إبراهيم محمود
اللهم- وقبل كل شيء، وقبل أن ينبري مشاكس ومتحينُ فرص ٍللتعليق علي باعتباري بعيداً عما أدَّعيه- اصغ إلي جيداً، وأنا أوجه دعائي إليك، بيدين ممدودتين عالياً، وأسمّيك كما أنت خالق السماوات والأرض وما بينهما، وأتأمل حكمة وحدتك إن استجبت لدعائي البسيط جداًَ، والذي يعنيك أولاً أكثر مما يعنيني، لأنه يثبت حضورك في العالمين وفي نفوس خلائقك ذوي الألسن المختلفة ومنهم الذين أتحدث بلغتهم، ويقوي حجتك على كل شكاك في أمر سلطانك وقدرتك، وأنا أشير إليك لمن ينسى كل إشارة إن تحقَّقَ ما هو يسير لديك يا صاحب” كن فيكون”.
أما إن تجاهلتني في دعائي، فاعلم أن ذلك يعني شيئاً واحداً، أقرب إلى اليأس أو انعدام الأمل حتى أجل غير مسمَّى، وأن ثمة اعوجاجاً في هذا الذي أعنيه، وبالتالي فإن سخطي داخلٌ في هذا الاعوجاج، فأنا جزء كردي من كل كردي، رغم أنني أسمي ” العوجة..
عوجة” حباً في الاستقامة العزيزة التي كلما نُشِدت نأت عنا كثيراً.
اللهم، يا من جعلت الناس شعوباً وأمماً، ومنحت الشعوب والأمم ألسنة وثقافات وجغرافيات تتعارف بها، لم يكن صعباً عليك قط أن تهب الكرد جغرافيا موحدة لا حدود تضمها إليها أو سلط أخرى تتقاسمها، وتاريخاً واحداً يسهل الرجوع إليه بلغتهم، ولا كان عسيراً عليك إبقاءهم موحدين لا متفرقين، متلاحمين لا متشرذمين، أو كان يسهل علينا أكثر- كغيرنا- أن نعرفهم عبر إدارتهم الفعلية للأمور، وما إذا كانوا كما يدعون الآن في الحرية الممنوحة والديمقراطية، أو ما إذا كانوا يصبحون طغاة أسوة بآخرين، وكيف كانت الأمور تؤول في المواجهة…
غير أن الداء الوبيل في الكرد، وأنت سيد العارفين يا معين، هو اجتماعهم على خلاف، وافتراقهم على تباغض، كما لو أن الانقسامات التي تجعلهم أمة دون الأمة وشعباً دون الشعوب، أحالتهم لقمة سائغة لدى المتربصين بهم، وأكثر من أداة دنيوية وسلطوية لتحقيق مآربهم السياسية، ليكونوا مضرب مثل في العمى الدنيوي والتاريخي.
لهذا ليس لي إلا أن أوقف كل دعاء موجه إليك عمَّا يصلهم بخارجهم، وأُحصرْه بما يصلهم ببعضهم بعضاً، وكلّي أمل أن ينال هذا الرجاء منك إلهي ما يستحقه من عنايتك أيها القدير في مقامه وفعله، وتحديداً إزاء الذين يعتبرون أنفسهم أولي أمر الكرد من ساسة مخضرمين وحديثين ومعنيين بكل شاردة وواردة عن شئون الكردية!
اللهم امنحهم بعضاً من التفكير” على قدهم” وأثبهم إلى رشدهم الذي فقدوه كثيراً جداً، ليتخلصوا من عقدة التفريق بين المنتمي إلى الحركة الكردية وهي تشمل الجميع” ليس من كردي إلا وهو معني بها” والمنتمي إلى حزب كردي، وهو جزء من تلك، ليعرف كل مسئول أنه ليس وصياً على كرده كما هو اعتقاده حتى اللحظة.
اللهم اجعلهم في حجمهم الطبيعي كما هو حجم كل ساع في الأرض باسمه أو باسم حزبه أو جماعته، ليتمكن الآخرون من فهمهم وليس اعتبارهم كائنات من كوكب آخر، ومكَّنهم من أنفسهم قبل أن تمكنهم من أي شيء كان، فليس من نفوس أبية تحلم بالأبدية والسلطان الكوني مثل أي منهم، ولهذا أضاعوا كل الطرق إلى ما ينشدون..
اللهم اجعلهم قريبين من بعضهم بعضاً، وبعيدين عن العقد، ومتفاعلين مع بعضهم بعضاً، كما هو عهدي بهم في المجمل مع الغرباء وحتى الأعداء، نوّرهم أكثر ليكونوا أكثر تمييزاً بين ما يفيدهم معاً وما يضرهم معاً.
اللهم اجعل لسان كل منهم على قدر فمه في الكبر والاتساع حتى يحسن الكلام الواقعي، والأكل الواقعي، والشراب الواقعي، وأن ينام ولسانه في فمه، أكثر مما هو مشهود له منشاراً ينشر في الطلعة والنزلة هنا وهناك.
واجعل رجل كل منهم على مقاس حذائه ليحسن المشي، وزنار كل منهم على مقاس خاصرته ليحسن التحرك طليق اليدين والرجلين، واجعل كرافيتة كل منهم على مقاس رقبته ليحسن التنفس وهي مشدودة عليها.
لذا،اللهم امنحهم قوة من لدنك ليشبُّوا عن الطوق، ويكونوا مستقلين في قراراتهم، جديرين بالمهام الموكولة إليهم،
اللهم فكَّ عقدتهم في اليمين واليسار، إذ باسم اليسار ضحوُّا بيسارهم، وباسم اليمين ضحوا بيمينهم، وخلطوا بين الاثنين، وليس من عودة ممكنة إلى معرفة الجهات إلا بالتحرر من عقدة كل من اليمين واليسار والوسط.
كونهم- غالباً- يطلبون رأي الرديء من الناس، ويهتدون بأسافل القوم، ويستأنسون بالمهرجين والمدَّاحين زلفى، ولا يجدون حرجاً في مصاحبة السفيه وفيه مديح لغاية في نفسه، ويسخرون من الداعي إلى التعقل: التروّي…
اللهم اجعل الملايين من الكرد الذين يتهاتفون بهم طواعية لهم كالغنم لنرى آخرتهم، أو وعّهم بمقام ملايينهم من الكرد حتى لا يشتطوا ويجطوا أو ينطوا، لنصل إلى نتيجة تضعهم وشعبهم في مقام أي شعب كان.
اللهم أخرس ألسنة السوء من الذين ينالون منهم قياماً وقعوداً، كتاباً وأناساً عاديين، والكتاب خاصة، ولو إلى إشعار آخر، لعلهم يهتدوا إلى طريق غير سالك، ويثبتوا أنهم جديرون بما كانوا يسمُّونه ويؤكدونه، كما هدّىء من روع الكتاب الذين لا يكفون عن مناقرتهم، لتنتفي حجتهم في ردود الأفعال، وتشويه السمعة، واستخدام كل الوسائل اللازمة من تسفيه وتخويف، لأنهم يشوشون عليهم، وخصوصاً في الآن الراهن، لعلنا نميّز شكهم من يقينهم، ونعرف أين الخطأ بعينه، ولو بعد حين، رغم أن المسطور في المكتوب منكوب مضروب..
اللهم، وأنت المعروف بالواحد الأحد، زلزل جمعهم اللامبارك، وهم أشتات أشتات، وأبصرْهم بنعماء الوحدة كما أنت في عليائك، وأنت الواحد المقتدر، ليكونوا في مقام الواحد الأحد فيما بينهم، وإلا فاخصف بهم الأرض، ولتغر الأرض بهم إلى أسفل سافلين دون استثناء، وإذا كنتُ مثلهم، فلأكن أولهم، لعلنا نكون عبرة لمن يعتبر من بعدنا…
اللهم..
عذراً… أتوقف هنا، لأن ثمة خشية تتلبسني، وهي أن تكون أنت نفسك معهم، وطالك الانقسام…
ويكون دعائي دون جدوى، بقدر ما يزيد في إحباطي وأنا أرى مزيداً من الافتئات السياسي الكردي هنا وهناك!
عوجة” حباً في الاستقامة العزيزة التي كلما نُشِدت نأت عنا كثيراً.
اللهم، يا من جعلت الناس شعوباً وأمماً، ومنحت الشعوب والأمم ألسنة وثقافات وجغرافيات تتعارف بها، لم يكن صعباً عليك قط أن تهب الكرد جغرافيا موحدة لا حدود تضمها إليها أو سلط أخرى تتقاسمها، وتاريخاً واحداً يسهل الرجوع إليه بلغتهم، ولا كان عسيراً عليك إبقاءهم موحدين لا متفرقين، متلاحمين لا متشرذمين، أو كان يسهل علينا أكثر- كغيرنا- أن نعرفهم عبر إدارتهم الفعلية للأمور، وما إذا كانوا كما يدعون الآن في الحرية الممنوحة والديمقراطية، أو ما إذا كانوا يصبحون طغاة أسوة بآخرين، وكيف كانت الأمور تؤول في المواجهة…
غير أن الداء الوبيل في الكرد، وأنت سيد العارفين يا معين، هو اجتماعهم على خلاف، وافتراقهم على تباغض، كما لو أن الانقسامات التي تجعلهم أمة دون الأمة وشعباً دون الشعوب، أحالتهم لقمة سائغة لدى المتربصين بهم، وأكثر من أداة دنيوية وسلطوية لتحقيق مآربهم السياسية، ليكونوا مضرب مثل في العمى الدنيوي والتاريخي.
لهذا ليس لي إلا أن أوقف كل دعاء موجه إليك عمَّا يصلهم بخارجهم، وأُحصرْه بما يصلهم ببعضهم بعضاً، وكلّي أمل أن ينال هذا الرجاء منك إلهي ما يستحقه من عنايتك أيها القدير في مقامه وفعله، وتحديداً إزاء الذين يعتبرون أنفسهم أولي أمر الكرد من ساسة مخضرمين وحديثين ومعنيين بكل شاردة وواردة عن شئون الكردية!
اللهم امنحهم بعضاً من التفكير” على قدهم” وأثبهم إلى رشدهم الذي فقدوه كثيراً جداً، ليتخلصوا من عقدة التفريق بين المنتمي إلى الحركة الكردية وهي تشمل الجميع” ليس من كردي إلا وهو معني بها” والمنتمي إلى حزب كردي، وهو جزء من تلك، ليعرف كل مسئول أنه ليس وصياً على كرده كما هو اعتقاده حتى اللحظة.
اللهم اجعلهم في حجمهم الطبيعي كما هو حجم كل ساع في الأرض باسمه أو باسم حزبه أو جماعته، ليتمكن الآخرون من فهمهم وليس اعتبارهم كائنات من كوكب آخر، ومكَّنهم من أنفسهم قبل أن تمكنهم من أي شيء كان، فليس من نفوس أبية تحلم بالأبدية والسلطان الكوني مثل أي منهم، ولهذا أضاعوا كل الطرق إلى ما ينشدون..
اللهم اجعلهم قريبين من بعضهم بعضاً، وبعيدين عن العقد، ومتفاعلين مع بعضهم بعضاً، كما هو عهدي بهم في المجمل مع الغرباء وحتى الأعداء، نوّرهم أكثر ليكونوا أكثر تمييزاً بين ما يفيدهم معاً وما يضرهم معاً.
اللهم اجعل لسان كل منهم على قدر فمه في الكبر والاتساع حتى يحسن الكلام الواقعي، والأكل الواقعي، والشراب الواقعي، وأن ينام ولسانه في فمه، أكثر مما هو مشهود له منشاراً ينشر في الطلعة والنزلة هنا وهناك.
واجعل رجل كل منهم على مقاس حذائه ليحسن المشي، وزنار كل منهم على مقاس خاصرته ليحسن التحرك طليق اليدين والرجلين، واجعل كرافيتة كل منهم على مقاس رقبته ليحسن التنفس وهي مشدودة عليها.
لذا،اللهم امنحهم قوة من لدنك ليشبُّوا عن الطوق، ويكونوا مستقلين في قراراتهم، جديرين بالمهام الموكولة إليهم،
اللهم فكَّ عقدتهم في اليمين واليسار، إذ باسم اليسار ضحوُّا بيسارهم، وباسم اليمين ضحوا بيمينهم، وخلطوا بين الاثنين، وليس من عودة ممكنة إلى معرفة الجهات إلا بالتحرر من عقدة كل من اليمين واليسار والوسط.
كونهم- غالباً- يطلبون رأي الرديء من الناس، ويهتدون بأسافل القوم، ويستأنسون بالمهرجين والمدَّاحين زلفى، ولا يجدون حرجاً في مصاحبة السفيه وفيه مديح لغاية في نفسه، ويسخرون من الداعي إلى التعقل: التروّي…
اللهم اجعل الملايين من الكرد الذين يتهاتفون بهم طواعية لهم كالغنم لنرى آخرتهم، أو وعّهم بمقام ملايينهم من الكرد حتى لا يشتطوا ويجطوا أو ينطوا، لنصل إلى نتيجة تضعهم وشعبهم في مقام أي شعب كان.
اللهم أخرس ألسنة السوء من الذين ينالون منهم قياماً وقعوداً، كتاباً وأناساً عاديين، والكتاب خاصة، ولو إلى إشعار آخر، لعلهم يهتدوا إلى طريق غير سالك، ويثبتوا أنهم جديرون بما كانوا يسمُّونه ويؤكدونه، كما هدّىء من روع الكتاب الذين لا يكفون عن مناقرتهم، لتنتفي حجتهم في ردود الأفعال، وتشويه السمعة، واستخدام كل الوسائل اللازمة من تسفيه وتخويف، لأنهم يشوشون عليهم، وخصوصاً في الآن الراهن، لعلنا نميّز شكهم من يقينهم، ونعرف أين الخطأ بعينه، ولو بعد حين، رغم أن المسطور في المكتوب منكوب مضروب..
اللهم، وأنت المعروف بالواحد الأحد، زلزل جمعهم اللامبارك، وهم أشتات أشتات، وأبصرْهم بنعماء الوحدة كما أنت في عليائك، وأنت الواحد المقتدر، ليكونوا في مقام الواحد الأحد فيما بينهم، وإلا فاخصف بهم الأرض، ولتغر الأرض بهم إلى أسفل سافلين دون استثناء، وإذا كنتُ مثلهم، فلأكن أولهم، لعلنا نكون عبرة لمن يعتبر من بعدنا…
اللهم..
عذراً… أتوقف هنا، لأن ثمة خشية تتلبسني، وهي أن تكون أنت نفسك معهم، وطالك الانقسام…
ويكون دعائي دون جدوى، بقدر ما يزيد في إحباطي وأنا أرى مزيداً من الافتئات السياسي الكردي هنا وهناك!