والسؤال المطروح هنا وبقوة هو من المسئول عن تردي واستمرار الحالة الكردية المذكورة آنفا وديمومتها ؟ هل هم المثقفون الذين أيدوا فكرة انعقاد المؤتمر الوطني الذي يضم كافة الفعاليات الكردية المذكورة والذين عبروا عن آرائهم في كميا كردا وولاته مه التي مازالت هذه الأخيرة تحتفظ بآرائهم وصورهم على صدر جريدها الإلكترونية مشكورة ….
أم الذي يقف حجرة عسرة أمام انعقاد المؤتمر الوطني هي بعض الأحزاب الكردية المعروفة لدى الجميع ؟
والسؤال الآخر الذي نود طرحه هنا هو السؤال عن ماهية المناضل ؟ ويعود سبب طرح هذا السؤال لأن هناك من قال لنا من ساسة الكرد الذين التقينا بهم أثناء سعينا لانعقاد المؤتمر قالو لنا بأنهم هم وحدهم المناضلين من بين الشعب الكردي وهم وحدهم يمثلون هذا الشعب سياسيا دون غيرهم ؟
مع احترامنا الشديد لكل مناضل خدم هذا الشعب وفي أي موقع كان …..ولكننا في صدد المناضل نقول هناك فرق كبير بين مناضل ومناضل بكسر الضاد فهناك مناضل يناضل بكل ما يمتلك من إمكانات وقدرات وفهلوية لتحقيق مصالحه الشخصية وعلوي شأنه الشخصي و أناه المتورمة المعتلة المتخلفة على حساب حقوق شعب ومصير وطن … وهناك من يناضل من أجل قضايا وحقوق شعبه بصدق وأمانة وإخلاص ..
وبالصدق والإخلاص والأمانة يخلد المناضل اسمه في ذاكرة شعبه ويحقق ذاته و أناه بشرف وكرامة ….
فقد خلد البرزاني الخالد في ذاكرة الشعب الكردي لأنه ناضل بشرف وإخلاص من أجل حقوق شعبه وكرامة وطنه … فلم يناضل البرزاني الخالد يوماً لأن يكون وزيراً أو نائباً للرئيس في هذه الدولة العراقية أو تلك أو لتحقيق مكاسب شخصية أو مادية لعائلته أو أقربائه … فمن أجل ذلك خلد بشرف وكرامة في ذاكرة الشعب الكردي وهذا التوجه والخلود تنطبق على كلاً من قاضي محمد وشيخ سعيد البيران ونلسن مانديلا وغاندي وغيرهم من المناضلين …..
فمن الفضيلة والصواب أن يعترف الذين يعتبرون أنفسهم ساسة الشعب الكردي أن يعترفوا بأن هناك أزمة بنيوية تخترق مفاصل المجتمع الكردي عمقاً وسطحاً وشمولاً وأن يعترفوا إيضاً بأن حالة التبعثر والتشرزم السياسي والتفكك الاجتماعي هي من إنتاجهم وإنتاج أحزابهم ولم يكن للمثقفين الكرد أي دور في هذه الحالة … وأن يشعروا بالمسؤولية الأخلاقية اتجاه هذا الواقع المتهدم والمرير وأن لا يهدروا هذه الفرصة التاريخية لتحقيق مكاسب مشروعة للشعب الكردي فالتغير قادم في هذا البلد عاجلاً أم آجلاً وحدة الشعب الكردي هي الضمانة الوحيدة التي سيمكن الكرد من تحقيق حريتهم وكرامتهم وحقوقهم المسلوبة ….
ومن منطلق الشعور بالمسئولية الأخلاقية ندعو مرة ثانية القوى التي سببت في عدم انعقاد المؤتمر الوطني ندعوهم بالسعي إلى انعقاده ..
ويدعوا كافة الفعاليات السياسية والثقافية والشبابية والاجتماعية دونما إقصاء أو إبعاد …