تجمع جماهيري احتجاجي سلمي في عفرين (منطقة كرداغ)

شهدت مدينة عفرين التي تقع شمال غرب مدينة حلب وتبعد عنها 60 كيلومترا اليوم الجمعة 14/10/2011 تجمعاً جماهيرياً احتجاجياً سلمياً نظمه حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) في إطار تفاعله مع الانتفاضية الشعبية التي تشهدها سوريا الآن وتضامنه مع المدن الأخرى ، وذلك بحضور سكرتير الحزب الأستاذ محي الدين شيخ آلي وعضو اللجنة السياسية رشيد شعبان والوجوه القيادية السادة : عابدين بكر ، رؤوف ملا مصطفى ، عبد الرحمن إيبو ، خليل صوفي ، حسين طرموش ، طاهر ديكو ، صلاح كنجو وغيرهم والعديد من أعضاء الحزب ، وبحضور كثيف للشباب والمرأة والفعاليات الاجتماعية والثقافية في المنطقة ،
وقدر عددهم بما يتجاوز الأربعة آلاف شخص ، رافعين الأعلام الوطنية السورية ورمز الحزب ولافتات كتب عليها : ” نعم لسوريا مدنية ، ديمقراطية ، تعددية ” و ” سوريا للجميع تتجسد في : الأخوة العربية – الكردية والاعتراف الدستوري بوجود الشعب الكردي في سوريا ” و ” نعم للمؤتمر الوطني الكردي في سوريا ” ، وشعارات تعبر عن مطالب مشروعة : حرية – Azadî ، لا للعنف ، لا للقتل ، لا للطائفية ، الحرية للمعتقلين السياسيين ولسجناء الرأي ، نعم للسلم الأهلي ، الخزي والعار لقتلة مشعل التمو ،  Ziman nasnama gelan e ،  ” Aştî , Azadî , Wekhevî “.
بدأ الحضور بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الحرية والشهيد مشعل التمو والراحل إسماعيل عمر رئيس الحزب، وتليت كلمات عدة تخللتها مقطوعات من أغاني وأشعار وطنية كردية وعربية وترديد هتافات : واحد واحد واحد … الشعب السوري واحد ، سوريا بـدا حرية ، نحن سوريون ، نحن أكراد ، الدم الكردي والسوري غالي ، وحـدة وحـدة وحـدة ….
وكانت أولى الكلمات لمنظمة الطلبة في الحزب باللغة الكردية ، عبرت عن دور الشباب والطلبة في الجوانب العلمية والثقافية والاجتماعية والسياسية لحياة الشعوب وعن دورهم التاريخي في بناء الحضارة ، وأنهم على قناعة بأن الحياة بحاجة للنضال في جميع المناحي ، وأن منظمة الطلبة تنادي الجيل الجديد ليتبوأ دوره في صنع مستقبل شعبه ، وأن سبب اندلاع ربيع الحرية هو ظلم وقمع النظام وغياب الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وإن انتفاضة الشعب السوري تريد التغيير بالطرق السلمية ، وتدعو لإنعقاد المؤتمر الكردي في سوريا ، والعهد بالسير في الطريق الذي رسمه الراحل إسماعيل عمر للنضال السياسي من أجل السلم والحرية والمساواة .
والكلمة الثانية كانت لمؤسسة تعليم وحماية اللغة الكردية المستقلة في سوريا ، باللغة الكردية ، جاء فيها : إن وجود الشعوب مرتبط بلغته لذا فالنضال من أجل اللغة الكردية هو نضال للدفاع عن وجود الشعب الكردي ، هذه المؤسسة مستقلة وتهدف إلى تعليم وحماية اللغة الكردية على أمل أن تصبح لغة التواصل والكتابة والمدارس والجامعات ، ولا يتحقق هذا الأمر إذا لم يتم الاعتراف بها قانونياً ، ونبارك جهود إنعقاد المؤتمر الوطني الكردي في سوريا ، والدول التي لاتقبل وتقرّ بوجود لغات شعوبها لا تكون ديمقراطية أو حرّة ، وننادي البنات والشباب ، النساء والرجال ليتكلموا بلغتهم الأم ويتعلموها لكي يبقى الكرد شعباً حياً .
والكلمة الثالثة لمنظمة المحامين في الحزب ، جاء فيها : لابد أن يتحدد للشعب الكردي في سوريا موقعه الدستوري والقانوني بوضوح وشفافية ضماناً لمستقبله ولحقوقه القومية الديمقراطية ، ولابد من صياغة دستور عصري جديد للبلاد يعبر عن تطلعات كافة مكونات الشعب السوري وينسجم مع رياح التغيير والتطور … والتأكيد على وحدة الشعب السوري … سوريا وطناً للجميع ، دولةً مدنية ، تعددية ، برلمانية … الاعتراف الدستوري بالشعب الكردي كقومية ثانية في إطار وحدة البلاد أرضاً وشعباً … تحقيق مبدأ فصل السلطات الثلاثة … إصدار قوانين جديدة بحيث تنسجم مع مبادئ ومرتكزات الدستور الجديد… حماية وصون حقوق الإنسان بكل أشكاله … والمطالبة بـ: نبذ العنف والقتل والاعتقال الكيفي والعشوائي وإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي والضمير والمتظاهرين السلميين… إخراج وحدات الجيش من المدن والبلدات والقرى وإعادتها إلى ثكناتها … تقديم جميع من تلطخت أياديهم بدماء السوريين إلى القضاء … السماح للتظاهر السلمي دون أية معوقات ، ولوسائل الإعلام المختلفة والجهات المعنية بحقوق الإنسان، لتعمل بشكل حرّ …
وألقى سكرتير الحزب الأستاذ محي الدين شيخ آلي كلمةً بالكردية والعربية ، عبر فيها : عن الاحترام لدماء شهداء الحرية في سوريا من أكاديميين ومواطنين أبرياء ، من المهندس معن العودات في درعا إلى المهندس مشعل التمو ، والانحناء أمام أرواحهم الذكية ، وعن الاحترام والتقدير لجميع الأحزاب والقوى الوطنية من عربية وكردية وغيرها .
وجاء فيها : نحن نريد سوريا جديدة ، مدنية ديمقراطية ، وانتخابات حرّة ونزيهة ، وقبل كل شيء يجب وقف دوامة العنف والقسوة وقتل المواطنين والاعتقال العشوائي ، ليتاح المجال أمام حوار وطني شامل كي  ننقذ بلدنا سوريا من هذه الأزمة المستفحلة … نحب لغتنا الكردية وهي لاتقل شأناً عن اللغات الأخرى العربية أو التركية أو غيرها ، وعاجلاً أم آجلاً سنراها في المدارس والجامعات والتلفزيونات والاعلام ….

ثقافتنا هي ثقافة البدرخانيين ، ثقافة جكرخوين ونوري الدين ظاظا ، ثقافة سعد الله ونوس وأدونيس وطه حسين … نحن في حزب الوحـدة جزء من الحركة الوطنية السورية والكردية … إذا كانت سوريا بخير فنحن الكرد سنكون بخير … نقول لا ألف مرة لسياسة الانكار والصهر بحق الشعب الكردي في سوريا التي دامت أكثر من خمسين عاماً … في ظل سياسات الحزب الواحد تفشت كل أنواع الفساد والظلم وبقي الأناس الأبرياء في السجون لسنين طويلة، وسوريا في الفترة الأخيرة تغلي في أزمتها … سياسات الحزب الواحد من موديل (سياسات شاوشيسكو) تُنتهى وتزال ، ولم يعد بإمكان حزب البعث الواحد أن يحكم البلاد ويسيطر على الشعب … سنواصل نضالنا لأجل دستور جديد … ولأجل وحدة سوريا تبقى حلب والحسكة والرقة وديرالزور والسويداء ودرعا وسلمية وحمص وحماه واللاذقية وطرطوس وعفرين وكوباني والقامشلي ، وطن واحد وشعب واحد … سوريا تتسع للجميع ووطنٌ للخير والبركة ، أما النهب وسياسات الحزب الواحد أوقعتها في أمراض عديدة وللأسف في الشهور الماضية تنزف الدماء في كل أنحائها … يجب إخراج الدبابات والأسلحة من المدن والبلدات والقرى ، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ، وفتح صفحة جديدة في حياة سوريا … إن سوريا وطن لجميع مكوناته … لا للطائقية … شعار حزب الوحدة الأساس هو : السلم ، الحرية ، المساواة … فلا للعنف بكل أشكاله … وطنية الشعب الكردي أزلية ولم يخن يوماً بلده … ثقافتنا أيضاً هي ثقافة إبراهيم هنانو وسلطان باشا الأطرش والشيخ صالح العلي … وهذا التجمع حق لنا يكفله الدستور ويحق لأي حزب القيام بأنشطته بحرية … وجود الشعب الكردي يعود إلى آلاف السنين لايستطيع أحد إنكاره أو تصغيره أو الاستهتار به ، ولابد من الاعتراف الدستوري بوجوده في سوريا وإلا ستبقى سوريا دولةً غير ديمقراطية … إذا كان الكرد بخير معناه أن سوريا بخير … نبذل كل الجهود لتأطير الحركة الوطنية السورية وإلى إنعقاد المؤتمر الوطني الكردي في سوريا كخطوة متقدمة في خدمة سوريا الجديدة … الشعب السوري أولى بحل قضاياه ونرفض التدخل العسكر الخارجي … عمر حزب الوحدة طويل وله وجوده التنظيمي في مناطق وقرى عفرين وكوباني وقامشلي وحلب والرقة وتل أبيض والحسكة ودمشق وفي أوربا وغيرها في خدمة القضية الوطنية والقضية الكردية العادلة التزاماً بشعاره : السلم والحرية والمساواة … عاش حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا ، عاشت سوريا جديدة مدنية ، ديمقراطية ، برلمانية .
وبعد ذلك توجه الجموع بالسير في الأوستراد الغربي لمدينة عفرين يتقدمهم علماً سورياً طويلاً وسط إطلاق الهتافات والشعارات الوطنية ، وبالسيارات في موكب باتجاه خط قرى باسوطة وجلمة ومن ثم إلى بلدة جنديرس ، حاملين الأعلام وبحماس ومعنويات عالية .
عفرين 14 تشرين الأول 2011
إدارة موقع نــوروز
www.yek-dem.com
info@yek-dem.com

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لقد شهدت البشرية تحوُّلاً جذرياً في طرق توثيقها للحياة والأحداث، حيث أصبحت الصورة والفيديو- ولأول وهلة- الوسيلتين الرئيسيتين لنقل الواقع وتخليده، على حساب الكلمة المكتوبة. يبدو أن هذا التحول يحمل في طياته نذر موت تدريجي للتوثيق الكتابي، الذي ظل لقرون طويلة الحاضن الأمين للمعرفة والأحداث والوجدان الإنساني. لكن، هل يمكننا التخلي عن الكتابة تماماً؟ هل يمكننا أن ننعيها،…

ا. د. قاسم المندلاوي الكورد في شمال شرق سوريا يعيشون في مناطقهم ولا يشكلون اي تهديد او خطر لا على تركيا ولا على اي طرف آخر، وليس لديهم نية عدوانية تجاه اي احد ، انهم دعاة للسلام في كوردستان والمنطقة والعالم .. ويزيد نفوسهم في سوريا اكثر من 4 مليون نسمة عاشو في دهاليز الظلم و الاضطهاد ومرارة الاحزان…

د. منصور الشمري لا يُمكن فصل تاريخ التنظيمات المتطرفة عن التحولات الكبرى في أنظمة التواصل، فهي مرتبطة بأدوات هذا النظام، ليس فقط من حيث قدرتها على الانتشار واستقطاب الأتباع، بل كذلك من جهة هويتها وطبيعتها الفكرية. وهذا ما تشهد عليه التحولات الكبرى في تاريخ الآيديولوجيات المتطرفة؛ إذ ارتبطت الأفكار المتطرفة في بداياتها بالجماعات الصغرى والضيقة ذات الطبيعة السرية والتكوين المسلح،…

بوتان زيباري في قلب جبال كردستان الشاهقة، حيث تتشابك القمم مع الغيوم وتعزف الوديان أنشودة الحرية الأبدية، تتصارع القضية الكردية بين أمل يتجدد ويأس يتسلل إلى زوايا الذاكرة الجمعية. ليست القضية الكردية مجرد حكاية عن أرض وهوية، بل هي ملحمة إنسانية مكتوبة بمداد الدماء ودموع الأمهات، وحروفها نُقشت على صخور الزمن بقلم الصمود. ولكن، كما هي عادة الروايات الكبرى،…