الحزب اليساري الكردي: الهجوم التركي الجديد على مواقع P.K.K سيبوء بالفشل

   لقد انكشفت ألاعيب الحكومة التركية تماماً.

وتعرت سياساتها المعلنة بخصوص إيجاد حل سلمي للقضية الكردية، فبعد إعلانها عن مفاوضات تجريها مع المناضل عبدالله أوجلان في معتقله في امرالي، ومع حزب العمال الكردستاني بهدف التوصل إلى حل سلمي للقضية الكردية، بدأت بالمراوغة والتهرب من استحقاقات المفاوضات، وأقدمت على حملة واسعة من الاعتقالات طالت عناصر ومؤيدي حزب السلام والديمقراطية، وأعضاء ورؤساء بلديات منتخبين، ومنعت اتصال محامي السيد أوجلان به، وفرضت عليه عزلة قاسية، وأبقت عدداً من البرلمانيين الكرد المنتخبين قيد الاعتقال.
    معروف أن حزب العمال الكردستاني كان يقدم على إيقاف القتال من جانب واحد، بهدف إعطاء الحكومة التركية الفرصة لتحقيق ادعاءاتها برغبتها في إيجاد الحل السلمي للقضية الكردية وتكرر إعلانه للهدنة مراراً كلما رأى ذلك ضرورياً لرغبته الأكيدة في التوصل إلى هذا الحل، ولكن حبل الكذب قصير، وكان لا بد لنوايا الحكومة التركية أن تظهر على حقيقتها، إذ استمرت سياسة الاعتقالات وملاحقة الوطنيين الكرد بتهمة العلاقة مع حزب العمال الكردستاني.
    في ظل هذه الوقائع الدامغة، وبعد أن انكشفت حقيقة مواقف حكومة العدالة والتنمية كان لا بد لحزب العمال الكردستاني أن يعاود نشاطه العسكري، فاستغلت الحكومة التركية ذلك وبدأت منذ عدة أيام بشن حملة عسكرية واسعة ضد مواقع حزب العمال الكردستاني داخل تركيا وداخل كردستان العراق، كان نتيجتها سقوط ضحايا من الطرفين، وبحسب المعلومات الواردة، فقد استشهد في ساحة المعركة عدد من قياديي حزب العمال الكردستاني بينهم الشهيد رستم جودي الذي بدأ حياته السياسية مناضلاً في صفوف الحزب اليساري الكردي في سوريا في مدينة رأس العين.
    إننا متأكدون تماماً أن هذه الحملة العسكرية للنظام التركي ستبوء بالفشل كما باءت غيرها من الحملات، كما أننا متأكدون تماماً بأنه لا يمكن حل القضية الكردية في كردستان تركيا عسكرياً، وتؤكد كل دروس التاريخ القديم والجديد هذه الحقيقة التي يعلمها السيد أردوغان جيداً.
    إن هذا العدوان قد عرى تماماً كل تبجحات أردوغان وبهلوانياته بمساندة نضال الشعوب من أجل الحرية والديمقراطية، فالذي لا يقدم على حل مشكلات بلاده، لن يكون صادقاً في تقديم العون إلى الشعوب الأخرى، وقد تأكد الشعب السوري من كل أكاذيبه في هذا المجال.
    إننا إذ ندين ونستنكر هذا العدوان التركي الغادر، فإننا نعتبره عدواناً على الشعب الكردي في عموم أجزاء كردستان، ونطالب بإيقافه فوراً.
المجد والخلود للشهيد رستم جودي ورفاقه الأبطال
  الخزي والعار لأعداء الحرية وقتلة الشعوب
القامشلي في 22/10/2011

 المكتب السياسي
للحزب اليساري الكردي في سوريا

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…