المثقف رأس الحربة في أي مجتمع وليس السياسي كما يظن الكثير من الكرد و المتثقافين وعامة الناس.
فالسياسي في طبعه التخريب ومفتعل للحروب يعيش على الخلافات والتناقضات ويجلب الويلات والدمار للشعوب وفي أكثر الأحيان هو سبب بؤس وشقاء الرعية فأي نظرة سريعة وخاطفة من إنسان عاقل على ما حوله والتاريخ سوف يكتشف هذه الحقيقة من تلقاء ذاته على عكس المثقف الذي هو باني الشخصية والدليل الهادي وبوصلة التقدم ومغير الأفكار ومحدث المجتمعات.
فمنذ الأزل كانت الثقافة والمثقف وجهان لأمر واحد لا وجود لأحدهم بدون الآخر فالمثقف بلا ثقافة وإنتاج ثقافي ومعرفي وتفاعل اجتماعي لا معنى له ولا ثقافة حقيقية ومنتجة أصلا بدون مثقف وموضوع اجتماعي وكل ما سيكون خلاف ذلك هو كلام فارغ لا يؤسس لشيء سوى للأمية المقننة والمقنعة كما هو مثقفو (طراطير) السياسة الآن الذين أوصلوا بالكرد إلى مؤخرة الشعوب على كل المستويات وحتى هذه المؤخرة لا شبيه لها ولم تسبقها أي مؤخرة على مر التاريخ كما يقول الكرد : Mala nokê , dido dane bi yekê , ew yek jî ne weke ya xelkê فكل هذا كان من صنع السياسي الكردي البائس والمتثاقف معه من أصحاب الفكر والثقافة الطرطوريزمية.
وإلا كيف لأحدهم أو أي عاقل يمكنه تفسير ما هو عليه الكرد من تشتت وتبعثر وضعف في البنيان العام فحتى القبائل والشعوب البدائية التي انفصلت قريبا من عائلة جده القرد في الغابات الإفريقية الآن هم بأفضل حال منا نحن الكرد.
فمن هو المسئول ولماذا لا يتجرأ إلى قول الصدق والحقيقة ليثبت أنه ابن أبيه والشعور بالذنب وانتقاد الذات على ما قام به هو أو غيره من فعل الموبقات والكبائر منذ عقود ويستظل بالعقلية الخشبية والإرث البالي وثقافة أنا الديك تحتل وجدانهم وحراكهم وهم يتقدمون الصفوف .
المثقف الحقيقي هو ضمير الأمة وصوت الحق وغاية الغايات يحرض المجتمع على ثقافة الإنجاز لا التطفل والإقصاء حتى وإن دفع ثمن أفكاره حياته أو أضاع كل عمره من أجل الحقيقة فكل قائد كاريزما وحركة مفصلية واكتشاف وتطور في البنيان والإنسان على مر التاريخ كان نتاج العقول النيرة والجريئة ولم يكن يوما من الأيام للمثقف الطرطور (المتثاقف) والتابع Benikê dûv hebanê من دور وتأثير في صنع أي تغيير بل كان دوما محل نقد وتوبيخ وإدانة على سلوكه ومواقفه ورؤيته الضبابية بسبب قبوله الذل والخنوع ممن حوله من ماركة السياسي الكركوزي والبدائي.
فما حال الكرد كان وكائن الآن سببه الأساسي هو تزاوج الثقافة الطرطوريزمية مع سلوك السياسي الكركوزي فخلقوا جميعا معا مجتمعا متفككا قشمري الثقافة والفكر والسلوك بلا معنى في كله وأفراده مستهلكون لا ينتجون إلا ثقافة العبودية فيدير الواحد منهم ظهره للقدر وينتهج سلوكيات ذات فعل تدميري له قوة عطالة كبيرة يفتت المجمع ويجهز على ما تبقى من الإرث النضالي والتاريخي للكرد بتفرده ونفاقه وشقاقه لصالح نفوس مريضة عصابية وجدوا أن الساحة فارغة ليس فيها من رقيب أو حسيب فتمادوا إلى حد الزنا يفعل ما يشاء دون رادع والمثقف الطرطور يتفرج وكأن الأمر لا يعنيه خوفا على مصالحه والآن بعد أن فرجت الأحوال على دماء الآخرين خرج من جحره كالفأر منتهزا الفرصة ليقول ها أنا ذا ولكن لا تنسى يا طرطور بأنك كنت متواريا في أيام العجاف ولك سجل ذاتي مخجل وعلى هامان يا فرعون.