الى الصديق حسين عيسو .. رغم الخلاف ، متفقون ضد الإستبداد بامتياز
المتن في المقدمة
… أو لعلها بعض من سفر الحياة
.. .. سيرة طافت بي ورمتني فيما رمتني به
….. تيه ، تلاه تيه …وأشجار التين
…… تتصاعد أفقا كامتدادها العرضي
….. فتتساقف فوق بعضها الأوراق ومنها
…. تتصافف كما النفوس البريئة …
… .. هي كانت
… كما كانت ، وأضحت
… ديركاحمكو ففيها
…….. وحدها
….. تندمل الجراحات ، كما الكلمات
….. تتضافر ، فتتقاطر كماء نبعها الفضفاض
… أحرجتني ، أيها الصديق ياسين ديركي
… فما تعودت سرد الذات وبالذات
كأبجدية تليها ، أو تلتها أرقام حسابية
فتأبى التأنق كتأففها التجمّل لأنه
عمرها ما كانت ـ ديركا حمكو وبطبيعتها تحتاج الى جمّال
ومع كل هذا كان لإضراركم ـ أيها الرائعون ـ وأنتم تسجّلون صفحاتها ـ ديركا حمكو ـ فشجّعتني ، لابل ، أرغمتني وشدتني ، كما رائحة الجبن وهو يتشتّل بسمنه الطبيعي ويد الكوجرية تحبكه ، كإرث تاريخي ، فكان فيما كان و … لتبدأ الفصول كما الزمان ، والحكاية تنطق بذاتها ، ولذاتها ، فبدأت بكتابتها الآن ، وغايتي كانت قصة قصيرة .. تحوي فيما تحوي مونولوج ـ درو دينو .. كاسان .. ليلان .. ـ
… ومن جديد
هي الزهور كما الأقحوان
.. وورود الجوري تغزو المكان .. والنرجس !! ..
… ربّاه ياالنرجس و ـ باجريق ـ عمرها ماروت أساطيرها
… ولكنها تأبى أيضا النسيان ….
…. وانت ـ غيدايي ـ منزل الجمال كنت ، رغم تيه أميرتك ..
و ـ عين ديورا بي تخت ـ تحاكي شجرة توتها
… ويلي ـ آطاش ـ
.. ربّاه يا ـ آطاش ـ سليل ـ آحوت نابيشتم ـ ..
حارس الشجرة كنت ، كما الغابة وـ خمبابا ـ
لما تملعنت وفتكت ـ خمبابا ـ
.. ـ ديو شرير أصبحت … وآطاش ..
كالملاّك حرست وصممت
كتلك الشجرة العتية وهي تعلو ، فتعلو
في سماء داكن حينا وزرقاء في أحيانه الكثيرة
فكنت شجرة اللوز الأبية
حارسة النبع السرمدي
ـ كانيا ريلك ـ أيها النبع الأزلي تدثّرين خباياك ، كما طقوس جمال نقوشك التائهة ، وآهات موسيقاك بإيقاعاتها الصاخبة .. هيا أيها الجان …. هيا أيها الجان فلتعتلي المنصّة ولتسرد فيما تسرد ، ولكنه شرط قاس ، عليك ألا تتأفف : .. ولكنها كانت ، تلكم الطفولة بأجنحتها المتكسّرة ، بعظمة الأحلام التي تدحرجت واقتربت من الهاوية و ـ تفرملت ـ لتنطلق من جديد فإذا ب ـ درو دينو ـ من قبره يلحّ عليّ أن أستمر في الإستطراد .. آمل ومن خلالها وكنوع من السرد الذاتي لطفولة ديركي … أي ديركي من جيلي ، واكب ـ ولو عن بعد ـ ثورة ـ كولان ـ وزحف فهد الشاعر بجيشه العرمرم وحملته اللامباركة وتلك اللازمة ـ حرب البراميل ـ وأساطير المقاومة الرائعة للبيشمركة في سلسلة الحكايا والروايات ، ومن ثم جنينية انطلاقة البارتي ، وأصداء الإعتقالات ، وانعكاسها على طفولة صبّت كل غضبها على تلكم الإمرأتين الكوجريتين ـ حكمت ـ و ـ دولت ـ لكثرة تردد عبارة ـ حكومة ودولة ـ اللتين اعتقلتا والده ـ وأقصد والدي ومرحلة اعتقاله مع الرعيل الأول ، ظاظا وعثمان صبري ـ وبالتالي إرهاصات الإنشقاق الأول بيمنه ويساره ، لا كمفهوم فكري ، والذي زيّن به مؤخرا ، وإنما كاصطفاف طبيعي ، وبالتالي ذلك الشرخ البنيوي في جسد الحركة التحررية الكردستانية ، فالموقف من قيادة البارزاني الخالد كقائد للثورة ، والمرحوم ابراهيم احمد ومام جلال … أسرفت في الكتابة ثانية .. هذه هي طبيعة الإستدراج الذاتوي من نفسي ولنفسي ، ومن خلال ـ درو ـ تلك الشخصية التي عاصرتها ، وأعتبره قدوة لي ، أقلّده .. نعم أحاكيه ، وأتمنى أن أصل الى درجة مماهاته … ذوبانه .. حبه لديركاحمكو … وتلك النظرة التأملية التي تقودك وصباحاتها الأزلية ، ومن خلال نظرتك الخاطفة لجبل ـ جودي فترتعش وذكرى الخليقة الثانية ، وآحوت نابيشتم ، أو ـ آهوت نه بيشتم ـ ودقّق معي على الإسم المركب وكلمة نو … أو نه .. ولن أعلق على المعنيين أو الفحويين ، وإن كانت ـ كانيا آفا حياتي ـ لها مالها من سطوة جمال ، كما سر الخلود والشباب ..لأطير مع سراب ، لابل حقيقة جلجاميش وسلسلة أسراره .. آفدار وينابيعه ، فأتوه .. ولاحظ ـ د . ياسين ـ فأنا من يعترف .. نعم أتوه هذه العبارة المتلازمة لمعظم كتاباتي .. فأتوه ومن جديد في سيرة العشق الأزلي . وأعود من جديد ، ومن جديد الى ـ درو دينو ـ … و ـ ليلان ـ .. ، فكاسان وتيه الكلمات كما الأفكار ، ومن ثم التداخل من جديد وديركاحمكو .. فهل كانت كاسانا في ذلك السمت الجغرافي كنيزك صعب على ـ درو دينو ـ وتلقط مداراتها ومداركها كما دروبها فينطلق كرحالة عاشق ، أم أن ليلان كانت كالنجم ، لا ، ككوكب العاشقين ليلى ومشروم ، و.. تيه ـ لاحظ من جديد وتيه ـ ذلك الراعي الذي اختلط عليه الأمر حينما لاحظ عناق / تصادم النجمتين فابتهل الى خالقه وهو يقول ـ حشت وايمان ، ايمان وآخرة ، ما رشك ـ بدلا من مال و رزق ـ … هو ـ درو ـ الذي ـ رأى من الأعالي ـ ومات في غربته حنينا وعشقا سرمديا و … هي الكائن التي نمت وترعرعت في ذهنية لربما أخالها الكثيرون كخيال … مجرد وهم في وهن ، وضعف تراكب و ـ درو دينو ـ المجنون … أم هي كاساني … الواقع والحقيقة الناطقة … ساطعة وموجودة هي ـ كاساني ـ ببيوتاتها وحجرها .. أزقتها ودروبها .. كما ساقية ماءها المتدفق .. هي كما الوطن الذي نحلم وتحلم .. يكبر يوما بعد آخر ، ويسمو متنقلا في ذهنية الطفولة الكردية ن في أية بقعة أومكان ، وواثق ـ أنا ـ أنها ستبقى متحدة مع الزمان وهي تحفر وتتشبث في المكان ، لن يغيّرها شيء مهما اختلفت ومعها تعددت الرحلات ، هو الحنين والصوم ، وبالتالي لفحة شمس ديركاحمكو بدفئها اللامتناهي … ياسين ديركي لتسمح لي في تجاوز الألقاب ، كما قواعد النصوص والكتابات … هو صديق لي صممنا ورغم الإختلاف أن نتفق على بديهية واحدة : أن نسقط الإستبداد .. ذاك هو صديقي الموقوف حسين عيسو فله ولكافة المعتقلين في بلدي الجريح تنحني الهامات …
ولتتقبلوا مني وهذه التوصيفات .. وسمّوها كما تشاؤون أما أنا … أما أنا .. فمصمم أنها .. هي .. هي … فقط ـ كاساني .. وملحمة درودينو وليلان ـ
**********
الهوامش
* ـ هذه المقدمة هي مزيج من رسالة كما مقدمة لما أسميه ـ أنا ـ رواية تحكي قصة درو دينو وهو شخصية حقيقية متوفاة ..وكاسان قرية تابعة لديركا حمكو .. ليلان .. تلك الحبيبة الخرافية التي هام بها درو … وقد كتبت هذه المقدمة بعيد قراءتي للبيان الذي أشار الى اعتقال الصديق حسين .. لذا ورد اسمه اكثر من مرة
**ـ الأسطر والواردة اعلاه هي ليست شعرا حديثا كما انها ليست منسقة وإن كانت مشذبة أو مرتبة لربما لغاية شعرية لذا اقتضى التنويه
*** ـ باجريق : موقع تاريخي قديم له ذكره في الكثير من المراجع التاريخية وأدب الرحالة المسلمين ، بالقرب من ديريك ، يمتاز بنرجسه ، كما وأنه مسقط رأس ابن الباجريقي ، صاحب الملحمة الباجريقية المشهورة ـ ذكره ابن خلدون في مقدمته
**** ـ بقعة رائعة تقع بين عين ديوار وبوطان ، يتوقع أنها كانت حديقة غناءة لأمراء بوطان ، مازالت الى الآن تمتاز بنمو أنواع متعددة من الزهور ذي الرائخة المميزة …
***** ـ عين ديورا بي تختا أغنية قديمة تتغنى بعين ديور الضيعة بين بوطان وديريك ، وآطاش ، شخصية حقيقية عاش فيها وله كثير من المتشاركات واسماعيلي دين في عامودا ـ الحكمة ـ مثلا ..كان ينام تحت شجرة التوت والويل لمن يقترب منها ـ الشجرة ـ
****** آحوت نابيشتم ، خمبابا , جلجاميش ، آفدار ، ديو : اسماء من الأساطير القديمة لبلاد التهرين كما ـ نبع الخلو أو ـ كانيا آفا حياتي ..
******** ـ فهد الشاعر : قائد فرقة الجيش السوري الذي قدم في الستينات لمحاربة الثورة الكردية في كردستان العراق والذي مني بهزيمة منكرة ..
******** ـ كان من عادة الكوجر أن يسمّوا بناتهم باسماء مثل ـ حكمت ـ و ـ دولت ـ ولتقارب لفظها بالكردية مع لفظ حكومة ودولة .. فقد كنا نعتقد بحكم معرفتنا بإمرأتين كوجريتين تحملان تلك الأسماء بأنهما من اعتقلتا ذلك الكم من القيادات والشخصيات الكردية