دعينا إلى اجتماع /شبه مؤتمر/ وكان المجتمعون تنسيقيات ومجموعات شبابية و مستقلين وأنصاف مستقلين, بدء الاجتماع وللأسف بدون افتتاحية وبدون أي مقدمة تستعرض المشروع الذي دعينا من أجله , ومن الوهلة الأولى بدأت المداخلات المأذون بها والغير مأذون بها, واتجه الحوار في كثير من الاتجاهات وبين فينة وأخرى أقول في نفسي :الموضوع سيكون هذا ثم يخذلني اختياري.
هل كان الاجتماع ليثبت بأنهم يهتمون بالقضية, ولديهم أفكار يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار, أم بتفكير منهم بأن القضية ستوحل بعيداً عن الأحزاب, أم لديهم دور في حل القضية جنباً إلى جنب مع الأحزاب, مع كل الاحتمالات سيعود الجميع إلى البيت ليقول كنت في اجتماع سياسي, الجميع بدون أي استثناء التنسيقيات والمجموعات الشبابية والمستقلين والمجموعات المهنية (أطباء , محامين , مهندسين..)
هذه هي الحياة في الثورة السورية وفي المنطقة الكوردية بالتحديد, فليكن جميع التنسيقيات والمجموعات الشبابية والمجموعات المهنية على دراية تامة (من وجهة نظري) بأن المسلك الذي يسلكونه ليس هو المطلوب في الثورات, فالثورة لا يقوم بها السياسيون بل الثوار وأسمهم كفيل بالشرح, بأنهم أشخاص من جميع المهن والطبقات والأفكار والإيديولوجيات ولكنهم يبغون التغيير بإمكانياتهم, فالثورة في جميع العصور كانت وما تزال غاية بذاتها, وبعد انتهاء الثورة في شكلها التقليدي تظهر على السطح الرغبات والطموح التي كانت مرجوة من الثورة في أشكال مختلفة شبابية, نقابية, مؤسساتية وسياسية, فالكل أصبح نتاج الثورة بعد انتهائها, أما نحن في هذه المرحلة نتاج الثورة قبل انتهائها, وللأسف جميع الأشكال اختزلت في شكل واحد وهو السياسة.
يمكن أن يفهم القول بعدم التنظيم, ولكن يوجد فرق بين التنظيم و السياسة, فالتنظيم يديره السياسيون وأيضاً الثوار ولكن كلً حسب المطلب الذي يبتغيه .
خلاصة القول بأن جني الثمار قبل أوانه يتلف المحصول, وأرجو من الشباب الذين رفعوا راية الثورة أن يكونوا تحت ظلها حتى نصل إلى موسم الجني كي لا يتلف .