعلى الجانبين، إمكان لا أظنه مستحيلاً في ضوء التصعيد بالعنف السلطوي وما يجري من حراك شعبي أو من تنويع احتجاجات في طول البلاد وعرضها، وعلى” الأكراد” أن يعرفوا حقيقة قوتهم وكيفية إدارتها!
إن الأكراد، وباعتبارهم أكراداً في انقساماتهم أو اختلافاتهم القاعدية” الفارهة” يعرفون بعضهم بعضاً، باعتبارهم منخرطين في أحزاب أو تنظيمات أو جماعات مستقلة وحياديين بمعنى ما، ويكون الشعور بالانتماء القومي إلى أمة واحدة قفزاً على واقع حالهم، وحنيناً إلى أصول تتمثل في شعب واحد، ليعطي كل منهم لنفسه تبريراً على أن ثمة هدفاً نبيلاً يطمح إلى تحقيقه: تجلّي الكرد في مفهوم شعبي واحد، وما يستوجبه ذلك من تذليل لصعاب جغرافية وسياسية وثقافية جانبية ونفسية ولهجاتية…الخ الكردية هنا حُلم الوصول إلى ما هو خارج الثالوث.
لكن الأكراد لا يعرفون بعضهم بعضاً، وبصفتهم أكراداً ينتسبون إلى أرومة واحدة، وملء قلوبهم وأذهانهم تاريخ وجغرافيا متحدان أو راسما حدود ِهويتهم، لأن المعرفة تقتضي أول ما تقتضي إمكان التحرر من ربقة: قيد الحالة الأولى” الأكرادية”، كمفهوم جزئي، اغترابي، انقسامي..، بقدر ما تحتاج المعرفة هذه إلى نوعية الأدواء التي تنخر داخلهم، وتقرّبهم من بعضهم بعضاً، وهذا غير متوافر بالطريقة التي تسمح لنا بالقول بأن ثمة وعياً مدينياً وقومياً قد طهَّر الجميع أو غالبيتهم من لوثة التحزبية ودعاماتها المقوَّمة وجاهياً أو عشائرياً وتفاخرياً.
إن موقع الكرسي، مهما بدا ضئيل القيمة، يتقدم طاولة الحوار، عندما يكون النظر إلى الطاولة فاعلاً في التقارب بين وجهات النظر، وتمتين لغة المصافحة الحقيقية، ويكون الحراك الفكري المتنور قاسماً مشتركاً فيما بينهم، إن نظِر إليهم سياسياً، على الطريقة الكردية، أو ثقافياً بالترادف أو التوازي المؤكَّد مع الطريقة سالفة الذكر.
إن ما يجري في النطاق السوري على الصعيد الكردي، يذكّرنا بـ” أليس في بلاد العجائب” من خلال ما يصدر من ممثلي الكرد من أقوال وتصريحات أو ما يقرَأ من بيانات تراكمت وقد أفقدت النيّةَ الكردية شهيةَ المطلوب.
إن ما يتوجب علينا جميعاً” هنا” هو لزوم النظر فيما نحن عليه، ما نكونه واقعاً وليس ما نتلذذ به نفسياً، وعبء الرهان وخطورته، وخصوصاً في ضوء آخر المستجدات داخلاً وخارجاً.
إن صيغة” أكراد” تهمنا وتفيدنا إذا أردنا فعلاً أكثر تواضعاً لكنه يسرّع في عملية التقارب الحقيقي بين كردي وآخر، بقدر ما يجعل صورة التحدي لنا جميعاً أكثر شفافية، وفي وطن نتحدث باسمه أو نتهجاه لا يعنينا وحدنا فقط.
أظن دون هذا الوعي يكون كل حديث عن الكرد حديث خرافة أو ربما أكثر فظاعة من ذلك، إن أردنا حفاظاً أسلم على مواقعنا حتى اللحظة..