إبراهيم محمود
لقي الطاغية معمَّر القذافي ما يستحقه من جزاء عادل، كما لقي طغاة آخرون قبله ما يستحقونه جرَّاء أعمالهم الفظيعة، وثمة طغاة أُخَر على الدور: معروفون، وقيد التسمية، في انتظار ما يجب أن ينالهم من عقاب على الطغيان الذي جسَّدوه في سلوكهم.
إن ضحايا الطاغية” القذافي هنا” لن يعودوا ليشهدوا هذه النتيجة العادلة، كي يبتهجوا، ويكونوا شهود عيان على نهاية طاغيتهم، والذين فرحوا ومازالوا يفرحون بنهاية الطاغية” القذافي” هذا، لا صلة لهم من ناحية بضحاياهم، حتى لو كانوا أقرب المقربين إليهم، فهم أحياء، وأولاء أصبحوا أمواتاً، ويعني ذلك أنهم يعبّرون عن فرحهم المشروع بنهاية طاغية كان يذيقهم الويلات، وقد تنفسوا الصعداء، كما هو حقهم العادل، وهم يتابعون المشهد المريع والمتلفز للطاغية ومن كانوا معه، وليعيشوا إنسانيتهم الفعلية.
إن ضحايا الطاغية” القذافي هنا” لن يعودوا ليشهدوا هذه النتيجة العادلة، كي يبتهجوا، ويكونوا شهود عيان على نهاية طاغيتهم، والذين فرحوا ومازالوا يفرحون بنهاية الطاغية” القذافي” هذا، لا صلة لهم من ناحية بضحاياهم، حتى لو كانوا أقرب المقربين إليهم، فهم أحياء، وأولاء أصبحوا أمواتاً، ويعني ذلك أنهم يعبّرون عن فرحهم المشروع بنهاية طاغية كان يذيقهم الويلات، وقد تنفسوا الصعداء، كما هو حقهم العادل، وهم يتابعون المشهد المريع والمتلفز للطاغية ومن كانوا معه، وليعيشوا إنسانيتهم الفعلية.
يعني ذلك أن الطغيان إذا كان واحداً كمفهوم، إلا أنه له درجات أو ألواناً.
تعني” طغى”: تجاوزَ الحد من الظلم هنا، وهذا يفصح عن أن للطغيان حدوداً واسعة، وثمة من يتمادى في الطغيان: تجاوز الحد المسموح له.
وثمة تقارب في المعنى للطغيان بالفرنسية والانكليزية.
بالفرنسية هوtyrannie، وبالانكليزية:tyranny، أما في الكردية فربما كان الأقرب: zordarî.
في الحالات كافة، ثمة شعور بالتفاوت إزاء مفهوم الطغيان، من خلال تصور سلسلة من طغاة التاريخ قديماً وحديثاً، وما يمكن البحث فيه بصدد مفهوم سلالاتهم، ووجهات النظر التي تنظّر للطاغية، حيث الطاغية يعيش طغيانه، إلى درجة تلذذه بما يمارسه طغياناً، ولا يعتبر ذلك تجاوزاً لحد، كما هي طبيعة السلطة التي تسمّيه، أو القوة التي يحق له استخدامها تعبيراً عن وجوده وعن نظامه سياسياً، ودور الذين يحيطون به، ويكونون- بالطريقة هذه- طغاة من نوع آخر، سواء فيما يفعّلونه أو فيما يمثّلونه نظرياً.
ولعل التفكير في الطاغية، ومن خلال وجوده في سلطة نافذة: قمعية ودموية، قد ينسّي كثيرين ما هم عليه من تجسيد لسلوكيات طغيانية، بما أنهم يتجاوزون حدودهم إزاء الآخرين، في التدبير والتفكبير، ويعني ذلك ثراء مفهوم الطغيان، وتوافر كم لافت من الذين يمثّلونه وهم مختلفون من ناحية الدرجة والتعبير.
إن ذلك يصلنا- حتى- بأولئك الذين يعقدون العزم على القيام بأمور، ولو تخيلياً، أو تخطيطياً، لكن ثمة روادع أو أسباباً تحوُل دون تحولهم إلى طغاة، ينتمون مباشرة إلى سلالة من سلالات الطغاة.
أشدّد في هذا المجال، على العاجزين عن القيام بأفعال تعبيراً عن أحقاد أو أنانيات تعتبَر قاتلة أو هائلة في ذواتهم، وهم يعبّرون عن مواقفهم أو صواب تصرفاتهم، واعتبار الآخرين دونهم مكانة، لا بل واستحقاقاً للنيل منهم، حتى بأكثر الطرق بشاعة، أي طغياناً، حيث إن النية ذاتها تأخذ حصتها لتسمية حد من حدود الطغيان، ورسم أنواع من الطغاة، وكيفية تعاملهم مع وسطهم الاجتماعي والسياسي، أو بيئتهم الاجتماعية والثقافية..
وجرَّاء الانشغال بالطاغية الأكبر، كما هو معهود أو مألوف، يكون هناك تناس ٍ أو عدم تفكير مباشر في أولئك الذين يتمنون أن يكونوا على قياس الطاغية ذاك، أو أن يمارسوا سلوكات تضعهم في خانة الطغيان، ولكنهم لا يمتلكون القوى أو السلطة المشرعِنة لما يريدون الإقدام على تنفيذه، غير أن ذلك لا يمنعنا من متابعة ظلال هؤلاء أو مواجهتهم باعتبارهم فيما هم عليه، ونتيجة مكاشفة أو مراقبة تصرفات ذوي وشائج قربى بالطاغية.
في الحالة هذه، يمكن إدراج كم كبير من المعتبرين أنفسهم سياسيين أو ممثلي أحزاب كردية، ومن معهم، والذين يتحركون في ظلالهم، أو على صلات مباشرة بهم، وهم يكيلون لهم المديح، وفي مواقع مختلفة من في الوسط الكردي، وفي الجوار، طغاة، بكل معنى الكلمة.
إنهم يذهبون بما هو مشين وسيء في مردوده الاجتماعي والاعتباري والتاريخي، وفي دائرة المحسوبيات المطعَّمة بالطغيان، إلى الحدود التي يقدرون على الوقوف عندها، ومحاولة توسيعها، أو تعدّيها إن واتتهم الفرصة المناسبة، عبر انتهازيات لا تخفى على أحد.
فإذا كان الطاغية هو الذي يتجاوز الحد، وفي الظلم، من خلال الإساءة إلى غيره، أو بسوء استخدام السلطة، والحفاظ على موقعه، وإقصاء الآخرين، والسعي المستمر، إلى النيل منهم بصيغ شتى: أناساً عاديين، أو في مواقع وظيفية، أو ذوي مكانة اعتبارية أخرى في الكتابة والفن، وصحبة المتلذذين بذلك….
إذا كان الطاغية بمثل هذه المواصفات، فإن بالإمكان الدفع إلى دائرة الطغيان بأغلبية الذين يمثلون ما هو حزبي، وفي مواقع معروفة، ومن يزكّونهم بالقول والفعل، واستخدام كل القوى أو تسخير الامكانات كافة لتشويه المختلفين عنهم، وتمني التخلص منهم، وبأكثر الطرق دناءة أخلاق، والتعتيم على الذين يشتهون نهاية ما- فضائحية- لهم عبر تلفيقات مختلفة، وبالتالي يكون الدفع هذا بما هو أناني وسيء في العمق، لصيقاً بهذه الممارسات، ويعني ذلك، أخيراً وليس آخراً، أن استغراق أي واحد من هؤلاء الماضين في السفه الأخلاقي والتسفيل القيمي، في الوسط الكردي، دون أخذ العبرة مما يجري في محيطهم، كونهم بعيدين عن السلطة الفعلية، كما لو أن ممثّل السلطة السياسية في بلد، وكنظام، وحده من يكون الجاري التفكير فيه ، أي فيما إذا يستحق تسمية الطاغية أم لا، يعني ذلك، مدى تجذر الطغيان في نفوس من أشرنا إليهم، ولو في الحد الأدنى لعدم وجود سقف حام ٍ.
والمتأمل لحيثيات الحراك الكردي السياسي” طبعاً”، وفيما يخص مهزلة المؤتمر الكردي ومباريات فرقه ولاعبيه المنتقين، ومن الأجدر بتمثيله مجتمعياً، سوف يرى العجب العجاب، وهذا لا يخفى على ذوي النظرة الثاقبة ممن تابعوا، ولا زالوا يتابعون السيرة البائسة لهذا “المؤتمر” ومآلاته، والالتفافات التي تمت هنا وهناك، لنكون إزاء المزيد من الإفرازات التي تحفّزنا على تصور العدد الهائل من طغاتنا البائسين حقاً، وهشاشتهم من الداخل، طالما أنهم ماضون وهم مأخوذون بما هو شديد الذاتية فيهم، ويتعامون عما يجري في محيطهم ومن يتفرج عليهم.
تعني” طغى”: تجاوزَ الحد من الظلم هنا، وهذا يفصح عن أن للطغيان حدوداً واسعة، وثمة من يتمادى في الطغيان: تجاوز الحد المسموح له.
وثمة تقارب في المعنى للطغيان بالفرنسية والانكليزية.
بالفرنسية هوtyrannie، وبالانكليزية:tyranny، أما في الكردية فربما كان الأقرب: zordarî.
في الحالات كافة، ثمة شعور بالتفاوت إزاء مفهوم الطغيان، من خلال تصور سلسلة من طغاة التاريخ قديماً وحديثاً، وما يمكن البحث فيه بصدد مفهوم سلالاتهم، ووجهات النظر التي تنظّر للطاغية، حيث الطاغية يعيش طغيانه، إلى درجة تلذذه بما يمارسه طغياناً، ولا يعتبر ذلك تجاوزاً لحد، كما هي طبيعة السلطة التي تسمّيه، أو القوة التي يحق له استخدامها تعبيراً عن وجوده وعن نظامه سياسياً، ودور الذين يحيطون به، ويكونون- بالطريقة هذه- طغاة من نوع آخر، سواء فيما يفعّلونه أو فيما يمثّلونه نظرياً.
ولعل التفكير في الطاغية، ومن خلال وجوده في سلطة نافذة: قمعية ودموية، قد ينسّي كثيرين ما هم عليه من تجسيد لسلوكيات طغيانية، بما أنهم يتجاوزون حدودهم إزاء الآخرين، في التدبير والتفكبير، ويعني ذلك ثراء مفهوم الطغيان، وتوافر كم لافت من الذين يمثّلونه وهم مختلفون من ناحية الدرجة والتعبير.
إن ذلك يصلنا- حتى- بأولئك الذين يعقدون العزم على القيام بأمور، ولو تخيلياً، أو تخطيطياً، لكن ثمة روادع أو أسباباً تحوُل دون تحولهم إلى طغاة، ينتمون مباشرة إلى سلالة من سلالات الطغاة.
أشدّد في هذا المجال، على العاجزين عن القيام بأفعال تعبيراً عن أحقاد أو أنانيات تعتبَر قاتلة أو هائلة في ذواتهم، وهم يعبّرون عن مواقفهم أو صواب تصرفاتهم، واعتبار الآخرين دونهم مكانة، لا بل واستحقاقاً للنيل منهم، حتى بأكثر الطرق بشاعة، أي طغياناً، حيث إن النية ذاتها تأخذ حصتها لتسمية حد من حدود الطغيان، ورسم أنواع من الطغاة، وكيفية تعاملهم مع وسطهم الاجتماعي والسياسي، أو بيئتهم الاجتماعية والثقافية..
وجرَّاء الانشغال بالطاغية الأكبر، كما هو معهود أو مألوف، يكون هناك تناس ٍ أو عدم تفكير مباشر في أولئك الذين يتمنون أن يكونوا على قياس الطاغية ذاك، أو أن يمارسوا سلوكات تضعهم في خانة الطغيان، ولكنهم لا يمتلكون القوى أو السلطة المشرعِنة لما يريدون الإقدام على تنفيذه، غير أن ذلك لا يمنعنا من متابعة ظلال هؤلاء أو مواجهتهم باعتبارهم فيما هم عليه، ونتيجة مكاشفة أو مراقبة تصرفات ذوي وشائج قربى بالطاغية.
في الحالة هذه، يمكن إدراج كم كبير من المعتبرين أنفسهم سياسيين أو ممثلي أحزاب كردية، ومن معهم، والذين يتحركون في ظلالهم، أو على صلات مباشرة بهم، وهم يكيلون لهم المديح، وفي مواقع مختلفة من في الوسط الكردي، وفي الجوار، طغاة، بكل معنى الكلمة.
إنهم يذهبون بما هو مشين وسيء في مردوده الاجتماعي والاعتباري والتاريخي، وفي دائرة المحسوبيات المطعَّمة بالطغيان، إلى الحدود التي يقدرون على الوقوف عندها، ومحاولة توسيعها، أو تعدّيها إن واتتهم الفرصة المناسبة، عبر انتهازيات لا تخفى على أحد.
فإذا كان الطاغية هو الذي يتجاوز الحد، وفي الظلم، من خلال الإساءة إلى غيره، أو بسوء استخدام السلطة، والحفاظ على موقعه، وإقصاء الآخرين، والسعي المستمر، إلى النيل منهم بصيغ شتى: أناساً عاديين، أو في مواقع وظيفية، أو ذوي مكانة اعتبارية أخرى في الكتابة والفن، وصحبة المتلذذين بذلك….
إذا كان الطاغية بمثل هذه المواصفات، فإن بالإمكان الدفع إلى دائرة الطغيان بأغلبية الذين يمثلون ما هو حزبي، وفي مواقع معروفة، ومن يزكّونهم بالقول والفعل، واستخدام كل القوى أو تسخير الامكانات كافة لتشويه المختلفين عنهم، وتمني التخلص منهم، وبأكثر الطرق دناءة أخلاق، والتعتيم على الذين يشتهون نهاية ما- فضائحية- لهم عبر تلفيقات مختلفة، وبالتالي يكون الدفع هذا بما هو أناني وسيء في العمق، لصيقاً بهذه الممارسات، ويعني ذلك، أخيراً وليس آخراً، أن استغراق أي واحد من هؤلاء الماضين في السفه الأخلاقي والتسفيل القيمي، في الوسط الكردي، دون أخذ العبرة مما يجري في محيطهم، كونهم بعيدين عن السلطة الفعلية، كما لو أن ممثّل السلطة السياسية في بلد، وكنظام، وحده من يكون الجاري التفكير فيه ، أي فيما إذا يستحق تسمية الطاغية أم لا، يعني ذلك، مدى تجذر الطغيان في نفوس من أشرنا إليهم، ولو في الحد الأدنى لعدم وجود سقف حام ٍ.
والمتأمل لحيثيات الحراك الكردي السياسي” طبعاً”، وفيما يخص مهزلة المؤتمر الكردي ومباريات فرقه ولاعبيه المنتقين، ومن الأجدر بتمثيله مجتمعياً، سوف يرى العجب العجاب، وهذا لا يخفى على ذوي النظرة الثاقبة ممن تابعوا، ولا زالوا يتابعون السيرة البائسة لهذا “المؤتمر” ومآلاته، والالتفافات التي تمت هنا وهناك، لنكون إزاء المزيد من الإفرازات التي تحفّزنا على تصور العدد الهائل من طغاتنا البائسين حقاً، وهشاشتهم من الداخل، طالما أنهم ماضون وهم مأخوذون بما هو شديد الذاتية فيهم، ويتعامون عما يجري في محيطهم ومن يتفرج عليهم.