ما هو الوضع بعد “مذبحة” رمضان؟
أعتقد ما ستفصح عنه الأيام القادمة أكثر فزاعةَ.
وبغض النظر عن التفاصيل ما حدث عمل وحشي وجبان.
معظم المصادر تؤكد الرقم 145 شخصممن قتلوا لهذا اليوم فقط.
وتذكر بعض المصادر ان العديد والعديد من الجرحى لا يتلقون العلاج في المستشفيات ويموتون في ظروف قاسية.
العديد يفضل الموت على سريره في المنزل من ان يعالج ويهان او يقتل من قبل شبيحة النظام.
الناس لم تعد تذهب للمستشفيات الرسمية وبعض الجرحى سيموتون للأسف في الأيام القادمة…
أما رد بشار بتلك الطريقة الجنونية الفظة فيراد بها إظهار قوته وبإنه لا يزال سيد الموقف وبانه بعيد بعد عن التفكير بالإستسلام.
لكن المراقبين يعتقدون إن هذه الزيادة في الوحشية هو علامة ضعف، والخوف ونفاذ الحلول العقلية لدى النظاملا القوة.
أن بشار هاجم حماة لأنها هي مدينة رمزية ايضاً، وخصوصا عشية شهر رمضان.
بشار يريد اظهار المثابرة وربما يعتقد أن حماة الرمزإذا إنكسرت فالمقاومة السلمية الشديدة البأس فيها ستنكسر.
للمرة الثانية في التاريخ تبين مدينة حماة حدود السلطة الهزيلة، وطبيعتها الحقيقية.
وأن الألوان المتنوعة للمقاومة المعنوية في هذه المدينة أصيلة في طبيعة أهلها.
للمرة الثانية ، أصبحت حماة الضحية للسياسة الوحشية والغير انسانية لآل الأسد.
وبشار لا يخاف من شيئ آخر سوف هذه الروح المعنوية الجبارة لدى كل السوريين وأهل حماة بشكلٍ خاص.
هذه الروح التي تتصقل أكثر وتظهر حيوية غير مسبوقة في شهر رمضان.
هو أظهار لضعف الأسد .
في الماضي كان النظام يقتصر على الأسلحة الخفيفة هل لهذا أصبحت حماة من جديد عرضة للإسلحة الثقيلة؟
نعم هذا لا شك فيه! أن حماة رفعت من اهبتها وقوتها ولم تستطع حتى الدبابات اسكاتها.
لقد زرتم في يوم الجمعة (29-07-2011) كاي دأورساي (وزارة الخارجية الفرنسية).
ماذا تتوقع من باريس؟
آراء معظم ما نلتقي بهم في باريس واضحة وعادلة وإنسانية منذ بدء الثورة.
وقد أدانت فرنسا دائما وحشية النظام وطالما دعت لاستصدار قرار من مجلس الأمن.
وفي وزارة الخارجية شاهدنا تأكيداً على ما سمعناه ونلمسه من الشعب الفرنسي.
نحن نتوقع من باريس بذل المزيد من الجهود ولا سيما مع بلدان الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي على نطاق أوسع لإدانة النظام بقرارٍ من مجلس الأمن واحالة الأسد الى محكمة الجنايات الدولية.
هناك الآن الأحداث في ضواحي دمشق وحلب.
هل هناك تعميم لهذا التحدي؟
إن الأحداث متواصلة في كل المدن الرئيسية و أهمية ذلك بالنسبة للمعارضة واضح ودقيق .
أن السخط الشعبي والإمتعاض الذي وصل درجة قصوى لا تراجع عنه وان النظام لم يستطع إخفاء ذلك وإدعاء ان الإحتجاجات لم تصل مدنٍ بعينها.
الآن هناك في دمشق وحلب عصيان مدني يومي ومستمر.
ويحتفظ النظام في تلك المدن بنخبة من قواته القمعية ، قادرة آنياً على قمع وحشي.
وعلامات ذلك التمرد الذي يحدث داخل الجيش نفسه.
حقيقة أن حالة هاتين المدينتين تبين أننا في بداية التعبئة العامة النهائية.
هل انت خائف من حرب اهلية؟
للأسف ، نعم.
يحاولالنظام على نحو متزايد، أن يفرق بيننا.
وقد كان هذا دائما سياسته ، ولكن هذه السياسة زادت في الآونة الأخيرة.
هناك مستويات عديدة تشير إلى إحتقانٍ في المجتمع لحساسية الوضع، والنظام لا يتوانى لفتح ثغرات لإفتعال المواجهة بين المكونات الطبيعية المتعايشة بسلام ووئام قويين من شأنها أن تؤدي الى حرب أهلية.
الامر يتوقف على المدة التي يبقى النظام الحالي في السلطة.
لكن الثورة السورية بشموليتها كل البقاع والمحافظات تبشر بولادة احتمالات أخرى لنضال الشعب السوري وأشكال أخرى للتعاضد الإجتماعي.
لماذا لا اتحاد (فدرالية) بين هذه المكونات على اساس جديد اكثر تطوراً وبأساً..
ولكن ليست هذه هي القضية الأولى على جدول اعمالنا.
لقد زار وفد من المكتب التنفيذي لـ” المؤتمر السوري للتغيير”( أنطاليا)، باريس بناءاً على دعوة من وزارة الخارجية الفرنسية، ضم كل من د.
رضوان باديني والسيد وجدي مصطفى.
التقى الوفد عدد من الفعاليات الشعبية والرسمية والصحافة، ضمنها لقاء مع قناة فرنسا 24 باللغة العربية.
وهنا ترجمة نص المقابلة التي أجرتها “لو نوفل ابزرفاتور” معد.
رضوان باديني
(الاثنين 1 أغسطس ، 2011)