صحفي كوردي من سوريا ، نشيط وفعال في المجال الصحفي ، اجرى لقاءات صحفية مع كبار المسؤولين في اقليم كوردستان ، صاحب اول موقع الكتروني للكورد في سوريا ، ومذيع في الاذاعة الالمانية ( القسم الكوردي) كان في مهمة صحفية مهنية الى اقليم كوردستان والتقته جريدة التآخي واجرت معه الحوار التالي.
*في البداية نرحب بك ونشكرك على اتاحتك لهذه الفرصة لنا ، ونتمنى منك ان تعرف قراء جريدتنا بشخصك الكريم ؟
-هذه المرة الرابعة التي ازور فيها اقليم كوردستان، ومدينة دهوك هي المرة الاولى وبصراحة احببت دهوك اكثر من المناطق الاخرى ، كوردستان كلها جميلة ولكن كان لدهوك معنى آخر ولا اعلم سبب ذلك، ربما يكون ان لهجتنا متشابهة اما هي الجبال التي تحيط بها لا اعرف! انا مرتاح جداً هنا ، قبل الآن كنت في زيارة لمدينة كلار التابعة لمحافظة السليمانية ونفس الشعور راودني ، ولكن تبقى دهوك هي الاجمل والاحلى ولها طعم آخر ، وعن سبب زيارتي هو عملي مع اكاديمية الاعلام العراقية وهي مشروع لمنظمة المانية تمول من قبل وزارة الخارجية الالمانية ، وعملي هنا هو تدريب الطواقم الصحفية لبعض الاذاعات المحلية واشاركهم بخبرتي واستفيد من خبراتهم ، وهدفنا هو تطوير الاعلام الاذاعي هنا في كوردستان والعراق.
*كيف وجدت الاعلام بجميع وسائلها من خلال وجودك هنا في اقليم كوردستان ؟
– بصراحة الفترة القصيرة التي مرت وبنهاية حقبة الدكتاتورية في العراق انجز فيها الكثير ، وخصوصاً في كوردستان هناك الكثير من الصحف والمجلات التي تطبع يومياً والعديد من قنوات التلفزيون المحلية والفضائية بالاضافة الى الاذاعات ( الراديو) ، ولكن هذا كم كبير واكثر من اللازم حينما تقارنها مع دول اخرى تجد الفرق والقياس الزائد عن الحد هنا في الاقليم ، فمثلاً عندما تقارنها مع المانيا فعدد سكانها 85 مليون نسمة واقليم كوردستان قرابة ال 6 ملايين شاهد الفرق هنا من حيث عدد السكان ورغم ذلك الجرائد والمجلات هنا اكثر بكثير من المانيا ، ويعتبر هذا خلل بالتأكيد ، وحسب وجهة نظري يستخدم الاعلام هنا لملئ فراغ ولاتاحة فرص العمل للشباب ، وللدعاية الحزبية وليس هناك اعلام حر في كوردستان انما هناك بعض المشاريع الاهلية الجريئة سواء في اربيل ام السليمانية وهناك نخبة من الصحفيين الاكفاء والجيدين في مجال امتهان العمل الصحفي ، ولكن رغم ذلك هناك نوعاً من الفوضى ولا اعرف السبب ؟ وما هو سبب هذا الكم الهائل من الاعلام والاعلاميين هنا ، ويتطلب هنا ان تكون هناك مؤسسات اعلامية لتوجيه الشعب وليس لتشويش اذهانهم، فالاعلام هنا للاسف يشوش ولا يوجه ولا يقوم بدوره من حيث تقديم المعلومات للمواطنين، وانما هناك محاولات جريئة مثل مشروع مؤسسة ” روداو” انه مشروع جريئ في اربيل وكذلك هناك مشروع ” آوينه” في السليمانية ، ويبدو هناك تصاعد في انجاز المشاريع الجيدة ، واتمنى ان يتابعوا طريقهم ويستمروا بالعطاء وانهم مبشرين بمستقبل واعد لاجل خدمة المواطنين وتوعيتهم .
*لنأتي الى مشروعك في موقع عامودا نيت الذي كان الموقع الريادي الاول بالنسبة للكورد في سوريا ، كيف بدأت بذور الفكرة واين انتهى بها المطاف ؟
– بصراحة كنت طالباً في بداية مرحلتي الدراسية الجامعية ، ووجدت انه ليس هناك اية مصادر عن الكورد في سوريا ، هناك كتب تتناول القضية الكوردية في العراق وتركيا ولكن بالنسبة للكورد في سوريا كنا نجد ان هناك شحة في المعلومات عنهم ، فكان هدفي الرئيس من خلال ذلك الموقع تعريف العالم بكورد سوريا، وبناء جسور ثقافية بينهم وبين الاجزاء الاخرى من كوردستان ، لان هناك كم كبير من المثقفين والكتاب والمبدعين لم يكن يعرفهم احد او يكون قد سمع بهم ، وخلال الموقع استطعنا ان نعرف كوردستان سوريا بالعالم وان نقول لهم ان هناك شعب كوردي وجزء من كوردستان في سوريا وكذلك استطعنا تعريفهم بتلك الشخصيات والابداعات الموجودة في ذلك الجزء الصغير من كوردستان ، واستطعنا ان ننجز شيئاً مهماً وخاصة بعد انتفاضة قامشلو عام 2004 ، استطعنا من خلال الموقع عرض مقاطع الفيديو والصور التي تظهر تعرض الشعب الكوردي هناك الى ممارسات بشعة على يد السلطات السورية ، واستطعنا ابراز معاناة الشعب هناك للعالم وهذا كان ابرز انجازاتنا وكان نصراً كبيراً لنا .
*اين وصل الموقع الآن ، حيث لا نشاهد اي تحديث للموقع منذ قرابة العامين ما هي الاسباب يا ترى ؟
– هذا صحيح والاسباب تكمن في انني اثناء عملي في الموقع ، كنت شاباً ولدي الوقت الكافي وكان هناك مجموعة تتعاون معي من ارض الوطن في عامودا والقامشلي ومناطق اخرى ولكن كما تشاهدون اليوم انطلقت مواقع عديدة ، حينها فكرت بالامر ملياً وقلت انه علينا تطوير الموقع ليحافظ على مكانته ، وتعلمون كان الموقع ريادياً في فترة ما ولكن بعدما انتشرت ظاهرة المواقع واصبح هناك كم هائل من المواقع التي تمثل الكورد في سوريا وغيرها ايضاً، قلت اذا لم اكن قادراً على تطوير الموقع وطرح افكار جديدة فالافضل ان يتوقف افضل من ان يكون تكراراً ويضيف رقماً على المواقع الاخرى ، بالاضافة الى انه ظروفي الشخصية لم تعد قادرة على تحمل اعباء الموقع، لان الموقع كان بتمويل شخصي مني انا وكان يأخذ جل وقتي ، وكانت هوايتي المفضلة وكانت هناك مساعدات شخصية من بعض الناس الخيرين ، ولا اقول هنا ان التمويل والضيق المادي هو السبب في ايقاف المشروع ، ولكن كما قلت انه اذا لم اكن قادراً على تقديم شيء مختلف من الناحية الفكرية والتكنولوجية والتقنية فالافضل ان اتوقف وتحت هذا الشعار وقفت الموقع ، وحافظت على الارشيف لان الموقع كان غني جداً بالملفات الكبيرة ومنذ اليوم الاول لانطلاق الموقع ولحد اليوم كل الملفات محفوظة وبأمكان اي شخص كان الحصول على المعلومات التي يرغب فيها من الموقع ، واعتقد اننا الفريدون في هذا الامر كوننا حافظنا على ارشيفنا بالكامل .
*كما ترون هناك ثورة في سوريا ، وسيحدث تغيير هناك باي شكل من الاشكال ، ما هو الواقع الصحفي الكوردي هناك وهل باستطاعتهم نقل الاوضاع هناك الى العالم الخارجي في ظل الحصار الاعلامي من قبل السلطات السورية على الاقل كوردياً ؟
– قبل فترة التقيت بصديق كوردي مقيم في فرنسا ، قال ان الفيسبوك اصبح الاعلام الاكثر استخداماً للكورد واصبح مصدرهم المعتمد للمعلومات، وخاصة الاعلام الكوردي السوري ، نعم هناك مواقع وهناك شباب مضحين يقومون باعمال جريئة لاخراج المعلومات من داخل سوريا الى الخارج ، ولكن ليس بالمستوى المطلوب ، حيث انه ليس هناك اية قنوات تدعم الكورد في سوريا من حيث الفضائيات وحتى الاذاعات ولهذا يصبح الاعلام الكوردي في سوريا اعلاماً ناقصاً وللاسف اقول ان الصوت الكوردي من سوريا يصل ولكن ليس بالقوة الكافية ويكون خافتاً .
*في واقع مثل سوريا من حيث ممارسة الظلم وقمع للحريات من قبل السلطات، وهجرة العقول والمبدعين الى خارج سوريا ، الا ترى ان المواقع الالكترونية لعبت دوراً جيداً في فترة من الفترات، حينما تكون الصحف والمجلات ممنوعة ولم يبق لديك باب سوى المواقع الالكترونية التي تدار من الخارج لايصال صوتك ؟
– للاسف ليس هناك في سوريا جريدة ورقية ولكن توجد نشرات دورية من الاحزاب الكوردية ، وفي بداية عملنا في الاعلام الالكتروني ، كانت هناك الصحافة الحزبية التي تسمح او لا تسمح للمثقفين والمبدعين بنشر آرائهم عبر وسائل اعلامهم سواء نشرات أم جرائد حزبية ، ولكن بعد ظهور الانترنيت والمواقع الالكترونية ومن خلال موقع عامودا وبعض المواقع الاخرى التي انطلقت من سوريا والخارج ، اصبح بامكان الكاتب الكوردي او لاي شخص كان بالتعبير عن آرائه بكل حرية وهذا اثر ايجابياً على حركة الصحافة ، واعتقد انه كان للاعلام الالكتروني دوراً كبيراً في انتفاضة عام 2004 في القامشلي ، وحتى في الاحداث التي تجري اليوم في سوريا فإن للانترنيت والمواقع دوراً كبيراً في نشر واظهار المعلومة للعالم .
* كلمة اخيرة تريد ان تضيفها ؟
-احب الحرية هنا في كوردستان واحب الامن والامان والطمأنينة ، واعلم ان لهذا الامن الذي ينعم به سكان كوردستان جهد كبير يبذل كل يوم ، واتمنى ان يصل المواطن الكوردي الى الحرية الكاملة ، حرية الاعلام ، حرية الفكر والتعبير وحتى حرية انتخاب الشخص المناسب ويكون الشخص المناسب في المكان المناسب هذا هو املي واعتقد ان طموحي هذا ليس مستحيل التطبيق وشكراً لكم على هذا اللقاء .