برزو محمود
نتيجة لحالة الكبت وتقييد الحريات وتفشي الاستبداد الأمني ومنع التعبير عن الرأي، كان الحراك السياسي في سوريا ضعيفاً جداً، وخاصة في وسط المثقفين والتكنوقراط من (الكتاب والمهندسين، والأطباء، والمدرسين، والمحاميين …الخ) الذين لم يُسمح لهم ممارسة السياسة كحركة منظمة، إذ كانوا يعيشون على هامش الحياة السياسية التي انحصرت في نشاط محدود لا يتعدى سماع نشرة الأخبار.
وما أن دخلنا في الربيع العربي حيث الثورات العربية عن طريق الاحتجاجات والتظاهرات السلمية لتي عمّت كل أنحاء سوريا، بدا الحراك السياسي ينتعش من جديد، وأصبحت قضايا الإصلاح السياسي والإجتماعي والإقتصادي على مائدة الحوار، يتناولها جميع السوريين من السلطة إلى المعارضة من أجل البحث عن حل للأزمة السورية.
وما أن دخلنا في الربيع العربي حيث الثورات العربية عن طريق الاحتجاجات والتظاهرات السلمية لتي عمّت كل أنحاء سوريا، بدا الحراك السياسي ينتعش من جديد، وأصبحت قضايا الإصلاح السياسي والإجتماعي والإقتصادي على مائدة الحوار، يتناولها جميع السوريين من السلطة إلى المعارضة من أجل البحث عن حل للأزمة السورية.
في هذا المقال أود أن أبدي بعض الملاحظات العابرة من خلال استقراء الواقع لبعض من جوانب الحياة اليومية في مدينة القامشلي السورية من جانب، وما أقرأه في صفحات الانترنت بما يخص العلاقة بين الكتاب والسوريين الكورد تحديداً من جانب أخر.
لو دققنا في واقع الحياة اليومية في الوسط الكوردي من سياسيين ومثقفين وكُتاب وغيرهم أي كل من يهتم بالشأن السوري العام في مدينة القامشلي التي تشكل المركز الرئيسي للحراك السياسي الكوردي، نجد صوراً غريبة لشخصيات لم تكن تألو في السابق أي إهتمام لا بالمسألة الكوردية ولا بالسياسة ككل، تراها الأن منشغلة ومنهمكة في الحراك السياسي الجديد، بعضها يعمل ويكافح باخلاص لهدف التغيير والبناء الحقيقي.
وبعضها الأخر انتهازي ومتسلق يبحث عن موطئ قدم له ضمن الحراك الفوضوي اللامسؤول.
ليس هذا فقط بل هناك من يوجه سهام النقد للحركة الكوردية المنظمة، علماً أنه لم يشارك ولا يتجرأ أن يشارك يوماً واحداً في المظاهرات، اليس هذا قولاً نقدياً مبتذلاً؟!! ولا سيما إذا صدر ذلك من كاتب أو مثقف؟!! لماذا هذا النفاق والدجل؟!! تلك هي المفارقة المؤلمة!!.
وما أن طرح الدكتور عبد الحكيم بشار مسألة ضرورة إيجاد مجلس وطني كوردي يتكون من الأحزاب والمستقلين، حتى لمسنا إنعاشاً ملحوظاً للأحزاب الكوردية الصغيرة التي كانت على وشك الإنقراض من الساحة السياسية الكوردية، سواءً عن طريق دمجهم في كتلة واحدة أو انضمامهم إلى الأحزاب الكبيرة، أقول هذا ليس من باب التقليل من شأنهم، بل لأن وجودهم بهذا الشكل بات عبأً ثقيلاً على الحركة وعاملاً معيقاً لها.
وفي جانب أخر، وخارج اطار الأحزاب الكوردية، وبالتزامن مع هذا الطرح، نلاحظ بروزاً واضحاً لمجموعات مستقلة (غير حزبية) تنتمي إلى شرائح اجتماعية مختلفة، بعضها يريد أن يعمل بإخلاص، وبعضها الأخر انتهازي ومتسلق ووصولي بامتياز، ينتهزون هذه الفرصة لتأمين منصب أو كرسي في المجلس الوطني الكوردي تسد نقصهم الاجتماعي.
وثمة قصص ووقائع جرت مع بعض الحزبيين حيث يتحدث أحدهم أن شخصاً غير حزبياً اتصل به هاتفياً يطالب بتخصيص موقع له في المجلس الوطني ولا سيما أن مخصصات الفئة المستقلة كما يُشاع أنها غير قليلة حسب قوله.
يبدو أن الكل يبحث عن حصته، والمصيبة أن الحصة لا شيء حتى الأن.
تحالفات جديدة يفرضها الواقع الجديد باسم وحدة الحركة الكوردية، ومناقشات ساخنة بدأت تشتعل مع ظهور مشروع المجلس الوطني الكوردي، وبروز السياسيين الجدد أي (المستقلين، غير الحزبيين).
في الحقيقة هذه الحالة ليست على ما يرام، وتوحي إلى التشاؤم من وجهة نظري، وأتمنى أن أكون على خطأ، املاً أن تسعى الحركة الكوردية في إيجاد مجلس وطني كوردي من خلال طريقة ديمقراطية تتبنى مجموعة من المثقفين ذوي المؤهلات العلمية ومسلحين بخبرة حياتية وسياسية وفكرية قادرة على مواجهة التحديات لرسم سياسة واستراتيجية تنسجم مع تطلعات الشعب الكوردي في المرحلة الحالية لكي لا نقع في فوضى الشعارات المتطرفة والتخبطات اللامسؤولة قد تؤدي بقضيتنا إلى طريق مسدود إن لم يكن طريق الهلاك.
أما بالنسبة لمن يعيش في أوربا، نجد البعض منهم يناضل على مستوى المسؤولية بما ينسجم مع متطلبات المرحلة التاريخية، ويطرح قضيته في المؤتمرات الوطنية والمنابر الإعلامية على نحو سليم، هؤلاء يستحقون كل الشكر والتقدير.
ومنهم على الجانب الأخر بعض العناصر الانتهازية المتسلقة والوصولية، معروفين لدى الجميع، لا يمتلكون شيئاً من الارث السياسي والنضالي داخل الوطن، سوى اطلاق شعارات سياسية بوتيرة عالية باسم القضية الكردية من خلال القنوات الفضائية، ربما من أجل تأمين منصب ما لدى المعارضة السورية التي لا تميز حتى الأن من هو الصالح ومن هو الطالح في الحركة الكوردية.
16/9/2011
لو دققنا في واقع الحياة اليومية في الوسط الكوردي من سياسيين ومثقفين وكُتاب وغيرهم أي كل من يهتم بالشأن السوري العام في مدينة القامشلي التي تشكل المركز الرئيسي للحراك السياسي الكوردي، نجد صوراً غريبة لشخصيات لم تكن تألو في السابق أي إهتمام لا بالمسألة الكوردية ولا بالسياسة ككل، تراها الأن منشغلة ومنهمكة في الحراك السياسي الجديد، بعضها يعمل ويكافح باخلاص لهدف التغيير والبناء الحقيقي.
وبعضها الأخر انتهازي ومتسلق يبحث عن موطئ قدم له ضمن الحراك الفوضوي اللامسؤول.
ليس هذا فقط بل هناك من يوجه سهام النقد للحركة الكوردية المنظمة، علماً أنه لم يشارك ولا يتجرأ أن يشارك يوماً واحداً في المظاهرات، اليس هذا قولاً نقدياً مبتذلاً؟!! ولا سيما إذا صدر ذلك من كاتب أو مثقف؟!! لماذا هذا النفاق والدجل؟!! تلك هي المفارقة المؤلمة!!.
وما أن طرح الدكتور عبد الحكيم بشار مسألة ضرورة إيجاد مجلس وطني كوردي يتكون من الأحزاب والمستقلين، حتى لمسنا إنعاشاً ملحوظاً للأحزاب الكوردية الصغيرة التي كانت على وشك الإنقراض من الساحة السياسية الكوردية، سواءً عن طريق دمجهم في كتلة واحدة أو انضمامهم إلى الأحزاب الكبيرة، أقول هذا ليس من باب التقليل من شأنهم، بل لأن وجودهم بهذا الشكل بات عبأً ثقيلاً على الحركة وعاملاً معيقاً لها.
وفي جانب أخر، وخارج اطار الأحزاب الكوردية، وبالتزامن مع هذا الطرح، نلاحظ بروزاً واضحاً لمجموعات مستقلة (غير حزبية) تنتمي إلى شرائح اجتماعية مختلفة، بعضها يريد أن يعمل بإخلاص، وبعضها الأخر انتهازي ومتسلق ووصولي بامتياز، ينتهزون هذه الفرصة لتأمين منصب أو كرسي في المجلس الوطني الكوردي تسد نقصهم الاجتماعي.
وثمة قصص ووقائع جرت مع بعض الحزبيين حيث يتحدث أحدهم أن شخصاً غير حزبياً اتصل به هاتفياً يطالب بتخصيص موقع له في المجلس الوطني ولا سيما أن مخصصات الفئة المستقلة كما يُشاع أنها غير قليلة حسب قوله.
يبدو أن الكل يبحث عن حصته، والمصيبة أن الحصة لا شيء حتى الأن.
تحالفات جديدة يفرضها الواقع الجديد باسم وحدة الحركة الكوردية، ومناقشات ساخنة بدأت تشتعل مع ظهور مشروع المجلس الوطني الكوردي، وبروز السياسيين الجدد أي (المستقلين، غير الحزبيين).
في الحقيقة هذه الحالة ليست على ما يرام، وتوحي إلى التشاؤم من وجهة نظري، وأتمنى أن أكون على خطأ، املاً أن تسعى الحركة الكوردية في إيجاد مجلس وطني كوردي من خلال طريقة ديمقراطية تتبنى مجموعة من المثقفين ذوي المؤهلات العلمية ومسلحين بخبرة حياتية وسياسية وفكرية قادرة على مواجهة التحديات لرسم سياسة واستراتيجية تنسجم مع تطلعات الشعب الكوردي في المرحلة الحالية لكي لا نقع في فوضى الشعارات المتطرفة والتخبطات اللامسؤولة قد تؤدي بقضيتنا إلى طريق مسدود إن لم يكن طريق الهلاك.
أما بالنسبة لمن يعيش في أوربا، نجد البعض منهم يناضل على مستوى المسؤولية بما ينسجم مع متطلبات المرحلة التاريخية، ويطرح قضيته في المؤتمرات الوطنية والمنابر الإعلامية على نحو سليم، هؤلاء يستحقون كل الشكر والتقدير.
ومنهم على الجانب الأخر بعض العناصر الانتهازية المتسلقة والوصولية، معروفين لدى الجميع، لا يمتلكون شيئاً من الارث السياسي والنضالي داخل الوطن، سوى اطلاق شعارات سياسية بوتيرة عالية باسم القضية الكردية من خلال القنوات الفضائية، ربما من أجل تأمين منصب ما لدى المعارضة السورية التي لا تميز حتى الأن من هو الصالح ومن هو الطالح في الحركة الكوردية.
16/9/2011