تاريخ العراب السياسي الكردي في البازار

 سيامند ابراهيم

يشتهر الفرس بأنهم على درجة كبيرة في معرفة أسرار البازار, وتقلباته, ولهم خبرة كبيرة في عقد الصفقات السرية خلف الكواليس, ولا ينكر أحد الطرق الملتوية في سبيل تحصيل الفائدة الكبيرة من جراء هذه الصفقات, ويأتي بعدهم في فن المكر والدهاء والخبث في فن البازار الترك الذين هم هادئون أكثر من الفرس والعرب الذين أفلت شمسهم أمام الفرس والترك؟

ومن المجال الاقتصادي نلج إلى الدهاء السياسي الذي يتصف به غالبية السياسيين من هؤلاء الأقوام الذين اكتسبوا المهارات في فن الخداع, الرياء, النفاق, خداع الآخرين وبناء قصور الأحلام للشعوب التي تعيش بين ظهرانيهم وجذبهم بشتى الطرق السياسية, الدينية, الاقتصادية وعن طريق الترهيب والترغيب والقتل وكله مثبت في ذاكرة الشعوب عن خبث هذا البازار السياسي الفارسي والتركي بالدرجة الأولى ؟!
ولكن أين نحن الكرد أمام هذا البازار الذي خسرنا فيه طوال تاريخنا الطويل, وصراعنا مع هؤلاء الشعوب وحكامهم الذين أذاقونا العلقم المر وحروب الإبادة والصهر العنصري في شتى مجالاته؟! وصحيح أن الأخلاق هي فوق كل شيء في هذه الحياة؟ لكن المصالح القومية للشعب أيضاً هي من أس وواجبات كل سياسي ناجح يريد أن يصل بشعبه إلى بر الأمان, و لابد من أن يلعب بدهاء ويعرف كيف يدخل البازار السياسي الدولي ويعرف لعبة القوى الكبرى ومصالحها, وأن يدرك أن مصالح هذه القوى الإقليمية  التي تسيطر على كردستان هي من صلب فن الخداع ومصير هذه القوى التي تجري, وتبازر مع هذه الأنظمة القمعية هي في مهب الريح؟!
 يجب عليك ان تعرف كيف تلعب أوراقك في البازار الدولي والإقليمي وتكون حذراً وأن لا تنجر إلى المصلحة الحزبية, أو المصلحة الشخصية الذاتية من شتى الأوجه؟!  وأن تخسر الأوراق التي تملكها وتستهلك وتخرج بلا حقوق مسلوبة؟!
ويجب علينا أن لا نكون أدوات لعب في الوقت البدل الضائع أمام عقول هذه الأنظمة التي تخدعنا بشتى الوسائل والإغراءات المختلفة بالترغيب والترهيب أيضاً؟!
والسؤال الملح هل ارتقينا إلى سدة المسؤولية التاريخية الملقاة على كاهلنا أم صرنا كما قال المثل الكردي:”
Aşê nezana ji ber xwe ve digere)) وهل وقفنا وقفة عز وتأمل في مصير الشعب السوري عامة والكردي بشكل خاص؟! وهل وظفنا خبرات ونضالات عشرات السنين في دهاليز؟ وبازار السياسة التي يخدعوننا بها؟! وهل نحن بحجم المسؤولية التاريخية التي فرضت علينا وآن الوقت لكي نقف برجولة ونأخذ حقوقنا كاملة وغير منقوصة؟
 لكن ماذا أعدت لنا مجموع الأحزاب الكردية التي تذهب غداً إلى المؤتمر الكردي المزعوم ؟! وهل ارتقت فهم وحصافة أحد العرابين الأوائل في الحركة الكردية السورية الفاشل بكل المقاييس السياسية, وبالفعل لقد أصبح هذا العجوز في خبر كان جماهيرياً, وانفض عنه الكثيرين من رفاقه, نتيجة تمسكه برأيه الكرتوني المثقوب, وبآرائه التي عفا عليها الزمان, ولأنانيته المفرطة ؟!
 وعودة إلى المؤتمر ومع احترامي وتقديري لعدد من الشخصيات القيادية القديرة التي ستحضره حرصاً منها على قضية الشعب الكردي, لكن ما رشح من تحضير المؤتمر بأن العراب العجوز قد فرض على الكل رؤاه, و صب جام غضبه على البعض من مندوبي هذا المؤتمر ويا محلاها ديمقراطية وأسألكم بالله ما هو الفرق بين تفكير هذا العراب التقدمي وتفكير النظام الشمولي الذي يحكمنا؟! لا فرق هذا يتكلم باللغة العربية؟! وهذا يتكلم باللغة الكردية؟!
وأحب أن أقدم لكم معلومة علمية اكتشفها العلماء منذ أيام وخاصة ثمة تشابه كبير بين تفكيره في الظلام, و الاستكشاف العلمي الجديد:
فقد” تمكن علماء فرنسيون من اكتشاف منطقتين منفصلتين في الدماغ تعملان معاً لتمكين الإنسان من التنقل في الظلام, وأن اختبارات أجريت على الفئران أظهرت أن المخيخ, وهو منطقة في الدماغ مسئولة عن التحكم بالحركة, يعمل بالتنسيق مع منطقة الحصين, بحيث يبتكر الدماغ خرائط عقلية كي يتمكن الإنسان من المشي في ممر مظلم من دون أن يقع” وبفضل هذه المعلومات العلمية فقد حللنا شفرة هذا العراب القيادي الذي اكتشفنا سر العلاقة بين مخيخه وحركاته في اتجاهات مشبوهة كقاعته المشبوهة التي تعلوها صورة غير مستحبة؟! ولا أجد حرج في بعض تصرفاته المريبة, بعضها هي خارجة عن تكوينه النفسي؟! لأنه يبدو أصيب بمرض الخرف الشيخوخي وهو عادة يصيب البشر في مرحلة الثمانينيات من العمر ! حيث يفقد المرء الرؤية الصحيحة للأشياء, وينسى رفاقه وعائلته وأسماؤهم, ويتحدث عن أشياء لم تحدث ولم يرها غير نفسه المريضة.


Siyamend1955@gmail.com

قامشلو   25/10/2011

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…