بيان احزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا

منذ ان بدأ الحراك الشعبي المطالب بلاصلاح والحريات في 15 اذار الماضي ، تبنت احزاب الحركة الوطنية الكردية سياسة موضوعية قوامها الحفاظ على السلمي الاهلي في المناطق الكردية وتجنب الشعارات اللامسؤولة  مع التمسك والدفاع عن الحقوق القومية المشروعة لشعبنا ودعم وتأييد مطالب الشعب السوري بكافة مكوناته القومية والدينية في الاصلاح والتغيير وتحقيق التحولات الديمقراطية السلمية.
لقد تبنت احزاب الحركة الوطنية الكردية هذا الموقف المبدئي انطلاقا من حقيقة انها تشكل جزءا اساسيا وهاما من القوى الوطنية والديمقراطية في البلاد وان مصيرا واحدا يجمعنا في هذا الوطن، وأكدت على هذه الحقيقة  في العديد من البيانات التي اصدرتها ابان هذه الازمة حيث ادانت الاساليب القمعية والقتل في مواجهة المظاهرات السلمية في العديد من المدن والبلدات وطالبت النظام بالكف عن الحلول الامنية التي لم تؤدي الا للمزيد من سفك الدماء ، وبتبني الحلول السياسية السلمية مع اطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ووضع حد للفساد المستشري وتحقيق تغيير ديمقراطي حقيقي من خلال مؤتمر وطني شامل وسن دستور جديد للبلاد ينهي حكم الحزب الواحد ويفسح المجال امام التداول السلمي للسلطة عبر صنايق الاقتراع وانتخابات حرة ونزيهة .

وضمن هذه السياسة ايدت احزاب الحركة الوطنية الكردية بقوة الحراك الشبابي السلمي على مستوى سوريا عامة والمناطق الكردية خاصة واكدت دوما على ضرورة الحفاظ على الطابع السلمي للمظاهرات ورفع الشعارات الموضوعية التي تجسد مطالب الشعب بعيدا عن الديماغوجية .

وفيما يتعلق بالحقوق القومية للشعب الكردي فقد اكدت احزاب الحركة – كما جاء في المبادرة التي اعلنتها في اواسط شهر نيسان الماضي– على ضرورة حل القضية القومية للشعب الكردي حلا ديمقراطيا عادلا في إطار وحدة البلاد من خلال الاعتراف الدستوري بوجوده القومي كمكون رئيسي، وتأمين ما يترتب على ذلك من حقوق قومية.
ان احزاب الحركة الوطنية الكردية رغم سياستها الموضوعية هذه سواء لجهة إدانة الأعمال القمعية للسلطة ام في دعم ومساندة المظاهرات السلمية والحراك الشبابي او في مجال الحفاظ على الخصوصية الكردية والعمل بكل جد واخلاص في سبيل تأمين الحقوق القومية المشروعة لشعبنا، نقول رغم ذلك تعرضت ولازالت تتعرض لهجوم شرس من جانب اكثر من جهة تتحرك جميعها وفق اجندات لاتخدم مصلحة شعبنا بل تهدد السلم الاهلي في مناطقه باخطار جسيمة .

ان هذه الجهات المشبوهة ، بعد ان فشلت في زعزعة احزاب الحركة الوطنية الكردية عن خطها الوطني والقومي السليم وسياستها الموضوعية ازاء الازمة الراهنة ، تقوم الان بمحاولات مسعورة لاخراج الحراك الشبابي والشعبي في المناطق الكردية عن طابعها السلمي ودفع الامور نحو اراقة الدماء في المناطق الكردية .

وقد تجلى ذلك في الايام الاخيرة بكل وضوح من خلال دس اصحاب هذه الاجندات لعناصرها ضمن صفوف المتظاهرين لاثارة الفتنة وتشويه الطابــع السلمي للمظاهرات الشبابية وشعاراتها الوطنية الموضوعية ، ومحاولة حرفها عن مسارها الوطني باطلاق هتافات استفزازية غير لائقة  والتحريض على الهجوم على الدوائر الحكومية والاعتداء على الاملاك الخاصة لدفع الامور نحو الصدام والتوتير لتحقيق وتنفيذ اجندات لاتخدم مصالح الشعب السوري عموما والكردي خصوصا .


اننا في الوقت الذي ندين فيه هذه المحاولات المغرضة للجهات المشبوهة وهجومها الشرس على احزاب الحركة الوطنية الكردية ، نهيب بشباب الحراك الكردي بالمزيد من اليقظة والحذر تجاه العناصر المدسوسة واتخاذ خطوات حازمة للحيلولة دون تغلغلها بين صفوف المتظاهرين ومنعها من تحقيق اهدافها المشبوهة والاساءة الى الحراك الشبابي الكردي السلمي ..

وكلنا ثقة بان القائمين على الحراك الشبابي والشعبي العام يتحلون بالوعي والادراك بما يضمن الحفاظ على المسار السلمي والطابع الحضاري للمظاهرات .

 
4/ 8 / 2011

 احزاب الحركة الوطنية الكردية في سوريا

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…