تحية كوردايتي…
ولكي تبقى الحقوق القومية لشعبنا الكوردي مصونة ومطروحة في الساحة السورية سواء رحل النظام أم لم يرحل، فلا بد من ترتيب البيت الكوردي وتوسيع دائرة المنضوين وتهيئته للتصدي لأي إحتمال من هذا القبيل أو ذاك، ولأنّ لسان حال الرأي العام الكوردي يقول لا بل يؤكد بأنّ واقع حال بيتنا هو غير مرتب وبات لا يحتمل أي تأجيل لمسار تكثيف الجهود صوب عقد المؤتمر المنشود الذي من شأنه وضع أسس ووسائل وقيادة هذه المرحلة المصيرية في ساحتنا المحفوفة بمخاطر حقيقية قد تهدد حقوقنا ووجودنا كشعب أصيل يعيش في مناطقه التاريخية جنبا إلى جنب مع باقي مكونات سوريا التي قد يداهمها سيناريوهات قد لا تخطر لا على البال ولا على الخاطر.
فإنني أعطي الحق لنفسي كجندي مجهول في صفوف الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي)، وأعتبر بأنّ قرار حركتنا بعقد مؤتمر وطني كوردي في الداخل السوري هو خطوة مسؤولة وفي الإتجاه الصحيح وقد أعطى الأريحية لنا جميعا ولقي الاحترام والتقدير والترحاب لدى فئات واسعة من شعبنا.
وبناء عليه وللتاريخ وليس لأي قبيل آخر سوى الصالح العام، ومن واجب التذكير بضرورة ترسيخ وتوسيع دائرة الإلتزام بالاجماع الكوردي وترجمته على أرض الواقع ولقطع الطريق على المصطادين في المياه العكرة وعلى راكبي الأمواج في هذه الأيام…، أناشد لا بل أطالب مسؤولي (أحزاب الحركة الوطنية الكوردية في سوريا) المعنيين قبل غيرهم بإنجاز هذا المؤتمر التوحيدي الضامن لحق الإختلاف البيني في إطار الكل التوافقي الضابط للجميع وبأسرع ما يمكن وبلا أي تأخير، أن يحتكموا لجادة صواب إحترام إرادة شعبنا التواق لرؤية حركته موحدة وقوية وقادرة على قيادة الشارع الكوردي بشبابه وشيبه وبكافة فعالياته الإجتماعية والإقتصادية والدينية و…إلخ، وفي هذا المجال وبما أنّ الغاية تبرر الوسيلة فليس بالوسع سوى التأكيد على وجوب كسب الوقت وتخطي الخلافات الثانوية وعدم تفويت الفرصة والإسراع في التواصل مع كافة المهتمين بالشأن لمراكمة الحراك الجماعي وللإتيان بمرجعية كوردية عاجلة لتتحمّل مسؤوليتها التاريخية في هذه المرحلة المصيرية التي تكتنف استحقاقات لا ينبغي إضاعتها تحت أية حجة كانت ومهما كلّف الأمر.
نوري بريمو