صلاح بدرالدين
حقائق التاريخ تفيدنا بما لايقبل الجدل بأن حركات التحرر الوطني حققت في بلداننا ومن بينها سوريا خطوة الاستقلال وطرد المستعمر منذ نهاية القرن التاسع عشر ولكنها أخفقت في انجاز المهام الأخرى من اقتصادية وتنموية واجتماعية وعجزت عن حل المسألة القومية وبالتالي عن ترسيخ الوحدة الوطنية وبناء الدولة الوطنية الجامعة لكل مكونات الوطن مجتمعة متكافئة متوافقة متشاركة ولاشك أن المسؤولية في هذا الاخفاق المدوي تقع على عاتق التيارات التي اعتبرت نفسها من القوى المحركة للمجتمع – القومية والشيوعية والاشتراكية –
مما حفز التيارات الاسلامية السياسية للظهور على المسرح ومحاولة ملىء الفراغ الناشىء في موجة أصولية متصاعدة اختلطت فيها مفاهيم متعددة ومتمايزة في العمل التكتيكي مجمعة على البحث عن السلطة بطرق شتى عنفية وارهابية خيرية علنية وسرية أفرزت أقصى التطرف مثل تنظيم القاعدة وأشد أنواع الجهل والظلامية مثل حركة طالبان كما قدمت أيضا منظمات سياسية شمولية مثل الاخوان المسلمين والجماعات الاسلامية – المتناسلة – ورغم تنوع دروبها ظاهرا الا أنها تجمع على واجب استلام السلطة بكل السبل والوسائل على مبدأ ” الاسلام هو الحل ” ومنذ ما يقارب أربعة عقود نشطت جماعات الاسلام السياسي من دون القدرة على استلام الحكم في البلدان العربية سوى في حالة قطاع غزة التي لم تكن بمعزل عن وسيلة الانقلاب العسكري واستخدام العنف ومن ثم حجب الحريات بالقهر وانتهاك حقوق الانسان وفرض قوانين جائرة على المواطنين .
في العديد من البلدان ومن بينها سوريا لم تبلي جماعات الاسلام السياسي بلاء حسنا في العمل المعارض ولم تقطع صلاتها الخفية وشبه العلنية بالأنظمة الحاكمة في الكثير من المراحل بالرغم من حدوث بعض الاستثناءات المتقطعة في بعض المراحل عندما تمت المواجهات الدامية ذات الطابع المذهبي التي أضرت بالمعارضة الوطنية الديموقراطية وأخلت بمعادلة صراعها مع نظام الأسد الأب وفي وقت لاحق انفردت حركة الاخوان السورية بنسج علاقات خاصة مع نظام الأسد الابن من وراء ظهر المعارضة السورية وبوساطات من المركز الدولي للاخوان المسلمين وتركيا الى درجة أنها أعلنت تجميد معارضتها على الملأ ولكن النظام هو الذي رفض الاتفاق معها كل ذلك خلق نوعا من عدم الثقة والحذر بين معظم أطراف المعارضة الوطنية الديموقراطية من جهة وبين جماعات الاسلام السياسي وقوتها الأساسية حركة الاخوان السورية من الجهة الأخرى .
جماعات الاسلام السياسي وبينها حركة الاخوان السورية تخوض عمليا معركة أسلمة السياسة وتسييس الدين وترفض مبدأ فصل الدين عن الدولة والشعار التاريخي : ” الدين لله والوطن للجميع ” وهي بذلك تفتح الطريق لبث الفرقة والانقسام عمليا في المجتمع السوري المعروف بتعدده الديني والمذهبي والقومي من دون مراعاة نصف مكوناته تقريبا المتشكل من غير المسلمين السنة ومن غير العرب وهذا بحد ذاته يخلق اشكالية أخرى في وجه التوافق والاتفاق مع جماعات الاسلام السياسي بل يضاعف الحذر وعدم الاطمئنان أكثر وأكثر وينعكس سلبا على هدف توحيد المعارضة السورية في هذه الظروف العصيبة .
أظهرت تطورات الأحداث في خضم الربيع العربي وبخاصة في تجارب الثورة والانتفاضة بتونس ومصر وليبيا أن جماعات الاسلام السياسي التي كانت أقل الأطياف مشاركة وتضحية حاولت ركوب الموجة لتنال الحصة الأكبر من مغانم العهد الجديد بل أكثر من ذلك تجهر برغباتها في أسلمة الثورات واقامة امارات دينية بأجندة خاصة بخلاف كل ادعاءاتها حول الحكم المدني واستخدام المصطلحات التي تفسر بأكثر من معنى مما بدأت القوى الشبابية الثائرة والتيارات الديموقراطية تشخصها بقوى الثورة المضادة وتشير اليها بأصابع الاتهام حول تواطئها مع بقايا مؤسسات النظم الاستبدادية المنهارة من عسكرية وأمنية وحزبية .
جماعات الاسلام السياسي وخاصة حركة الاخوان السورية تحاول ومنذ الآن ونحن مازلنا بأول الطريق وشعبنا ينزف وانتفاضتنا الثورية في منصف الدرب تحاول القفز على سدة قيادة الحركة السياسية السورية وحرق المراحل للتأسيس لأمر واقع جديد والسيطرة على معارضة الخارج وصولا الى الداخل مستثمرة موقع تركيا التي يحكمها الآن حزب اسلامي في غياب عربي واضح وتجاهل دولي فاضح ومستغلة تشرذم الصف الوطني المعارض وهرولة بعض مجاميعها الى أية جهة كانت وتعقيدات الحالة السورية وبأساليب ملتوية والكثير من اللف والدوران .
لابد من ايجاد حل للأزمة الراهنة بانحسار الاخوان المسلمين الى مواقع حجمهم الحقيقي كتيار بين قوى وأطياف عديدة والتخلي عن أحلامهم الخيالية في محاولات أسلمة الانتفاضة الثورية السورية ضمن خطة واسعة تشمل ساحات أخرى بمباركة الحكومة التركية الباحثة عن مصالحها القومية والاقتصادية وترك المعارضة الوطنية الديموقراطية لتقوم باعادة رص صفوفها انطلاقا من شرعية الداخل وأرى أن السبيل الى ذلك يمر بالعودة الى اعلان أنقرة في اقامة ” المجلس الوطني الانتقالي ” بنسخة معدلة موسعة يسبق ذلك تشكيل لجنة تحضيرية من مختلف التيارات والمراكز من أجل تنظيم عملية اعادة بناء مجلس وطني انتقالي أو أية صيغة أخرى تحت أي مسمى كانت عبر الحوار والتشاور والتوافق يستمد الشرعية من الانتفاضة أولا وأخيرا .
في العديد من البلدان ومن بينها سوريا لم تبلي جماعات الاسلام السياسي بلاء حسنا في العمل المعارض ولم تقطع صلاتها الخفية وشبه العلنية بالأنظمة الحاكمة في الكثير من المراحل بالرغم من حدوث بعض الاستثناءات المتقطعة في بعض المراحل عندما تمت المواجهات الدامية ذات الطابع المذهبي التي أضرت بالمعارضة الوطنية الديموقراطية وأخلت بمعادلة صراعها مع نظام الأسد الأب وفي وقت لاحق انفردت حركة الاخوان السورية بنسج علاقات خاصة مع نظام الأسد الابن من وراء ظهر المعارضة السورية وبوساطات من المركز الدولي للاخوان المسلمين وتركيا الى درجة أنها أعلنت تجميد معارضتها على الملأ ولكن النظام هو الذي رفض الاتفاق معها كل ذلك خلق نوعا من عدم الثقة والحذر بين معظم أطراف المعارضة الوطنية الديموقراطية من جهة وبين جماعات الاسلام السياسي وقوتها الأساسية حركة الاخوان السورية من الجهة الأخرى .
جماعات الاسلام السياسي وبينها حركة الاخوان السورية تخوض عمليا معركة أسلمة السياسة وتسييس الدين وترفض مبدأ فصل الدين عن الدولة والشعار التاريخي : ” الدين لله والوطن للجميع ” وهي بذلك تفتح الطريق لبث الفرقة والانقسام عمليا في المجتمع السوري المعروف بتعدده الديني والمذهبي والقومي من دون مراعاة نصف مكوناته تقريبا المتشكل من غير المسلمين السنة ومن غير العرب وهذا بحد ذاته يخلق اشكالية أخرى في وجه التوافق والاتفاق مع جماعات الاسلام السياسي بل يضاعف الحذر وعدم الاطمئنان أكثر وأكثر وينعكس سلبا على هدف توحيد المعارضة السورية في هذه الظروف العصيبة .
أظهرت تطورات الأحداث في خضم الربيع العربي وبخاصة في تجارب الثورة والانتفاضة بتونس ومصر وليبيا أن جماعات الاسلام السياسي التي كانت أقل الأطياف مشاركة وتضحية حاولت ركوب الموجة لتنال الحصة الأكبر من مغانم العهد الجديد بل أكثر من ذلك تجهر برغباتها في أسلمة الثورات واقامة امارات دينية بأجندة خاصة بخلاف كل ادعاءاتها حول الحكم المدني واستخدام المصطلحات التي تفسر بأكثر من معنى مما بدأت القوى الشبابية الثائرة والتيارات الديموقراطية تشخصها بقوى الثورة المضادة وتشير اليها بأصابع الاتهام حول تواطئها مع بقايا مؤسسات النظم الاستبدادية المنهارة من عسكرية وأمنية وحزبية .
جماعات الاسلام السياسي وخاصة حركة الاخوان السورية تحاول ومنذ الآن ونحن مازلنا بأول الطريق وشعبنا ينزف وانتفاضتنا الثورية في منصف الدرب تحاول القفز على سدة قيادة الحركة السياسية السورية وحرق المراحل للتأسيس لأمر واقع جديد والسيطرة على معارضة الخارج وصولا الى الداخل مستثمرة موقع تركيا التي يحكمها الآن حزب اسلامي في غياب عربي واضح وتجاهل دولي فاضح ومستغلة تشرذم الصف الوطني المعارض وهرولة بعض مجاميعها الى أية جهة كانت وتعقيدات الحالة السورية وبأساليب ملتوية والكثير من اللف والدوران .
لابد من ايجاد حل للأزمة الراهنة بانحسار الاخوان المسلمين الى مواقع حجمهم الحقيقي كتيار بين قوى وأطياف عديدة والتخلي عن أحلامهم الخيالية في محاولات أسلمة الانتفاضة الثورية السورية ضمن خطة واسعة تشمل ساحات أخرى بمباركة الحكومة التركية الباحثة عن مصالحها القومية والاقتصادية وترك المعارضة الوطنية الديموقراطية لتقوم باعادة رص صفوفها انطلاقا من شرعية الداخل وأرى أن السبيل الى ذلك يمر بالعودة الى اعلان أنقرة في اقامة ” المجلس الوطني الانتقالي ” بنسخة معدلة موسعة يسبق ذلك تشكيل لجنة تحضيرية من مختلف التيارات والمراكز من أجل تنظيم عملية اعادة بناء مجلس وطني انتقالي أو أية صيغة أخرى تحت أي مسمى كانت عبر الحوار والتشاور والتوافق يستمد الشرعية من الانتفاضة أولا وأخيرا .
سيسجل المهرولون من جماعات معارضة الخارج الى استانبول ( وهم أنفسهم هرولوا الى الدوحة والقاهرة وباريس ووو) كائنا من كانوا وبذريعة تشكيل مجلس جامع بناء على دعوة الاخوان المسلمين واستجابة لمبادرتهم الخاصة سابقة سوداء خطيرة على أنفسهم وعلى الحركة الوطنية السورية ستتفاعل نتائجها في المستقبل تدفع باتجاه مباركة وشرعنة نهج جماعات الاسلام السياسي ومبايعتها كمنقذ وخيمة للمعارضة السورية كما نؤكد بأن مايخطط له في استانبول وكل النتائج المترتبة وبحسب المبادرة الاخوانية لن يعني الوطنيين والديموقراطيين ولن يلزمهم لامن قريب أو بعيد .