آراء في المؤتمر الوطني الكردي السوري وقراراته (5)

خالص مسور: نؤيد الأحزاب التي تم تهميشها في المؤتمر مع المستقلين والمثقفين الأحرار في عقد مؤتمرهم الوطني الكردي الموازي للمؤتمر التسعاوي الأخير

1 – الم يكن بالإمكان ضم جميع الأطراف الحزبية والفعاليات المجتمعية وتنسيقيات الشباب الى هذا المؤتمر, وتلافي الأسباب التي أدت إلى مقاطعة شرائح مهمة ومؤثرة له ؟



نعم كان من الممكن وأكثر من الممكن، ضم جميع الأطراف الحزبية والفعاليات المجتمعية وتنسيقيات الشباب، وأعتقد أن المؤتمر الكردي الأخير والذي تكلل بتوحيد جزئي للخطاب السياسي الكردي رغم الحالة غير الصحية التي اتسمت بها مقدمات المؤتمر على الصعيد العملياتي والفاعلية التطبيقية، كتعيين لجان من غير المستقلين لانتقاء وقبول المستقلين وتقييم وطنية الآخر وكان المقياس الضمني هو مدى قرب الشخصية المستقلة من هذا الحزب أو ذاك، وكان من الممكن تسجيل مأثرة تاريخية كبرى للشعب الكردي واقتناص الفرصة التاريخية لديناميات الرؤيا المشتركة لأجندات السياسية الكردية، وذلك بعدم اللجوء إلى إقصاء الطرف الآخر واحتواء الأحزاب المنشقة في المؤتمر بروح رياضية، ونبذ التشبث بالعقلية الحزبوية الماضوية المتسلطة، وتفضيل المصلحة الوطنية العليا على المصالح الذاتية والحزبوية،.

2 – ما تسرب من أنباء تؤكد نية الذين قاطعوا المؤتمر, على عقد مؤتمر كوردي آخر لتشكيل مركز قرار كوردي جامع.

برأيكم من يتحمل مسؤولية هذا الشرخ
والانقسام في الصف الكوردي في سوريا ؟

هذا سؤال لايحتاج إلى كثير جهد للإجابة عليه، لأن من أدار، ورشح، واستبعد، وأقصى، وقرر، زمان ومكان المؤتمر هو الذي يتحمل المسؤولية، وهم في هذه الحالة قيادات الأحزاب التسعة بالدرجة الأولى مع جميع من حضر المؤتمر بالدرجة الثانية، لأن لا أحد منهم تجرأ وتساءل عن السر في سبب إقصاء شريحة واسعة من السياسيين والمستقلين الكرد ممن لهم يد سلفت وباع طويل في تحمل أعباء وتبعات الفعاليات السياسية الكردية.

وقد سبق أن وجهت تحذيراً شديد اللهجة للفعاليات والأحزاب الكردية في حال عدم الإتفاق على شيء ما يضمن توحيد الرؤية المشتركة للخطاب السياسي الكردي، لكن تحذيري أثمر نصف عمله وبانتظار إنجاز النصف الآخر.

وبهذا نقول رغم ما نعتبره من أن المؤتمر التسعاوي هو بحد ذاته إنجاز وطني لاينكر، لكن بالمقابل فقد عجز المؤتمرون أو تناسوا قراءة الأحداث المستقبلية تاريخياً ووطنياً وتسببوا في إحداث هذا الشرخ المؤلم في الصف الوطني وخلق اصطفافات جديدة قد لايلتئم شملها على المدى القريب والمتوسط.

ونؤيد الأحزاب التي تم تهميشها في المؤتمر مع المستقلين والمثقفين الأحرار في عقد مؤتمرهم الوطني الكردي الموازي للمؤتمر التسعاوي الأخير، ومن ثم مد يد الأخوة والتعاون في الشؤون الخارجية على الأقل ومعاملتهم لبعضهم بندية وأخوة.

3 – جاء في البيان الختامي للمؤتمر: ” كلف المؤتمر الهيئة التنفيذية المنبثقة عنه السعي لتوحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية” برأيكم هل بمقدور هذه الهيئة توحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية في الوقت الذي فشل المؤتمر في توحيد صفوف الكورد ؟

نتمنى أن يفعل المؤتمر ذلك، ولكني أعتقد أن الهيئة التي عجزت عن احتواء المعارضة الكردية وعن لملمة وضب بيتها وما تحت سقفه، فكيف ستضب بيت غيرها…؟ وخاصة أن معارضة الداخل والخارج على طرفي نقيض في النقاط الجوهرية والحساسة كالموقف من النظام والتدخل الخارجي مثلاً.

لكن ليس لنا في النهاية إلا أن نتمنى أن تنجز الهيئة التنفيذية للمؤتمر هذا العمل، ولكن ليس على حساب الشارع المنتفض سلمياً.

4  – ألا يوحي ما جاء في البيان الختامي بخصوص الحوار مع السلطة “ضرورة عدم القيام بإجراء أي حوار مع السلطة بشكل منفرد” ان الأحزاب التي شاركت في المؤتمر, لم تسقط بعد مبدأ الحوار مع النظام من أجنداتها, علما ان مسألة الحوار مع النظام باتت خلف الثوار منذ زمن بعيد ؟

هذه الأحزاب تتحمل تبعات سياساتها، وأعتقد أن تنسيقيات الشباب ترفض الحوار وإذا كان قادة الأحزاب كما يقولون لايريدون مصادرة رأي شباب التنسيقيات وأنهم مجرد خلفية داعمة لهم، فهم في هذه الحال سيرفضون الحوار، ولكن أعتقد ان هناك ضغوطات خارجية من الجهات الكردية بقبول الحوار وإن كان بالمشاركة مع معارضة الداخل التي لم ترفض بدورها الحوار بشكله القاطع والمطلق والنهائي.

 – 5 ما السبيل لتجاوز هذا الشرخ لتوحيد صفوف الكورد قبل فوات الأوان ؟.

أرى أن يعقد المستبعدون أو المنسحبون من المؤتمر التسعاوي، عقد مؤتمر ثان خاص بهم يضم وكما قلنا الأحزاب المستبعدة أو المنسحبة مع شباب التنسيقيات ممن هم خارج المؤتمر الأول مع المثقفين الأحرار، على ألا يمانع المؤتمر الثاني في إيجاد نوع من الارتباط والتنسيق بين المؤتمرين الأول والثاني وبين كل مؤتمر جديد قد يتشكل على أرض الواقع، لأن ألد أعداء الكرد شيئين هما التفرقة والتشتت وضعف في المفاهيمية السياسية.

ومهما كان بيننا خلاف يجب الا نقطع يد الأخوة الممدودة إلينا فليست هناك سياسة دائمة.

صبري رسول: ليس هناك في المنطق السياسي مشكلة لا حلّ لها، لكن لا أعتقد أنّ القيادات الكردية على المستوى الوعي الذي يؤهّلهم لأنّ يسلكوا السّبيل الصَّحيح لتوحيد الصّف الكردي

أولاً أشكر موقع (ولاتي مه) على طرح هذه الأسئلة واستبيان الآراء حول الأحداث الهامة التي تؤثر على مصير الشعب الكردي في سوريا.
لا شكّ أنَّ سوريا تمرّ بمرحلة دقيقة، والشعب الكردي بوصفه جزءاً من الشعب السوري له حقوق، وعليه واجبات، فإذا أتقن القيام بمهامه السياسية ستنعكس آثاره إيجابياً على الشعب الكردي خاصة والسوري عامة.

لا تحدث المعجزات السياسية بين ليلة وضحاها.
قد لا نجد حالة واحدة في أي مجتمع كان، فمن المتعذر وربما المستحيل أنْ يضمّ مؤتمرٌ كل القوى السياسية والفعاليات الاجتماعية لتوحيد الخطاب السياسي، ورسم المعالم العامة لبرنامج سياسي، وذلك لتداخل عوامل كثيرة وتراكمات تاريخية عمَّقت الشرخ الاجتماعي والسياسي، دون أن ننسى طبيعة المرحلة الحرجة، وتأثير القيادات الحزبية بحكم خلافاتها، ومصالحها الآنية، هذه الأحزاب تعمل منذ عقود وهي عاجزة عن عقد مؤتمر يوحّد الكرد تنظيمياً وسياسياً، فكيف بها وهي أمام متغيرات سريعة، ومدهشة، وعقولهم لن تستوعب الأمر إلا بعد سنوات.

مَنْ يبحث عن الغنائم يتحمّل المسؤولية.
لا تستطيع أية جهة كانت الادعاء بأنّه وحده سيشكّل مصدر القرار، فالقرار المركزي يتبع القوة السياسية، ومتى توحّدت القوى السياسية سيكون هناك قرارٌ مركزيّ موحّد.
ومن الخطأ أن يتجاهل المؤتمر الكردي ومجلسه التنفيذي القوى السياسية والحراك الشبابي والفعاليات الاجتماعية والثقافية الأخرى التي لم تشترك في المؤتمر، ودورها، وتأثيرها في الحراك السياسي.
وأعتقد أنَّ الجميع يتحمّل مسؤولية الشرخ، المشاركون (الأحزاب خاصة) والمقاطعون وخاصة الذين بحثوا عن الذرائع والمنافع الحزبية والشخصية الضيقة.

توحيد الصّف الكردي أولاً.
أعتقد أنّ هذا السؤال يحمل في طياته قنبلة، لكنها معطّلة، لأنّه بسيط كجريان النّهر، ومعقّد كمحاولة تغيير مجرى النهر نحو الأعلى، هنا يمكن القول أنّ على الهيئة التنفيذية البحث عن صيغة توافقية لتوحيد الصّف الكردي أولاً لخلق أرضية سليمة يمكن الانطلاق منها نحو توحيد المعارضة الوطنية السورية العامة.

فالهيئة التنفيذية لا تتحمل وزر تشتت المعارض السورية وحدها، لكنها تتحمّل جزءاً من المسؤولية.

الجزء لا ينفصل عن الكل، والانفراد يعطّل صفات الكلّ.
قرار الحوار مع السلطة ليس بيد الكرد وحدهم، فهم لا يستطيعون فتح قنوات الحوار وحدهم مع النظام، ولا يستطيعون مقاطعته وحدهم أيضاً، لأنّهم جزء من المعارضة السورية، والجزء يعجز عن القيام بعمل الكل (ميكانيكياً) وإن فعل فنشازٌ سياسيّ وطريق نحو الهاوية.

ولا أظنّ أن اتخاذ القرار بهذا الصّدد سيكون صائباً بمعزل عن المعارضة، سلباً أو إيجاباً.

النّجاح يكون بترجمة القرارات في الميدان السياسي.
ليس هناك في المنطق السياسي مشكلة لا حلّ لها، لكن لا أعتقد أنّ القيادات الكردية على المستوى الوعي الذي يؤهّلهم لأنّ يسلكوا السّبيل الصَّحيح لتوحيد الصّف الكردي، لأنّ غالبيتهم يجهلون القراءة السياسية الصَّحيحة للمرحلة الرّاهنة، والجزء الباقي من الغالبية أسير نزعاته الشَّخصية، وأنانيته الحزبية، ولا سبيل سوى إيجاد ضغطٍ من خارج المؤتمر، من الحراك الشبابي، والفعاليات الثقافية، بعد خروجها من عباءات القيادة الحزبية.
وأظنّ أنّ مدى نجاح المؤتمر وقدرته على ترجمة القرارات على أرض الواقع يبدأ بعد نشر البيان الختامي، فالعمل السياسي الميداني اختبار حقيقي لنوايا القرارات السياسية، فلا نحكم مسبقاً وبشكل قطعي عن نجاح المؤتمر أو فشله في ردم الشّرخ السياسي، ومن ثم توحيد الصفّ الكردي.

محمد قاسم “ابن الجزيرة “: نحن نتعامل في حياتنا كثيرا مع أمر واقع قد لا نرضاه، ولكننا مضطرون للتعامل والتكيف معه.

هذه هي طبيعة الحياة، خاصة في المجتمعات التي تعاني من تعثر فكر حر، ومنهج ديمقراطي

كلمة حول المؤتمر الوطني الكوردي (المجلس الوطني الكوردي)

منذ أيام يسخن بعض الوسط الكوردي الساحة، بالحديث حول المؤتمر الوطني الكوردي ، وكثرت السجالات فيه، وقد تصل الى أسلوب فيه هجوم –في بعض الحالات- كيفما كان.
للتذكرة، قبل انعقاد المؤتمر كتبت مقالا بعنوان” حول مؤتمر “وطني”
موعود كرديا في سوريا ” ضمنته بعض أفكاري، ومنها، بعضها النقدية، خاصة فيما يتعلق بالنهج الحزبي السائد عموما، وفيما يتعلق بالآليات التي اعتمدت خصوصا.

وختمته ببصيص أمل وموقف بالقول:
” …مع كل هذا فسنبقى نساهم في محاولة إنجاح المؤتمر –المتواضع – في طريقة إعداده، والغاية المحددة له.

على أمل أن هذا الحراك قد يولّد حراكا أكثر حيوية وتقدما وقيمة كمخاض مأمول.
تلك الأفكار لا تزال قائمة من وجهة نظري… ولكن التعامل مع الواقع يفرض –أحيانا – تجاوز بعض الأفكار؛ الى مقتضيات الواقع – حتى لو كانت أمرا واقعا أحيانا- فنحن نتعامل في حياتنا كثيرا مع أمر واقع قد لا نرضاه، ولكننا مضطرون للتعامل والتكيف معه.

هذه هي طبيعة الحياة ،خاصة في المجتمعات التي تعاني من  تعثر فكر حر، ومنهج ديمقراطي.
دعونا لا نتبع طريقة احتكار الحقيقة والصواب… بل لنتجه نحو عرض ما نعتقد به، ونراه صوابا ، مع الإيمان بحق الآخرين في الاختلاف – بغض النظر عن رؤيتنا نحن لهذا الاختلاف؛ ما لم نملك معايير علمية ومنطقية غير قابلة للتأويل والاحتمالات المختلفة .وبناء على هذه الفكرة أقول:
في تقديري، إن إعادة قراءة واقع المؤتمر على ضوء النتائج، قد تكون مفيدة، بل وضرورية أيضا.
فكأن المؤتمر فرض واقعا –كما تناهى إلى سمعي، وفهمت عن مجرياته –ربما ليس متوافقا –نسبيا- مع الذهنية الحزبية، والتي اجتهدت – أثناء التحضير له- لتوجيهه نحو ما تصوّرت.
وذلك فيما يتعلق بنتائج الأفكار التي طرحت في المؤتمر، وتمخضت عن  بنود ضمن البيان الختامي له، وبدا أثر المستقلين والشباب فاعلا فيه–على الرغم من كل شيء- أيضا…
إن ما أفرزه المؤتمر من حيثيات؛ تشير الى ولادة روح حركة جديدة بمعنى ما ، برز فيها تأثير المستقلين في النتائج المعلنة… وهذا يبشر بأمل.

ودعونا نشجع هذا الأمل، ويصب انتقادنا في هذا المنحى، راهنا على الأقل.
المشكلة الأساسية في الحركة النضالية الكوردية المنظمة – الحزبية- هي، امتهان البعض- أو اعتيادهم- روتينا يجعلهم يدورون حول ذواتهم، ويكيّفون الأداء الحزبي مع واقع تجمّد ، ولم يعد ينفع في التأثير على الجهات التي تطالب بحقوقها منها،  وهي –هنا-  القوى المعارضة لهذه الحقوق على رأسها، السلطات.
هذا الجمود يبدو انه قد تحرك –نظريا على الأقل- واستعاد بعض الحزبيين الشعور بوجود قوى مثقفة، ونشيطة، وفاعلة في الشعب الكوردي في سوريا، ويمكنها أن تلعب دورا مفيدا في العمل النضالي بطريقة أو بأخرى، إذا أتيح لها المجال.
وإن لم تستعد هذا الشعور ؛ فإن هذه القوى المستقلة  ستفرضه -إذا ظلت وتيرة التفكير والعمل لديها وفق الأفق الذي حصل في المؤتمر.
لئن حصل تقصير على الآلية التي تم بها التحضير للمؤتمر –وقد حصل بالتأكيد-  فإن النتائج تثير الاهتمام، لذا –بتقديري- فإن المساعدة على تحقيق وتنفيذ ما توصل إليه المؤتمر، قد يكون أهم من التوقف عند ما حصل من تقصير.
وإنّ تجاوز الحساسية التي أثارها التقصير العامد -أو غير العامد- قد يصبّ في عملية تجديدية مأمولة، تتولاها القوى المستقلة، الى جانب تلك الحزبية التي ملّت الممارسات غير المُرضية من قياداتها وبعض رفاقها…!
يُلاحظ أن هناك عدة اتجاهات -أو فئات- تتناول المؤتمر بتوصيف سلبي…
1-   جهات حزبية بقيت خارج المشاركة في المؤتمر، لعدم التوافق على الحصص.

هذه الذهنية التي يفرزها واقع حزبي متخلف، تغلب فيه روح الأنانية على حساب القيمة النضالية من اجل حقوق عليا وقومية –وطنية، بكل أسف…
2-   جهات حزبية لا يوجد لها حضور ميداني، لظروف خاصة بها ربما، أو لأي سبب.
3-   Pyd  حزب يمثل الجزء السوري من حزب pkk ، يبدو لي انه شبيه بنظام حزب البعث في تشكيلته التنظيمية القطرية والقومية… والمشكلة لديه -ربما- هي انه يتلقى توجيهاته -وربما أوامره- من خارج سوريا؛ حيث القيادة المركزية -القومية- إن جاز التعبير…
4-   بعض القوى المستقلة التي لها نهجها في محاولة التحرك سياسيا.
5-   بعض تنسيقيات شبابية ميدانية تقوم بالتظاهر ، وتحاول فرض ذاتها كقوة جديدة ومتجددة … قد تفتقر لبعض خبرة نتيجة واقعها المنبثق جديدا ضمن إفراز الثورة، وقد يتقاطع جهدها –أو توجهها – مع أفراد يرغبون الاستفادة الشخصية في حالات معينة، من هذه القوة الميدانية الواعدة.
6-   ………………ومنها المرأة …
– بالنسبة للجهات الحزبية المشار إليها في البندين ( 1و2) فإنها تتحمل بعض مسؤولية عن عدم المشاركة بحسب ما قيل.،
وإن المشاركة –كمبدأ – مع بعض غبن؛ ليست هي المسؤولة عنه-  خير من عدم مشاركة كله غبن؛ وتتحمل هي بعض مسؤولية عنه -كما أرى.
إن تغليب فاعلية (التفاعل الناقصة) ان صح التعبير، على سلبية عدم التفاعل؛ لهو أمر قد يعين على تخطي السلبيات وان طال الأمر بها بعض زمن، أو نال بعض الأطراف بعض غبن أيضا..

فالتضحية من اجل القضايا الكبرى هي مبدأ نضالي وأخلاقي لا يغيب عن وعي احد.

ودائما الأكثر حرصا هو الذي يدفع الثمن الأغلى.

لكن “في النهاية لا يصح إلا الصحيح” كما تقول الحكمة.
في تقديري، العمل القليل مع بذور آفاق محتملة لأن يكبر وينمو، خير من سلبية تبقى في دائرة مغلقة، قد لا توفر إمكانية انطلاق أرحب.شريطة التحقق من وجود هذه الآفاق.
في العمل السياسي –خاصة في الشرق الأوسط، وكما يعلم الجميع-  قد لا يكون الوعي وحس المسؤولية هو الفاعل، لذا فالحوارات والمفاوضات… غالبا ما، تكون مبنية على نوع من تعسف وغبن في شكل ما.
لذا فالقبول بالقليل -أحيانا من اجل اتجاه نؤمن به- خير من خسارة الكثير عموما؛ مادامت حيوية التحرك، والفاعلية، وتطور التنظيم، والفكر… قد تعين على تجاوز واقع -ارتضته بلا رضا- الى واقع تصبح فيه هذه القوى المغبونة في مكانة أفضل ربما؛ من تلك التي كانت سببا في غبنها …
– وأما بالنسبة لـ pyd  فيبدو إنه يتبع أجندة لا تتوافق مع ما هو متبع من
الأحزاب التقليدية الكوردية في سوريا، لذا فإن التوافق معه قد لا يتحقق أبدا، مهما كانت الرغبة موجودة من الطرفين..

لأن التجانس أصلا مفقود… والمنطلقات لم تبحث معا – أو ليس متفقا عليها- فكيف ستكون الملتقيات متناغمة؟!
في رأيي، إن إجراء الحوارات فيما بينها حول صيغ تمنع التصادم بينها في هذه المرحلة …لا البحث في انضوائها جميعا تحت مؤتمر جامع…هو المطلوب والأفضل.
وقد استنتجت من خلال بعض متابعات –لا ادعي كفايتها – تعين على تكوين فكرة ما عن قوة ثقافية –هي غالبا من بقايا أحزاب هجرتها لسبب ما، ولا تزال تمارس حيويتها بذهنية حزبية على الأغلب، فتقع في مشكلة شبيهة بما لدى الأحزاب تحت عنوان المستقلين… ولا أظنها قادرة على تجاوز مشكلتها؛ ما لم تبذل جهودا مستمرة، ومضنية للتحرر من المؤثرات السابقة في فكرها وسلوكها… ومن ثم التكيّف الثقافي مع استقلاليتها؛ بفاعلية وواقعية.
إضافة الى حالة ثقافية مبعثرة تمثل الذين يشعرون بالقيمة الثقافية من وجهة نظر شخصية ذات ملامح أنانية… وعجز عن التكيف مع الأحداث والمستجدات عموما…
ولا نقصد أولئك الذين ينسون أنفسهم بأنهم كبروا عمرا، ويفترض قيمة ذاتية، جرّاء ما حصّلوا من شهادات علمية … فيرتهنون لمطامح ضئيلة، تقف عند حد بعض رفاهية –وربما عن طريق الحرام، وقد ترهن ذاتها –طمعا أو خوفا- الى أجهزة مختلفة –منها الأمنية- تستثمرهم ضد أبناء جلدتهم، ووطنهم… وبأرخص الأثمان،ومثلهم بعض السياسيين –الحزبيين –خاصة.
–  تبقى التنسيقيات الشبابية –التي لم تمتد أيدي الأحزاب الى العبث بها، أو حتى أيدي بعض المتظاهرين ب[أنهم من المستقلين، والذين يحاولون التسلق على جهود هذه التنسيقيات، مستغلين قلة خبرتها في الميدان التفاعلي سياسيا…
هذه التنسيقيات هي تشكيل جديد أفرزته ظروف الوطن والثورة، وهي في تفاعل مع بعضها البعض، متجاوزين –غالبا- الحدود، والأطر القومية، وربما الإقليمية –أو الجغرافية-… فهي نسيج ذاتها، أفرزها واقع ثوري بخبرات لم تتبلور بعد بكفاية، ويفترض التعامل معها باحترام شديد، والثقة بها كقوة ميدانية، والتحاور معها بتقدير، حتى الوصول الى النتائج المرجوة.
–  وأخيرا هناك المرأة وتمثيلها، ويبدو أن نظام الكوتا اتبع في هذا المؤتمر كنهج عام وخاص، والمرأة جزء منه… ربما يبرر وضع قائم مثل هذا راهنا.
وإن المزج بين  نظام الكوتا والصورة المعروفة للانتخابات في آلية خاصة، ومرحلية،  قد تكون ممكنة ومنتجة خلال مرحلة محددة،وكمخرج للمشكلات راهنا، شريطة أن لا تصبح ثقافة دائمة .
فالمفروض- إذا- أن تتجه الجهود الى نظام التكامل، ووحدة الآلية الديمقراطية، بممارسة حرة، ومتطورة، ريثما يتم تجاوز المعيقات، والمشكلات؛ الى روح القومية –الوطنية القانونية الجامعة والفاعلة سلوكيا…
إن العمل -خلال الفترة القادمة القريبة- سيوضح –ويبلور- الملامح العامة للحركة التي سيمارسها المجلس الوطني الكوري المنبثق عن المؤتمر الوطني الكوردي…
دعونا -جميعا-  نتفاعل مع الواقع بفاعلية ايجابية، لعل النتائج توصل الى ما هو أفضل.ودائما يفترض أن المصلحة الأعم هي الأهم.
ولا ينبغي أن نفهم أية حركة بمعزل عن ما يجري في المنظومة السياسية المحلية والإقليمية والدولية.
وهذا مايعاني منه -و دوما-  الفكر السياسي في المنطقة، ومنه الفكر السياسي الكوردي.
m.qibnjezire@hotmail.com

عبدالحليم سليمان عبدالحليم* : العديد من الأحزاب تعيش بحالة غرور وتبحث عن بطولات وأمجاد لن تراها لطالما الحال بهذا السوء بل سيكون من يفكر في هذه الأمجاد متوهما والدليل أنه بعد عقد المؤتمر ونتيجة عدة تصرفات سيئة صُدم أطرافه بعدم التمثيل الشرعي في الشارع

1- الم يكن بالإمكان ضم جميع الأطراف الحزبية والفعاليات المجتمعية وتنسيقيات الشباب الى هذا المؤتمر, وتلافي الأسباب التي أدت إلى مقاطعة شرائح مهمة ومؤثرة له ؟

بداية أقول أن المؤتمر خطوة إيجابية و صحيحة و مباركة لكن شاب المؤتمر الكثير من النواقص و أخشى أن تتفاقم هذه النواقص و تصبح معرقلة للمؤتمر الوطني الكوردي و بالتالي سيفشل المؤتمر في تحقيق أهدافه ومقرراته ما لم يتدارك أعضاء المؤتمر -وبالأخص الأحزاب- لتلك النواقص و لم يتصدوا لحلها وفق المصلحة الملحة للشعب الكوردي في سوريا ،المشكلة الحقيقية تكمن في الأحزاب المشاركة وغير المشاركة و السبب في ذلك هو الأنانية و الحساسيات الشخصية المقيتة التي لم تتخلص منها العديد من الأحزاب في الساحة مع اختلاف حجمها و وزنها في الشارع الكوردي أما الشباب – برأيي – فقد كانوا عامل ضغط لتحقيق التلاقي بين الأحزاب أكثر من أن كانوا طرفا في الشرخ الحاصل الآن لا سيما أنهم أبدوا ملاحظاتهم على المؤتمر قبل وبعد انعقاده .
أعتقد أنه مازال المجال متاحاً لتلافي أسباب المقاطعة وذلك بضم الأحزاب والشخصيات التي لم تشارك و كذلك المجموعات الشبابية المؤثرة في الشارع حيث هناك تلاقي كبير في الجانب السياسي لكل الأطراف الكوردية حول البرامج و المقررات السياسية التي خرج بها المؤتمر الوطني الكوردي و الأهم من كل هذا أن يعي الجميع أن حجم الخلاف الآن بسيط و صغير ويمكن حله لكننا لا نعلم كيف ستتحول الأمور سيما أن الشرخ سيصبح واقعا معقدا في قادم الأيام.

2- ما تسرب من أنباء تؤكد نية الذين قاطعوا المؤتمر, على عقد مؤتمر كوردي آخر لتشكيل مركز قرار كوردي جامع.

برأيكم من يتحمل مسؤولية هذا الشرخ والانقسام في الصف الكوردي في سوريا ؟

يمكن لأي مجموعة من الأحزاب أن تعقد مؤتمراً وتحضر بعض المجموعات الشبابية القريبة منها لإضفاء شرعية الحراك على مؤتمرها – كما جرى في المؤتمر الوطني الكوردي – و بالتالي تؤسس محورا لكن هذا خاطئ بل يجب تعديل المؤتمر الوطني الكوردي الحالي وآليات عمله وحجم المشاركين من الأحزاب والشباب و ذلك بإضافتهم بالتساوي مع بقية الأحزاب.
لكن إن حصل شرخ و أصبح هناك مؤتمر موازي للمؤتمر الوطني الكوردي فمسؤولية هذا الشرخ يتحمله الجميع وبالأخص الأحزاب فهناك ثلاث قوى حزبية رئيسة ستكون هي المسؤولة بالدرجة الأولى وبعدها الأحزاب الخارج المؤتمر و الطرف الخارجي الداعم والراعي للمؤتمر الوطني الكوردي ، أما الشباب الفاعلين فتقع على عاتقهم مسؤولية الوقوف مع طرف مقابل آخر فالشباب عليهم بذل جهودهم للتقريب بين الأطراف و على المستقلين الذين شاركوا في المؤتمر أو لم يشاركوا القيام بنفس الدور ، فالجهود كلها يجب أن تنصب في إتجاه التوحيد و التقريب فذلك ممكن جداً في هذه المرحلة.

3- جاء في البيان الختامي للمؤتمر: “كلف المؤتمر الهيئة التنفيذية المنبثقة عنه السعي لتوحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية ” برأيكم هل بمقدور هذه الهيئة توحيد صفوف المعارضة الوطنية السورية في الوقت الذي فشل المؤتمر في توحيد صفوف الكورد ؟

قبل التوجه لتوحيد صفوف المعارضة الوطنية يجب ترتيب المعارضة الكوردية حتى يكون بالإمكان الدخول بقوة وموقف موحد لبذل الجهود في توحيد صفوف المعارضة الوطنية ، فهم الشعب الكوردي وأولويته ليس توحيد صفوف المعارضة بقدر الاهتمام بتوحيد البيت الكوردي و هذا أصح و أكثر فائدة و جدوى من الهروب من الاستحقاقات الكوردية .

4 – ألا يوحي ما جاء في البيان الختامي بخصوص الحوار مع السلطة “ضرورة عدم القيام بإجراء أي حوار مع السلطة بشكل منفرد” ان الأحزاب التي شاركت في المؤتمر, لم تسقط بعد مبدأ الحوار مع النظام من أجنداتها, علما ان مسألة الحوار مع النظام باتت خلف الثوار منذ زمن بعيد ؟

السياسة تختلف نوعاً ما عن الحراك الشعبي وشعاراته و كل شيء وارد في السياسة لا سيما أن المصالح هي الثوابت و المواقف هي المتغيرات ولكن الشارع الكوردي و حراكه قد قال كلمته في هذا المجال ومسألة الحوار لم تتبلور بعد لاسيما أن الظروف تسوء يوماً بعد يوم و لم يلتزم النظام بأي بند من شأنه توفير أجواء الحوار و أعتقد أن ظروف الحوار لن يتوفر بل التصعيد سيكون سيد الموقف في الأيام القادمة ، لكن من المهم أن يرى الشعب السوري الأمان و الاطمئنان و يجب وقف نزيف الدم السوري قبل كل شيء.

5- ما السبيل لتجاوز هذا الشرخ لتوحيد صفوف الكورد قبل فوات الأوان ؟

السبيل هو التعقل و الإحساس بالمسؤولية لدى جميع الأطراف و هذا ما لا نلاحظه لدى العديد من الأحزاب الكوردية سواء تلك التي عقدت مؤتمرها الوطني أو التي لم تشارك فالعقلية المتخلفة سياسياً لدى الأحزاب أدت إلى هذه الحال و سيكون الحال أسوء مستقبلا ما لم يتم تدارك العيوب التي نعيشها الآن ، فالعديد من الأحزاب تعيش بحالة غرور وتبحث عن بطولات وأمجاد لن تراها لطالما الحال بهذا السوء بل سيكون من يفكر في هذه الأمجاد متوهما و الدليل أنه بعد عقد المؤتمر ونتيجة عدة تصرفات سيئة صُدم أطرافه بعدم التمثيل الشرعي في الشارع أما من هو خارج المؤتمر لم يلقَ القبول بعد؛ إذن فالجميع خارج دائرة النجاح في المشهد العام .
سبيل الحل – و هو ما أتمناه – هو أن تتقارب هذه الأحزاب و تكسر الحواجز بينها و تلتقي معا من أجل المصلحة الكوردية العامة وأنا متأكد لو تحقق ذلك سنكون خير عامل فاعل في الساحة السورية بشكل عام و سنحقق ما كنا نتمناه و نطمح إليه لأنه ببساطة الحراك الشبابي الكوردي والظروف قد هيأت للسياسيين الأذكياء والحاذقين ما لم يتهيأ في الماضي و لن يتهيأ في المستقبل لذا يجب استثمار اللحظة والانطلاق نحو الهدف الأسمى بعد توحيد الصفوف و الجهود.
* إعلامي وناشط سياسي

زارا مستو: يجب أن يتم تشكيل لجنة لمباشرة الحوار مع القوى الموجودة خارج المؤتمر , وهناك نسبة كبيرة من المستقلين ممثلين في المؤتمر, قادرين على لعب الدور الوسيط كون أغلب الخلافات كانت مع الحزبيين

المؤتمر الكوردي فشل في توحيد صفوف الكورد أم نجح ؟

– إن المطالبة بتشكيل إطار يضم الحركة الكوردية بكافة تفرعاتها السياسية والثقافية والاجتماعية والحقوقية والشبابية في سوريا, في خضم هذه الأحداث والمتغيرات التي تعصف بسوريا والمنطقة برمتها, لضرورة وطنية وقومية بالمعايير كلها.
وليس خافيا على أحد أن الحركة الكوردية بتفرعاتها جميعها تفتقر إلى التجربة الديمقراطية والوعي الديمقراطي, وثقافة العمل الجماعي والمؤسساتي, وهذه سمة تتسم بها قوى المعارضة السورية برمتها, ولا تحصر المسألة في الحركة الكوردية وحدها, فإنّ الثقافة السائدة  في المنطقة هي الثقافة الشمولية – التي يتحكم بخيوطها الفرد, وهي محكومة بمنظومة فكرية معلبةعصية على التغيير إلى حد ما, إن جاز التعبير.
إن تجارب القوى الكوردية في هذا الصدد, كانت متواضعة وباءت معظمها بالفشل إن لم نقل كلها, لا نبالغ إذا قلنا إن إيجاد إطار يضم الجميع في ظل هذا الواقع الراهن المأزوم يعتبر ليس بأمر سهل , فإن انعقاد المؤتمر الوطني الكوردي وتوافق على مشروع كوردي, – قياسا للظروف الراهنة-  يعتبر إنجازا كبيرا, لكن ستبقى الغاية هي الصيغة الأجمع التي يضم الجميع, وواجب أن نعمل من أجلها إلى حين أن ندخل مرحلة جديدة, والتي ستكون صناديق الاقتراع فيها سيد الموقف.
– إن معظم الخلافات القائمة الجلية بين هذه الأطراف تتمحور في نقطتين:
الجانب التنظيمي: و ظهرت الخلافات منذ بداية فكرة المؤتمر بين المستقلين والحزبيين أنفسهم  حول بعض الآليات في كيفية انعقاد المؤتمر, والإشراف عليه, وعلى أثرها انسحب بعض المستقلين, وأعلنوا الحرب على هذه الهيكلية برمتها, واستبعد بعض أطراف حزبية وغير حزبية, نتيجة خلافات حزبية حزبية, مما أدى إلى ظهور تشكيل شريحة خارج المؤتمر كان بإمكان هذه الأحزاب والقوى التفاهم معا وتلافي المعوقات, وخاصة تلك الخلافات التي كانت تنحصر في الآليات التنظيمية, وهذا مأخذ كبير يسجل على تلك الأحزاب التي قادت المؤتمر.
الجانب السياسي: ولم يقتنع البعض من المثقفين و الشباب و الأحزاب أصلا بتلك الأحزاب, ورؤيتها حيال الأوضاع في سوريا, ولم تشارك, واتّخذت مواقف مسبقة دون أن تنتظر النتائج.
فإن الذين اتّخذوا- سياسيا- المواقف المسبقة, هم يتحملون جزءاً من مسؤولية ما جرى, وقلّما نجد مواقف موضوعية تقيم المؤتمر موضوعياً, تذكر الإيجابيات والسلبيات, حتى وصل بالبعض أن يخون ويشطب – مسبقا – المؤتمر من الخارطة السياسية نهائيا, لاعتبارات شخصية لا أكثر, فإن هذه الاتهامات المجانية لا تنسجم مع طبيعة هذه المرحلة وخصوصيتها, فالمطلوب هو ذلك النقد الذي يبني, لا الذي يهدم.
– الشعب الكوردي مكوّن بارز وأساسي من مكونات الشعب السوري, لا يمكن استغناء عنه فتمثيله يعطي الشرعية لسوريا الجديدة, أما المؤتمر الوطني الكوردي فإنه يمثل شريحة واسعة من الشعب الكوردي فسيكون دوره مهما, فهو لا يمثل الكورد كلهم, لكنّه يمثل فئات واسعة, أما أن نقول إن المؤتمر فشل في توحيد صفوف الكورد, فهو قول غير دقيق, لأن معايير الشرعية لن تكون كلية شاملة, بل هي تنحصر في صيغة الأغلبية, وحتى إنْ انضمّت بقية الأطراف سنجد معارضة أخرى تعارض هذا المؤتمر, وبالتالي من المستحيل أن نجد إطارا يضم الجميع سواء لدى الكورد أم لدى أية معارضة أخرى في العالم.
– من الأخطاء الشائعة في السياسة, أن يتّخذ السياسي مواقف سياسية مسبقة حيال الأوضاع التي تعنيه, فإنّ سوريا مقبلة على الاحتمالات كلّها, وعلى السياسي أن يستعد للخيارات جميعها, وهذه الأحزاب نفسها رفضت الحوار في ظل هذه الأوضاع مع النظام, وهي جزء من القوى الموجودة في الساحة, ولا شك أن ما جاء بصدد الحوار“ضرورة عدم القيام بإجراء أي حوار مع السلطة بشكل منفرد“, فهو قبل كل شيء موقف سياسي نابع من مصلحة الشعب السوري عامة والكوردي خاصة, وله دلالات ومعان عدة.
–  طرح المؤتمر خطابا سياسيا جديدا وموحدا, كان بمثابة مفاجأة للكثيرين, وإن كان عليه  بعض الملاحظات, فإن الجانب السياسي لن يكون عائقا كبيرا بقدر الجانب التنظيمي, في الحوارات مستقبلا, ولذلك يجب أن يتم تشكيل لجنة لمباشرة الحوار مع القوى الموجودة خارج المؤتمر , وهناك نسبة كبيرة من المستقلين ممثلين في المؤتمر, قادرين على لعب الدور الوسيط كون أغلب الخلافات كانت مع الحزبيين, وعندها ستكون هناك نتائج إيجابية بدون شك, وأيضاً تستطيع مواقع النت أن تلعب دورا آخر مهما وعلى رأسهم موقع ولا تي مه وكميا كوردا وغيرهم حيث كانت لهم دور بارز في طرح فكرة هذا المؤتمر, وأن يكونوا مرة أخرى وسيلة ضغط لتوحيد كافة الجهود- مشكورين جهودهم, والمرحلة المقبلة كفيلة بمزيد من الإجابات.

———-
لمتابعة الأقسام الأخرى انقر على الصور:

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…