بسبب غياب المركز القومي الكردستاني الجامع والمنظم لحركة التحرر الوطني الكردية في البلدان الأربعة التي يتوزع فيها الكرد ولأن الحركة الكردية بالمرحلة الراهنة في كل بلد تشكل جزءا من الحركة الوطنية والديموقراطية فيه وتعمل على حل قضيتها عبر الحوار والنضال المشترك والالتزام بالمصالح الوطنية فاقليم كردستان العراق كجزء من جمهورية العراق يراعي التزاماته السياسية مع المركز الاتحادي بحسب الدستور ويتخذ مواقف الدولة الاتحادية من الجوار والعالم وكذلك هو الحال مع باقي القوى والجماعات السياسية في الأجزاء الأخرى أي أن العامل الوطني يطغي الآن على العامل القومي والحل الوطني الديموقراطي هو السبيل لانجاز الحقوق الكردية ورسالة السيد بارزاني لم تغفل هذا الجانب بل شدد عليه في أكثر من مكان .
اعتبارا من ثورة أيلول عام 1961 في كردستان العراق كان الزعيم الخالد مصطفى البارزاني بمثابة المرجعية القومية لأنه كان يتعامل في كل حياته مع الشأن القومي بنظرة ثورية جامعة ومن منطلقات كردستانية وكان يرى أن من أولى مهامه اعادة الاعتبار للأمة الكردية المنسية وتحقيق الحد الأدنى من وحدة الحركة القومية أو التنسيق بين أطرافها وجاء انعقاد ” المؤتمر القومي التوحيدي الكردي السوري ” في – ناوبردان – عام 1970 تجسيدا لتلك الرؤية أما الآن وبعد انتقال شعب كردستان العراق من مرحلة الثورة الى مرحلة الكيان الدولتي فان الأولويات تبدلت والمفهوم القومي تغير وبات الحفاظ على المكسب الفدرالي وتطويره على رأس الأولويات وهو تطور موضوعي في الموقف وانني كسياسي قومي ووطني ديموقراطي أرى أن الحفاظ على مكاسب الاقليم أمر مشروع بل واجب وبالمناسبة شهد مؤتمر ناوبردان وقبل أربعين عاما وفي أوج الدور الحزبي بالقضية الكردية السورية حضورا بارزا وطاغيا للمستقلين في حين ورغم التبدلات العميقة في مجتمعنا وساحتنا وفي ظروف انتفاضة الشباب اللاحزبيين نشهد أن المؤتمر الأخير يقصي الجميع ويعزز المواقع الحزبية الفاشلة والعاجزة.
رسالة التهنئة هذه لم تتضمن مثلا توجيه الشعب الكردي في سوريا للالتفاف حول هذا المؤتمر أو الانخراط فيه بل دعا المؤتمرين بكل وضوح الى اعطاء ” الأولوية والاعتبار الأسمى لمسألة وحدة الصف الكردي والالتفاف حول برنامج واحد واضح يعكس أحقية القضية الكردية ومشروعية حقوق الشعب الكردي في سوريا ..
” وهذا مانصبوا اليه جميعا وهذا ما يدعو اليه من لم يشترك بذلك المؤتمر من تنسيقيات الشباب وغالبية المستقلين والقسم الأعظم من المثقفين ونحو ستة أحزاب وتنظيمات.
الرسالة التي وجهها الزعيم مسعود بارزاني رئيس الاقليم تتميز بتوجيه النصائح الى المؤتمرين وتكاد تشترط عليهم تنفيذ مهام قومية ووطنية لبلوغ تحقيق أماني الكرد ” والنجاح والتوصل إلى غايات وأسس عمل ثابتة تخدم قضية وحقوق وتطلعات الشعب الكردي في كردستان سوريا ” .
رسالة الرئيس بارزاني تشدد في جميع مقاطعها على اعطاء ” الأولوية والاعتبار الأسمى لمسألة وحدة الصف الكردي والالتفاف حول برنامج واحد واضح يعكس أحقية القضية الكردية ومشروعية حقوق الشعب الكردي في سوريا ” وهذا ما نجده في مواقف واطروحات الأطراف التي لم تشارك مؤتمر عدد من الأحزاب ومانقرأه يوميا في مقالات مثقفينا .
يدعو السيد رئيس اقليم كردستان العراق المؤتمرين الى ” خدمة تطلعات الشعب الكردي في كردستان سوريا ” في حين نرى أن غالبية الأحزاب المشاركة في المؤتمر وخاصة المشرفة عليه لاتستخدم صيغة كردستان سوريا بل تراها تعجيزية ومتطرفة ومرفوضة أما من قاطع هذا المؤتمر بجميع التنسيقيات والمنظمات والفئات المستقلة والمثقفين والمرأة والشخصيات الوطنية فهم بلااستثناء ينطلقون في نضالهم ومطالبهم من كون الكرد وكقومية رئيسية يقيمون على أرضهم كجزء من جغرافية كردستان التاريخية .