ولدى مراجعة برامج ومبادئ هذه القوى ، نجد أنها تتفق جميعاً على مبادئ عامة وعناوين عريضة، وهي سلمية الثورة ومدنية الدولة.
ولعل هذه المبادىء تجعلها غير مؤثرة بشكل فاعل على القرار السياسي للمعارضة، رغم أنها تمثل طيفاً واسعا من الحراك الشعبي، إذ أن المبادئ التي تنادي بها بعيدة عن الدخول في خانة «المساومات» إضافة إلى عدم خوضها في التفاصيل ، فجميعها لا تتطرق بوضوح إلى خصوصية الحقوق الكردية وبقية الأقليات القومية، وربما تعزز ذلك بغياب الأكراد أنفسهم عن الانخراط في هذه التجمعات التي تغيب عنها أيضاً رؤية واضحة لوضع المرأة في سوريا المستقبل، وإن كانت هذه الحركات ستحاجج بأن رؤيتهم للمرأة حاضرة ضمن التفاصيل التي تتضمنها المبادئ العامة.
وإنْ كان لها وجود على الأرض، لكن من دون أن يصاحبها امتداد في الخارج.
إضافة إلى أن وسيلتها الاعلامية الوحيدة هي «الفيسبوك».
حركة معاً: اجتمعت هيئة المؤسسين لحركة «معاً من أجل سورية حرة وديمقراطية» كهيئة مدنية تحت التأسيس بتاريخ 23/6/2011، واتخذت قرارا بالإعلان عن إنشاء الحركة على وسائل الإعلام المختلفة، وتنتظر إجراءات ترخيصها أصولا لدى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
وكلفت اللجنة التنسيقية للحركة الدكتور منذر بدر حلوم لإدارتها خلال مرحلة التأسيس، والدكتور منذر خدام كناطق إعلامي باسم الحركة.
وتعتبر «معاً» من اكثر الحركات المدنية علنية في نشاطها من حيث الافصاح عن أسماء أعضائها البارزين، ووضع ارقام هواتفهم في صفحة الحركة على الفيسبوك.
أيام الحرية: هو تجمع لحركات الكفاح السلمي و المقاومة المدنية اللاعنفية.
تشترك فيها العديد من الحركات التي سيأتي ذكرها بشكل مستقل في هذه الاستقصاء ، مثل حركة 17 نيسان والحراك السلمي.
تأسس التجمع في 1/10/2011 ليكون في كل يوم مفاجأة و في كل يوم حملة ميدانية ، حيث أنجزت على سبيل المثال صبغ بحرات دمشق وحلب باللون الأحمر، وحملة إطفاء الأنوار ، وتوزيع البيانات الثورية في الجامعات ، وارتداء اللباس الأسود ، إضافة إلى تحريك معظم التظاهرات الطلابية في الجامعات السورية.
ووفقاً للشعارات اليومية في صفحة «أيام الحرية» على الفيسبوك، فإن هدفها الرئيس يتمثل في العصيان المدني.
حركة ١٧ نيسان للتغيير الديمقراطي: تأسست في ذكرى استقلال سوريا هذا العام ، واعضاؤها مقربون من المحامي هيثم مناع ، وتنشط بشكل رئيسي في دمشق وريفها ودرعا.
وحسب ما جاء في ميثاق تأسيسها فهي تعتمد على أشكال مرنة ودينامية للانتساب والتفاعل، فهي ليست تنظيما مغلقا بل حركة مجتمعية، كما أنها تعتبر النضال الفعلي هو الشكل الأرقى للعضوية في الحركة، وليس الإجراءات البيروقراطية.
وأبرزت الحركة ثلاثة اهداف لا يمكن التهاون فيها ، وهي مدنية الدولة والمواطنة المتساوية لكل أبناء البلد ، وتحرير الأراضي المحتلة ، والشفافية.
وفي البيان التاسع للحركة الذي صدر في 20 تشرين الثاني الجاري ، كان لافتاً انتقادها لكل من النظام وأطراف في المعارضة «لدفعهما الشارع نحو الطائفية».
إن طبيعة البيانات التي تصدر عنها والمواقف التي تتخذها تشير إلى إمكانية تحولها مستقبلا إلى تنظيم سياسي ذو رؤية.
تجمع نبض: يطلق عليه أيضاً «تجمع الشباب المدني السوري»، وتم تأسيسه في 28 حزيران بنواة مؤسسة من 15 عضواً.
ويؤكد «نبض»على التزامه منهج الحياد السياسي.
ويتبنى التجمع هيكلية تنظيمية محكمة.
الحراك السلمي : هو إطار تنظيمي أنشأته مجموعة من الشباب السوري المؤمن بالعمل السلمي والمقاومة المدنية.
وتنفرد بموقفها من الجيش الحر ، فهي تعتبر أن «سلمية الثورة هي العامل الأول والأخير الذي أكسبها الشرعية والتعاطف الداخلي والخارجي.
والجيش الحر يجب أن يكون في خدمة استمرار الثورة الشعبية السلمية لا أن يكون قائدا لها.
فقيادة الرتب العسكرية لأية ثورة هو عسكرة للثورة، ونهايتها في وقت واحد».
الائتلاف الإسلامي المسيحي العلماني في سوريا «فجر» : تأسس في شهر تموز.
وهو ائتلاف فريد من نوعه ، إذ أنه يحمل اسم العلمانية بجوار ديانتين ، ويرفع شعار «الدين لله والوطن للجميع» الذي يعتبر يعبر عن هدف الائتلاف نفسه في فصل الدين عن السياسة.
تحالف غد الديمقراطي : يهدف إلى السعي مع جميع القوى الميدانية والسياسية لتعزيز العمل الميداني والإعلامي والسياسي لتأمين انتقال سلمي للسلطة.
ويتألف هذا التحالف من عدة قوى ، من أبرزها لجان التنسيق المحلية ، وحركة 17 نيسان، وتجمع نبض، وتنسيقية مصياف، واللجنة التنظيمية بحمص التي تنشط في 21 منطقة بمحافظة حمص.
تجمع شمس : ويعرف أيضاً باسم شرارة الخامس عشر من آذار، وهي وسيلة إعلامية تسعى لأن تقف على أرض علمانية في محاولة معالجة الأخبار السياسية للثورة، وهو منحازة بالكامل للثورة السورية, لذا يُقرّالتجمع من البداية «بتهمة الإنحياز».
حركة 5 شباط من أجل التغيير السلمي في سوريا : تعتبر أول حركة ظهرت في سوريا من أجل الثورة ، ويصل عدد أعضائها على الفيسبوك إلى أكثر من 50 ألفاً ، لكن معظم الاشتراكات في صفحتهم تعود إلى فترة شهر شباط الماضي.
وتهدف إلى التغيير السلمي ، كما تمنع التعليقات الطائفية على صفحتها.
تجمع الطريق للشباب المدني السوري: تجاهر بتأييدها للمجلس الوطني.
وإضافة إلى المبادئ المشتركة مع الحركات الأخرى في سلمية الثورة ومدنية الدولة ، فإنها تنفرد في جانبين : الأول هو مطالبتها بالتخلص من الميراث الاستبدادي للنظام السوري، وخاصة بما يتعلق بالحقوق الثقافية والسياسية للأكراد سوريا، والثاني هو التأكيد على حق المرأة في نيل كافة الحقوق التي يحصل عليها الرجل، ولا ينطلق الدستور من تشريع ديني بل من الاعلان العالمي لحقوق الانسان.
الحلقة المفقودة
المفقود في كل هذه التجمعات التي لم نذكر سوى جزء منها ، هو حركات خاصة بالمرأة السورية ، وقد لا يرى البعض ضرورة لذلك في المرحلة الحالية ، إلا أن تواجدها هام من ناحية إمكانية إرشادها للحركات والتجمعات الشبابية بتضمين بنود واضحة تخص المراة السورية، بما يضمن تعايش المجتمع، وصون الحريات الفردية، وحدود توافقها مع الحقوق الجماعية.
إلا أن الساحة لا تخلو تماما من النساء ، حيث هناك مبادرة نساء سوريات لدعم الانتفاضة تركز في برامجها على تحقيق مشاركة نسائية في مجريات الانتفاضة.
إعداد -«البديل»