دلكش مرعي
ان ضمان حقوق الشعب الكردي في سوريا المستقبل أو سوريا ما بعد الاستبداد أن ضمان هذه الحقوق ستظل مرهونا بقوة وحدة وموقف وفعالية الشعب الكردي ذاته أي إن العلة تكمن في توجهات الكرد وليس في توجهات الآخرين فعصرنا لا يحكمه قانون الاستجداء أو الرحمة أو شفقة هذه الجهة أو تلك بل تحكمه قانون القوة بعناصرها المختلفة المعرفية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والمدنية … والكرد يملكون بعض عناصر هذه القوة ولكن من المؤسف قوله بأنهم يملكونها في إطارها الخام السكوني الجامد … فهناك مجتمع مدني ولكنه مفكك وغير مفعل سياسيا ولامعرفياً في توجهه العام وهناك أحزاب سياسية ولكنها متشرذمة ولم تتمكن من توحيد مواقفها وخطابها السياسي بالرغم من الجهود التي بذلت من قبل لجنة الحوار الكردي الكردي لتحقيق هذا الهدف وبالرغم من حساسية الظروف التي يمر بها البلد….
فيكفينا القول بان هذه الأحزاب لم تستطيع معالجة أمراضها المزمنة منذ تأسيسها فكيف لها أن تعلاج قضية شعب تجاوز تعداده الثلاثة ملايين من البشر فعلى سبيل المثال وعلى الرغم من استفحال حالة التشرذم والتبعثر والانقسام التي أصيبت بها هذه الأحزاب ومنذ عقود طويلة فلم تستطع أي حزب ولحينه القيام بدراسة علمية لظاهرة الانقسام لتتمكن من استئصال هذه الحالة المرضية والحد من أضرارها ومآسيها ومع ذلك فأن معظم هذه الأحزاب تغلف عورتها بعباءة العلمانية والديمقراطية ! علماً أن استغلال المنصب الحزبي أو غيره من المناصب والتلاعب بمصير الشعوب والتعدي على حقوقها في الدول المتطورة يعاقب عليها القانون ويحال مرتكب مثل هذه الأعمال إلى القضاء فلو كان مسؤلي الأحزاب الكردية خاضعين لمثل هذه القوانين لأحيل جميعهم إلى القضاء لأنهم يلحقون عبر سياساتهم الأذى والضرر بمصالح الشعب الكردي ومستقبله ويتم كل ذلك من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية … إما بالنسبة للشريحة المثقفة فهي الأخرى مفككة ولا تمتلك مؤسسات ثقافية ولم تطرح حتى الآن مشروع ثقافي حداثي تنويري كي يكون بديلاً عن السائد المتخلف ويتلاءم مع سمة العصر ناهيك بأن ثقافة المثقف الكردي بمعظمها هي ثقافة تقليدية غير منتجة للمعرفة لأنها بعيدة عن الاختصاص وتبنى وتتأسس في معظمها على ردود الأفعال العاطفية الآنية لإظهار الذات أو الأنا طبعاً باستثناء قلة قليلة من المثقفين ….
وبالنسبة للأغنياء والوجوه الاجتماعية الأخرى فهي في معظمها لا تختلف في توجهها عن بقية الفعاليات السابقة أما القوى الحقيقة والفاعلة على الأرض فهي قوة شباب الكرد شباب الثورة وهم القوى الوحيدة التي تستطيع تحقيق حقوق الشعب الكردي في سوريا إذا استطاعت أن تتوحد في إطار معين وتتوحد مع شباب الثورة السورية وتستفيد من مساعدة شخصيات كردية نزيهة وواعية في الداخل والخارج وتتحرر من هيمنة الأحزاب الكلاسيكية وتراثها المترهل .
أما الذي يرتهن هذا الحق بأهداف أخوان المسلمين وتوجهاتهم السياسية أو بتوجهات بعض القوى السياسية الأخرى داخل سوريا فهو هروب من الواقع وهروب من المسئولية الأخلاقية تجاه ما يحدث في هذا البلد فنحن الكرد لا نستطيع أن نملي على الشعب السوري بأن يختار من يمثله سياسياً ولكن هناك في الجانب الآخر قوة فاعلة على الأرض السورية بعيدة كل البعد عن الإسلام السياسي كالعديد من الطوائف المسيحية والدرزية والعلوية والقوة العلمانية بالإضافة الى الشعب الكردي وحتى معظم العشائر العربية هناك من يمثلها وهي الأخرى بعيدة عن توجه الإسلام السياسي أي أن وجود هذا التنوع على الساحة السورية لن يفسح المجال لحزب سياسي كالإخوان المسلمين بأن يفرض هيمنته الكاملة على البلد فاعتقد بأن سيطرة أي حزب على الساحة السياسية السورية ستبقى سيطرة نسبية ناهيك بأن الإسلام السياسي بنهجها التخديري المتطرف والعنفي قد أثبتت فشلها تاريخيا فأما أن تتخذ هذا الإسلام نهجاً معتدلاً وديمقراطيا أو انها هي الأخرى سترحل مع الزمن ومع ثورات أخرى للشباب ولن تستطيع هذا الإسلام إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء كما أن الديمقراطية هي ليست منتوج إسلامي أردوغاني كما يدعي البعض بل انتجه الإغريق كما هو معروف قبل ظهور الإسلام بألف سنة .
وبالعودة إلى موضوعنا نقول إذا ما أراد الكرد الخروج من التاريخ التشرذمي التقهقري الآسن فعليهم الوقوف وراء الجيل الشاب وشد أزره وعلى الجيل السابق الهرم أن يعترف بفشل نهجه السياسي وهذا الاعتراف ستكون من الفضائل ولن تكون عاراً لأن الحياة تجدد نفسها دائماً قد ينهزم جيل أو يفشل فيأتي جيل غيره يحمل الراية وقد يهرم جيل ويشيخ فيشب من يليه وهكذا.
ولكن من المؤسف أن يجد المرء ظواهر بشرية محيرة تبعث على الريبة والقلق وربما من بين أغرب هذه الظواهر الشاذة في أن تجد في هذا العالم شعب يتعمد وعن سابق إصرار وترصد وتصميم على محاربة نفسه وبنفسه والعمل بكل ما أوتي من قوة وحنكة وعقلية شاذة وبائسة للقضاء على مستقبله ومستقبل أبنائه ! والأغرب من كل ذلك أنه يتبع وينهج هذا السلوك المنحرف والشاذ عن السلوك البشري عبر قرون وقرون من تاريخه دون إن يستفيد لا من تجاربه المأساوية ولا من تجارب شعوب العالم في هذا العصر ويأتي ويقع في ذات الخطأ التاريخي القاتل ويسير على الخط المنحني ذاته وفي دائرته الصنمية المغلقة ذاتها هذا إذا ما استثنينا قلة قليلة من الشرفاء من الذين كانوا يشذون عن هذه القاعدة الشاذة ويتحولون في أغلب الأحيان إلى قرابين وضحايا لهذا السلوك الشبه الجمعي الذي لا يثير سوى الدهشة والاستغراب فهو يختلف حتى عن سلوك بقية الكائنات الحية فالبهائم تتفادى وبدافع من المحافظة على البقاء الوقوع في ذات الحفرة مرتين .
وبالنسبة للأغنياء والوجوه الاجتماعية الأخرى فهي في معظمها لا تختلف في توجهها عن بقية الفعاليات السابقة أما القوى الحقيقة والفاعلة على الأرض فهي قوة شباب الكرد شباب الثورة وهم القوى الوحيدة التي تستطيع تحقيق حقوق الشعب الكردي في سوريا إذا استطاعت أن تتوحد في إطار معين وتتوحد مع شباب الثورة السورية وتستفيد من مساعدة شخصيات كردية نزيهة وواعية في الداخل والخارج وتتحرر من هيمنة الأحزاب الكلاسيكية وتراثها المترهل .
أما الذي يرتهن هذا الحق بأهداف أخوان المسلمين وتوجهاتهم السياسية أو بتوجهات بعض القوى السياسية الأخرى داخل سوريا فهو هروب من الواقع وهروب من المسئولية الأخلاقية تجاه ما يحدث في هذا البلد فنحن الكرد لا نستطيع أن نملي على الشعب السوري بأن يختار من يمثله سياسياً ولكن هناك في الجانب الآخر قوة فاعلة على الأرض السورية بعيدة كل البعد عن الإسلام السياسي كالعديد من الطوائف المسيحية والدرزية والعلوية والقوة العلمانية بالإضافة الى الشعب الكردي وحتى معظم العشائر العربية هناك من يمثلها وهي الأخرى بعيدة عن توجه الإسلام السياسي أي أن وجود هذا التنوع على الساحة السورية لن يفسح المجال لحزب سياسي كالإخوان المسلمين بأن يفرض هيمنته الكاملة على البلد فاعتقد بأن سيطرة أي حزب على الساحة السياسية السورية ستبقى سيطرة نسبية ناهيك بأن الإسلام السياسي بنهجها التخديري المتطرف والعنفي قد أثبتت فشلها تاريخيا فأما أن تتخذ هذا الإسلام نهجاً معتدلاً وديمقراطيا أو انها هي الأخرى سترحل مع الزمن ومع ثورات أخرى للشباب ولن تستطيع هذا الإسلام إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء كما أن الديمقراطية هي ليست منتوج إسلامي أردوغاني كما يدعي البعض بل انتجه الإغريق كما هو معروف قبل ظهور الإسلام بألف سنة .
وبالعودة إلى موضوعنا نقول إذا ما أراد الكرد الخروج من التاريخ التشرذمي التقهقري الآسن فعليهم الوقوف وراء الجيل الشاب وشد أزره وعلى الجيل السابق الهرم أن يعترف بفشل نهجه السياسي وهذا الاعتراف ستكون من الفضائل ولن تكون عاراً لأن الحياة تجدد نفسها دائماً قد ينهزم جيل أو يفشل فيأتي جيل غيره يحمل الراية وقد يهرم جيل ويشيخ فيشب من يليه وهكذا.
ولكن من المؤسف أن يجد المرء ظواهر بشرية محيرة تبعث على الريبة والقلق وربما من بين أغرب هذه الظواهر الشاذة في أن تجد في هذا العالم شعب يتعمد وعن سابق إصرار وترصد وتصميم على محاربة نفسه وبنفسه والعمل بكل ما أوتي من قوة وحنكة وعقلية شاذة وبائسة للقضاء على مستقبله ومستقبل أبنائه ! والأغرب من كل ذلك أنه يتبع وينهج هذا السلوك المنحرف والشاذ عن السلوك البشري عبر قرون وقرون من تاريخه دون إن يستفيد لا من تجاربه المأساوية ولا من تجارب شعوب العالم في هذا العصر ويأتي ويقع في ذات الخطأ التاريخي القاتل ويسير على الخط المنحني ذاته وفي دائرته الصنمية المغلقة ذاتها هذا إذا ما استثنينا قلة قليلة من الشرفاء من الذين كانوا يشذون عن هذه القاعدة الشاذة ويتحولون في أغلب الأحيان إلى قرابين وضحايا لهذا السلوك الشبه الجمعي الذي لا يثير سوى الدهشة والاستغراب فهو يختلف حتى عن سلوك بقية الكائنات الحية فالبهائم تتفادى وبدافع من المحافظة على البقاء الوقوع في ذات الحفرة مرتين .