عبدالباقي حسيني
بعد ثمانية أشهر من الصراع الدائر بين الشعب السوري (بمعارضيه في الداخل والخارج)، وبين النظام بكل رموزه (حزب البعث، فروع الأمن ورئيسهم بشار الأسد)، مازال هذا النظام يترنح في المربع الأول، بينما الشعب السوري المعارض قد خطا خطوات متقدمة، نحو هدفه الذي لا رجعة عنه.
بعد ثمانية أشهر من الصراع الدائر بين الشعب السوري (بمعارضيه في الداخل والخارج)، وبين النظام بكل رموزه (حزب البعث، فروع الأمن ورئيسهم بشار الأسد)، مازال هذا النظام يترنح في المربع الأول، بينما الشعب السوري المعارض قد خطا خطوات متقدمة، نحو هدفه الذي لا رجعة عنه.
وبالعودة إلى المبادرة العربية والتي أعطت النظام السوري الفرصة الأخيرة لإنقاذ البلد من الهاوية أو من الكارثة، كما جاء على لسان رئيس الجامعة العربية السيد نبيل العربي، في حال عدم التزام النظام السوري ببنود المبادرة وتنفيذها، إلا أن الملاحظ في هذا الأمر، وكما هو معروف على الساحة السياسية السورية،ذلك البون الشاسع في التفكير أو التحليل السياسي للأزمة السورية أو تبيان النهايات بين منطق النظام ومطالب الثوار السوريين.
من جهة النظام السوري، مازال هذا النظام ومنذ اليوم الأول يعتمد على رؤية، أقنع نفسه بها، على أنه يحارب ويقاتل ” الجماعات الإرهابية المسلحة”، ولايتطرق إلى الشارع الثائر الذي يطالب بحقوقه المهضومة، و يسعى إلى تغيير النظام الذي حكم الشعب بالحديد والنار.
النظام وأزلامه، مازال يقنعون أنفسهم، على أنهم يدافعون عن البلد ويحاربون الجماعات المسلحة، وإن الإصلاحات على قدم وساق، تسير بوتيرة مناسبة، وأنهم يحاولون أن يحاورا أناساً يختارونهم بأنفسهم، ليصلوا إلى حل الأزمة.
بمعنى أنهم يفصلون حتى المعارضة على مزاجهم ولايعترفون بأي إنسان معارض ينطق بكلمة تغيير النظام أو إسقاطه أو تنحي بشار الأسد.،فمنذ ثمانية أشهر، و الإعلام الرسمي وقنوات النظام تستقبل أشخاصاً موتورين، مأجورين، من لبنان أو من الداخل، ليجاملوا ويتملقوا وينفخوا في النظام، ويرددوا عبارة “هناك مؤامرة على سوريا”، وأن سورية هي القلعة الوحيدة للمقاومة والممانعة في العالم العربي، ضد مخططات الصهيونية والإمبريالية، وإن الرئيس بشار الأسد هو صمام الأمان في منطقة الشرق الأوسط، و حامي حمى الأمة العربية.
كله وسواه مجرد كلام، بات الشعب السوري يمقته، ويدعو إلى “التقيؤ” عند سماعه، كونه مل هذه الأسطوانة المشروخة، التي استهلكت الكثير من الوقت و الإمكانات للشعب السوري.
النظام مصُر على أن روايته هي الصحيحة، ولاشيء غيره.
فإعلامه لا يستقبل أي معارض في الداخل، لإبداء رأي مفيد في هذه المرحلة، و لايريد سماع أي شيء يقترب من رموز حكمه، لذلك فهو مصر على استخدام أنواع الأسلحة كافة، ضد الشعب الأعزل ليثنيه عن عزيمته، و منعه من الخروج إلى الشارع للتظاهر، هذا بالرغم من تشدقه بأنه مستعد للحوار مع المعارضة، لا أدري كيف سيحاور المعارضة، وهو حتى هذه اللحظة لم يمهد إلى أي شيء يقربه من المعارضة والإعتراف به، وقد جاء مؤخراً على لسان بشار الأسد للصحافة الروسية،” أنه لايرى المعارضة، حتى الآن”.
من جهة المعارضة، وخاصة الشارع السوري الذي بدأ بمطالب بسيطة من استعادة الكرامة والحرية والديمقراطية في البدايات، بدأ يرتفع سقف مطالبه رويداً رويداً، حتى وصل إلى إسقاط النظام، وذلك بعد مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص، وفي هذه الأيام بدأ الشارع السوري يرفع سقفه إلى شعار إعدام الرئيس، كون الشارع يرى أن الذي يجري على الأرض فظيعاً جداً، وأن المسؤول الأول والأخير عن كل مايجري هو بشار الأسد، باعتباره رئيس البلاد، وقائد الجيش والقوات المسلحة.
السؤال الذي يطرح نفسه، كيف الوصول إلى حل للأزمة السورية، عندما يكون النظام السوري في واد، ومطالب المعارضة السورية في واد آخر؟، كيف ستوفق الجامعة العربية بين النظام والمعارضة في مسألة الحوار؟ النظام السوري وإعلامه حتى اللحظة الأخيرة كانوا يشتمون الجامعة العربية و يقللون من شأنها، ثم فجأة تم قبولهم للمبادرة، وإن قبولهم هذا، فيه شيء من الغموض، هو نوع من ألاعيب النظام لكسب الوقت وتمييع الأزمة أو الإلتفاف على المبادرة، بطرق ملتوية، وهذا ماتنبه إليه وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم، عندما قال: “لا نقبل اللف والدوران والتحايل في هذه المبادرة”.
النظام يراهن على إرهاق الشارع، واللعب على عامل الزمن والإستفادة من المواقف الهزيلة من الدول العربية أولاً ،ومن تردد الغرب في اتخاذ موقف حاسم باتجاه النظام ثانياً.
أما المعارضة، فهي حائرة ومترددة في طلب الحماية الدولية بشكل واضح، وهي مازالت متململة في لم شمل الطاقات كافة، لتقوية المجلس الوطني السوري، وبالتالي الحصول على الاعتراف من دول العالم.
من جهة أخرى الشعب السوري يذبح، وينتظر الفرج من العالم لأخذ موقف نهائي من هذا النظام القاتل، ويصمم يوماً بعد يوم على التخلص منه بكل ماعنده، من قوة العزيمة والتحدي.
بعد فشل المبادرة العربية تقريباً، يبدو أن الأزمة السورية، ستدخل في دهاليز صعبة، ونهاياتها ستكون مجهولة، طالما النظام يعاند ويتمسك بروايته ولا يتخلى عن شخص بشار الأسد، ولايعترف بالشارع الثائر، سيكون مصيره كمصير كافة الأنظمة الدكتاتورية، وستنتهي بنهاية غير سعيدة.
أوسلو 10.11.2011
النظام وأزلامه، مازال يقنعون أنفسهم، على أنهم يدافعون عن البلد ويحاربون الجماعات المسلحة، وإن الإصلاحات على قدم وساق، تسير بوتيرة مناسبة، وأنهم يحاولون أن يحاورا أناساً يختارونهم بأنفسهم، ليصلوا إلى حل الأزمة.
بمعنى أنهم يفصلون حتى المعارضة على مزاجهم ولايعترفون بأي إنسان معارض ينطق بكلمة تغيير النظام أو إسقاطه أو تنحي بشار الأسد.،فمنذ ثمانية أشهر، و الإعلام الرسمي وقنوات النظام تستقبل أشخاصاً موتورين، مأجورين، من لبنان أو من الداخل، ليجاملوا ويتملقوا وينفخوا في النظام، ويرددوا عبارة “هناك مؤامرة على سوريا”، وأن سورية هي القلعة الوحيدة للمقاومة والممانعة في العالم العربي، ضد مخططات الصهيونية والإمبريالية، وإن الرئيس بشار الأسد هو صمام الأمان في منطقة الشرق الأوسط، و حامي حمى الأمة العربية.
كله وسواه مجرد كلام، بات الشعب السوري يمقته، ويدعو إلى “التقيؤ” عند سماعه، كونه مل هذه الأسطوانة المشروخة، التي استهلكت الكثير من الوقت و الإمكانات للشعب السوري.
النظام مصُر على أن روايته هي الصحيحة، ولاشيء غيره.
فإعلامه لا يستقبل أي معارض في الداخل، لإبداء رأي مفيد في هذه المرحلة، و لايريد سماع أي شيء يقترب من رموز حكمه، لذلك فهو مصر على استخدام أنواع الأسلحة كافة، ضد الشعب الأعزل ليثنيه عن عزيمته، و منعه من الخروج إلى الشارع للتظاهر، هذا بالرغم من تشدقه بأنه مستعد للحوار مع المعارضة، لا أدري كيف سيحاور المعارضة، وهو حتى هذه اللحظة لم يمهد إلى أي شيء يقربه من المعارضة والإعتراف به، وقد جاء مؤخراً على لسان بشار الأسد للصحافة الروسية،” أنه لايرى المعارضة، حتى الآن”.
من جهة المعارضة، وخاصة الشارع السوري الذي بدأ بمطالب بسيطة من استعادة الكرامة والحرية والديمقراطية في البدايات، بدأ يرتفع سقف مطالبه رويداً رويداً، حتى وصل إلى إسقاط النظام، وذلك بعد مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص، وفي هذه الأيام بدأ الشارع السوري يرفع سقفه إلى شعار إعدام الرئيس، كون الشارع يرى أن الذي يجري على الأرض فظيعاً جداً، وأن المسؤول الأول والأخير عن كل مايجري هو بشار الأسد، باعتباره رئيس البلاد، وقائد الجيش والقوات المسلحة.
السؤال الذي يطرح نفسه، كيف الوصول إلى حل للأزمة السورية، عندما يكون النظام السوري في واد، ومطالب المعارضة السورية في واد آخر؟، كيف ستوفق الجامعة العربية بين النظام والمعارضة في مسألة الحوار؟ النظام السوري وإعلامه حتى اللحظة الأخيرة كانوا يشتمون الجامعة العربية و يقللون من شأنها، ثم فجأة تم قبولهم للمبادرة، وإن قبولهم هذا، فيه شيء من الغموض، هو نوع من ألاعيب النظام لكسب الوقت وتمييع الأزمة أو الإلتفاف على المبادرة، بطرق ملتوية، وهذا ماتنبه إليه وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم، عندما قال: “لا نقبل اللف والدوران والتحايل في هذه المبادرة”.
النظام يراهن على إرهاق الشارع، واللعب على عامل الزمن والإستفادة من المواقف الهزيلة من الدول العربية أولاً ،ومن تردد الغرب في اتخاذ موقف حاسم باتجاه النظام ثانياً.
أما المعارضة، فهي حائرة ومترددة في طلب الحماية الدولية بشكل واضح، وهي مازالت متململة في لم شمل الطاقات كافة، لتقوية المجلس الوطني السوري، وبالتالي الحصول على الاعتراف من دول العالم.
من جهة أخرى الشعب السوري يذبح، وينتظر الفرج من العالم لأخذ موقف نهائي من هذا النظام القاتل، ويصمم يوماً بعد يوم على التخلص منه بكل ماعنده، من قوة العزيمة والتحدي.
بعد فشل المبادرة العربية تقريباً، يبدو أن الأزمة السورية، ستدخل في دهاليز صعبة، ونهاياتها ستكون مجهولة، طالما النظام يعاند ويتمسك بروايته ولا يتخلى عن شخص بشار الأسد، ولايعترف بالشارع الثائر، سيكون مصيره كمصير كافة الأنظمة الدكتاتورية، وستنتهي بنهاية غير سعيدة.
أوسلو 10.11.2011