لكن الملفت للنظر أيضا أنه بمجرد أن اتخذ القسم الأعظم من الأحزاب الكردية قراره النهائي بعقد المؤتمر الكردي الوطني حتى بدأ التهجم القاسي من قبل بعض الأقلام الكردية على المواقع الألكترونية متهمة الحركة الكردية بشتى النعوت التي لاتليق حتى بكاتبها.
ومن المؤسف أن معظم هذه الإنتقادات تناولت الجوانب الشخصية لقيادات الحركة الكردية والتنظيمية للمؤتمر، دون التطرق الى الحالة السياسة كما يفترض موضوعيا.
ومن الملاحظ أن نفس هذه الأقلام كررت هجومها وبنفس الأسلوب التهجمي حتى بعد انعقاد المؤتمر دون الإنتظار قليلا لغاية صدور بيان المؤتمر وماتمخض عنه من قرارات سياسية وتنظيمية ومناقشتها بمسؤلية وموضوعية بعيدا عن ذهنية التشنج والقدح والأحكام المسبقة.
وهنا أرى من المناسب ابداء بعض الملاحظات لجماهيرشعبنا الكردي ولهؤلاء الأخوة بنفس الوقت.
1- أن المؤتمر الوطني الكردي اصبح حقيقة وليس حلما كما كان في السابق وقد انبثقت عنه لجنة تنفيذية تضم نخبة واعية من الشخصيات الكردية المستقلة عن أطر الأحزاب المنضوية تحت سقف المجلس الوطني الكردي وهم يشكلون مع شباب التنسيقيات الكردية الأكثرية المطلقة من قوام القيادة وهؤلاء يحظون باحترام وتقدير كبيرين لدى شعبهم وممثلون حقيقيون عن مناطقهم وهم من الكفاءة والخبرة السياسية بحيث لايستطيع احد من الأحزاب توجيههم بما يحقق رغباته الحزبية وهم يعتبرون صمام أمان لنجاح التجربة الوحدوية الجديدة، كما أن إرادة قيادات هذه الأحزاب لا تقل عن إرادة هؤلاء الأخوة في الحفاظ على هذا المكسب الكبير الذي تحقق بعد عقود مظلمة من الإنقسام والتشتت.
لذلك يتطلب من الأقلام الوطنية الكردية الحريصة على وحدة الموقف الكردي التريث قليلا ومنح الفرصة اللازمة لهذه القيادة الجديدة للشعب الكردي في سوريا كي تخطو خطواتها بثقة وثبات، وأنني على يقين بأن هذه القيادة سوف تنجح في مهامها رغم كل العراقيل التي قد تعترض مسيرتها في المستقبل سواء أكانت هذه العراقيل سياسية أو تنظيمية ولن يجدي نفعا لأحد السير عكس تيار وحدة الحركة الكردية لا اليوم ولاغدا.
2- أن قرارات المؤتمر لاتعبر عن رأي حزب معين ولا رأي شخصية بعينها، وإنما تعبرعن آراء المؤتمرين جمعاء والذين شكل المستقلون ما نسبته أكثر من 60% منهم، وقد انتخبوا بكل حرية من قبل مناطقهم ودون وصاية من احد وقد شارك في العملية الإنتخابية حوالي 5000 آلاف شخصية وطنية ومن مختلف مناطق التواجد الكردي، وهذه حالة ايجابية جيدة الى حد كبيرقياسا بالظروف التي تعيشها الحركة والوطن اليوم.
لذلك فأي تشكيك بالقيادة الحالية للمجلس الوطني الكردي لامبرر له على الإطلاق، بقدر ما يعبر عن ضيق في الأفق لدى صاحبه والنزعة النرجسية الفردية ذات الطابع الأناني لاأكثر.
3- إن المجلس الوطني ليس حكراعلى أحد ولن يغلق الباب في وجه أحد.
ومن المؤكد إنه سوف يسعى الى تأطير كافة الطاقات الكردية الفاعلة في الساحة ولن يتم اقصاء احد من الذين غابوا عن المؤتمر لأسباب معينة لاداعي لذكرها اليوم خاصة ونحن نعيش اجواء التقارب الكبير بين مختلف التيارات السياسية الكردية وأن قوة الحركة تكمن في وحدتها وتنوعها أما من أرا د أن يعيش حالته الفردية فهو حر بقراره ويتحمل وحده مسؤلية هذا القرار أمام شعبه وجماهيره.
4- النقد البناء والموضوعي حالة حضارية وراقية في ممارسة العمل السياسي وهو ضروري جدا لوضع الأصبع على أي خلل نواجهه أو قد نواجهه في عملنا السياسي اليومي والهدف من الإشارة إليه تصحيح هذاالخلل بالسرعة الممكنة ولا يوجد في الحياة من لا يخطئ، أما أن يتوجه النقد باتجاه مسار آخر كنقد (الكرافة والسيارة الفارهة وعمر الإنسان ومشيته وحياته الشخصية و…و…و…الخ) فلا يعتبر نقدا وإنما كلام مبتذل ومسيء لا قيمة له.
و يفترض بكل إنسان يحترم نفسه قبل أي شئ أن يبعد عنه وأن يترفع قليلا ويترك هذه المهاترات الرخيصة جانبا خدمة لنفسه ومقامه قبل غيره.
وختاما لا بد من التأكيد بأن المجلس الوطني الكردي المنبثق عن المؤتمر يمثل الغالبية العظمى للشعب الكردي في سوريا وسوف يسير بخطوات ثابته وعزيمة قوية والشهور القليلة القادمة كفيلة بترجمة هذه الحقيقة على ارض الواقع .
ولن يجدي نفعا من يقف في وجهه او يحاول وضع العصي في عجلاته، بل الكل معني بحمايته واغنائه وتطوير أدائه..