د.
علاء الدين جنكو
علاء الدين جنكو
عندما انهارت الأنظمة الشيوعية الماركسية في شرق أوروبا، وتساقطت واحدة تلو الأخرى لتصبح شيئاً من ماض سيء الصيت، كان هناك توقعاً من المراقبين أن هذه الدول ستكون مسرحاً لحروب أهلية قادمة تحرق ما بقي من مخلفات تلك الأنظمة الفاسدة، لكن الواقع الذي حصل أن هذه الدول لم تصدق فيها تلك التوقعات والهواجس سوى البوسنة والهرسك وأتصور أن الظروف فيها كانت استثنائية لاعتبارات تكاد لا توجد في غيرها من الأماكن .
كما خرجت جنوب أفريقيا في عام 1993- 1994م من نفق أسوء نظام عنصري عرفه التاريخ، وكان تحريرها انتصاراً على ديكتاتورية ذات سجل طويل من الوحشية، وتزامن مع لحظات نهاية الحقبة الاستبدادية هواجس الحرب الأهلية كنتيجة طبيعية لعشرات السنين من الظلم والطغيان والاستبداد، ومع ذلك لم تقع حرب أهلية بين أطراف الصراع في هذه البقعة التي أريقت فيها دماء كانت ضحية العنصرية المقيتة .
وفي عام 2003م وقبيل سقوط نظام صدام حسين راهن الكثيرون على حرب أهلية بين العراقيين، وخاصة بين العرب والكرد كنتيجة لصراع طويل بين الكرد والحكومات المتعاقبة والتي راح ضحيته الملايين من البشر وبأبشع طرق الإبادة، وبالرغم من كل ما حصل في العراق من تصفيات وقتل وتفجيرات هنا وهناك إلا أن حرباً أهلية لم تقع وخاصة بين العرب والكرد، مع أن الحروب السياسية زادت ضراوتها وهذا طبيعي في ظل سعي كل طرف ترجيح كفة الميزان إلى جانبيه ليحظى بأكثر المكاسب ..
وفي الثورة المصرية منذ بدايتها بدأ النظام السابق من تأجيج الفتنة وبناء قاعدة ينطلق منها البعض لحرب أهلية بين المسلمين والأقباط، حتى وصل الحال إلى القناعة التامة عند الكثيرين بأن حرباً طاحنة تنتظر المصريين بعد سقوط نظام مبارك، لكن ساحة التحرير أعطت أعظم دروس التلاحم الوطني للعالم، عندما اكتملت فيها أروع لوحة بشرية متمثلة بالمسيحيين مشكلين حلقة حماية بتشابك أيدهم لحماية المسلمين من البلطجية أثناء أدائهم للصلاة !!
وخرج المعتوه عدو الإسلام ابن الجرذ الهارب وهو يتوعد الليبين بحرب أهلية طاحنة ليكسر من إرادة شعب حطم أسطورة الزعيم الملهم، وربما صدَّق البعض تلك التهديدات إلا أن العكس هو الذي حصل بتماسك الشعب الليبي بمنهجه الوطني، رافضاً كل أشكال المواجهة الداخلية بين أبناء الشعب الليبي ليعطي مرة أخرى درساً للعالم بأن الشعوب العربية ما كانت خارجة عن تاريخ الإنسانية إلا بسبب تلك الأصنام التي تكبرت وتجبرت فوق إرادتها ..
واليوم المشهد يتكرر في سوريا، حيث ترتفع بعض هواجس الخوف من حرب أهلية طاحنة، يروج لها النظام ومن يقف معه، وخاصة بتخويف الطائفة العلوية الشريفة من انتقامات غيرهم منهم، لكني وعلى يقين تام بأن الشعب السوري وبدون استثناء ليس بأقل حضارة ورقي من الإخوة التونسيين والعراقيين والمصريين، بل وأقول زيادة على ذلك أن دم الشهداء التي أريقت على أرض الوطن قد امتزجت مع أرواح من تبقى على قيد الحياة من هذا الشعب البطل بجميع مكوناته من العرب والكرد والسنة والعلوية والمسلمين والمسيحيين والدروز والأرمن والشركس وغيرهم ..
المسوقون لفكرة الحرب الأهلية ما زالوا يعيشون في الماضي غير مدركين بأن الثورات صنعت من الأخلاقيات العالية والسمات الراقية ما عجزت عنها الكثير من الإيدولوجيات والمبادئ .
ومن هنا أقف بكل احترام وتقدير لكل بقعة كانت المسامحة والمصالحة ونبذ ظواهر الانتقام من أسس ثوراتها، وأتمنى من قلبي أن تستمر الثورة السورية بهذا النفس الأخلاقي وألا تُجر إلى مستنقعات المواجهات الأهلية نتيجة تصريحات بعض الأنذال ممن يحلمون بها حتى تطيل أعمارهم في مراكب الإجرام والقتل والتنكيل والسرقة والنهب ..
وفي عام 2003م وقبيل سقوط نظام صدام حسين راهن الكثيرون على حرب أهلية بين العراقيين، وخاصة بين العرب والكرد كنتيجة لصراع طويل بين الكرد والحكومات المتعاقبة والتي راح ضحيته الملايين من البشر وبأبشع طرق الإبادة، وبالرغم من كل ما حصل في العراق من تصفيات وقتل وتفجيرات هنا وهناك إلا أن حرباً أهلية لم تقع وخاصة بين العرب والكرد، مع أن الحروب السياسية زادت ضراوتها وهذا طبيعي في ظل سعي كل طرف ترجيح كفة الميزان إلى جانبيه ليحظى بأكثر المكاسب ..
وفي الثورة المصرية منذ بدايتها بدأ النظام السابق من تأجيج الفتنة وبناء قاعدة ينطلق منها البعض لحرب أهلية بين المسلمين والأقباط، حتى وصل الحال إلى القناعة التامة عند الكثيرين بأن حرباً طاحنة تنتظر المصريين بعد سقوط نظام مبارك، لكن ساحة التحرير أعطت أعظم دروس التلاحم الوطني للعالم، عندما اكتملت فيها أروع لوحة بشرية متمثلة بالمسيحيين مشكلين حلقة حماية بتشابك أيدهم لحماية المسلمين من البلطجية أثناء أدائهم للصلاة !!
وخرج المعتوه عدو الإسلام ابن الجرذ الهارب وهو يتوعد الليبين بحرب أهلية طاحنة ليكسر من إرادة شعب حطم أسطورة الزعيم الملهم، وربما صدَّق البعض تلك التهديدات إلا أن العكس هو الذي حصل بتماسك الشعب الليبي بمنهجه الوطني، رافضاً كل أشكال المواجهة الداخلية بين أبناء الشعب الليبي ليعطي مرة أخرى درساً للعالم بأن الشعوب العربية ما كانت خارجة عن تاريخ الإنسانية إلا بسبب تلك الأصنام التي تكبرت وتجبرت فوق إرادتها ..
واليوم المشهد يتكرر في سوريا، حيث ترتفع بعض هواجس الخوف من حرب أهلية طاحنة، يروج لها النظام ومن يقف معه، وخاصة بتخويف الطائفة العلوية الشريفة من انتقامات غيرهم منهم، لكني وعلى يقين تام بأن الشعب السوري وبدون استثناء ليس بأقل حضارة ورقي من الإخوة التونسيين والعراقيين والمصريين، بل وأقول زيادة على ذلك أن دم الشهداء التي أريقت على أرض الوطن قد امتزجت مع أرواح من تبقى على قيد الحياة من هذا الشعب البطل بجميع مكوناته من العرب والكرد والسنة والعلوية والمسلمين والمسيحيين والدروز والأرمن والشركس وغيرهم ..
المسوقون لفكرة الحرب الأهلية ما زالوا يعيشون في الماضي غير مدركين بأن الثورات صنعت من الأخلاقيات العالية والسمات الراقية ما عجزت عنها الكثير من الإيدولوجيات والمبادئ .
ومن هنا أقف بكل احترام وتقدير لكل بقعة كانت المسامحة والمصالحة ونبذ ظواهر الانتقام من أسس ثوراتها، وأتمنى من قلبي أن تستمر الثورة السورية بهذا النفس الأخلاقي وألا تُجر إلى مستنقعات المواجهات الأهلية نتيجة تصريحات بعض الأنذال ممن يحلمون بها حتى تطيل أعمارهم في مراكب الإجرام والقتل والتنكيل والسرقة والنهب ..
أثق بشعب استطاع كسر حواجز الخوف وأبواب سجن الذل برذاذ دمه الطاهر بأنه أكبر من كل دعاوى وهواجس الحرب الأهلية ليعطي درساً آخر للعالم بأكمله أنه الشعب الذي يستطيع أن يقود الدنيا بأخلاقيات ثورته المنصورة بإذن الله