الشبيح والكباب ؟!

سيامند ابراهيم

ظهر مصطلح الشبح في أمريكا في صناعة طائرة خارقة لا تكشفها الرادارات, ومنذ أسبوع أنتج الروس طائرة سوخوي أقوى منها, وهذا شيء غير مدعاة للفخر والاعتزاز؟! هذا تشبيح مقيت في صناعة ألة التدمير والقتل الإنساني؟! فكلاهما يبحثان عن بيع وتسويق هذه الأسلحة الفتاكة للعالم؟! وروسيا وأمريكا وتضاف إليهم تركيا التي تضرب بطائراتها الشبيحية مناضلي الشعب الكردي في كردستان, وأردوغان الشبيح التركي الأول بامتياز الذي أصبح شيخ الشبيحة في العالم, وأصبح مدعاة السخرية أمام الشعب السوري الذي رفعوا صورته, وعلم تركيا, لكن خاب ظن الشعب السوري فيه؟! وكأن كلماته وزعيقه لن أقبل بحماة ثانية, وحدثت حماة ثانية وثالثة ولا حياة لمن تنادي؟! ونستطيع القول بأن أردوغان شبيح مصالح الدولة التركية الأول قبل إسلامه ومواقفه الانتهازية المعروفة؟!
وفي سوريا الفساد أنتج التشبيح وبدأ من اللاذقية ووصل إلى درعا, حلب, القامشلي وغيرها من المحافظات؟! نعم تشكلت عصابات قوية تملك رأس المال والسلطة والسلاح تضرب الجمارك وتقتل منهم و لا رقيب أو حسيب, وكان جل عملها يهتم بتهريب السلاح والدخان والأدوات الكهربائية أما كيف بدأ والتشبيح عندنا في سوريا بدأ بالتهريب على كل المستويات, وظهر شبيحة آخرين على مستوى خارجي حيث توسع العمل إلى مستويات علية, نهبت المليارات من ميزانية سوريا؟!
وأخذ هذا المفهوم ينتشر على ألسنة السوريين, وفي الإعلام المرئي منذ بدأ الثورة السورية ضد الظلم والقمع والقتل لكل صوت ينادي بالحرية والعدالة في سوريا, والتشبيح السلطوي هو سلوك قمع الشعب, والفساد والنهب والسلب وتدمير الوطن؟!
أما النقطة الثانية من مفهوم الشبيحة عندنا ليس متعلق بالفساد, والنهب والضرب والقتل؟! لا بل هو تشبيح آخر مستمد من موروث ثقافة العشائرية والآغوية التي استمرت هذه الثقافة ونخر جسم وعقل وثقافة أحزابنا! كيف ؟
تنتسب بكل فخر وحب لقوميتك ولشعبك إلى حزب ما, وبعد أن تناضل مثلهم بل تقوم بمهمات أكثر منهم وتتعرض للاعتقال أكثر, وتعيش الفقر والعوز, والقيادي يملك الملايين, و يصرف ما يشاء من ميزانية الحزب ويوزع المال على هذا وعلى هذا الذي ينافق له من الحزبيين, والمثقفين وعندما تنقد قيادات هذا الحزب أو غيرهم ؟ حينئذٍ تبدأ ماكينة التشبيح الحزبوية في فتح أبواق الأسطول المجوقل من الحزبيين الصغار المخدوعين منهم بهذا السكرتير أو ذاك القيادي بنشر الأكاذيب على الناقد الذي ينقدهم, ويبين لهم أخطائهم الجسيمة؟! والشبيح الكردي هو ليس أولئك الملتفين والمعجبين بهذا السكرتير أو هذا القيادي؟
!  بل يتعدى ذلك إلى أعز أصدقائك تحديداً؟!  فصديق عمرك يتهمك بالعمالة لا لسبب فقط لأنك تنقد سكرتير حزبه؟! ومن لحظة نقدنا لهذه الأحزاب العتيدة, باستثناء الأحزاب التي خرجت وشاركت بفعالية مع الشباب (التنسيق, البارتي الديمقراطي الكوردي) والكثيرين من الناشطين السياسيين المستقلين والشخصيات الحزبية القيادية التي لم تتقيد بقرار أحزابهم بعدم المشاركة في التظاهرات, وخرجوا مرات عديدة لأن ضميرهم لا يطاوعهم أن يبقوا في منازلهم, ولا لأولئك الذين ينامون في منازلهم الفخمة, ويضعون سماعات الموسيقى في آذانهم التي تغني لهم:
 Xwarina kebaba çiqas xweşe li ber bayê hênik
 Di gel qanala Vîn reqs û stran u ciyê nermik
Xortno derkevin xwepêşindana
em li dû we ne bi gavin hêdik
Di pêşerojê  Cardin ciyê xwe bidin me
 Bi van destê xwe yên nermik
وعودة إلى ثقافة ومفهوم الشبيحة والتشبيح الذي دخل مسامات المجتمع السوري الكردي, فبعض القياديات الانتهازية الحزبية الكردية التي تشوه حركة الشباب السلمية فهم شبيحة؟! والقيادي  الكردي الذي يصف الكتاب الكرد الذين يخرجوا في التظاهرات ويصفونهم بالمتهورين ولهم أجندة مخفية فهم شبيحة بامتياز؟!
وأخيراً يجب على كل شخص أن ينزل من برجه العاجي, ويعرف أنه مهما كبر ومهما زاد ماله, وعشيرته, و ارتباطاته بالسلطة فهو لاشيء في نظرة السلطة, ستلفظه بدقيقة واحدة إن خرج من خط العمالة؟! وليفهم البعض من قادة الأحزاب الكردية الذين وقفوا ضدنا وأرادوا تشويه سمعتنا بأن ينزلوا من برج الأحلام إلى التظاهرات الشبابية و يتوقفوا عن هذه الندوات الجراحية المموهة الفاشلة ويقفوا برجولة مع شباب الحراك, ولا يكونوا انتهازيين ويضحكوا على الشعب بأنهم يبعثون شبابهم للتظاهرات السلمية.

 قامشلو

22/8/2011
siyamendbrahim@gmail.com

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، نحتفل مع الشعب السوري بمختلف أطيافه بالذكرى الأولى لتحرير سوريا من نير الاستبداد والديكتاتورية، وانعتاقها من قبضة نظام البعث الأسدي الذي شكّل لعقود طويلة نموذجاً غير مسبوق في القمع والفساد والمحسوبية، وحوّل البلاد إلى مزرعة عائلية، ومقبرة جماعية، وسجن مفتوح، وأخرجها من سياقها التاريخي والجغرافي والسياسي، لتغدو دولة منبوذة إقليمياً ودولياً، وراعية للإرهاب. وبعد مرور…

إبراهيم اليوسف ها هي سنة كاملة قد مرّت، على سقوط نظام البعث والأسد. تماماً، منذ تلك الليلة التي انفجر فيها الفرح السوري دفعة واحدة، الفرح الذي بدا كأنه خرج من قاع صدور أُنهكت حتى آخر شهقة ونبضة، إذ انفتحت الشوارع والبيوت والوجوه على إحساس واحد، إحساس أن لحظة القهر الداخلي الذي دام دهوراً قد تهاوت، وأن جسداً هزيلاً اسمه الاستبداد…

صلاح عمر في الرابع من كانون الأول 2025، لم يكن ما جرى تحت قبّة البرلمان التركي مجرّد جلسة عادية، ولا عرضًا سياسيًا بروتوكوليًا عابرًا. كان يومًا ثقيلاً في الذاكرة الكردية، يومًا قدّمت فيه وثيقة سياسية باردة في ظاهرها، ملتهبة في جوهرها، تُمهّد – بلا مواربة – لمرحلة جديدة عنوانها: تصفية القضية الكردية باسم “السلام”. التقرير الرسمي الذي قدّمه رئيس البرلمان…

م. أحمد زيبار تبدو القضية الكردية في تركيا اليوم كأنها تقف على حافة زمن جديد، لكنها تحمل على كتفيها ثقل قرن كامل من الإقصاء وتكرار الأخطاء ذاتها. بالنسبة للكرد، ليست العلاقة مع الدولة علاقة عابرة بين شعب وحكومة، بل علاقة مع مشروع دولة تأسست من دونهم، وغالباً ضدّهم، فكانت الهوة منذ البداية أعمق من أن تُردم بخطابات أو وعود ظرفية….