آراء في المؤتمر الوطني الكردي السوري وقراراته (2)

جان كورد: برأيي أن تلجأ اللجنة التنفيذية للمؤتمر إلى طلب مساعدة من الرئيس البارزاني، ومن الرئيس العراقي المام جلال الطالباني، كما يطلب العرب السوريون مساعدة إخوتهم العرب في الجامعة العربية.


أجوبة جان كورد – المتحدث الإعلامي للمجلس الوطني الكوردستاني – سوريا

1-    الم يكن بالإمكان ضم جميع الأطراف الحزبية والفعاليات المجتمعية وتنسيقيات الشباب الى هذا المؤتمر, وتلافي الأسباب التي أدت إلى مقاطعة شرائح مهمة ومؤثرة له ؟

جواب: باعتقادي لو كان بالامكان استمرار الحوار مع الأطراف غير المشاركة والتمتع ببعض الصبر إزاء هكذا موضوع هام جداً لكان من المحتمل كسبها إلى هذا المشروع غير الكامل حتى الآن، وبخاصة كان يجب كسب تنسيقيات الشباب لأن الشباب هم طاقتنا المستقبلية وهم الذين يتحركون عملياً في ساحة الكفاح العملي الآن.

2-    ما تسرب من أنباء تؤكد نية الذين قاطعوا المؤتمر, على عقد مؤتمر كوردي آخر لتشكيل مركز قرار كوردي جامع.

برأيكم من يتحمل مسؤولية هذا الشرخ والانقسام في الصف الكوردي في سوريا ؟

جواب: برأيي لايمكن إزالة النواقص أو ردم الهوة بمؤتمر آخر، ففي النهاية ستكون لدينا مؤتمرات عوضاً عن مؤتمر واحد، وهذا يجب أن لايحدث، بل الانخراط في حوار كوردي داخلي واسع لعقد المؤتمر التالي بعد فترة أخرى بمشاركة أوسع.

أما تحديد من المسؤول عن هذه العجالة وهذه التصرفات فموضوع واسع ومتشعب، يجدر أن نتفاداه والعمل على إنفراج أكبر لزاوية الحوار الكوردي.

3- جاء في البيان الختامي للمؤتمر: ” كلف المؤتمر الهيئة التنفيذية المنبثقة عنه السعي لتوحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية” برأيكم هل بمقدورهذه الهيئة توحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية في الوقت الذي فشل المؤتمر في توحيد صفوف الكورد ؟

جواب: وهل هناك اسلوب آخر لتفادي الاخطاء التي حدثت قبل المؤتمر؟ إن على اللجنة عدم النوم والاستراحة، بل العمل المتواصل لجمع كل الأطراف السياسية الكوردية في بوتقة العمل المشترك، قبل التحدث عن توحيد المعارضة السورية ووحدتها.

4 – ألا يوحي ما جاء في البيان الختامي بخصوص الحوار مع السلطة “ضرورة عدم القيام بإجراء أي حوار مع السلطة بشكل منفرد” ان الأحزاب التي شاركت في المؤتمر, لم تسقط بعد مبدأ الحوار مع النظام من أجنداتها, علما ان مسألة الحوار مع النظام باتت خلف الثوار منذ زمن بعيد ؟

جواب:كان الأجدر حذف عبارة “بشكل منفرد” قبل نشر البيان الختامي… إذ لا أحد معتقد حقيقة بأن الحوار مع هكذا نظام فاسد وفاشل ومتخالف وإرهابي يفيد شعبنا الكوردي أو السوري، ولكن أعتقد أن هذه آخر محاولة من بعض الزعامات الكلاسيكية للقول بأنها عملت ما تؤمن به في هذا المجال.

ولماذا لم تقل هكذا فقرة: “الحوار مع المعارضة الثائرة للاتفاق معها على دور الكورد كقوة سياسية متماسكة وموحدة في صفوفها”، وليس عن طريق نواب يضعون قناع بالاستقلالية الحزبية على وجوههم؟
الحوار من حيث المبدأ جوهر من جواهر السياسة الناجحة، حتى مع الأعداء، ولكن لم ينجح الحوارمع السلطة منذ عام 1963، فكيف سينجح خلال الفترة القصيرة الباقية في حياته؟ ومن يضمن أن يأتي الآخرون ويقبلوا بنتائج هكذا حوار؟

5-  ما السبيل لتجاوز هذا الشرخ لتوحيد صفوف الكورد قبل فوات الأوان ؟

جواب: أعتقد أن لا أحد يملك مفتاح الباب الذي يصعب فتحه حتى الآن، برأيي أن تلجأ اللجنة التنفيذية للمؤتمر إلى طلب مساعدة من الرئيس البارزاني، ومن الرئيس العراقي المام جلال الطالباني، كما يطلب العرب السوريون مساعدة إخوتهم العرب في الجامعة العربية.

والرئيس البارزاني بالتشاور مع المام جلال يطلب ممثلين عن الأطراف غير المنضمة مع ممثلين من المؤتمر، ويحاول قدر الامكان رأب الصدع بين الجميع.
وعلى كل حال، باعتباري عضواً في المجلس الوطني الكوردستاني – سوريا، فإن موقفنا في المجلس هو دعم الإيجابيات، وطرح الأسئلة الهامة لتعميق النقاش والحوار، والتلميح إلى الأخطاء والسلبيات، دون التقليل من أهمية أي طرف سياسي كوردي، في الداخل أو الخارج، ودعم كل الجهود في هذا الاتجاه الصحيح.
مع فائق الاحترام والتقدير
وشكرا جزيلاً لجهودكم النبيلة وعملكم الاعلامي الهام
‏31‏ تشرين الأول‏، 2011

عبدالباقي حسيني: المؤتمر الوطني الكردي في قامشلو حدث تاريخي

بغض النظر عن حيثيات إنعقاد المؤتمر والوسائل التقنية المستخدمة في حشد هذا التجمع الكبير، أو الآلية في لم الشمل بين الأحزاب الكوردية والشخصيات الوطنية من الكتاب والمثقفين والشباب الثائر، يبقى المؤتمر أمر في غاية الأهمية والتقدير، خاصة في هذا الوقت بالذات، كوننا نحن الكورد بأمس الحاجة إلى ترتيب البيت الكوردي وتوحيد طاقاته وفعالياته وبالتالي كلمته، ضمن إطار عام، ليكون بمثابة الهيئة الممثلة للشعب الكوردي في سورية.
هنا لايحق لي وأنا البعيد عن الوطن بأكثر من ثلاثة عشرة عاما ان أحكم على عمل الأحزاب وتصرفاتها في الآلية التي أختاروها في هذا الحدث، فهم في الداخل ويدركون أمور البلد ومصلحة شعبهم أكثر، وكمل يقال المثل: ” أهل مكة أدرى بشعابها”، فلا يحق لي ولا لأي انسان يعيش في الخارج ان ينظُر (من النظرية) على الداخل، فالذي يده في النار ليس كالذي يده في الماء، لكننا من باب الحرص على شعبنا ومصلحته القومية علينا ان نبدي بعض الآراء المفيدة والإيجابية والتي تخدم المصلحة العليا للشعب.

أما بالنسبة للأسئلة، فهذه هي ردودي…

1.

الم يكن بالإمكان ضم جميع الأطراف الحزبية والفعاليات المجتمعية وتنسيقيات الشباب الى هذا المؤتمر، وتلافي الأسباب التي أدت إلى مقاطعة شرائح مهمة ومؤثرة له؟

بتصوري من الصعب جداً جمع كافة أطياف الحراك السياسي والاجتماعي والثقافي والتنسيقيات المتعددة في مؤتمر واحد، وهذا يتعلق بجملة من الأمور، لاداعي لذكرها في هذا المجال.

ان إجتماع عشرة أحزاب كوردية  مع بعض الفعاليات الأخرى في مؤتمر واحد وإنبثاق مجلس وطني كوردي منه، أعتبره حدث تاريخي، بالرغم من النواقص التي رافقت مجريات المؤتمر وعدم حضور حزب أو مجموعة من الشباب فيه.

ان سبب عدم حضور (ب ي د) في هذا المؤتمر معروف للعامة، هذا التنظيم له أجنداته الاقليمية، فحضوره في الحراك السياسي وفي الشارع المنتفض يكاد لايذكر، بالرغم من كثافة جماهيره، أتمنى من هذا التنظيم ان تتغلب عنده المصلحة القومية على المصلحة الحزبية وخاصة في سورية.

بالنسبة ل (تيار المستقبل)، بعد مقتل الأخ المناضل مشعل تمو ، لا أعرف كيف يفكر أصدقاءه في عملية التنسيق مع الحركة الكوردية، ولا أعرف مالذي يميزهم عن بقية فصائل الحركة في هذا الحراك الجاري.

أتمنى من الأصدقاء في تيار المستقبل ان يكون أكثر واقعيين من الحماس الذي يملكونه.

أما بالنسبة للتنسيقيات الشبابية، فيبدو انهم قد أصابتهم عدوى الأحزاب الكوردية في كثرة أسماءهم وتنوعهم، فإشراك بعضهم وغياب بعض الآخر، ليس بالأمر الخطير، وعموما الشباب الثائر بكل فئاته، و مع حبي الشديد لهم، يحتاجون إلى الخبرة العملية في الحقل السياسي، وعليهم ان يفكروا بعقلهم لا بعواطفهم وحماسهم، بالرغم من ان الحماس والشجاعة والجرأة هم أشياء مطلوبة في الحراك الثوري، وكم سيكون جميلاً إذا ماتوفرت كل هذه الأمور عند شبابنا الثائر.

2.

ما تسرب من أنباء تؤكد نية الذين قاطعوا المؤتمر، على عقد مؤتمر كوردي آخر لتشكيل مركز قرار كوردي جامع، برأيكم من يتحمل مسؤولية هذا الشرخ والانقسام في الصف الكوردي في سوريا؟

ان إنعقاد مؤتمر ثاني، كرد فعل، من قبل تنظيمات الشباب ولوحدهم، سيكون مؤتمر ضعيفا وغير ناجح، كون المؤتمرات تحتاج إلى إمكانيات مادية ومعنوية كبيرة، وهي ليست (قعدة عربية، والسلام)، وحتى لو انضم إليهم تنظيم (تيار المستقبل) بالتأكيد (ب ي د) لن يكون في هذا المؤتمر أيضاً ولن يتعاون مع تيار المستقبل، فكما هو معلوم للجميع انهما على تناقض شاسع فيما بينهما.

الشرخ، يتحمله هؤلاء الذين ظلوا خارج السرب، وعليهم مناقشة الأمر مع المجلس الكوردي الصادر عن المؤتمر، لضمهم إليه، حتى لو زاد عدد مقاعد المجلس (في الهيئة التنفيذية) من 45 إلى 60 مقعدا.

وبنفس الوقت على المجلس الكوردي أيضاً ان يعمل على لم شمل هؤلاء وضمهم إلى المجلس، فبقائهم خارج السرب، سلبي، ويمكنهم ان يتسببوا في الكثير من المشاكل.

3.

جاء في البيان الختامي للمؤتمر: ” كلف المؤتمر الهيئة التنفيذية المنبثقة عنه السعي لتوحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية” برأيكم هل بقدور هذه الهيئة توحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية في الوقت الذي فشل المؤتمر في توحيد صفوف الكورد؟

الكورد لهم حضورهم في الداخل والخارج ويمكنهم لعب دور ما في عملية توحيد المعارضة السورية، ولطالما لديهم النية في ذلك فهذا أمر إيجابي، وعلينا نحن الكورد ان لانقلل من شأن إمكاناتنا وقدراتنا السياسية والعملية في الحراك الجاري، وهذا مالمسته شخصيا في مؤتمر باريس (مؤتمر العلمانية الديمقراطية لدعم الثورة السورية)، حيث كان الكورد هم صلة الوصل بين جميع مكونات المعارضة السورية.

بالنسبة للداخل وكما هو معلوم، ان الذين غابوا عن المؤتمر كان بناءاً على رغبتهم ولم يتم إبعادهم أو اقصائهم من قبل اللجنة التحضيرية للمؤتمر.

4.

ألا يوحي ما جاء في البيان الختامي بخصوص الحوار مع السلطة ” ضرورة عدم القيام بإجراء أي حوار مع السلطة بشكل منفرد” ان الأحزاب التي شاركت في المؤتمر، لم تسقط بعد مبدأ الحوار مع النظام من أجنداتها، علما أن مسألة الحوار مع النظام باتت خلف الثوار منذ زمن بعيد؟

في مجال الحوار مع السلطة، من أحدى مطالب الجامعة العربية هو الحوار بين السلطة والمعارضة، ولنقل جدلاً تم الاتفاق في هذا الأمر وكان هناك حوار بين الطرفين على عملية إنتقال السلطة أو المرحلة الإنتقالية، أليس هذا حواراً ضروريا ومطلوباً؟ في كل الاحوال الحوار مطلوب من جميع الفرقاء على عملية ترحيل النظام القائم والإتيان بنظام جديد، أتصور هذا هو القصد، وكلنا نعرف كيف رفضت الأحزاب الكوردية مقابلة بشار الأسد من أجل الحوار.

نعم سيكون هناك حوارا بعد رحيل النظام (هذا ما كتب على أحدى لافتات الثورة).

5.

ما السبيل لتجاوز هذا الشرخ لتوحيد صفوف الكورد قبل فوات الأوان؟

السبيل لتجاوز هذا الشرخ هو التنازل من ” الطرفين” للوصول إلى القواسم المشتركة للعمل السياسي وتوحيد الصف الكوردي، ووضع المصلحة القومية فوق المصلحة الحزبية والشخصية.

في قناعتي جاء في البيان الختامي للمؤتمر الكثير من النقاط الهامة والتي تمس نبض الشارع السوري عموما والشارع الكوردي خصوصا، فسقف المطاليب التي جاءت في البيان لاتقل عن سقف مطاليب الشباب لكن باختلاف طريقة التعبير.

فعلى سبيل المثال، جاء في البيان التالي:
– يتطلب الإقرار الدستوري بوجود الكورد كمكون رئيسي من مكونات الشعب السوري وثاني أكبر قومية فيه، وإيجاد حل ديمقراطي عادل لقضيته القومية بما يضمن حقه في تقرير مصيره بنفسه ضمن وحدة البلاد.

ألا يعني هذا ان “الفيدرالية” التي يطالب بها بعض الشباب هي من ضمن فقرة حق تقرير المصير؟!
– أكد المؤتمر ان إنهاء الأزمة في البلد يمر من خلال تغيير النظام الأستبدادي الشمولي ببنيته التنظيمية والسياسية والفكرية وتفكيك الدولة الأمنية وبناء دولة علمانية ديمقراطية تعددية برلمانية وعلى أساس اللامركزية السياسية.

ألا يعني كل هذا “إسقاط النظام” كما يطلقه الشباب؟!.
– الشيء الوحيد الذي لم يشير إليه البيان الختامي هو ” اعدام الرئيس”، لكن الإتيان بالنظام الديمقراطي إلى البلاد، الا يؤدي بالنتيجة إلى محاكمة الكثيرين من رجالات النظام ومعاقبتهم وربما اعدام البعض منهم، بما فيهم الرئيس؟!.
أوسلو 31.10.2011

ابراهيم مراد: يمكن تجاوز الشرخ بين الاطراف الكردية بالدعوة الى مؤتمر كردي- كردي يشارك به كل الاطراف.

1- الم يكن بالإمكان ضم جميع الأطراف الحزبية والفعاليات المجتمعية وتنسيقيات الشباب الى هذا المؤتمر, وتلافي الأسباب التي أدت إلى مقاطعة شرائح مهمة ومؤثرة له ؟

أشكر موقعكم الكريم على منح الفرصة لنا لإبداء الرأي حول هذا المؤتمر .
ينقسم الشارع والساحة السياسية الكردية في الواقع بين ثلاثة قوى رئيسية أولها تقليدية كلاسيكية متمثلة بالاحزاب الكردية المتشربة بالخلافات التاريخية بين قيادتها والتي تعاني في نفس الوقت من مرض الترهل وفقدان التوازن نتيجة ما يمر به الداخل السوري من تغييرات عميقة وجذرية لا تسطيع مواكبتها بادواتها الحالية، وهي وجدت في المؤتمر الوطني الكردي فرصة جديدة كي تطرح نفسها كمثل شرعي للشعب الكردي في سوريا بعدما بدات بالشعور بان البساط يسحب من تحت قدميها، وهذه القوى ما جمعها بالمؤتمر الكردي ليس وحدة المصير المحتوم فقط بل نتيجة ضغوط اقليمية بدات تعد العدة لسينايوهات ما بعد بشار الاسد فالمؤتمر جاء نتيجة تقاطع مصالح قوى كردية بدات تندثر شيئا فشيئا وقوى اخرى تطمع بدورلها في الكعكة السورية.
القوى الثانية هي القوى الشبابية الموزعة بين عدة تنسيقيات التي لاحت لها الفرصة للتعبير عن نفسها وسط ثورة الكرامة السورية والتي شعرت بان مصيرها مرتبط بشكل أساسي مع مصير بقية المدن والمحافظات السورية ولم تستطع ان تقف مكتوفة الايدي فيما الآلة السورية تقتل وتقمع اخوانهم السوريون، وهذه الطاقات كانت مكبوتة بنتيجة الضغط الامني الشديد الممارس عليها من قبل السلطة اداوتها الامنية من جهة ومن جهة الاحزاب الكردية التي كانت تكتم انفاسها فهي بعد الثورة السورية وجدت لنفسها موطئ قدم وخلعت عن نفسها عباءة الخوف وعباءة الاحزاب.
القوى الثالثة ب ي د التي كانت قد جعلت من كردستان سوريا حديقة خلفية لكردستان الشمالية (الكبرى) تمدها بالسلاح والمال والرجال في فترة الثمانيات الى نهاية التسعينات وكانت تتمع بعلاقات ودية وجيدة وهذه العلاقات الجيدة  شابها الكثير من التوتر نتيجة تحسن العلاقات بين تركيا وسوريا خلال العشرة السنوات الماضية لكن مع بداية الانتفاضة السورية رأى كل من الطرفين بان عودة العلاقات الى سابق عهدها في مصلحة الطرفين فعاد التنسيق والدعم بين الطرفين وفتح النظام المجال امام الحزب للتحرك من جديد على الارض (فتح المدارس الكردية والاجتماعات العلنية ).
بعد فهم هذه القوى الثلاثة فمن الصعب ان تجتمع بسبب خلاف الرؤية بين الاطراف الثلاثة وذلك لسبب رئيسي هو اختلاف موقفها تجاه النظام.

2-ما تسرب من أنباء تؤكد نية الذين قاطعوا المؤتمر, على عقد مؤتمر كوردي آخر لتشكيل مركز قرار كوردي جامع.

برأيكم من يتحمل مسؤولية هذا الشرخ والانقسام في الصف الكوردي في سوريا ؟

بالنسبة الى الاجابة على هذا السؤال فمن حق أي جهة كردية اخرى سواء من الاحزاب او من تنسيقيات الشباب او من الشخصيات الثقافية والاجتماعية عقد مؤتمر اخر وخاصة انها خرجت من المولد بلا حمص في المؤتمر الاخير، أي مؤتمر قادم يجب الاتفاق فيه على وثيقة سياسية بين الاطراف المشاركة به تتضمن موقفها الصريح من هذا النظام هل هي مع اسقاطه ام مع بقائه والحوار معه، ففي الوقت الحالي الكرد موزعون بين ثلاثة اطراف رئيسية اولها المجلس الوطني السوري الذي يطالب صراحة باسقاط النظام ويعترف بالكورد كمكون رئيسي في البلاد وثانيها  هيئة التنسيق الوطني التي ترفع اللات الثلاث وهي تختلف عن المجلس الوطني السوري واخيرا ولد المؤتمر الكردي الذي يرى في نفسه الممثل الشرعي للشعب الكردي واي مؤتمر قادم يجب ان يجمع هؤلاء بالاضافة الى بعض الشخصيات المستقلة المؤثرة يتفقوا فيما بينهم على ورقة عمل رئيسية، وعلى القوى الرئيسية فك ارتباط القضية الكردية في سوريا بالقضية الكردية في تركيا وفي كردستان العراق وعلى الكرد السوريون النظر الى مصلحتهم الخاصة بغض النظر عن قضايا الكرد في الدول الاخرى ويكيفي للكرد ماقدموه للاخرين من تضحيات في سبيل نيل حقوقهم وعلى تلك الاطراف ان تكون عونا لنا وليس علينا في سبيل نقل تحقيق اهداف الشعب الكردي في سوريا.

3-  جاء في البيان الختامي للمؤتمر: ” كلف المؤتمر الهيئة التنفيذية المنبثقة عنه السعي لتوحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية” برأيكم هل بمقدور هذه الهيئة توحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية في الوقت الذي فشل المؤتمر في توحيد صفوف الكورد ؟

برأيي هذا ذر الرماد في العيون فكيف يمكن لهذا المؤتمر الهزيل ان يوحد صفوف المعارضة في الوقت الذي لا تستطيع ان توحد القرار الكردي برايي اننا ككرد نحتاج الى عقد عدة مؤتمرات اخرى كي نتوصل من خلالها الى ورقة عمل سياسية ووثيقة تضمن عدم الانجرار الى ما نحن فيه الان من تبادل الاتهامات بين الاطراف قبل ان نعمل من اجل توحيد صفوف المعارضة السورية نحتاج نحن الى التوحيد هذا اذا لم يكن المقصود بتوحيد المعارضة الوطنية توحيد المعارضين المطالبين بالحوار مع السلطة في وجه اولئك المعارضين للحوار معه فهذا حديث اخر.

4 – ألا يوحي ما جاء في البيان الختامي بخصوص الحوار مع السلطة “ضرورة عدم القيام بإجراء أي حوار مع السلطة بشكل منفرد” ان الأحزاب التي شاركت في المؤتمر, لم تسقط بعد مبدأ الحوار مع النظام من أجنداتها, علما ان مسألة الحوار مع النظام باتت خلف الثوار منذ زمن بعيد ؟

على الرغم من ان مسالة الحوار مع السلطة لم تعد مطروحة امام الثوار وخاصة في المناطق التي احدثت فيها آلة القتل والقمع جروحا لا تندمل فكيف يمكن التحاور مع السلطة على هياكل الشهداء بعد ان بلغ عددهم مايقار 5000 شهيد هذا فضلا عن الجرحى واصحاب العاهات المستديمة والمعتقلين واللاجئين والمختفين فكيف بعد كل هذا يمكن التفكير بالحوار لكن من المؤكد ان الاحزاب الكردية تنتظر من السلطة اشارات ايجابية لبدء حوار معها ولكنها تحتاج الى تفويض كردي وهذا المؤتمر اتى كي يمثل الكرد امام السلطة التي تحتاج الى محاور يمتلك رصيدا على الارض وما تجميع القوى الذي تم في المؤتمر الا لغرض خدمة هذا التوجه، وهناك اطراف كردية حسمت خياراتها باتجاه عدم التفاوض والحوار مع السلطة باي شكل كان اما الاحزاب فيبدو انها متجه الى الحوار مع السلطة

5- ما السبيل لتجاوز هذا الشرخ لتوحيد صفوف الكورد قبل فوات الأوان ؟

برايي يمكن تجاوز الشرخ بين هذه الاطراف الكردية الثلاثة التي شرحتها في السابق  بالدعوة الى مؤتمر كردي- كردي يشارك به كل الاطراف سواء المنضوية تحت المؤتمر الكردي او المجلس الوطني بالاضافة الى ب ي د، وان لا يتم استثناء اي طرف ويمكن للاطراف الاقليمية  كحزب الديمقراطي الكردستاني ان يلعب دور المراقب والمساند له ويمن ان يتم على ارض اقليم كردستان العراق بغرض التوصل الى رؤية مشتركة بين كافة الاطراف تضمن حقوق الكرد سواء ان رحل نظام بشار الاسد او بقى، وان تانى حكومة اقليم كردستان والحزب الديمقراطي الكردستاني بنفسها عن الخلافات الكردية الكردية في سوريا وعن الدور الذي تلعبه حاليا بدعم طرف في مواجهة طرف اخر.

غاندي برزنجي: اعتقد أنّ من يتحمل مسؤولية عدم إشراك جميع الأحزاب والفعاليات المجتمعية بالدرجة الأولى هي بعض الأحزاب الكوردية التي لم تستطع تقبل إشراك أحزاب انشقت عنها سابقاً.

-1  الم يكن بالإمكان ضم جميع الأطراف الحزبية والفعاليات المجتمعية وتنسيقيات الشباب الى هذا المؤتمر, وتلافي الأسباب التي أدت إلى مقاطعة شرائح مهمة ومؤثرة له ؟

في البداية أهنئ الشعب الكوردي في سوريا على انعقاد المؤتمر الوطني الكوردي والذي كنا نتمناه فعلاً أن يحتضن جميع فعاليات المجتمع الكوردي ولكن لا ضير بما أنها كانت الخطوة الأولى للكورد والتي يجب أن لا تكون الأخيرة للوصول إلى مرجعية كوردية تمثل كورد سوريا جميعاً.
أعتقد أنّه كان بالإمكان أن تشارك في المؤتمر جميع الفعاليات السياسية والمجتمعية والشبابية إذا توفر حسن النوايا لدى الجميع لكننا نشهد ومنذ بدء الحراك الشعبي في سوريا تهافتاً سريعاً من قبل تلك القوى لتجعل كل واحدة منها نفسها قائدة لذلك الحراك من خلال توجيه التهم أحياناً وحرف الحقائق أحيانا أخرى وأصبح ينظر لكل من يفكر بتوجيه حتى الانتقاد لقوى الشباب أنه ضد الثورة وهذه ظاهرة خطيرة ينبغي التوقف عندها وهذا برأيي شجّع أحياناً بعض شبابنا الذي يفتقد الخبرة السياسيّة أن يرتكب أخطاءً كان ربما سيكون لها عواقبها لولا تدخل بعض الشخصيات الوطنية والتي عالجتها بالحكمة.

2- ما تسرب من أنباء تؤكد نية الذين قاطعوا المؤتمر, على عقد مؤتمر كوردي آخر لتشكيل مركز قرار كوردي جامع.

برأيكم من يتحمل مسؤولية هذا الشرخ والانقسام في الصف الكوردي في سوريا ؟

اعتقد أنّ من يتحمل مسؤولية عدم إشراك جميع الأحزاب والفعاليات المجتمعية بالدرجة الأولى هي بعض الأحزاب الكوردية التي لم تستطع تقبل إشراك أحزاب انشقت عنها سابقاً وباعتقادي أنّ مرد ذلك يعود إلى عدم نضج الفهم الديمقراطي لديها وهذا مرتبط بالواقع الذي فرض على العمل السياسي في سوريا وتأثيراته كما يتحمل الوزر أيضاً الأحزاب التي تم إقصاؤها إذ أنها لم تستطع – ولو من باب جعل المؤتمر شاملاً- أن تبذل جهوداً أكبر لإقناع تلك الأحزاب على ضرورة مشاركتها واعتقد أنه كان عليها أن تتقبل المشاركة حين عرض عليها ذلك لكن بحصة قليلة من المقاعد لأنّ العبرة كانت بالحضور وليس بعدد المقاعد وإن هي فعلت ذلك لكانت قد برهنت كم هي أحزاب ناضجة في وعيها السياسي .
وقد ساعد على عدم مشاركة الفعاليات الشبابية في المؤتمر القرار الخاطئ للأحزاب الأحد عشر في عدم إشراكهم في لجنة التحضير للمؤتمر ولعب بعض الكتاب الكورد وللأسف دوراً سلبياً في المرحلة التي سبقت انعقاد المؤتمر حين كتبوا بأسلوب بعيدٍ عن روح النقد البناّء وكأنّ بينهم وبين تلك الأحزاب ثأر قديم وكأنّ نجاح الثورة السورية أصبحت قاب قوسين أو أدنى والحركة الكوردية هي العقبة الوحيدة أمام نجاحها.

-3  جاء في البيان الختامي للمؤتمر: ” كلف المؤتمر الهيئة التنفيذية المنبثقة عنه السعي لتوحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية” برأيكم هل بمقدور هذه الهيئة توحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية في الوقت الذي فشل المؤتمر في توحيد صفوف الكورد ؟

أعتقد أنّ الهيئة التنفيذية تستطيع لعب دور في لملمة صفوف المعارضة الوطنية السوريّة ويبقى الدور الأكبر للظروف والمتغيرات المستقبلية فالمعارضة السورية لا تزال متخبطة لم تكن مستعدة لإدارة مرحلة معقدة كهذه التي نعيشها ويلزمها مزيد من الوقت لتوحيد صفوفها.

 – 4 ألا يوحي ما جاء في البيان الختامي بخصوص الحوار مع السلطة “ضرورة عدم القيام بإجراء أي حوار مع السلطة بشكل منفرد” إنّ الأحزاب التي شاركت في المؤتمر, لم تسقط بعد مبدأ الحوار مع النظام من أجنداتها, علما ان مسألة الحوار مع النظام باتت خلف الثوار منذ زمن بعيد ؟

علينا قبل كل شيْ أن نضع بالحسبان أن القوى التي تعمل في الداخل لها ظروفها الخاصة وعليها أن تكون حذرة في اتخاذ القرارات ومبدأ الحوار مع السلطة لم يرفضه أي حزب في الداخل السوري ولكن الجميع اشترطوا توفير البيئة المناسبة للحوار من خلال إيقاف العنف وسحب الجيش من المدن والبلدات والسماح بالتظاهر السلمي و……الخ
أما قرار المؤتمر الكوردي بعدم الذهاب إلى الحوار منفرداً فأعتقد أنه قرار صائب إذ ليس من المعقول – إذا فرضنا- أن تذهب القوى السياسية (العربية) إلى الحوار وأن نرفضه نحن فأولاً وأخيراً نحن شركاء في رسم مستقبل سوريا .
أما الثوار فهم يرفعون ما يشاؤون من شعارات وليس بالضرورة أن تتبنى القوى السياسية كل شعاراتهم ولكن عليها أن تكون غطاءً سياسياً لها وللأسف الشديد لم نستطع نحن الكورد حتى الآن أن نفصل بين كون الشباب قوة فاعلة على الأرض لها مهامها في قيادة التظاهرات وبين القوى السياسية التي لها دورها في العمل السياسي.

-5  ما السبيل لتجاوز هذا الشرخ لتوحيد صفوف الكورد قبل فوات الأوان ؟

السبيل الوحيد لتجاوز هذا الشرخ هو تغليب المصلحة الوطنية على الأنانية المفرطة وامتلاك القدرة على تقبل الرأي الآخر وأن يعمل الجميع من أجل الوصول لهذا الهدف لأنَ فيه مصلحة الجميع وإن لم نفعل فأعتقد أننا سنجد أنفسنا ضعفاء جداً أمام ما ينتظرنا نحن الكورد من تحديات في المستقبل وعندها لن يفيدنا تحميل جهة بعينها المسؤولية بل سنكون كلنا مسؤولون.

د.

آلان كيكاني: يبدو أن المؤتمر وضع بالحسبان إمكانية الحوار مع النظام القائم , أرى في ذلك مغالطة كبيرة وقفزاً فوق حقيقة ساطعة وهي أن النظام آيل إلى السقوط لا محالة

ما من شك أن أي جهد يرمي إلى ترتيب البيت الكردي وتوحيد صفوف الكرد هو جهد مبارك يجب تقديره بصرف النظر عن تواضعه وعمن يقوم به طالما الغاية هي مصلحة الشعب الكردي الذي يعيش على هامش الحياة السياسية والاقتصادية في بلده منذ أن استولى البعث على السلطة قبل زهاء نصف قرن من الزمن.

جميل هذا العمل الذي قامت به أحزاب الحركة الوطنية الكردية رغم نواقصه من حيث التمثيل الترتيب والتوقيت.

أقل ما يمكن قوله في هذا المؤتمر هو أنه  أشعرنا أن الحركة الوطنية الكردية لا تزال موجودة على الأرض بعدما كاد المواطن الكردي أن ينساها , فهي وإن كانت تجاوزاً تسمى حركة إلا أنها امتازت منذ ولادتها بسكونها وسباتها أحياناً وبطء حركتها في أحايين أخرى.

سنتفاءل بالخير لعلنا نجده هذه المرة .
يؤسفني القول أن الأحداث الجارية في سورية منذ الخامس عشر من آذار الماضي أثبتت أن الشارع الكردي هو الذي يقود الأحزاب الوطنية الكردية وليس العكس , وهذه الظاهرة يمتاز بها الكرد السوريون دون سواهم .

فلدى كل شعوب العالم ترى الأحزاب تتصدر الجماهير في كل حركة سياسية تحدث في الوطن باستثناء الكرد السوريين الذين فشلت حركتهم الوطنية في أول امتحان حقيقي وجدي تتعرض له , إن لم يكن الثاني , حيث كان الأول قبل سبع سنين خلت عندما قام الكرد بانتفاضتهم ضد حكم البعث في آذار من عام 2004 , حينها تبعت الأحزاب خطى الجماهير المنتفضة على استحياء , وها هي ثانية تقوم بنفس العمل , فحين الجد ترى الأحزاب في المؤخرة ووقت الهزل تراهم في بياناتهم الكثيرة الجوفاء .
ولإن كانت هذه الأحزاب عايشت نظاماً دموياً شرساً لا يتوانى عن القتل والتدمير لمعارضيه بطرق هستريائية , ولإن كان النظام نجح إلى حد ما في جعل القضية الكردية مسألة تخدش وطنية المواطن العربي السوري عن طريق حزبه العنصري وإعلامه المضلل فإن هذه الضغوط لا تبرر الإرث الهائل من التشظي والإنشقاقات والمهاترات التي عاشتها وتعيشها الحركة الكردية .
أتى الربيع العربي ليبرهن أن الشباب هم وقود الثورة ومهندسوها ومنفذوها , وهم لا يحتاجون إلى فتاوي من مرجعيات حزبية أو دينية في سعيهم إلى التغيير , لذلك فإن ثقتي بالشباب الكردي الثائر كبيرة جداً وأرى أن المستقبل لهم .

ولهم في شخصية الشهيد مشعل تمو الشجاعة خير قدوة ومن إرثه النضالي خير قبلة ومرجعية .

فقد أثبتت الأحزاب الكردية أنها ليست أهلاً للمرحلة ولا يرتجى منها أي عمل يصب في مصلحة الكرد وعليه فإن أمل الكرد ينحصر من وجهة نظري في ذلك الجيل الواعي من الشباب المليء بالعنفوان والحيوية وغير المتصبغ بأي صبغة حزبية أو دينية أو طائفية , ذلك الشباب التواق للحرية والبناء , والطموح إلى حياة حرة وكريمة .
لا أرى أي جدوى من قيام شخصيات أو تيارات أو أحزاب كردية أخرى بمؤتمر آخر لأن مثل هذا المؤتمر يفهم على أنه مؤتمرٌ مضاد للأول أو منافس له أو ردٌ عليه وهذا ما يزيد الطينة بلة لأن كلتي الكتلتين ستكونان في صراع نحن بغنى عنه , علاوة على أن الأمر سيمسي وكأنه فوضى في موضوع لا يحتمل المزيد من الفوضى .

وإنما الحل الأمثل هو دخول جميع الأطراف تحت خيمة المؤتمر الوطني الكردي الذي تم عقده مؤخراً على أن تكف بعض الأطراف عن ممارسة الأنانية والفوقية وتنأى بنفسها عن تقديم الأهتمامات الشخصية والحزبية على المصلحة الوطنية الشاملة وأن تضع المصلحة الوطنية السورية والقومية الكردية نصب عينيها .

فإذا كانت الأطراف الأخرى غير المنضوية تحت راية المؤتمر الوطني الكردي تفكر في تشكيل مركز قرار كردي جامع , فمن المؤكد أن أطراف المؤتمر الأول سيغيبون عنه , فكيف يكون جامعاً إذاً ؟
أما تكليف المؤتمر الوطني الكردي الهيئة التنفيذية المنبثقة عنه بالسعي لتوحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية فيبدو أمراً بعيد المنال إن لم يكن مضحكاً , ورحم الله امرءً عرف حده ووقف عنده , رغم أنني أتمنى أن يكون بهذه القوة والدبلوماسية , فمن لا يحب أن يكون بيت أبيه بيت وجاهة وحل لمشاكل الآخرين ؟ ولكن الموضوع الأهم من ذلك هو إصلاح ذات البين أولاً .
يبدو أن المؤتمر وضع بالحسبان إمكانية الحوار مع النظام القائم , أرى في ذلك مغالطة كبيرة وقفزاً فوق حقيقة ساطعة وهي أن النظام آيل إلى السقوط لا محالة , وما على الكرد إلا أن يوحدوا صفوفهم ويعززوا من تواجدهم في الاحتجاجات اليومية وإلا فإن التقاعس سيؤثر سلباً على مطالبهم غداً في ظل سورية الجديدة الخالية من نظام البعث .
خير سبيل لتجاوز الشقاق في صفوف الكرد هو القضاء على أسباب الأنقسام , وعند البحث عن هذه الاسباب سنجد أنها ليست عقائدية أو مبدئية بل هي أسباب شخصية بحتة أفرزتها الأرضية القبلية والطابع الريفي للمجتمع الكردي على هيئة عقلية غير قادرة على التأقلم مع العصر ومتطلباته .

هذه العقلية لا يمكن أن تخدم الكرد في المرحلة الراهنة وينبغي تحييدها بتولي جيل الشباب زمام المبادرة وصعوده إلى خشبة المسرح ليؤدي دوره البطولي الذي هو أهل له ويمارس القيادة على أنها مسؤولية تقع على عاتقه ووسيلة لتحقيق مطالب شعبه العادلة , لا وجاهة يتزين بها.

بافي رودي: المؤتمر هو مؤتمر أشخاص وليس مؤتمر حقوق شعب وقرارات صعبة وأفكار كردوارية

نحن الان أمام اكبر فرصة بالتاريخ الحديث ويجب أن نكون بقدر من المسئولية وتأنيب الضمير وحتى نكون صريحين حول إشكاليات و التحركات والخطوات التي سبقت هذا المؤتمر علينا أن نبين نقاط الخلاف التي حصل بين المستقلين ومجموعة الأحزاب العشرة .

في بداية الأمر تحركت مجموعة من المستقلين والتقت بشخصيات فعالة من الأحزاب وطرحت عليهم فكرة تشكيل مؤتمر وطني أو مرجعية كوردية أي كان اسمها المهم يكون شامل وجامع للكورد على أن تكون نسبة المستقلين تكون بقدر مجموعة الأحزاب ومبدئيا  قبلت الأحزاب الفكرة ولاكن بتخوف وعلى هذا الضوء تحركت الشخصيات المستقلة باسم لجنة المساعي الحميدة وشرطها أن لا ترشح أي شخص من هذه اللجنة أعضاء بالمؤتمر وفعلا تشكلت الهيئات في المدن والبلدات وإنا كنت من احد أعضاء هذه الهيئات )هيئة ترب سبي) وبعد عدة اجتماعات لنا في ( ترب سبي) وفي الاجتماع الأخير قررنا بترشيح ئلائة أعضاء الى المؤتمر وفعلا انتهت الانتخابات ونجح ئلائة أشخاص من هيئتنا وأننا لاحظنا بان الأمور لم تتم على ما يرام فتبين بان اغلب الموجدين في الاجتماع لم يحضروا في الاجتماعات التي سبقت اجتماع الانتخاب والترشيح وان اغلب الأصوات ذهبت لأشخاص معينين مسبقا من قبل الأحزاب الكوردية وبعد ساعات سرب كل شيء للأحزاب وعرفوا ما دار في الاجتماع  ولكننا وفي اليوم التالي اعلمنا هيئتنا بعدم مصداقية هذه الانتخابات والشك بأنه اندس بيننا بعض من مؤيدي وعناصر بعض الأحزاب ( B) وغيرهم لتحيد المستقلين وإنجاح مؤيدي الأحزاب لان من واجب هذه الأحزاب العمل على أن لا يأتي إلى مؤتمرهم سوا أشخاص هم يرونهم وطنيون وإبعاد المستقلين المخلصين والغير مؤيدين لأحد إلا لكورديتهم  وضميرهم الحي وعلى هذا الطريق سارت كل الهيئات في عامودا وديريك ومنطقة آليان وبعد انسحاب لجنة المساعي الحميدة ولأسباب نفسها وأفشلت كل الهيئات سارعت الأحزاب وأعلنت بأنه شكلت هيئات آخرة أكثر وطنية من سابقاتها وتواصلوا مع أشخاص  لا يفقهون بالسياسة وبعيدون كل البعد من كل التطورات الجارية في المنطقة وأكثرهم لا يعرفون ما هو الانترنيت وما هو التواصل الاجتماعية ولا يعرفون حتى النطق الصحيح بمصطلحاتها  وبدل من إن يقولوا فيسبوك يقولون فص بوك وبدل ما يقولوا يوتيوب توت يوب هل هذه الشخصيات هم رجالات السياسة الكوردية فبؤس هكذا أعضاء يمثلوننا في المؤتمر الوطني المزعوم وأما بخصوص الأسئلة فيمكن الإجابة عليها على النحو التالي

1-   الم يكن بالإمكان ضم جميع الأطراف الحزبية والفعاليات المجتمعية وتنسيقيات الشباب إلى هذا المؤتمر, وتلافي الأسباب التي أدت إلى مقاطعة شرائح مهمة
ومؤثرة له ؟

للأسف الشديد سعى الجميع منذ البداية إلى المناصب الشخصية واستحواذ الكراسي ونسوا الهدف الذي يجب أن يعقد من أجله المؤتمر وكان بالإمكان لو وجد من يمتلك المشاعر والإرادة الكردوارية والإحساس بالمسؤولية  وسماع صوت الضمير ولكنهم لا يريدون لأحد تمثيل الكورد سواهم واعطو لأنفسهم قيادة الشارع الكوردي رغم امتعاض اغلب شباب الشارع والتنسيقيات وكافة طبقات المجتمع من أفعالهم وتخريبهم المبادرات الجدية وتوجيه الشارع الكوردي إلى أشياء ثانوية وخطاب تخويفي والسير عكس التيار

2- ما تسرب من أنباء تؤكد نية الذين قاطعوا المؤتمر, على عقد مؤتمر كوردي آخر لتشكيل مركز قرار كوردي جامع.

برأيكم من يتحمل مسؤولية هذا الشرخ والانقسام في الصف الكوردي في سوريا ؟

فالأيام سوف تثبت ذلك ولاكننا لا نعتقد بان من نية الذين قاطعو المؤتمر على عقد مثل هكذا مؤتمر  ولأكن وان عقد هذا المؤتمر  فنعتقد بان اغلب المستقلين الشرفاء سوف ينضوون تحت لوائه ونحن نعتقد بان المرحلة لا تتحمل لعقد مؤتمرات  كثيرة  وأما بالنسبة من المسئول عن هذا الشرخ والانقسام في الصف الكوردي في سورية هم نفس الاشخاص الذين  حضروا هذا المؤتمر ومجموعة الأحزاب التسعة هؤلاء هم من يتحمل مسؤولية أي شرخ أو انقسام في الصف الكوردي

  3- جاء في البيان الختامي للمؤتمر: ” كلف المؤتمر الهيئة التنفيذية المنبثقة عنه السعي لتوحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية” برأيكم هل بمقدور هذه الهيئة توحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية في الوقت الذي فشل المؤتمر في توحيد صفوف الكورد ؟

كيف لهم توحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية ولا احد يقيس بمعيارهم ) te kes  bi albawa na pîvê) والذي لا يمتلك القوة وقراره غير شامل وجامع لا يستطيع عمل سيء لأحد

4- ألا يوحي ما جاء في البيان الختامي بخصوص الحوار مع السلطة “ضرورة عدم القيام بإجراء أي حوار مع السلطة بشكل منفرد” ان الأحزاب التي شاركت في المؤتمر, لم تسقط بعد مبدأ الحوار مع النظام من أجنداتها, علما ان مسألة الحوار مع النظام باتت خلف الثوار منذ زمن بعيد ؟

بالعكس هذه الأحزاب تنتظر الفرصة للحوار مع النظام  ونفش ريشهم كا ديوك الحبش عندما ترخي بجناحاتها لتفردها أمام إناثها وتسيل لعابها على هكذا فرص ولهم سوابق قريبة جدا وهم كا الايزيدي الذي مسك اللقلق وقام يشوي لحمها وقال كيف المسلمين يقولون أن لحم اللقلق حرام والله لحمها طري كعشبه البار بار

 5- ما السبيل لتجاوز هذا الشرخ لتوحيد صفوف الكورد قبل فوات الأوان ؟

السبيل في رأينا هو تفكيك هذا المؤتمر وتشكيل مؤتمر وطني كوردي حقيقي يمثل كل أطياف وطبقات المجتمع الكوردي وان يتشكل بكل شفافية وان يكون المستقل الممثل فيها فعلا يكون مستقل حقيقي لا يمثل أي جهة بل يمثل الضمير والفكر الكوردي وان يكون هدف المؤتمر هدف كوردواري وليس هدف حزبوي ومصلحي وعدم الخوف من إصدار قرار حازم وجاد
31/10/2011
aind2011@gmail.com

———–

آراء في المؤتمر الوطني الكردي السوري وقراراته (1)

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، وبالمشاركة مع أطفال العالم وجميع المدافعين عن حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الانسان، نحيي احتفال العالم بالذكرى السنوية الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل، التي تؤكد على الحقوق الأساسية للطفل في كل مكان وزمان. وقد نالت هذه الاتفاقية التصديق عليها في معظم أنحاء العالم، بعد أن أقرتها الجمعية…