محمد قاسم ” ابن الجزيرة“
في الوسط الكردي- ولا أحبذ تعبير الشارع الكردي- تبدو حالة حيوية تتجلى في سجال يفترض أن تحدد ملامحه ومنطلقاته ومساره… لكي يمكننا قراءة واقعه… ومبرراته… ومآله المفترض.
وقبلا أذكر بدراسة سريعة كتبتها ذات يوم بعنوان: “قراءة مختصرة في أدبيات الأحزاب الكوردية” نشرت في العدد 15 من مجلة “أجراس” التي كان الحزب اليساري الكوردي يصدرها… كما نشر في مختلف المواقع الإلكترونية التي كنت أتعامل معها، ومنها : موقع ولاتي مه – الركن الأخضر- الحوار نت … حاولت فيها تلمس التكوين البنيوي للمجتمع الكوردي…
في الوسط الكردي- ولا أحبذ تعبير الشارع الكردي- تبدو حالة حيوية تتجلى في سجال يفترض أن تحدد ملامحه ومنطلقاته ومساره… لكي يمكننا قراءة واقعه… ومبرراته… ومآله المفترض.
وقبلا أذكر بدراسة سريعة كتبتها ذات يوم بعنوان: “قراءة مختصرة في أدبيات الأحزاب الكوردية” نشرت في العدد 15 من مجلة “أجراس” التي كان الحزب اليساري الكوردي يصدرها… كما نشر في مختلف المواقع الإلكترونية التي كنت أتعامل معها، ومنها : موقع ولاتي مه – الركن الأخضر- الحوار نت … حاولت فيها تلمس التكوين البنيوي للمجتمع الكوردي…
وعلى الرغم من أنها محاولة لم تكن متبلورة إلى حد الكفاية… إلا أنها حاولت –كما قلت قبل قليل- تلمس هذا التكوين..
في عناوين محددة…
ولعلنا الآن بحاجة مرة أخرى إلى شيء شبيه – وبروح مختلفة- أهم سماتها- هنا- الإيجاز، لأننا هنا نكتب مقالة قصيرة ـ لا بحثا طويلا… ويبدو أن الثورة -أو الانتفاضة- أو الأزمة….السورية؛ ساهمت في فرز جديد لبعض المفاهيم، والاتجاهات الاجتماعية للحياة، أو- الحراك الاجتماعي ككل، وحراك المجتمع الكوردي على الخصوص.
إنني أحبذ كلمة “المجتمع” عادة، لأنها أشمل من كلمة “الشعب” ذات المدلول السياسي الأغلب، والذي يكاد يكون محددا –أو على الأقل موحيا بنوع من التحديد-.
أما هنا، فإنني أميل إلى مفهوم “الشعب” ذي المدلول السياسي اجتماعيا..
لأنني سأتطرق إلى حراك طابعه العام سياسي..
وان كان يحمل دلالات اجتماعية شتى فيما يحمل -وهذا طبيعي- فلا فصل بين السياسة والمجتمع- أو الشعب..
إلا في بعض لمسات خاصة … سأستخدم هنا ، مفهوم “الوسط الكردي” بدلا عن “المجتمع” و ” الشعب” للتخفيف من الأبعاد الممتدة والمتشظية… للدلالة؛ في حالتي “الشعب” و “المجتمع”.
فمفهوم “الوسط الكوردي” كما أعنيه هنا، يعني بديلا عن ا لمصطلح المألوف “الشارع الكوردي” وقد أعلنت عن عدم ميلي إليه، لما لكلمة الشارع من دلالات مختلفة -غير منضبطة- بعضها منحدرة، كمعاني .
في الوسط الكوردي اليوم “حراك” اتخذ مناحي تكاد تكون مضطربة… لأسباب مختلفة منها : إن الوسط الكوردي فقد الكثير من تجانسه الاجتماعي نتيجة للظروف التي عاشها في ظل أنظمة معادية له… جهدت بكل ما ملكت؛ لجعله يفقد التجانس الاجتماعي الذي يسهل حركته في حالة تفاعلية ضمن إطار هذا التجانس، والذي يعطي معنى يمكن تسميته -بحسب الفيلسوف الألماني هيغل- “روح الأمة” الجامعة..
مع التنبه إلى أن مفهوم الأمة يتجاوز كثيرا مفهوم “الوسط الاجتماعي” في دلالته ونموه وأبعاده..
ومما ساهم سلبا في هذا الجانب؛ غلبة الثقافة السياسية على الثقافة الطبيعية -إن جاز التعبير-… فالثقافة السياسية- في محاولة تعريف سريع- هي: مستوى محدود متعال من الثقافة، يحاول أن يرسم كل شيء وفقا لمخطط أو منهج مرسوم في الغالب… بينما الثقافة الطبيعية اجتماعيا، هي نمو عفوي في معظمها؛ كنتيجة لحيوية المجتمع وتفاعلاته الداخلية والخارجية، ووفق نظرية الانتقاء والاصطفاء –البقاء للأصلح-…في الغالب-إذا كان سير الحياة الاجتماعية طبيعيا-.
هذه الحالة في الثقافة الطبيعية- تجعلها ثقافة تنمو بهدوء، وقبول اجتماعي؛ بتدرج يثبّت عناصرها في وعي وسيكولوجية أبناء المجتمع، ودون خرق- أو تمزيق – لنسيج التجانس لديه، ويتضمن الحرص على تنمية روح الأمة الجامعة بين أبنائه… الثقافة السياسية يتولى إدارتها- وزرع عناصرها- بعض النخب التي قد تتباين في مصادر تلقي ثقافتها، وتكوين سيكولوجيتها… وبالتالي رؤاها، خاصة لدى أولئك المتأثرين بثقافات مختلفة، كما حصل لدى بعضهم.
ومنهم الذين استوردوا الفلسفة الماركسية من الاتحاد السوفييتي دون كفاءة في التمثل والنقل … ومن ثم اتباع أسلوب التعسف في فرضها؛ دون مراعاة لواقع الثقافة الطبيعية السائدة، والتي أغلب عناصرها منحوتة من الثقافة الإسلامية، فضلا عن بقايا الثقافة الاجتماعية في تغيراتها المختلفة والمستمرة- سيرورتها التاريخية..
وتعطي المجتمع ذهنية وسيكولوجية -ثقافة- تتجلى في سلوك اجتماعي عام يميزه عن غيره بملامحه الخاصة..
وبغض النظر عن تقبلنا أو رفضنا لها أو بعضها- أي الثقافة الإسلامية والثقافة التي تتكون من بقايا التغيرات التاريخية، مهما كانت..فإنها -في الحصيلة- واقع معاش … و في تقديري، من الواقعية –والمفترض- أن يكون التعامل معها تعاملا واعيا، وهادئا، ووفقا لمنهج واضح الملامح والفاعلية- فضلا عن سطوع الحقائق إلى درجة تجعل الاستجابة لها ممكنة… للأسف -هذا ما لم يتوفر أبدا في الفلسفات المستوردة –والماركسية أهمها – بسبب أن أغلب النخب كانت تتلقى ثقافتها- أو علمها- في الاتحاد السوفييتي مثلا–المنفذ المفتوح لها حينها أكثر من غيره..
وعلى الرغم من أن الذين تلقوا تعليمهم في الشرق قد عادوا بالكثير من الخبرات في ميادين مختلفة، وخدموا -بدرجة أو أخرى- أبناء مجتمعهم …لكنهم فشلوا –وربما أساؤوا –في محاولة تطبيع مجتمعاتهم بثقافة مستوردة لم يحسنوا –للأسف وغالبا- وعيها بكفاءة، وتحسين عملية نقلها وتعديلها… وفقا للظروف الخاصة لكل مجتمع… لقد غلّبوا الجانب السياسي –الأيديولوجي- فيها، وحاولوا تغييرا ميكانيكا وسريعا للحياة الاجتماعية الكوردية في ظل شعور بتخلفها، وتقدم المستورد عليها، والذي كان يحمل مفهوم”التقدمية” أيديولوجيا لا واقعيا.
كان هذا النهج سببا في نمو قيم متصارعة بين المنقول المستورد وبين الموجود الواقعي بروح “ثوروية” متهافتة، شوّهت التأثيرات بدلا من تحسين الواقع، ونشر قيم تخدم التجانس –ولا اعني الوحدة في التصورات أو الأفكار أو الاتجاهات… وإنما اعني القدرة على التفاعل مع الاختلاف تحت سقف اجتماعي واحد، وبروح اجتماعية جامعة، كما توصف بها –حالة الديمقراطية “العيش ضمن الاختلاف” أو تقبل الاختلاف في إطار الوحدة…..! …………..
يتبع…..
في عناوين محددة…
ولعلنا الآن بحاجة مرة أخرى إلى شيء شبيه – وبروح مختلفة- أهم سماتها- هنا- الإيجاز، لأننا هنا نكتب مقالة قصيرة ـ لا بحثا طويلا… ويبدو أن الثورة -أو الانتفاضة- أو الأزمة….السورية؛ ساهمت في فرز جديد لبعض المفاهيم، والاتجاهات الاجتماعية للحياة، أو- الحراك الاجتماعي ككل، وحراك المجتمع الكوردي على الخصوص.
إنني أحبذ كلمة “المجتمع” عادة، لأنها أشمل من كلمة “الشعب” ذات المدلول السياسي الأغلب، والذي يكاد يكون محددا –أو على الأقل موحيا بنوع من التحديد-.
أما هنا، فإنني أميل إلى مفهوم “الشعب” ذي المدلول السياسي اجتماعيا..
لأنني سأتطرق إلى حراك طابعه العام سياسي..
وان كان يحمل دلالات اجتماعية شتى فيما يحمل -وهذا طبيعي- فلا فصل بين السياسة والمجتمع- أو الشعب..
إلا في بعض لمسات خاصة … سأستخدم هنا ، مفهوم “الوسط الكردي” بدلا عن “المجتمع” و ” الشعب” للتخفيف من الأبعاد الممتدة والمتشظية… للدلالة؛ في حالتي “الشعب” و “المجتمع”.
فمفهوم “الوسط الكوردي” كما أعنيه هنا، يعني بديلا عن ا لمصطلح المألوف “الشارع الكوردي” وقد أعلنت عن عدم ميلي إليه، لما لكلمة الشارع من دلالات مختلفة -غير منضبطة- بعضها منحدرة، كمعاني .
في الوسط الكوردي اليوم “حراك” اتخذ مناحي تكاد تكون مضطربة… لأسباب مختلفة منها : إن الوسط الكوردي فقد الكثير من تجانسه الاجتماعي نتيجة للظروف التي عاشها في ظل أنظمة معادية له… جهدت بكل ما ملكت؛ لجعله يفقد التجانس الاجتماعي الذي يسهل حركته في حالة تفاعلية ضمن إطار هذا التجانس، والذي يعطي معنى يمكن تسميته -بحسب الفيلسوف الألماني هيغل- “روح الأمة” الجامعة..
مع التنبه إلى أن مفهوم الأمة يتجاوز كثيرا مفهوم “الوسط الاجتماعي” في دلالته ونموه وأبعاده..
ومما ساهم سلبا في هذا الجانب؛ غلبة الثقافة السياسية على الثقافة الطبيعية -إن جاز التعبير-… فالثقافة السياسية- في محاولة تعريف سريع- هي: مستوى محدود متعال من الثقافة، يحاول أن يرسم كل شيء وفقا لمخطط أو منهج مرسوم في الغالب… بينما الثقافة الطبيعية اجتماعيا، هي نمو عفوي في معظمها؛ كنتيجة لحيوية المجتمع وتفاعلاته الداخلية والخارجية، ووفق نظرية الانتقاء والاصطفاء –البقاء للأصلح-…في الغالب-إذا كان سير الحياة الاجتماعية طبيعيا-.
هذه الحالة في الثقافة الطبيعية- تجعلها ثقافة تنمو بهدوء، وقبول اجتماعي؛ بتدرج يثبّت عناصرها في وعي وسيكولوجية أبناء المجتمع، ودون خرق- أو تمزيق – لنسيج التجانس لديه، ويتضمن الحرص على تنمية روح الأمة الجامعة بين أبنائه… الثقافة السياسية يتولى إدارتها- وزرع عناصرها- بعض النخب التي قد تتباين في مصادر تلقي ثقافتها، وتكوين سيكولوجيتها… وبالتالي رؤاها، خاصة لدى أولئك المتأثرين بثقافات مختلفة، كما حصل لدى بعضهم.
ومنهم الذين استوردوا الفلسفة الماركسية من الاتحاد السوفييتي دون كفاءة في التمثل والنقل … ومن ثم اتباع أسلوب التعسف في فرضها؛ دون مراعاة لواقع الثقافة الطبيعية السائدة، والتي أغلب عناصرها منحوتة من الثقافة الإسلامية، فضلا عن بقايا الثقافة الاجتماعية في تغيراتها المختلفة والمستمرة- سيرورتها التاريخية..
وتعطي المجتمع ذهنية وسيكولوجية -ثقافة- تتجلى في سلوك اجتماعي عام يميزه عن غيره بملامحه الخاصة..
وبغض النظر عن تقبلنا أو رفضنا لها أو بعضها- أي الثقافة الإسلامية والثقافة التي تتكون من بقايا التغيرات التاريخية، مهما كانت..فإنها -في الحصيلة- واقع معاش … و في تقديري، من الواقعية –والمفترض- أن يكون التعامل معها تعاملا واعيا، وهادئا، ووفقا لمنهج واضح الملامح والفاعلية- فضلا عن سطوع الحقائق إلى درجة تجعل الاستجابة لها ممكنة… للأسف -هذا ما لم يتوفر أبدا في الفلسفات المستوردة –والماركسية أهمها – بسبب أن أغلب النخب كانت تتلقى ثقافتها- أو علمها- في الاتحاد السوفييتي مثلا–المنفذ المفتوح لها حينها أكثر من غيره..
وعلى الرغم من أن الذين تلقوا تعليمهم في الشرق قد عادوا بالكثير من الخبرات في ميادين مختلفة، وخدموا -بدرجة أو أخرى- أبناء مجتمعهم …لكنهم فشلوا –وربما أساؤوا –في محاولة تطبيع مجتمعاتهم بثقافة مستوردة لم يحسنوا –للأسف وغالبا- وعيها بكفاءة، وتحسين عملية نقلها وتعديلها… وفقا للظروف الخاصة لكل مجتمع… لقد غلّبوا الجانب السياسي –الأيديولوجي- فيها، وحاولوا تغييرا ميكانيكا وسريعا للحياة الاجتماعية الكوردية في ظل شعور بتخلفها، وتقدم المستورد عليها، والذي كان يحمل مفهوم”التقدمية” أيديولوجيا لا واقعيا.
كان هذا النهج سببا في نمو قيم متصارعة بين المنقول المستورد وبين الموجود الواقعي بروح “ثوروية” متهافتة، شوّهت التأثيرات بدلا من تحسين الواقع، ونشر قيم تخدم التجانس –ولا اعني الوحدة في التصورات أو الأفكار أو الاتجاهات… وإنما اعني القدرة على التفاعل مع الاختلاف تحت سقف اجتماعي واحد، وبروح اجتماعية جامعة، كما توصف بها –حالة الديمقراطية “العيش ضمن الاختلاف” أو تقبل الاختلاف في إطار الوحدة…..! …………..
يتبع…..