وجدت غالبية كاسحة من قراء إيلاف على مدى الاسبوع الفائت، تخاذلاً عربياً ودولياً في حماية المدنيين السوريين من القوة المفرطة التي يمارسها نظام الأسد ضدهم، قبل أن تشهد الـ 48 ساعة الأخيرة تغيراً في بعض المواقف التي بدأت تخرج بنبرة أعلى لا سيما الموقفين السعودي والتركي الأخيرين.
قالتها الأغلبية الكاسحة من قراء “إيلاف” بلهجة حاسمة وقاطعة، وذلك في محيط الإجابة على سؤال الإستفتاء الأسبوعي للجريدة، حيث أعرب 82.19 % ممن شاركوا في الإستفتاء عن قناعتهم بأن العالم يقف صامتاً أمام الإستخدام المفرط للقوة من جانب الرئيس بشار الأسد في قمع الإحتجاجات المناهضة لنظام حكمه، بينما برأ 17.81% من القراء دول العالم من تهمة التخاذل في نصرة الشعب السوري في مواجهة دبابات وطائرات وشبيحة بشار الأسد.
طرحت “إيلاف” السؤال التالي على القراء: هل تعتقد أن المجتمعين العربي والدولي متخاذلان في حماية المدنيين في سوريا؟ نعم أم لا”، وشارك فيه 8364 قارئاً، إختار 6874 منهم الإنحياز للإجابة ب”نعم”، فيما آثر 1490منهم الإجابة ب”لا”.
وفي هذه الأثناء، وبعد مضي خمسة أشهر على بدء الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد، بدأت تتوالى خلال الـ 48 ساعة الماضية مواقف عربية ودولية بنبرة أعلى تجاه استمرار إراقة الدماء في سوريا، كان آخرها الخطاب الذي وجّهه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ورسالة تركيا.
أبرز المواقف العربية والدولية المستجدة
وجه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز كلمة تاريخية للشعب السوري، كان أبرز ما فيها استدعاء الرياض سفيرها في دمشق للتشاور، مبينا أن ما يحدث في سوريا هو أمر لا تقبل به السعودية، وأنها تقف مع أشقائها العرب من منطلق مسؤوليتها التاريخية.
وشدد على أن ما يحدث في سوريا لا تقبل به المملكة العربية السعودية ، ووصف الحدث بأنه “أكبر من أن تبرره الأسباب.
وصعّد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مجدداً اللهجة تجاه سوريا، قائلا إن صبر أنقرة إزاء القمع قد نفذ، مشيرا إلى أنه سيوفد وزير خارجيته إلى دمشق الثلاثاء لنقل رسالة “حازمة” للنظام السوري.
وانتقدت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان موقف تركيا من حكومة الأسد وعدم إدانتها عمليات القتل التي يتعرض لها المدنيون والأمن والجيش.
وقالت إن وزير الخارجية التركي “سيسمع كلاماً أكثر حزماً”.
ومن جانبه طالب الأمين العام للأمم المتحدة الرئيس السوري بالوقف الفوري لاستخدام القوة العسكرية ضد المدنيين فورا، في أول اتصال هاتفي منذ نحو ثلاثة أشهر، إذ إن بان كي مون كان يحاول التحدث مع الأسد، ولكن الرئيس السوري كان يرفض الرد على اتصالاته.
ويأتي الاتصال الهاتفي السبت بعد أيام من تغلب مجلس الأمن الدولي على انقسامات عميقة ليدين القمع الدامي للمحتجين المدنيين في سوريا، في أول عمل جوهري يقوم به المجلس بشأن الانتفاضة التي بدأت في سوريا قبل خمسة أشهر.
وفي تطوّر موازٍ، أعربت دول مجلس التعاون الخليجي عن قلقها البالغ حيال استخدام القوة ضد التظاهرات في سوريا.
وأصدر مجلس التعاون بيانا قال فيه إن دوله “تتابع بقلق بالغ وأسف شديد تدهور الأوضاع” في سوريا و”تزايد أعمال العنف والاستخدام المفرط للقوة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى”.
فيما دعت الحكومة السورية دول الخليج لإعادة النظر في مواقفها.
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما بحث مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي ومستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل استمرار القمع في سوريا، وأوضح أن الثلاثة اتفقوا على التفكير في “إجراءات إضافية” ضد الأسد.
أما الموقف الروسي فشهد تبدلاً بعد أن حث الرئيس ديمتري ميدفيديف الجمعة نظيره الأسد على تنفيذ إصلاحات عاجلة والتصالح مع معارضيه وإقامة دولة حديثة، وإلا فإنه سيواجه “مصيرا حزينا”.
المعارضة اللبنانية تتنفس الصعداء: و”أخيرا” ظهرت ردود أفعال
حمادة: القتل الجماعي يذكرنا بحملات صدام حسين
بدأ النائب مروان حمادة حديثه لـ”إيلاف” بـ”أخيراً ! ظهرت ردود أفعالٍ خجولة خلال ال 48 ساعة الأخيرة من مجلس التعاون الخليجي وأمين عام الجامعة العربية، إلى جانب كلام تركي أكثر حزماً”.
وأضاف: “حتى الآن، المجتمع الدولي والدول العربية لا تزال بعيدة عن الموقف المطلوب لحماية الشعب السوري من «القتل الجماعي» الذي يمارسه نظام بشار الأسد، والذي يذكرنا بحملات صدام حسين على الأكراد في شمال العراق والشيعة في جنوبه.
وهذه الفضيحة لا بد أن تجد من يضع حداً لها لدعم الشعب السوري وحمايته في حقوقه البديهية.”
ورداً على سؤال حول الموقف الأكثر حزماً المطلوب ان يتخذه المجتمعان العربي والدولي، شدد حمادة على أنه يتم عن طريق فرض العقوبات، ليس على الشعب السوري، بل على النظام السوري بشكل أكثر تشدداً من مجرد حظر الفيزا او تجميد الودائع.
وكان قد توجّه حمادة للشعب السوري بالقول: “إلى اشقائنا في سوريا نقول إن الصمت اللبناني والعربي والدولي لن يدوم، كذلك ان الخيار الأمني الذي اختاره حكام دمشق سيسقط حتما أمام إصراركم على الحرية.”
حوري: اعتذر من الشعب السوري عما اقترفته الحكومة اللبنانية
وقال عضو كتلة المستقبل النيابية النائب عمّار حوري في تصريح خاص لـ “إيلاف”: “لا شك بأن الموقف العربي والدولي تأخرا كثيراً، ولكنه تحرّك أخيراً.
ففي مرحلة سابقة، بدأ خجولاً، والآن أصبح اكثر وضوحاً.
فقد رأينا موقف مجلس التعاون الخليجي، والجامعة العربية والأمين العام للأمم المتحدة… بما معناه أن يتحرك أخيراً خير من أن لا يتحركّ.
والمطلوب دعم الشعب السوري على الأقل بالمواقف.
فلا أحد يطلب تدخلاً عسكرياً، ولا احد يقبل بهذا النوع من التدخل.
المطلوب دعم الشعب بالمعاناة التي يعيشها، ورفض الظلم الذي يتعرض له والقمع الذي يقع ضحيةً له”.
وأكّد حوري أنه وجّه في تصريح له “اعتذاراً من الشعب السوري عمّا اقترفته الحكومة اللبنانية في مجلس الأمن.
فالموقف اللبناني جاء معيباً، مخزياً، كمن يقول إنه ضد الشعب السوري ومع الجرائم التي ترتكب بحقه.” وقال: “اننا ضد التدخل في شؤون اي بلد عربي لكن انسانيّتنا وعروبتنا تفرض علينا التضامن مع الشعب السوري”.
وكان قد تنصّل لبنان العضو في مجلس الامن الدولي الاربعاء من بيان أصدره المجلس يدين حملة القمع التي تشنها سوريا على المتظاهرين إذ قالت مندوبته لدى المجلس إن “البيان لا يساعد على حل الاوضاع في سوريا لذلك فهو ينأى بنفسه عنه”.
واعتبرت الحكومة اللبنانية ان القرار الذي إتخذه لبنان في مجلس الأمن بالنأي بنفسه عن البيان الرئاسي في شأن الأحداث في سوريا إنطلق من موقف ثابت للبنان بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى لا سيما منها الدول العربية.
آلاف القتلى والجرحى والمعتقلين والنازحين
ووفقاً لتقارير منظمات حقوقية سورية فإن الإحتجاجات التي إندلعت في منتصف شهر مارس الماضي، أسفرت عن مقتل 1649 شخصا من المدنيين و389 جنديا وعنصر أمن، وإعتقال اكثر من 12 ألف شخص ونزوح الآلاف، و قتل نحو 300 شخص في مدن حماة ودير الزور، وجرح بضعة آلاف آخرين منذ بداية شهر رمضان المبارك، كان نصيب الليلة الأولى من الشهر الكريم وحدها 150 قتيلاً، ونحو ألف مصاب.
بالإضافة إلى تجميد أرصدة القذافي وأسرته ورموز نظامه ووضعها تحت تصرف المجلس الإنتقالي الذي يمثل الثوار في بنغازي.
إدانات حقوقية
حقوقياً، أدانت منظمات حقوقية مصرية أعمال القتل والإعتقال من جانب قوات الأمن والجيش السوريين ضد المدنيين، وأعربت المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان عن إدانتها البالغة لاستمرار النظام السوري وقوات أمنه في ارتكاب جرائمه بقتل المئات من المتظاهرين السلميين في عدد من المدن السورية، ومنها مدينة حماة والرقة، والاعتقالات المتكررة للآلاف من ابناء الشعب السوري المطالبين بإسقاط النظام والتغيير السلمي، وقالت في بيان لها حصلت إيلاف على نسخة منه، هذه الجرائم التي تتم يوميا ضد ابناء الشعب السوري، ايا كان الذي يقوم بها سواء من جانب ضباط الجيش أو من قبل “الشبيحة” كما تطلق عليهم وسائل الاعلام السورية، هي مسؤولية الدولة السورية بدءا من رئيس الدولة مرورا بوزير الدفاع وقادة الأجهزة الأمنية ، وعلى المسؤولين السوريين وقف استخدام إطلاق النار على التظاهرات السلمية، ووقف العنف بحق المتظاهرين السلميين.
ودعت المؤسسة إلى تشكيل لجنة تحقيق قضائية مستقلة ومحايدة ونزيهة وشفافة بمشاركة ممثلين عن المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية، تقوم بالكشف عن المسببين للعنف والممارسين له، سواء أكانوا حكوميين أم غير حكوميين، وإحالتهم على القضاء ومحاسبتهم.
فيما قالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان إن الوضع الحقوقي والإنساني فى سوريا يشهد انحدارا مستمرا، منذ اندلاع الاحتجاجات والتظاهرات المطالبة بإسقاط نظام بشار الاسد منذ مارس الماضي حيث يواجه المتظاهرون السلميون العنف والرصاص والاعتقال التعسفي، منتقداً الصمت العربي والدولي حيال ما يجري هناك.
وأضافت في بيان لها تلقت إيلاف نسخة منه، أن النظام السوري يصرّ على انتهاج لغة الرصاص و القتل بحق المتظاهرين السلميين وإغلاق كل قنوات الحوار الهادفة إلى الإصلاح، معتبرة أن موقف جامعة الدول العربية المتجاهل لدماء المواطنين السوريين مخزٍ، ما يعد استمرارًا للتواطؤ الذي انتهجته طيلة رئاسة الأمين العام السابق لها عمرو موسى.
وقدر عدد القتلى منذ إندلاع الثورة في مارس الماضي ب 1515 قتيلا مدنيا و نحو ثلاثة آلاف مفقود منذ أشهر، فضلاً عن عشرات الآلاف من المعتقلين.
المعارضة السورية: الصمت يزيد من وحشية الأسد
صمت لصالح إسرائيل
وحسب قول مأمون حمصي الناشط السوري المقيم في القاهرة لـ”إيلاف” فإن الشعب السوري محبط من الموقف العربي والدولي، مشيراً إلى أن هذا الصمت يزيد وحشية نظام الرئيس بشار الأسد ضد المدنيين، ويجعله يظن أن الصمت هو بمثابة ضوء أخضر لممارسة القتل ضد شعب سوريا.
ويرجع حمصي أسباب الصمت إلى أن اسرائيل تعتبر بشار الأسد حامي حدودها، حيث لم تطلق رصاصة على جبهة الجولان منذ نحو 40 عاماً، وبالتالي فهذه الجبهة آمنة تماماً، وليس من مصلحة اسرائيل أو اميركا إزاحة نظام الأسد من الحكم، لأن الغرب واميركا وحليفتها إسرائيل لا يضمنون أن يكون النظام الجديد مستكيناً وخاضعاً وخانعاً مثل نظام الأسد الأب الراحل والإبن بشار الحالي.
ولذلك لم تتعد الإدانة حدود الشجب والدعوة للإصلاح، في حين أن هذا النظام فقد شرعيته، ولم يعد الشعب يرضى بغير إسقاطه ومحاكمته على جرائمه ضد المدنيين.
ترخيص لبشار بالقمع والقتل
ووصف الناشط والصحافي السوري فهد المصري الصمت العربي والدولي بأنه “صمت القبور”، وقال لـ “إيلاف” إن النظام الحاكم في سوريا يفسر هذا الصمت على أنه ترخيص بالقتل والقمع، معتبراً أن هذا التخاذل العربي والدولي أدى إلى سقوط ثلاثة آلاف شهيد وجريح، بالإضافة إلى آلاف المعتقلين والمفقودين.
وهاجم المصري موقف الجامعة العربية، وأوضح أن زيارة الأمين العام للجامعة نبيل العربي لدمشق ولقاء الرئيس بشار الأسد تمت ترجمتها على أنها دعم له في قمعه ضد المدنيين، وهذا موقف يتناقض مع المبادئ الإنسانية، ويؤكد أن الجامعة العربية بيت الأنظمة الحاكمة وليست بيت العرب كما يقال، مبدياً دهشته من الموقف العربي الذي تحمس ضد القذافي وشجع الناتو على فرض حظر جوي على ليبيا وتوجيه ضربات لقوات القذافي لحماية المدنيين في حين يترك المدنيين السوريين فريسة للجيش بشار بطائراته ودباباته والمرتزقة المنضمين إليه من إيران وحزب الله.
ورأى” أنه من الخطوات الفعالة التي يمكن للأسرة الدولية وأضاف على الدول العربية والإسلامية القيام بها تجميد العلاقات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية وفرض حظر جوي وإقامة مناطق آمنة والتدخل الدولي لحماية المدنيين وتمكين مؤسسات الإغائة الإنسانية والدولية من تقديم المساعدات الإنسانية والطبية في المناطق المنكوبة مثل مدن حماة وحمص ودرعا وديرالزور وادلب وبانياس وغيرها وتمكين وسائل الإعلام الدولية من العمل بحرية في سورية لكشف الحقائق التي من شأنها دحض روايات وسيناريوهات النظام السوري عن وجود مسلحين ومخربين ومندسين وأن هناك مؤامرة “.
الموقف العربي متخاذل… والخليجي غير كافٍ
الناشطة والمعارضة السورية مرح البقاعي رأت في تصريح خاص لـ”ايلاف” أن “المجتمع العربي والاسلامي تقع عليهما المسؤولية الأكبر تجاه ما يحدث في سوريا.
والصورة التي هزّت العالم اليوم في دير الزور حين اختلط صوت تكبيرات المآذن في الفجر مع صوت المدافع والقاذفات التي تحاول اقتحام المدينة معتدية على المدنيين العزل في ساعة مبكرة من يوم الأحد، وتداخل ضوء الفجر مع نيران القذائف، تلك الصورة الصادمة هي نتيجة هذا التخاذل العربي الاسلامي، فلولا هذا الصمت العربي الاسلامي لما استطاعت عصابات الأسد وقواته الأمنية التمادي في قمع الشعب السوري العظيم إلى هذا الحد.”
وأضافت” أما عن الموقف الدولي، فلو جاء أكثر تواضعا من المطلوب، إلا أنه أرسل إشارات واضحة إلى النظام الأسدي بأن عاقبة ما يقوم به ستكون وخيمة عليه وعلى أعوانه من الإيرانيين.
واعتبرت “أنه كان للقائنا وزيرة الخارجية الأميركية السيدة كلينتون الأسبوع الفائت دور كبير في دفع عجلة الإدانة الدولية للنظام السوري” .
الموقف الدولي يريد “تغيير سلوك النظام وليس اسقاطه”
هوشنك أوسي الكاتب والصحافي المعارض أكد في تصريح خاص لـ”ايلاف” أن “الموقف الأوروبي والأميركي، متخاذل، ومبني على قاعدة ان الغرب، يريد تغيير سلوك وطباع النظام، وليس إسقاطه، خشيةً من البديل الذي ربما يؤثر سلباً في أمن اسرائيل.
ذلك ان نظام الاسد (الأب والابن)، هو أفضل من حافظ على أمن اسرائيل، طوال اربعة عقود.
لذا، نلاحظ ان المسؤولين الأميركيين يقولون: ان أوباما لا يقول “إرحل” لأي زعيم عربي، إلاّ مرّة واحدة فقط.
لكون هذه الكلمة، مكلفة، وهي المؤشّر لبدء الادارة الأميركيّة مخطط إسقاط هذا النظام.”
وعبّر أوسي عن اعتقاده” ان البيان الخليجي، والموقف الأميركي، هو الذي دفع رجب طيب أردوغان، الى التصعيد، بعد أن لمح نبرة عالية وحادّة من واشنطن وبرلين وباريس، والعواصم الخليجيّة.
اردوغان، يريد أن يقول: لن أكرر خطيئة العناد الذي ارتكبته، إبان التدخّل الأميركي في العراق.
ذلك أن أي تهاون أو تراخٍ او ممانعة في مساعي التدخل بخصوص إعادة ترتيب نظام مابعد بشار الأسد، سيكون لصالح أكراد سورية، مثلما كان في العراق.
واردوغان، وعبر جماعة الاخوان المسلمين، يسعى جاهداً للحؤول دون ذلك”.
لا بد من مبرر للتدخل الأجنبي
الدكتور هيثم بدرخان الناشط السياسي السوري قال في تصريحات خاصة لـ”ايلاف” إنه “لكي يتدخل المجتمع الدولي يجب ان يكون هناك مبرر للتدخل وبالإضافة الى ذلك يجب المطالبة بالتدخل من قوى في داخل البلد ونحن نرى ان المعارضة باكثرية اطرافها ضد التدخل الأجنبي والبعض الآخر يطالب في التدخل في اطار الإدانة.
ورأى أن “بما يخص الدول العربية رأى انها لم تخرج من بوتقة الصمت المعتاد والمواقف الخجولة وذلك لأنهم هم ايضا يدوسون كرامة المواطن في بلدانهم وكيف للجلاد ان يدين جلادا اخر ؟؟”.
التحرك العربي والدولي جاء… وان جاء خجولا
عبد اللطيف المنير الناشط السوري والكاتب المقيم في الولايات المتحدة الاميركية قال لـ”ايلاف” “دعينا أن لا ننكر أن التحرك العربي الذي أعلنته دول مجلس التعاون مجتمعة والذي سبقه بقليل الموقف الكويتي منفردا والشعبي، مع الموقف الشعبوي البحريني، ذلك بخصوص الشأن السوري والمذابح التي ترتكب بشكل يومي وعلى مدار الساعة، أنه جاء مباشرة وكرد فعل سريع على تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية، ولولا هذا التصريح لما كان تحرك أصلا من الدول الخليجية، لكن المهم أنه جاء وليس المهم أنه جاء خجولا أم متواضعا ولا المهم أنه لايتناسب مع حجم الجرائم أو ارتفاع عدد الضحايا، لكن المهم أنه جاء، وخير أنه اتى من أن لا يأتي.
والأهم من كل ذلك، أن أميركا تحديدا دونا عن المجتمع الغربي بدأت رفع الغطاء عن النظام السوري”.
واعتبر المنير” ان أميركا تعطي اشارات لدول العالم، وخصوصا الدول العربية، كي تبدأ بالتحرك وتكون أميركا داعمة اساسية ومؤيدة لهذا التحرك.
.
ويجب الإشارة إلى أن الموقف القطري من النظام السوري، والذي سبق هذا التحرك الخليجيي بأشهر لم يأت إلا بعد زيارة الأمير القطري إلى البيت الأبيض، وإن هذه الدول، كانت تنتظر هذه الإشارة الأميركية، حتى تتحرك.” ورأى” أنه من الآن فصاعداً سنشهد تصعيداً بالمواقف حتى لو جاءت متأخرة، وسنسمع عن مواقف اخرى أكثر موضعية تصب في مصلحة الشعب السوري وجواره، للإنتهاء من حالة التهديد والعصبية السياسية التي تنتاب المنطقة، ومن اجندات اقليمة يراد لها أن تمر عبر البوابة السورية.”
واعتبر الاعلامي والناشط السياسي الكردي السوري ابراهيم اليوسف في تصريحات خاصة لـ”ايلاف” ان من يتابع المواقف الدولية مما يجري في سوريا، ولاسيما بعد التدقيق في الخط البياني لتصريحاتها، فإنه سيتأكد بأنه-لامحالة- أمام تمثيلية ومخطط دوليين، على حساب الشعب السوري، برمته.
واعتبر أن التصريحات التي تصدر سواء، كانت على ألسنة الأميركيين، أو الأوروبيين، فإنها تأتي من قبيل التلاعب بالكلمات، لا أكثر، لدرجة أن ثمن كل تغيير طفيف، يترجم حتى في العرف الدبلوماسي هو مئات الأرواح التي تزهق من قبل النظام الأمني الاستبدادي في سوريا، وهي مواقف ليست خجولة، بل تدعو إلى الخجل.
وأضاف “إن تحدثنا، عن الموقف التركي، لوجدناه أكثر هذه المواقف مدعاة للاستهجان، فمن كان يسمع ويقرأ تصريحات القادة الأتراك، فإنه كان يخيل إليه بأن تركيا وحدها ستحسم الأمر، إلا أن الأمر بان على حقيقته، في نهاية الأمر، لنعلم أن كل ذلك كان لأهداف ” تجارية” بأرواح أبناء شعبنا، من أجل خوض غمار الانتخابات التركية، وإذا كان الطيب أردوغان يطرح نفسه “إسلامياً” فإن هذا ما يحمله موقفاً أخلاقياً مضاعفاً، فإن من يذبحون كالنعاج في بيوتهم، في دير الزور، وحماة، وحمص، ودرعا، وجسر الشغور، هم أخوته في الإنسانية والدين، وهو الذي تدغدغه أحلام الخلافة”.
المواقف العربية ستتسارع
وقال عضو اللجنة السياسية لمنظمة أوروبا ـ حزب يكيتي الكردي في سوريا مزكين ميقري في تصريح خاص لـ”ايلاف” إن “المصير الحزين الذي يتوقعه الرئيس الروسي ميدفيدف ورئيس وزرائه بوتين هو ما سيواجهه قريبا ديكتاتور سوريا ومن حوله من مستشارين ومساعدين، كون الرئيس ميدفيدف ربط توقعاته بمسألة الإسراع في إنجاز الإصلاحات وهو ما لن يتمكن بشار ومن معه من القيام به”.
واعتبر “ان ما صرحت به مستشارة بشار الأسد للشؤون السياسية والإعلامية بثينة شعبان اليوم قائلة “إن كان وزير الخارجية التركي قادما لنقل رسالة حازمة إلى سوريا، فإنه سيسمع كلاما أكثر حزما بالنسبة للموقف التركي” وانه لاشك أن مثل هذا الكلام وبهذه اللهجة هو نتيجة أمرين أولهما تأخر الموقف العربي الرسمي والدولي تجاه الجرائم التي ارتكبت و لاتزال ترتكب بحق الشعب السوري وثانيا نتيجة التخبط الذي يعيشه الحكم الديكتاتوري وانقطاعه عن العالم إعتمادا على إيران وإختياره الحل الأمني ـ العسكري أولا وآخرا”.
واكد ميقري “ليس لدي أدنى شك بأن الموقف التركي في ما يخص سوريا ليس موقف تركيا فقط.
وهاهي الجامعة العربية تعلن عن قلقها مما يجري في سوريا على لسان أمينها الجديد السيد العربي الذي كانت تصريحاته مخيبة للآمال قبل فترة قصيرة”.
وقال “ستتسارع المواقف الشعبية العربية وهو ما نعيشه الآن من قبل بعض الدول العربية وكذلك الدولية وسيتبعها بضغطها المواقف الرسمية.
وأمام النظام حسب إعتقادي الفرصة الأخيرة وهي الإعلان عن سحب الجيش فورا من كافة المناطق وإصدار قرار بوقف إطلاق الرصاص على المتظاهرين مباشرة تحت طائلة المسؤولية لمن يطلق طلقة واحدة، والسماح لكافة وسائل الإعلام العربية والأجنبية بالدخول إلى البلاد وكذلك في ما يتعلق بدخول هيئات المساعدات الإنسانية العربية والعالمية ومنظمات حقوق الإنسان التي تريد الدخول لسوريا، وختاما الإعلان عن إنتخابات حرة ونزيهة خلال بضعة أشهر وتحت مراقبة الهيئات الدولية التي تشرف على الإنتخابات في كافة دول العالم، وإعلان بشار الأسد على التلفزيون السوري، بعد أن يصرف مستشارته، بأنه سيسلم السلطة للشعب السوري وسيقبل بما سيقرره الشعب هذا إذا أراد أن يخفف من حزن المصير الذي سيواجهه حسب تصريح الرئيس الروسي”.
إيلاف