حاوره: دليار مجيد
بداية كيف تقيمون الاوضاع في ظل الازمة الوطنية الراهنة وهل تتجه الامور نحو الانفراج ام مزيدا من التعقيد ؟
لايختلف اثنان حول ان سوريا تعيش في ظل اوضاع مأساوية وان هذه الاوضاع تزداد سوءا يوما بعد اخر وتنذر بعواقب وخيمة، نتيجة اصرار النظام على الحلول الامنية التي تؤدي للمزيد من القتلى والجرحى والاعتقالات الكيفية من جهة، ولغياب او انسداد الطرق او حتى مجرد التفكير في الحلول السلمية لمعالجة هذه الأزمة من جهة اخرى .
كيف تقيمون موقف وموقع قوى المعارضة والحركة الكردية في هذا السياق ؟
يمكن القول باختصار ان قوى المعارضة ضعيفة ومشتتة وانها لاتملك أي تأثير على حراك الشارع ، شأنها في ذلك شأن قوى المعارضة الكلاسيكية في كل من تونس ومصر التي لم تستطع لعب أي دور مؤثر في احداثهما.
وان ضعف هذه القوى يأتي من القمع والارهاب الذي مارسته الانظمة المستبدة على مدى عقود من الزمن ..
وفيما يتعلق بموقف وموقع الحركة الكردية فانها تعاني بدورها من التشتت ولكنها استطاعت ان تلعب دورا ايجابيا في الحفاظ على السلم الاهلي في المناطق الكردية.
وان توجه وتدعم المظاهرات الجماهيرية والحفاظ على سلميتها في المناطق الكردية والوقوف الى جانب الحراك الجماهيري والشبابي في المطالبة بالحريات الديمقراطية وادانة القمع الدموي للنظام ضد المظاهرات السلمية .
الى اين وصلت جهودكم في عقد المؤتمر الوطني الكردي العام وماهي العراقيل والصعوبات التي تواجهكم وهل هناك فترة زمنية محددة لانعقاده .
؟ .
ان احزاب الحركة الوطنية الكردية الـ( 11) جادة وتمضي قدما الى الامام نحو عقد المؤتمر المنشود ويمكن القول باننا في المراحل الاخيرة من التحضيرات لانعقاده بحضور مستقلين يزيد عددهم عن عدد الحزبيين علما بان اعضاء المؤتمر من المستقلين يتم انتخابهم من قبل المستقلين انفسهم من اصحاب الفعاليات الثقافية والمهنية والوجوه الاجتماعية من المهتمين بامور السياسة والقضية الكردية.
ان تناول موضوع باهمية المؤتمر الكردي المنشود لابد ان يواجه تحقيقه على ارض الواقع بعض الصعوبات والعراقيل ولكننا تغلبنا على معظمها واننا في المراحل الاخيرة لعقد المؤتمر ونأمل بان لايتجاوز عقد المؤتمر نهاية شهر ايلول الجاري .
هناك سجال في الشارع السوري العام والكردي بشكل خاص عن عدم اشتراك الحركة الكردية في التظاهرات..
ما هي الحكمة الكامنة وراء عـــدم اعلان احزاب الحركة الوطنية الكـــردية الدعوة الى المظاهرات والمشاركة فيها وما هو موقفها من الحراك الشبابي الكردي والمظاهرات التي يقودونها في المناطق الكردية ؟ .
عندما بدأ حراك جماهير الشعب السوري ، المطالب بالحريات الديمقراطية ومحاربة الفساد المستشري ، في اواسط شهر اذار الماضي ، اكدت احزاب الحركة الوطنية الكردية بانها لن تتخلف عن دعم جماهير الشعب في نضالها من اجل تحقيق التحولات الديمقراطية السلمية وانهاء سلطة الحزب الواحد مع الحرص على حماية السلم الاهلي في المناطق الكردية ، واكدت بنفس الوقت بانها لن تكون رأس الرمح في هذا النضال انطلاقا من تجربة شعبنا المرة عندما انتفض عام 2004 ضد سياسة القمع والاضطهاد والمشاريع العنصرية بحقه وسقط عشرات الشهداء وجرح المئات واعتقل الالاف من ابنائه .
ومع ذلك وبدلا من ان تقف القوى الوطنية والديمقراطية السورية مع شعبنا ضد سياسة القمع والظلم والاضطهاد التي يمارسها النظام ، راحت (هذه القوى) تكيل الاتهامات ضد الحركة الوطنية الكردية وتتهمها بالعمالة والانفصالية .
ومن المؤسف القول بان هذه العقلية لازالت مسيطرة في اوساط العروبيين .
وان نزول الحركة الوطنية الكردية في بداية الحراك بالزخم المطلوب كان سيحرك اصحاب هذه العقلية لتحويل الامور عن مسارها الديمقراطي المطلبي الى صراع عربي كردي دون شك …اما فيما يتعلق بالشق الثاني من السؤال المتعلق بموقفنا من الحراك الشبابي الكردي والمظاهرات التي يقودونها فقد ايدت احزاب الحركة الوطنية الكردية هذا الحراك في اكثر من بيان ، نذكر منها على سبيل المثال لاالحصر ، البيان الذي اصدرتها بتاريخ 4/8/2011 والذي اكدت فيه تأييد (احزاب الحركة الوطنية الكردية بقوة الحراك الشبابي السلمي على مستوى سوريا عامة والمناطق الكردية خاصة ..) كمــا اكــدت (على ضرورة الحفاظ على الطابع السلمي للمظاهرات ورفع الشعارات الموضوعية التي تجسد مطالب الشعب ) ولم تكتف احزابنا ببيانات التأييد بل وساهم رفاق وانصار ومؤيــدي هــذه الاحــزاب في جميع المظاهرات الشبابية ايضا .
هل حسمت الحركة الوطنية الكردية موقفها من الحوار مع السلطة ؟ .
ان احزاب الحركة الوطنية الكردية ، ومعها معظم القوى الوطنية والديمقراطية في الداخل ، ليست ضد الحوار من حيث المبدأ ، لان من شأن الحوار الجاد ، اذا توفرت شروطه الموضوعية ، ان يوفر الارضية الملائمة لتحقيق التحولات الديمقراطية المنشودة بشكل سلمي ، ويبعد خطر الخراب والدمار والحرب الاهلية بكوارثها عن الوطن .
ولكن من اجل ان يحقق مثل هذا الحوار الهدف المنشود لابد من : ان يكف النظام عن استخدام الحلول الامنية في معالجة الازمة وعن قمع المظاهرات السلمية وان بسحب وحدات الجيش من الشوارع ويطلق سراح جميع الموقوفين على خلفية مشاركتهم في المظاهرات السلمية .
وان يكون الحوار شاملا بحيث يضم جميع القوى الوطنية والديمقراطية السورية في الداخل والخارج .
كيف تنظرون الى سياسة السلطة بشأن التهدئة في المناطق الكردية وتجنبها الاصطدام مع المتظاهرين الكرد على العكس من مواقفها تجاه المتظاهرين في المحافظات الاخرى ؟ .
مما لاشك فيه ان النظام ضد كافة المظاهرات الجماهيرية التي تدين الفمع الدموي وتطالب بالحريات وبنظام ديمقراطي برلماني تداولي يكون فيه الشعب سيد نفسه..
وان موقف النظام المهادن تجاه مظاهرات المناطق الكردية لايعني انه راض عنها بل يحكمها اعتبارات وحسابات اخرى يأتي في مقدمتها ان النظام يعلم بان قتل المواطنين الكرد الذين تمتد مناطقهم على طول الحدود الشمالية لسوريا ، سوف يأخذ بعدا اخر على الساحة الدولية ، هذا اضافة الى ان النظام يأخذ في حساباته وزن وثقل الشعب الكردي والدور الذي باستطاعته ان يلعبه عى مستوى كردستان وخاصة في تركيا التي انضمت مؤخرا الى الدول الاوربية في القول بان الرئيس بشار الاسد استنفذ فرصه للبقاء كرئيس في سوريا .
ما رأيكم في الرواية الرسمية السورية التي تقول بوجود عصابات مسلحة تقوم باعمال القتل والترويع ؟
سبق لي ان وضحت رأيي حول موضوع العصابات التي تتكلم عنها السلطة في مقابلة مع احدى الفضائيات التي سألتني نفس السؤال فاكدت بانه اذا كان النظام يقصد بوجود عصابات داخل المظاهرات فان ذلك عار عن الصحة تماما لان جميع المظاهرات التي تتم في المدن والبلدات السورية هي مظاهرات سلمية وتعبر عن مطالب يتفق حولها جميع ابناء الشعب السوري .
اما اذا كان يقصد عصابات من النوع الذي كانت ترسل من سوريا الى العراق فان ذلك امر وارد لان رجال العصابات كمأجورين يعملون لمن يدفع اكثر ، فالذي كان يعمل لصالحك في الامس قد ينقلب ضدك ويخلق لك المشاكل .
كيف تقيمون موقف قوى المعارضة العربية من الشعب الكردي وقضيته القومية في سوريا ؟ .
من المؤسف القول بان هذه المعارضة لاتعترف بوجود الشعب الكردي كمكون اساسي من مكونات الشعب السوري وكثاني اكبر قومية في البلاد من حيث العدد.
وان اقصى حد تذهب اليه في الاعتراف بحق الشعب الكردي هو منح حق المساواة ضمن صيغة المواطنة مع بعض الحقوق الثقافية …
عقدت في الفترة الاخيرة سلسلة من المؤتمرات لقوى المعارضة السورية في الخارج كمؤتمر استانبول ، انتاليا ، بروكسل ، مؤتمر الانقاذ ، المجلس الوطني الموقت ، الدوحة ..
الخ .
كيف تنظرون الى هذه المؤتمرات وما هي جدواها ؟ .
أن كثرة هذه المؤتمرات ان دلت على شيء انما تدل على تخبط قوى المعارضة السورية في الخارج نتيجة امتثالها لاوامر هذه الجهة او تلك.
ان حالة التخبط والفوضى التي تعيشها قوى المعارضة السورية في الخارج لاتساعد على توحيد صفوف قوى المعارضة الوطنية السورية ، بل تسيء الى صورتها وسمعتها امام الرأي العام والشعب السوري الذي يرى في كثرة هذه المؤتمرات نوعا اخر من التهافت على الكراسي والسلطة.
كيف تنظرون الى موقف تركيا من احداث الساحة السورية ؟ .
ان موقف تركيا تجاه الازمة السورية هو امتداد لمواقف امريكا والدول الاوربية من النظام السوري والرئيس بشار الاسد .
وبصرف النظر عن تبعية تركيا للدول الغربية فان لها حدود مشتركة مع سوريا تمتد لاكثر من /800/ كم .
ويتواجد الشعب الكردي على طرفي خط الحدود هذه ، الامر الذي يزيد من قلق الحكام الاتراك الذين لايهمهم مصير الشعب السوري بقدر ما يهمهم ويقلقهم ان تسفر الازمة السورية الراهنة عن تطورات لصالح حصول الشعب الكردي على بعض الحقوق .
ماموقفكم من المبادرة العربية لحل الازمة السورية ؟ .
ان المبادرة العربية ببنودها الـ( 13) تحتوي على نقاط ايجابية ، يمكن طرحها للمناقشة كمخرج للازمة الراهنة ، شريطة توفر الضمانات الكفيلة بالتزام السلطة بالانتقال السلمي إلى نظام حكم تعددي وتشكيل حكومة وحدة وطنية واجراء انتخابات حرة ونزيهة وسن دستور جديد للبلاد ، يضمن حقوق جميع مكونات الشعب السوري وحمايتها .