رأي الديمقراطي بخصوص المشاركة في مؤتمر الإنقاذ الوطني

خلال انعقاد (مؤتمر الإنقاذ الوطني) في اسطنبول ، تناقلت وكالات الأنباء بأن عددا من الشخصيات الكردية قد انسحبت من الاجتماع ، بذريعة أن المؤتمرين تجاهلوا المكون الكردي وحقوقه .

وللعلم فان الحضور الكردي في ذلك المؤتمر ، وما سبقه من اجتماعات حصلت في تركيا ، كان ضعيفا ، لأسباب معروفة ، فالذين عملوا على تنظيم (مؤتمر الإنقاذ) ارتكبوا أخطاء في هذا المجال ، أولها أنهم لم يشركوا الكُرد في لجنة التحضير واختاروا بعض الأشخاص من خارج الحركة الكردية بل وقع اختيارهم على من تبرأ من الحركة الكردية مما أدى إلى عدم مشاركة مجموع الأحزاب الحركة الكردية ، ولذلك اقتصرت المشاركة (الكردية) على أشخاص غير معروفين ولا يمثلون الشارع الكردي.
 وهؤلاء أثار أدائهم  كثيرا من التساؤل ، فبعضهم تحدث من دمشق وأعلن موافقته مسبقا على كل القرارات التي ستصدر عن المؤتمر ، لكن وبعد تغير مجرى النقاشات ، والتخلي عن بعض القرارات كان من المزمع اتخاذها ، انسحب (ممثلو) الكرد وأثاروا ضجيجا مفتعلا عن خلافات بين العرب والكرد في المعارضة السورية ، في محاولة لخلق شرخ بين أطراف المعارضة السورية .

أن أثارة النزعات الطائفية والتفرقة القومية بين صفوف قوى المعارضة السورية في هذا الوقت يهدف دون شك إلى حرف الانتفاضة عن مسارها الوطني الصحيح ، وجرها نحو مزالق تؤدي إلى تشتيتها وإضعافها .

ولذلك فإننا نرى بضرورة مواجهة هذه المحاولات وفضحها ، والتمسك بقيم الوحدة الوطنية التي عبرت عنها جماهير الشعب السوري وقوى الانتفاضة خلال مسيرات الاحتجاج  والتي تجسدت بشعار (الشعب السوري واحد) .
وفي هذا المجال لابد من التنويه إلى ضرورة الحذر واليقظة من تسلل بعض الوجوه إلى صفوف المعارضة الوطنية ، وهذا يقتضي وجود تنسيق مع ممثلي الشعب الكردي والتواصل مع أحزاب الحركة الكردية ، تلافيا لوقوع مثل هذه الأخطاء و سد كل ثغرة أمام محاولات إثارة الفتن الطائفية و النعرات العنصرية ، فالسوريون تعبوا وسئموا من هذه الصراعات البغيضة ، ولن يقبلوا بأي شكل من الأشكال لمثل تلك المحاولات النيل من وحدتهم الوطنية التي دفعوا من دماء الشهداء ثمنا غاليا في بناء صرحها المتين الذي عبر عنه الأستاذ رياض سيف في عزاء الشهداء بدمشق عندما قال : (أيها الشعب الكردي العظيم, اليوم امتزج الدم الكردي والعربي على تراب بلدنا الغالي سورية, انتم أيها الشعب العظيم ستنالون حريتكم وانتم من سيحرر سورية من هذا الاستبداد الذي قبع على صدورنا أكثر من أربعة عقود.

الآن الشعب قال كلمته والشعب إذا قال كلمته يجب الامتثال له, ونحن انتفضنا لأننا طلاب حرية وكرامة, طلاب حق ومساواة, نحن نطالب بدولة مدنية عصرية يتساوى فيها الجميع أمام القانون, ولا فرق بين كردي وعربي , وبين مسلم ومسيحي, فنحن جميعا سوريين وحملنا راية واحدة, لأننا شعب واحد وسنقف بوجه سياسات النظام الهادفة لتفرقتنا) ..

وكذلك تحدثت الدكتورة منتهى الأطرش في كلمة ألقتها في حي ركن الدين وقالت : (أيها الشعب الكردي, أيها الشعب الأبي, نحن نؤيد قضيتكم ونقف إلى جانبكم دائما.

ويجب أن نعمل سوية من اجل مصلحة هذا الوطن, لان الوطن هو كل الخير, وطني هو الأول والأخير, يجب أن نكون يدا واحدة, هذا النظام يحاول أن يفرقنا, يريد أن يبعدنا عن بعضنا) ..


إن حزبنا ، ومجمل الحركة الكردية ، في مواكبة الأحداث والتطورات ، يؤكد على ضرورة الحرص على التعاون والتنسيق مع قوى المعارضة الوطنية التي تناضل من أجل الحرية وانجاز التغيير الديمقراطي السلمي ، وضرورة توحيد جميع القوى و الالتزام بالموقف الذي يوحد ولا يفرق الصفوف .

 

( 20/7/2011 )

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، نحتفل مع الشعب السوري بمختلف أطيافه بالذكرى الأولى لتحرير سوريا من نير الاستبداد والديكتاتورية، وانعتاقها من قبضة نظام البعث الأسدي الذي شكّل لعقود طويلة نموذجاً غير مسبوق في القمع والفساد والمحسوبية، وحوّل البلاد إلى مزرعة عائلية، ومقبرة جماعية، وسجن مفتوح، وأخرجها من سياقها التاريخي والجغرافي والسياسي، لتغدو دولة منبوذة إقليمياً ودولياً، وراعية للإرهاب. وبعد مرور…

إبراهيم اليوسف ها هي سنة كاملة قد مرّت، على سقوط نظام البعث والأسد. تماماً، منذ تلك الليلة التي انفجر فيها الفرح السوري دفعة واحدة، الفرح الذي بدا كأنه خرج من قاع صدور أُنهكت حتى آخر شهقة ونبضة، إذ انفتحت الشوارع والبيوت والوجوه على إحساس واحد، إحساس أن لحظة القهر الداخلي الذي دام دهوراً قد تهاوت، وأن جسداً هزيلاً اسمه الاستبداد…

صلاح عمر في الرابع من كانون الأول 2025، لم يكن ما جرى تحت قبّة البرلمان التركي مجرّد جلسة عادية، ولا عرضًا سياسيًا بروتوكوليًا عابرًا. كان يومًا ثقيلاً في الذاكرة الكردية، يومًا قدّمت فيه وثيقة سياسية باردة في ظاهرها، ملتهبة في جوهرها، تُمهّد – بلا مواربة – لمرحلة جديدة عنوانها: تصفية القضية الكردية باسم “السلام”. التقرير الرسمي الذي قدّمه رئيس البرلمان…

م. أحمد زيبار تبدو القضية الكردية في تركيا اليوم كأنها تقف على حافة زمن جديد، لكنها تحمل على كتفيها ثقل قرن كامل من الإقصاء وتكرار الأخطاء ذاتها. بالنسبة للكرد، ليست العلاقة مع الدولة علاقة عابرة بين شعب وحكومة، بل علاقة مع مشروع دولة تأسست من دونهم، وغالباً ضدّهم، فكانت الهوة منذ البداية أعمق من أن تُردم بخطابات أو وعود ظرفية….